الرئيسية / صحف ومقالات / البناء: الاحتلال يواصل العدوان على رفح والمقاومة تستهدف تجمعاته وتشتبك مع قواته.. واشنطن تكشف عن تعليق شحنة سلاح للكيان احتجاجاً على «معركة غير منسّقة».. تحوّل نوعيّ في جبهة لبنان: تدمير المنازل التي يستخدمها الاحتلال على الحدود
البناء

البناء: الاحتلال يواصل العدوان على رفح والمقاومة تستهدف تجمعاته وتشتبك مع قواته.. واشنطن تكشف عن تعليق شحنة سلاح للكيان احتجاجاً على «معركة غير منسّقة».. تحوّل نوعيّ في جبهة لبنان: تدمير المنازل التي يستخدمها الاحتلال على الحدود

كتبت صحيفة “البناء”: تتواصل الرسائل المعبرة التي تحملها استطلاعات الرأي لجهة الخط البياني الصاعد في تأييد الرأي العام الفلسطيني للمقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، مقابل خط بيانيّ صاعد لصالح تعاظم التيار الضاغط للمطالبة بالتدخل الفاعل لوقف الحرب على غزة بين الأميركيين، وخصوصاً الشباب والطلاب منهم، وبدء ظهور تراجع تيار مساندة الحرب في كيان الاحتلال للمرة الأولى إلى ما دون الـ 50%، حيث أجاب المستطلعة آراؤهم من صحيفة معاريف على سؤال الأولوية بين معركة رفح وقبول صفقة الاتفاق، بعدما وافقت عليه حركة حماس، بنسبة 54% لصالح أولوية إنجاز الصفقة ولو اقتضى ذلك وقف الحرب، بينما سجل 38% تأييدهم لمواصلة الحرب ولو على حساب صفقة تبادل.
هذا المسار الواضح في حركة الرأي العام عبر عن نفسه ثباتاً في أداء المقاومة التي تستند الى قوة التفوق الأخلاقي بموقفها المؤيّد لمقترحات الوسطاء لاتفاق وقف الحرب، بعدما نجحت بإدخال تعديلات تلبّي الحد الأدنى من شروطها عليه، وهي بذلك تذهب الى القتال دفاعاً عن رفح وشعبها معها، بينما واشنطن لا تبدو قادرة على توفير التغطية اللازمة لمعركة الاحتلال في رفح، فتكشف عن تعليق شحنة سلاح وذخيرة إلى الكيان تحت عنوان الذهاب إلى معركة غير منسّقة في رفح، فيما يبدو رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عالقا في معسكر الـ 38% الذي يؤيده رئيساً للحكومة، وبات اليوم هو المعسكر المؤيد لمواصلة الحرب، بعدما كان مؤيدو الحرب بعد الطوفان 94% وقبل ثلاثة شهور 74% وقبل شهر 57%.
بينما استمرّت معارك رفح، حيث يتقدم جيش الاحتلال في منطقتي المطار والمعبر، وتتصدّى له وحدات المقاومة، وتقصف تجمعاته بالصواريخ المتعددة الأنواع وقذائف الهاون الثقيلة، كما قالت بيانات كتائب القسام وسرايا القدس، كانت جبهة لبنان تسجل تحوّلاً نوعياً تمثل بما شهدته الجبهة من تدمير منهجي قامت به المقاومة بصواريخها الموجهة وطائراتها المسيرة الانقضاضية، يستهدف إضافة لمواقع الاحتلال وتحصيناته في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، المنازل التي يتمركز فيها جنود الاحتلال داخل المستوطنات الواقعة على الحدود.
تسلّمت السفارة الفرنسية الردّ اللبناني على الورقة الفرنسيّة تحت عنوان «خريطة طريق لتنفيذ القرار 1701 من رئيس مجلس النواب نبيه بري وانطلق من أن تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته هو مدخل الحل في الجنوب مع إضافة بعض التعديلات على بعض النقاط والمصطلحات التي كانت قد وردت في الورقة الفرنسية».
وفيما زار المبعوث الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، مصر، حيث التقى بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وتم البحث في الملف اللبناني سيقوم الموفد الأميركي أموس هوكستين بزيارة قريبة الى باريس للاجتماع بلودريان لمتابعة المراحل التي وصل إليها ملف الرئاسة في لبنان. وأعلنت الخارجية الاميركية أنها قلقة من توسّع رقعة الحرب إلى لبنان.
واستمرّ ملفا النزوح السوري وتطبيق القرار 1701 يتفاعلان من بيروت الى عين التينة ومن اليرزة وصولاً إلى واشنطن. وترددت معلومات أن البرلمان الأوروبي وافق على طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتخصيص الأموال لدعم لبنان وبناه التحتية على اعتبار انه يستضيف أكثر من مليون ونصف نازح. واشترط ميقاتي أن يمرّ التمويل عبر الحكومة اللبنانية بعدما كانت مؤتمرات بروكسل توصي بإقرار المساعدات المالية بشكل مباشر إلى اللاجئين.
إلى ذلك تستضيف بكركي اليوم اجتماعاً للمؤسسات المارونية وشخصيات مستقلة بحضور عدد من الوزراء أبرزهم عصام شرف الدين وهكتور حجار لعرض خطة إعادة النازحين.
وبينما بدأت الكتل النيابية بإعداد ملفاتها لجلسة المناقشة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري في الخامس عشر من الجاري، علمت «البناء» أن الكتل النيابية كافة سوف تحضر الجلسة، مشيرة في الوقت نفسه الى ان الجلسة سوف تتخللها مناقشة الاوراق التي اعدتها الاحزاب السياسية في شأن ملف النزوح، ولافتة في الوقت عينه الى أن الجلسة لن تشهد إقرار أي قانون يلزم الحكومة برفض هذه الهبة او قبولها بشروط، انما سوف تنتهي الجلسة بتوصيات حيال كيفية التعاطي مع ملف النزوح والهبة الأوروبية.
وحضرت تطورات الجنوب وملف النزوح عشية الجلسة في عين التينة. فقد زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط رئيس مجلس النواب نبيه بري، على رأس وفد ضمّ نواب اللقاء الديمقراطي حيث جرى عرض مختلف المستجدات والأوضاع الراهنة. وخلال اللقاء تطرق الوفد إلى ما يجري في فلسطين وكذلك في جنوب لبنان من عدوان إسرائيلي وحشي، وكان تأكيد على ضرورة حصول وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وتطبيق القرار الدولي 1701، لإعادة الاستقرار إلى الجنوب ومنع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما عرض الوفد مع الرئيس بري الورقة التي أعدّها الحزب التقدمي الإشتراكي في ما يتعلق بملف النازحين السوريين في لبنان، حيث كان تأكيد على أن تتم معالجة هذا الملف برؤية وطنية واحدة ضمن مؤسسات الدولة وبما تقتضيه ضرورة التعامل مع هذه القضية بعيداً عن التحريض والاستغلال، وضمن ما يحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن اللبناني.
وبحث وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا، الأوضاع في الجنوب وأهمية تطبيق القرار 1701، إضافة إلى تداعيات أزمة النازحين السوريين ودور الأمم المتحدة من خلال منظماتها في مساعدة لبنان على تجاوز هذه الأزمة.
كما ناقش بوحبيب مع المديرة العامة لشؤون الأونروا دوروثي كلاوس الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها لتغطية حاجات اللاجئين الفلسطينيين، بسبب الصعوبات المالية إضافة إلى التطورات العسكرية الحاصلة في غزة والتي تمنع المنظمة من القيام بدورها. هذا وجرى التطرق إلى أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان والدور الذي تلعبه الأونروا في استمرار رعاية اللاجئين الفلسطينيين.
والتقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم في مكتبه في اليرزة، قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفصح. وتناول اللقاء أوضاع المؤسسة العسكريّة والوضع الأمني العام في البلاد، كما تمّ التطرق الى التطورات في لبنان.
وعشية زيارة للجمهورية القوية الى مفوضية اللاجئين اليوم لتذكيرها أن لبنان بلد عبور لا لجوء، التقى وفد نيابي ضم نواباً من المعارضة الموسعة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة روزماري ديكارلو في نيويورك، وجرى البحث في القرار 1701 وكيفية تطبيقه خصوصاً في ظل ما يحدث في جنوب لبنان. كما تم التركيز على ملف النازحين السوريين لجهة إيجاد حلول قريبة تخفف من وطأة الأزمة التي يعيشها لبنان من جراء تداعيات هذا الملف.
الى ذلك، ينظم التيار الوطني الحر في تمام الخامسة والنصف من عصر اليوم وقفة احتجاجية في حديقة الإسكوا في بيروت، تأكيداً للتمسك بلبنان ووجوده، ورفضاً لكل المحاولات الخارجية لتصفية قضية النزوج السوري على أرضه ويلتقي وفد منه اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي غداً.
هذا وتخصص جلسة لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية لمتابعة النقاش في موضوع النزوح السوري والإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها بهذا الشأن في حضور وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي.
وشهد الجنوب اللبناني تصعيداً عسكرياً كبيراً، فلم تهدأ الغارات ولا استكانت المدفعية الاسرائيلية متسببة بسقوط عدد من الشهداء كما قضت على الأخضر واليابس في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق.
وتخطّت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية جراء القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان خلال سبعة أشهر، المليار ونصف المليار دولار، بحسب رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر، الذي بين أن 80 في المئة من هذه الإحصاءات تمكّنا من الوصول إليها عبر فرقنا الموجودة على الأرض.
ولا تشمل هذه التقديرات مجمل الأضرار اللاحقة وفق حيدر بـ«مناطق يصعب الوصول إليها» مع استمرار القصف، خصوصاً القريبة من الحدود.
ونفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت أطراف بلدة عيتا الشعب، والمنطقة الحرجية الواقعة بين عيتا الشعب ورامية. كما سجّلت غارة على الأطراف بين حولا ومركبا، فيما استهدفت مدفعية العدو أطراف الناقورة وكفرشوبا وحلتا وكفرحمام وبلدة يارون. واستهدفت طائرات العدو أيضاً تل نحاس في أطراف بلدة كفركلا، وكذلك تلة الغزلان في عرمتى في جبل الريحان، وعلى بلدة الخيام، حيث دمّرت مبنى ما أدّى إلى سقوط ثلاثة شهداء. وأدّت الغارات إلى اشتعال النار في الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب.
وادعى جيش العدو الإسرائيلي مساء أمس، أنه قصف موقعًا عسكريًّا لـ»قوة الرضوان» التابعة لحزب الله في «جبل رسلان» جنوبي لبنان.
وأعلن الحزب أيضاً عن استهدافه بصاروخ بركان مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت الإسرائيلية وحقق إصابة مباشرة. فيما أشارت وسائل إعلام العدو إلى أن «حزب الله استهدف قاعدة بيرانيت في الجليل الغربي بصاروخ بركان بعد وقت قصير من مغادرة وزير الحرب يوآف غالانت». كما استهدف حزب الله «موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانيّة المحتلة بالأسلحة الصاروخية»، و»إحدى المنظومات الفنية المستحدثة التي تمّ تثبيتها مؤخرًا في موقع العاصي بمحلّقة هجومية انقضاضيّة «درون» وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها».
وأشارت وسائل إعلام العدو في وقت سابق الى «حادثة على الحدود الشمالية أدّت إلى مقتل جندي احتياط وعدد من الإصابات، وأن حزب الله أطلق أكثر من 50 صاروخاً مضاداً للدروع على شمال «إسرائيل»».
وقال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت أثناء تفقده الحدود مع لبنان: «يبدو أن الصيف المقبل سيكون ساخنًا»، لافتاً إلى أن «العمليات في الجبهة الشمالية لم تكتمل».

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *