اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه سيواصل السعي لكي يكون دائما منصفا “وانه لن تكون بعد اليوم مخالفات ولن تهدر حقوق احد”، لافتا الى انه اتخذ قراره في موضوع مرسوم الاقدمية لدورة “الانصهار الوطني” للتعويض ولو جزئيا عن الخلل الذي اصابها. وقال ان النقاش الحاصل اليوم حول الامر ليس لتحصيل الحقوق بل ان الامر يتعلق بصراع سياسي على امور اخرى.
وشدد الرئيس عون على اهمية التنسيق والتعاون بين الاجهزة الامنية، لافتا الى النتائج السريعة التي بدأت تظهر جراء هذا التنسيق ان كان عبر عودة اللبنانيين بكثافة الى لبنان للسياحة الموسمية او من خلال تبدل النظرة الخارجية للبنان الذي بات يتمتع بثقة دولية اكبر.
وركز رئيس الجمهورية على ضرورة مواصلة العمل لمكافحة الفساد، داعيا الى عدم الاخذ بالشائعات والى طرح الاسئلة والاستيضاح حول ما يقال عن هدر وسرقات حتى الوصول الى الحقيقة. وقال: “اننا نكافح الفاسدين والمرتكبين من دون تشهير لاننا لا نسعى الى شعبية من وراء ذلك”.
كلام الرئيس عون جاء امام القيادات العسكرية والامنية والعاملين في القصر الجمهوري ولواء الحرس الجمهوري الذين هنأوه يوم أمس بحلول الاعياد المجيدة.
وفد قيادة الجيش
وكان رئيس الجمهورية استهل لقاءاته مع القيادات العسكرية باستقبال قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من كبار ضباط القيادة.
والقى العماد عون كلمة قال فيها: “يطيب لنا فخامة الرئيس ان نزوركم في مناسبة الاعياد المجيدة، لما تحمله من معان روحية وانسانية شاملة، تدفعنا الى تجديد الانطلاقة الى الغد بعزم واصرار، مستنيرين بتوجيهاتكم الرشيدة ورؤيتكم الصائبة في استشراف المستقبل الواعد للمؤسسة والوطن.
فخامة الرئيس، لقد كان هذا العام استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى، اذ مر لبنان بمخاض صعب، لكنه في النهاية خرج منه معافى سالما، وقويا اكثر من اي وقت مضى. فعلى الصعيد العسكري والامني، استطاع الجيش بفضل بسالة ضباطه وجنوده وتضحيات شهدائه وجرحاه، متوجة برعايتكم المستمرة له، دحر الارهاب على الحدود الشرقية في عملية “فجر الجرود”، وبالتالي اخلاء لبنان من اي جسم ارهابي منظم يتموضع في بقعة من ارضه. ومع هذا الانجاز النوعي، بات الجيش يمسك بكامل الحدود اللبنانية.
اما على الصعيد الوطني العام، فقد اجتاز لبنان بفضل حكمتكم وحسن مقاربتكم للامور وخبرتكم الطويلة في هذا المجال، الى جانب جهود المسؤولين المخلصين، ازمة سياسية كبيرة ذات ابعاد محلية وخارجية متشعبة، انتهت بمزيد من التوافق واللحمة بين اللبنانيين، بعد ان ابديتم كل الحرص على جمع الشمل وترتيب البيت الداخلي وترسيخ الوحدة الوطنية، وهذا اكثر ما نحتاجه في ظل الصراعات الدائرة من حولنا.
فخامة الرئيس،
اننا في المؤسسة العسكرية لا نغمض العيون، ولا ننام على حرير الانجازات مهما علا شأنها، فمهمات الدفاع عن الحدود في مواجهة العدو الاسرائيلي وملاحقة الشبكات والخلايا الارهابية، والحفاظ على الامن، هي مهمات مستمرة في اي ظرف من الظروف، لاننا ندرك تماما انه في غياب الاستقرار الامني، تضيع المكتسبات الوطنية ويستحيل الكلام على اي نهوض اقتصادي او انمائي او اجتماعي. ونحن نراهن دائما على ثقتكم بالجيش ودعمكم اللامحدود له، وهذا ليس بالامر الغريب على فخامتكم بعد ان بذلتم اغلى سنوات العمر في خدمة هذه المؤسسة الوطنية العريقة ومن ثم قيادتها وترسيخ مكانتها وتطويرها على مختلف الصعد.
فخامة الرئيس، اسمى التهاني واخلص المشاعر الطيبة لكم ولجميع افراد عائلتكم الكريمة بمناسبة حلول الاعياد المجيدة، سائلين الله ان ينعم عليكم بموفور الصحة والعافية، ليبقى عهدكم الميمون، عهد سلام وطمأنينية وازدهار. كل عام وانتم بالف خير”.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد ومعايدا له، متمنيا ان يبقى لبنان محافظا على استقراره وسلامه في ظل الجهود التي يبذلها الجيش. وقال:” لقد دخلتم الى المؤسسة العسكرية بفعل ارادتكم واقسمتم اليمين وبقيتم اوفياء والبرهان على ذلك عدم تقصيركم باي مهمة، وان شاء الله تستمر هذه الروحية في الجيش الذي يخدم كل الوطن”. وتوجه الى اعضاء الوفد قائلا: “انسوا ما تسمعونه في السياسة، فالجيش هو الصامت الاكبر. هكذا تعلمنا ومارسنا مهامنا في الجيش، واذا ما تكلم فهو يفعل ذلك داخل مؤسسته لا خارجها واذ ذاك يكون كلامه مسموعا”.
وتابع الرئيس عون: “هناك امور صحيحة وغير صحيحة تحصل في المجتمع، الا اننا سنواصل سعينا كي نكون دائما منصفين”، مشددا على “ان ليس من حق احد ان يحسم سنتين من حياة الآخر المهنية وقد اتخذنا قرارنا في هذا الموضوع بغية التعويض، ولو جزئيا، عن خلل حدث، خاصة بعدما رأينا ان ثمة من هربوا وتسرحوا ثم اتخذت قرارات بترقية بعضهم لرتبة عميد، او ان ثمة من لم يتثبت في اختصاصه لانه رسب في الامتحان واذ به يتحول الى غير سلاح بعيدا عن اختصاصه ويتسرح، كذلك، برتبة عميد”. واضاف:” بعد اليوم لن تكون هناك مخالفات ولن تهدر حقوق احد. ان المقصود من النقاش الذي تسمعون في الخارج ليس تحصيل حقوقكم، وستظهر الايام المقبلة انه لا يتعلق بحقوق العسكريين، بل ان الامر يتعلق بصراع سياسي على مواضيع اخرى، وما نريده منكم الا تعلقوا على هذه الامور”.
وختم رئيس الجمهورية متمنيا لاعضاء الوفد اكمال مهامهم والبقاء اوفياء لقسمهم حتى انهاء خدمتهم، معربا عن ثقته بان العسكري يبقى عسكريا ووطنيا حتى بعد انهاء خدمته، ويبقى فكره صائبا.
وفد الأمن العام
ثم استقبل الرئيس عون وفداً من المديرية العامة للأمن العام برئاسة اللواء عباس إبراهيم الذي ألقى كلمة تهنئة جاء فيها:
” يسرُّني بإسمِ المديريةِ العامةِ للأمنِ العام قيادةً وضباطاً ورتباءَ وأفراداً، تهنِئتِكم لمناسبةِ عيدِ الميلادِ المجيد وحلولِ العامِ الجديد، والإعرابِ لفخامتِكُم عن خالصِ التهاني مقرونةً بأصدقِ المشاعرِ وأطيبِ التحيّات، راجينَ لفخامتِكُم دوامَ الصحةِ والتوفيق لتحقيقِ المزيدِ من الانجازاتِ مماثلة، نوعاً وكمّاً، لما تحققَ العامَ الماضي جرَّاءَ الفعَّاليةِ المميّزةِ لمؤسسَاتِنا الدستورية.
إننا في المديريةِ العامةِ للامنِ العام ملتزمونَ العملَ في المجالينِ الأمني والإداري لتكريسِ لبنان وطناً آمناً وفقَ النصوصِ القانونيّةِ، وحمايةِ نظامِنا البرلماني الديموقراطي، وسيشهدُ العامُ الجديد المزيدَ من الانجازاتِ في مختلفِ المواقعِ التي نعملُ فيها استناداً الى الصلاحياتِ والمهمّاتِ الموكلةِ إلينا”.
اضاف:” إنّ المديريةَ العامةَ للأمنِ العام في أعلى درجاتِ جهوزِيتها للتصدي للخطرين الإرهابِيَيْن، الاسرائيلي ونظيره المُتأسْلم، ونعملُ ليكونَ العامَ الجديد سنةً تعقّبِ هذينِ العدوّينِ بعدما نجحنا في مرحلتي التصدّي ثم المواجهة. امّا على الصعيدِ الاداري، فإنَّ الأداءَ في سائرِ المكاتبِ والدوائرِ والمراكزِ والنقاطِ الحدوديةِ البريةِ والبحريةِ والجوِيةِ سيكونُ مماثلاً في جودتِه وحرفيَّتِه مع الدولِ المتقدمة، لأنَّ لبنانَ وشعبَهُ يستحقانِ مجداً يليقُ بهِما وبحضارتِهِما.
كانَ عام ٢٠١٧ الذي نودِّع، عامَ الانجازاتِ على المستوياتِ كافةً برعايةِ فخامتِكُم، ونتيجةً للتعاونِ والتنسيقِ بينَ سائرِ المؤسساتِ الرسمية، وخاضَ فيها لبنان تجاربَ قاسية اثبتَت تمسُّكَ اللبنانيين بوطنِهم ونظامِهم الديموقراطي ووحدتِهم. وما كانَ ذلك ليتحقّقَ لولا إدراكِهم بالمُمَارسةِ واليقينِ أنَّ جديداً مُشرقاً ومُختلفاً قد تجلَّى جرَّاء تقديمِ الحوارِ على الخصومةِ بينَ سائرِ المكوّناتِ السياسيّةِ وقِواها”.
وختم:”إذ نعاهدُكم واللبنانيين على الوفاءِ بقسَمِنا الوطني وتقديمِ كلِّ التضحيات، نتمنى عاماً سعيداً بوحدتِنا وتنوّعِنا الديموقراطي الذي شَكّلَ فرادةً سياسيّةً واجتماعية ميّزت لبنان على الدوام بينَ غيرهِ من الدول”
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون على كلمة اللواء ابراهيم مهنئا مؤسسة الأمن العام على المهمات التي انجزتها بالتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية، وقال: “جميعكم تبذلون الجهد اللازم بضمير مرتاح وارادة قوية وعناد صلب، لتنفيذ المهمات الصعبة. مر لبنان بالفعل في فترات صعبة جداً وظل ينعم بالأمن والاستقرار. ولولا صلابتكم وتميزكم بعدم الانحياز وارتباطكم بضميركم المهني والقسم الذي أديتموه، لما كان الوضع على ما هو عليه الآن. لذا اجدِّد لكم تهنئتي على هذه الروحية والارادة التي تتميزون بها”.
وفد قوى الأمن الداخلي
ثم استقبل الرئيس عون المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد من القيادة جاء مهنئاً بالأعياد. وألقى اللواء عثمان الكلمة التالية:
” فخامتكم رأس هذه الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وقائد عسكري متميز. نعرف قدراتكم الكبيرة ورعايتكم لقوى الأمن الداخلي التي تأسست قبل 156 سنة. نحن نقوم بواجباتنا كاملة للحفاظ على البلاد. رعايتكم لنا مستمرة، ونحن لدينا خطة استراتيجية لتطوير قوى الامن الداخلي، مبنية على رؤية واضحة شعارها “معاً نحو مجتمع اكثر امناً”. وكما لدى مؤسسة الجيش شعارها، نحن اخترنا ان يكون شعارنا خدمة، ثقة، وشراكة. الخدمة تحصل من العمل المتواصل الذي تقوم به المؤسسة الأمنية لكشف كل الجرائم بالسرعة اللازمة، وهو ما لاحظه الجميع في الفترة الماضية. عندما نؤدي خدمة مهمة للمواطن بحمايته وحماية ممتلكاته واعادة الحقوق لأصحابها بالسرعة اللازمة، نكسب بهذا الشكل ثقته، وفي النهاية نتحول الى شريك في الامن. الشراكة ضرورية مع المجتمع كون عديدنا الى الان، وحتى في المستقبل، لا يمكن ان يتجاوز نسبة 1 % من عدد السكان. في الخطة الامنية التي نعتمدها حالياً في فترة الأعياد، يسهر عناصرنا على حفظ الأمن عند الكنائس. وبمناسبة رأس السنة وضعنا خطة أمنية كبيرة، وهناك نحو 11 ألف عنصر اضافي سيكونون قرب المراكز السياحية ويقيمون حواجز للحفاظ على امن الناس”.
رد الرئيس عون
ورد الرئيس عون مهنئاً بدوره قوى الأمن الداخلي بمناسبة الأعياد، ومؤكداً ثقته الكبيرة بهذه المؤسسة التي “اظهرت جدارة وخصوصا في مجال مكافحة الاجرام، لأن الكشف السريع عن الجريمة يمنح ثقة لكم وللمواطنين الذين يطمئنون الى الاجواء الامنية”، مشيراً إلى أن “التنسيق الذي اوصينا به بين مختلف الاجهزة الامنية يعطي نتيجة افضل”. ولفت إلى النتائج السريعة التي بدأت تظهر جراء هذا التنسيق “ان كان عبر عودة اللبنانيين بكثافة الى وطنهم للسياحة الموسمية، أو من خلال تبدل النظرة الخارجية الى لبنان، حيث بات هناك ثقة اكبر بنا تشهد عليها المواقف دولية”. واشار رئيس الجمهورية الى ان الاحداث التي رافقت اعلان رئيس الحكومة استقالته، زادت الثقة الداخلية والخارجية بنا، “وتعاون معنا العالم كله كي نتخلص من هذا الوضع الذي كان خطرا جداً، وقلة يمكن ان تعرف الى اين كان سيوصلنا. ولكن الحمد لله بالهدوء والتعاون مع كل الاجهزة وصلنا الى نقل القضية الى العالم كله لنتمكن من حلها”.
وتمنى ان تواصل قوى الامن الداخلي العمل بضمير مهني وارادة صلبة وعناد لإنجاز المهمات الصعبة، معتبراً أنه من دون هذه الارادة والضمير المهني، تصبح المهمات اكثر صعوبة.
وفد امن الدولة
واستقبل الرئيس عون بعد ذلك المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا على رأس وفد من الجهاز. والقى اللواء صليبا كلمة جاء فيها: “يسرّني ان اوجّه اليكم كلمة من القلب، باسمي واسم زملائي الضباط في المديرية العامة لأمن الدولة، لمناسبة حلول الميلاد المجيد والعام الجديد، الذي نتمنى ان يبزغ فجره المشرق في ظل ادارتكم الحكيمة.
جئنا اليكم في هذه الزيارة لنضع بين ايديكم وعدا وعهدا. وعدنا ان نبقى جنودكم الاوفياء، الساعين الى حفظ الأمن في لبنان، وحماية الدولة ومؤسساتها من الفساد والارهاب. وعهدنا لكم ان نظل ملتزمين توجيهاتكم الوطنية الحكيمة، مهما اتسعت دائرة الضغوط الاقليمية والتحديات الداخلية.”
اضاف: “لقد اخترنا في امن الدولة شعارا لاستراتيجيتنا الامنية للعام 2018، هو”المضي قدما برغم كل شيء”، وهو من وحي نهجكم ومبادئكم التي لا تقبل المساومة او التنازل في الامور الوطنية التي تمس بمصلحة لبنان واللبنانيين.
فخامة الرئيس، امام مواقفكم الاخيرة ذات الوقع العظيم، صفّقت الارزة جذلى، وشمخت جبالنا فخرا بكم، لأنكم اعدتم لبنان الى لبنان، والى جميع اللبنانيين.” من جديد نقول هنيئا لنا بكم، وكل عام وانتم والعائلة الكريمة بخير وعافية. عشتم فخامة الرئيس، عاشت امن الدولة، وعاش لبنان!”
الرئيس عون
ورحب الرئيس عون بالوفد متمنيا ان يعيده الله على اعضائه بالخير والامن والطمأنينة ومثنيا على الدور الذي تقوم به مديرية امن الدولة. وتوجه رئيس الجمهورية لاعضاء الوفد بالقول:” ان دوركم مهم جدا لاسيما وانكم قمتم بدور امني بالاضافة الى مهامكم الاساسية التي ترتبط، بالدرجة الاولى، بمحاربة الفساد حيث يجب ان تتشدووا وتتحلوا بارادة وعزيمة. ان كل الناس يشكون من الفساد القائم على مستويات مختلفة، وبعضها على مستوى عال، ونأمل منكم ان تحققوا النتائج، فتحدوا من ذلك. واني مدرك لصعوبة مهامكم وما تتطلبه من بذل المزيد من الجهود بغية التوصل الى حل هذه المعضلة القديمة والمتفاقمة، لاسيما وان لبنان تراجع بحسب المؤسسات الدولية التي تحدد نسبة الشفافية في الدول الى المرتبة 130 بعدما كان يحتل المرتبة 63 في العام 2005 .
وابدى الرئيس عون ثقته بايلاء اعضاء الوفد ضميرهم المهني الاولوية في عملهم، مشددا على اهمية المثابرة فيه، واصفا مهمتهم بانها اصعب من ملاحقة الجرائم.
وفد الجمارك
واستقبل الرئيس عون وفدا من المديرية العامة للجمارك برئاسة المدير العام بدري ضاهر الذي القى كلمة جاء فيها: “جئنا ووفد الضابطة الجمركية للتقدم منكم بأـطيب التهانيبعيدي الميلاد ورأس السنة، وكل عام وانتم بخير. نود ان نطمئنكم، بمناسبة الاعياد، ان العيد عندنا يكون من خلال ضبط الحدود ومضاعفة الرقابة ومكافحة الفساد والرشوة، وقد تمكنّا من تحقيق انجاز بهذا الخصوص خلال هذا العام المنصرم. فعلى صعيد الرسوم، تمكنا من تخطي مبلغ مليار ليرة من الجباية من آذار الى اليوم. وبخصوص مراقبة الحدود وضبطها فاننا وضعنا خطة استراتيجية تحتاج الى دعمكم ومجلس الوزراء خصوصا في ما يتعلق بمسألة التجهيزات التكنولوجية. وفي جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، تم اقرار تطويع 400 عنصر، الأمر الذي يرفع عدد المتطوعين الذين سيتم قبولهم نحو 853. ومن شأن ذلك ان يسهم ايضا في مضاعفة الجباية.”
اضاف: “ان النقلة النوعية التي نعمل عليها بتوجيهاتكم من شأنها ان ترفعنا الى مصاف الجمارك الأكثر تطورا في العالم. ونحن اذ نشكركم على الدعم الذي تولونه لنا، فاننا نتطلع الى مواصلة هذا الدعم في السنة المقبلة، متمنين لكم سنة مجيدة.”
ورد الرئيس عون بالقول: “نهنئكم على المهمات التي توليتم القيام بها، والتي ادت الى مضاعفة مداخيل الدولة. ونهنئكم بصورة خاصة على القائكم القبض على مهربي المخدرات التي تتفشى بكثرة اليوم بين الشبيبة ووصلت الى طلاب المدارس والجامعات وباتت الوقاية منها امرا صعبا وهي تبدأ معكم. وهناك وقاية ثانية يجب ان تطاول بعض المختبرات التي تقوم بتركيب انواع من المخدرات. هناك يجب ملاحقة مروجي المخدرات فيكون الامر افضل.”
اضاف: “انطلاقا من هنا فإن اول ما يجب ان يتحلّى به الجمركي هو الضمير المهني. ومن الافضل الّا يدخل احد في التجربة لأنّ من الصعب التخلص منها.” وقال: “نحن لن نتأخر بتلبية طلباتكم للتزود بالتجيزات اللازمة خصوصا اجهزة “سكانر” لتغطية حاجاتكم، في اسرع وقت في مجلس الوزراء.”
المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ولواء الحرس الجمهوري
واستقبل الرئيس عون بعد ذلك، بحضور اللبنانية الاولى السيدة ناديا الشامي عون، موظفي المديرية العامة لرئاسة الجمهورية والاعلاميين المعتمدين فيها، وقائد لواء الحرس الجمهوري العميد سليم فغالي على رأس وفد من ضباط اللواء.
الدكتور شقير
والقى المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير كلمة عدد فيها الانجازات التي حققها العهد اكان ذلك على الصعيد الامني والتصدي للارهاب ودحره، او في القضايا الاجتماعية والاقتصادية بعد اقرار الموازنة وسلسة الرتب والرواتب واطلاق التنقيب عن النفط، او على صعيد اقرار التعيينات وقانون الانتخابات واطلاق المشاريع الانمائية في مختلف المناطق اللبنانية على قاعدة الانماء المتوازن، او على صعيد السياسة الخارجية في ضوء المواقف التي اتخذها رئيس الجمهورية ازاء العديد من القضايا الاقليمية والدولية وآخرها قضية القدس، متمنيا ان تتواصل مسيرة الانجازات في السنوات المقبلة.
وتوجه الى الرئيس عون والسيدة الاولى والحضور بالتهنئة بالاعياد المجيدة، وبالشكر الى العاملين في القصر الجمهوري ولواء الحرس الجمهوري قيادة وضباطا وافرادا، والى الصحافيين المعتمدين على الجهود التي يبذلونها في سبيل انجاح عملهم متمنيا لهم دوام العطاء.
الاستاذ شلالا
ثم القى رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا الكلمة الاتية:
“فخامة الرئيس، حضرة اللبنانية الاولى،
اتوجه بداية اليكم والى افراد عائلتكم الكريمة بأطيب التهاني بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، واسأل الله ان يعطيكم على الدوام الصحة والحكمة التي عرفتم بها في خلال عهدكم. سنة مرّت، شعر فيها جميع اللبنانيين، ومن مختلف الانتماءات السياسية والطائفية، ان هناك اباً ساهراً على مصالحهم وامنهم واستقرار البلاد. امور ومطالب واحلام كثيرة تحققت في انطلاقة هذا العهد الواعد، وساد التفاؤل حيث كان المراوحة والاستسلام واليأس يحيطون بحياة اللبنانيين. وعدتم وانجزتم، فكان منكم العمل والمثابرة والتعاون مع كافة المسؤولين، ومن الناس الوفاء واستعادة الامل.
اي هدية اعظم من الامل والتفاؤل تقدمونها الى اللبنانيين في بداية عام جديد؟ ها هو لبنان في عهدكم يستعيد بعضاً من عافيته وينظر الى المستقبل، وانتم من سعى بعناد وصلابة، الى تجنيب وطننا تداعيات ما يجري من حولنا. وبرهنت الايام والمواقف، وخصوصاً ما جرى في الفترة الاخيرة، ان حكمتكم قادت الوطن الى شاطىء الامان”.
اضاف: “فخامة الرئيس، باسمي وباسم جميع الاعلاميين والاعلاميات في القصر الجمهوري، اوجه اليكم مجدداً تهنئتي القلبية مؤكداً ان الوفاء لكم هو الذي يقود عملنا في رئاسة الجمهورية.
اللبنانية الاولى، لك منا ايضاً ومن اهل البيت من الاعلام، كل التقدير والمحبة، وقد واكبت ورعيت بحكمة ومحبة اللبنانيين كباراً وصغاراً كما المسنين والعجزة. ميلاد مجيد وكل عام وانتم بخير”.
ثم قدم شلالا باسم الاعلاميين هدية الى الرئيس عون واللبنانية الاولى.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون بكلمة شكر فيها الموظفين والعاملين في القصر الجمهوري وقائد وضباط لواء الحرس الجمهوري على جهودهم. وقال: “اتمنى لكم اعياداً مجيدة، اعادها الله عليكم بالسلام والخير. لقد تحدث المدير العام عن انجازات تحققت، الا ان هناك اموراً كثيرة تحتاج بعد الى ان انجاز. لن اتحدث عما استلمته عند تولي مهام الرئاسة، لان اللبنانيين ستحدثون لاحقاً عما تركته، لذلك انا اتطلع الى المستقبل وليس الى الماضي. لقد اطلقنا على القصر الجمهوري اسم “بيت الشعب” منذ زمن بعيد، وقد استعاد اسمه الحقيقي فلمن يكون القصر الجمهوري اذا لم يكن للشعب؟ انتم ونحن والجميع نشكل الشعب اللبناني، وعلينا ان نعمل لانفسنا لانه لا احد سيعمل من اجلنا. من هنا مفهوم الواجب الذي نقوم به والارادة الصلبة التي تبعدنا عن اليأس والاستسلام وتحمل الالم، كما نلتزم الصمت احياناً للحفاظ على الوحدة الوطنية”.
واضاف الرئيس عون: “لبنان اليوم يعيش في نعيم الحريات، ولكن رغم ذلك يصدر كلام عن ان الحريات مهددة، وعندما سألنا عن عدد الصحافيين المسجونين، لم نتلق اي جواب لانه، بكل بساطة، ليس هناك اي صحافي في السجن، انما من الواجب الاستماع الى من يدعوه القضاء كشاهد اكان نائباً او اعلامياً او غيره. ما هو شعوركم حين تسمعون كلاماً عن هدر بالمليارات، وبالامس طالب احدهم احد الوزراء باعادة 26 مليارا، فهل هذا مقبول؟ على الاعلام والاعلاميين الاضاءة على الحقائق وعدم الاخذ بالشائعات لان هدفها تهديمي وزرع الشك بين المواطن والدولة، فنحن نقوم فعلاً بمكافحة الفاسد والمرتكب انما من دون تشهير لاننا لا نسعى الى شعبية من وراء ذلك. ولكن من الواجب ايضاً الاستماع الى كل من يتحدث عن مسائل الهدر والفساد والسرقة لمتابعتها، واوصيكم بعدم الاخذ بالشائعات وانتم الاقرب الى المسؤول الاول، واذا ساوركم الشك، اطرحوا الاسئلة واستوضحوا لتصلوا الى الحقيقة. اتمنى لكم مجدداً اعياداً مباركة لكم ولعائلاتكم”.
واقيم بعد ذلك، حفل كوكتيل للمناسبة.