كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : لا بصيص نور طفيفا يشع من اي نقطة في النفق الحكومي المظلم ولا أمل بإمكان اخراج حكومة الانقاذ الضرورية من عنق زجاجة التأزم المرتبط عضويا بمصير الانتخابات الاميركية وشكليا بالفرز الطائفي الذي عاد ليطل برأسه من اكثر من موقع سياسي وتشريعي على امل الا ينسحب على الاستحقاق الاستشاري الحكومي غدا الخميس. حظوظ الارجاء ضعيفة في ضوء بيانات الحث الدولية على تشكيل سريع، لاسيما من باريس وواشنطن، ما يعني عمليا تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة. لكن المشكلة لم تعد في التكليف ما دامت القوى السياسية زرعت مسبقا درب التأليف بأشواك اصابت مصطفى اديب فحملته على الاعتذار، وقد تضاعفت بعد ثلاثة اسابيع بفعل رفع منسوبها ليلامس بنود الورقة الاصلاحية الفرنسية وتوسعت الى خارج فلك “الثنائي الشيعي” نحو قاعدة التعامل بالمثل وعدم الاستثناء.
الجمود بقي مسيطرا على الضفة الحكومية قبل يومين من موعد الاستشارات الا اذا قرر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فجأة، إرجاءها من جديد، فلم يسجل اي حراك او اتصالات لكسر الستاتيكو المتحكم بالملف، حتى التسريبات غابت بالكامل عن واجهة المشهد.
الميثاقية متوفرة
في الموازاة، دعا المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى السير بالطريقة الطبيعية واجراء استشارات وقال “هذا ما يجب ان يحصل الخميس ونحن ضد عملية التأجيل”. ورداً على سؤال قال: “لسنا في اي حلف لا اسلامي بوجه المسيحي، ولا مسيحي ولا مختلط، هناك اراء للكتل النيابية يجب ان يتم التعبير عنها في الاستشارات”. وشدد على ان كل الكتل مشاركة في الاستشارات النيابية، والميثاقية متوفرة من خلال المشاركة فيها.
عون – كوبيش
على صعيد آخر، عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في قصر بعبدا مع المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، مداولات الجلسة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والآلية التي اعتمدت وفقا لاتفاق الإطار الذي تم التوصل اليه. وشرح كوبيش دور الأمم المتحدة في هذه المفاوضات، والقواعد التي استند اليها المشاركون، موضحا ان “اللغة العربية اعتمدت الى جانب اللغة الإنكليزية”. ولفت الى ان “المشاركين في الاجتماع الأول أظهروا قدرا كبيرا من المسؤولية والحرفية”.
ما رح نقبل
في الاثناء، جدد المجلس النيابي مطبخه التشريعي، وإنتخب في جلسة عقدها في قصر الاونيسكو، برئاسة الرئيس بري، أميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء اللجان بدل النواب المستقيلين. كما ملأ المجلس الشغور في المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
وتم انتخاب اللجان في البرلمان حيث تم ملء المراكز الشاغرة باستقالة بعض النواب.
لا تشريع
وبعد فقدان النصاب رفعت الجلسة ولم تعقد جلسة تشريعية كان يفترض ان تناقش سلة قوانين ومشاريع منها العفو العام. وفي التفاصيل، عندما انتهت الجلسة وعندما أقسم الأعضاء المنتخبين في المجلس الأعلى للرؤساء لمحاكمة الرؤساء والوزراء قسم اليمين أمام القضاة، حوّل الرئيس بري الجلسة الى جلسة تشرعية، فخرج نواب تكتل الجمهورية القوية من الجلسة وعندها فُقد النصاب، ورُفعت الجلسة.. وكان بري سأل : “من هي الكتل التي انسحبت من الجلسة” ؟ أُجيب بأنها القوات ، وقال بدن انتخابات نيابية مبكرة ! أهلا “. وفي هذا الاطار، قال نواب القوات إن ”هذه الجلسة هي لانتخاب اللجان وهيئة مكتب المجلس وأعضاء اللجان وبالتالي لا يجوز أن تحول الى جلسة تشريعية”.
صندوق النقد
في السياق، يحتّم الوضع المزري اقتصادياً ومالياً واجتماعياً… استعجال معاودة التفاوض مع صندوق النقد، كونه حَبل الخلاص الأوحد ريثما نعبّد الطريق أمام الاستثمار فالنموّ..ونقلت أوساط في الهيئات الاقتصادية عن مسؤولين معنيين، أن التفاوض مع صندوق النقد “سيتم بالشروط اللبنانية وليس بشروط الصندوق، وهذا ما بحثه أكثر من طرف مع اقتصاديين ومسؤولين أجانب”. وكشفت أن “بريطانيا دخلت على خط التفاوض مع الصندوق في ما خصّ ملف الدعم اللبناني، وستلعب دوراً إلى جانب المفاوض اللبناني”.والموقف البريطاني هذا “سيكون مؤثّراً وفاعلاً إلى جانب قوى أخرى من أجل مساعدة الصندوق للبنان عبر ضخّ سيولة بوتيرة سريعة لوقف النزف وبدء بسط الاستقرار وعودة الثقة الخارجية بلبنان” بحسب أوساط سياسية مواكبة.
هذه الأجواء، ترافقت مع ما أعلنه مصدر قريب من عملية التفاوض الأولى مع الصندوق في عهد حكومة حسان دياب، والذي رَجَح أن يكون السفير البريطاني في لبنان قد أبدى استعداده للمساعدة ودعم لبنان للنهوض بنفسه، كما سبق وأبدت مجموعة الدعم الدولية. لكنه سأل “إن لم يساعد لبنان نفسه، فكيف سيساعده الآخرون؟!”.ولم يغفل التأكيد على إبداء صندوق النقد “أكثر من مرة، استعداده لمساعدة لبنان، كما أن الشروط الإصلاحية التي يطلبها من الدول الأخرى يطلبها ذاتها من لبنان ولا شيء آخر، فهل طلبه وقف الهدر في القطاع العام ومَن لا يلتزم بوظيفته يجب ألا يقبض راتبه، هو شرط تعجيزي!؟”. وعن اشتراط الصندوق تشكيل حكومة جديدة للتفاوض معها، علّق المصدر بالقول: مع حكومة لم نفعل شيئاً، فهل بدونها نستطيع ذلك!؟
العهد والقمع
قضائيا، اوقفت القاضية غادة عون غابي الضاهر الذي قال إن “الرئيس عون أوصلنا الى جهنم”. وتعليقا، غرّد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “يبدو ان اتجاه العهد او المقربين منه يتجه الى قمع شتى اشكال التعبير الذي لم يحدث حتى ايام انور خوجة وعائلته في البانيا. انني ادين اعتقال السيد غابي الضاهر وادين شتى اشكال التعدي على الحريات”.
شينكر: لحكومة برئاسة الحريري
علمت “الشرق” ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد شينكر اكد خلال زيارته الاخيرة الى لبنان ان بلاده تؤيد تشكيل حكومة سريعا برئاسة الرئيس سعد الحريري، وانه لن يلتقي النائب جبران باسيل ردا على عرقلة الاخير لمبادرة الحريري الانقاذية.
عون يوجه رسالة اليوم
يوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ،عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الاربعاء، رسالة الى اللبنانيين يتناول فيها الاوضاع الراهنة.