أفاد تقرير جديد نُشر في دورية “لانسيت” الطبية بأن التلوث كان له صلة بوفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015.
وأوضح التقرير أن جميع حالات الوفاة تقريبا وقعت في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، حيث كان التلوث مسؤولا عن نحو 25 في المئة من الحالات، وأن بنغلاديش والصومال كانتا الأكثر تضررا.
وكان لتلوث الهواء التأثير الأكبر، إذ أنه كان السبب في ثلثي حالات الوفاة جراء التلوث.
وسجلت بروناي والسويد أقل معدلات حالات الوفاة المرتبطة بالتلوث.
وأشار التقرير إلى أن معظم حالات الوفاة تعود إلى الإصابة بأمراض غير معدية لها صلة بالتلوث مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية وسرطان الرئة.
وقال معد التقرير، الأستاذ الجامعي فيليب لاندريغان من “كلية إيسان للطب” التابعة لمستشفى “ماونت سيناي” التعليمي في نيويورك، إن “التلوث هو أكثر من مجرد تحد بيئي. إنه يمثل تهديدا عميقا وواسع الانتشار يؤثر على جوانب عديدة من الصحة والرفاهية البشرية“.
وذكر التقرير أن عامل التهديد الأكبر، وهو تلوث الهواء، كان السبب في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر. ويشمل هذا التلوث في الأماكن المفتوحة، مثل الغازات والجسيمات الموجودة في الهواء، وأيضا التلوث داخل المباني، بدءا من حرق الوقود إلى الفحم.
وكان تلوث المياه هو ثاني أكبر عامل للخطورة، إذ أنه كان مسؤولا عن وفاة 1.8 مليون شخص. بينما كان التلوث في أماكن العمل سببا في وفاة 800 ألف شخص في شتى أنحاء العالم.
وأورد التقرير أن نحو 92 في المئة من حالات الوفاة هذه وقعت في الدول الأكثر فقرا. وتركز التأثير الأكبر في أماكن تشهد تنمية اقتصادية سريعة مثل الهند التي سجلت خامس أكبر معدلات الوفاة جراء التلوث، والصين التي جاءت في المرتبة الـ16.
وجاءت بريطانيا في المركز 55 من بين 188 دولة جرى قياس معدلات التلوث بها، متخلفة عن الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والدنمارك.
فقد سجلت بريطانيا نحو 8 في المئة من حالات الوفاة ذات الصلة بالتلوث (50 ألف شخص).
وقال الطبيب بيني وودز من “مؤسسة أمراض الرئة البريطانية” إن “تلوث الهواء وصل إلى نقطة أزمة على مستوى العالم. بريطانيا تعاني من معدلات أسوأ من العديد من البلدان في غرب أوروبا والولايات المتحدة“.
وأضاف وودز “أحد العوامل التي تُساهم في التلوث قد يكون الاعتماد على المركبات التي تعمل بالديزل والتي يُعرف أنها تُصدر مستويات أعلى من الجسيمات والغازات السامة“.
وأوضح أن “هذه (الغازات والجسيمات) تُسبب الإصابة بأمراض الرئة. ويكون الأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررا“.
وأعلنت إدارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية بالحكومة البريطانية أنه جرى وضع خطة بتكلفة ثلاثة مليارات جنيه استرليني لتحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الضارة.
وقال متحدث باسم الإدارة “سنوقف أيضا بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالديزل والبنزين بحلول عام 2040، وفي العام المقبل سننشر استراتيجية شاملة للهواء النظيف ستُحدد خطوات أخرى لمعالجة تلوث الهواء“.
وفي الولايات المتحدة، قد يكون التلوث مسؤولا عن أكثر من 5.8 في المئة من حالات الوفاة المرتبطة بالتلوث (155 ألف شخص).
وقال معدو التقرير إن تلوث الهواء يؤثر على الفقراء بشكل غير متناسب، سواء من يعيشون في الدول الفقيرة أو الغنية.
وأوضحت كارتي سانديليا، المشرفة على الدراسة من منظمة “بيور إيرث”، وهي منظمة غير حكومية، أن “التلوث والفقر وسوء الحالة الصحية والظلم الاجتماعي (عوامل) مرتبطة ببعضها البعض بشكل كبير“.
وأضافت أن “التلوث يهدد حقوق الإنسان الأساسية مثل الحق في الحياة والصحة والرفاهية والعمل الآمن وكذلك حماية الأطفال والضعفاء“.
وجاءت هذه النتائج نتاجا لمشروع مدته عامان.