في حمأة التطورات المحلية والصراعات الإقليمية، والصراع الأميركي الاسرائيلي – الإيراني، يبرز النداء المتكرر لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر دعوته الى حماية لبنان الدولة والكيان الديمقراطي المتنوع، الذي ناضل لأجلهما المعلم الشهيد كمال جنبلاط.
وفي مناسبة الذكرى الثالثة بعد المئة لميلاد كمال جنبلاط، كان وليد جنبلاط يجدد طرح العناوين الأساسية لوقف مسار الانحدار الذي نعيشه، والتي تبدأ من قيام حكومة تتولى الإصلاح الحقيقي الفعلي خصوصاً وأن النكايات التي تؤخر تأليف الحكومة تخسر لبنان فرصة طوق النجاة الأخير المتمثل بالمبادرة الفرنسية، الى قيام القضاء المستقل، وتطبيق والمحاسبة الشفافة لا الكيدية وأن تطال كل القطاعات لا سيما الطاقة التي تشكل أكبر نسبة في العجز، وصولاً الى قانون انتخاب جديد على أساس وطني لا طائفي، وتطوير الاقتصاد نحو قطاعات الإنتاج وتحقيق الانماء المتوازن، وصون لبنان الفكرة.
وقد وجّه جنبلاط في كلامه رسائل في كل الاتجاهات، طالت رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه الحاكم، وحذّر من التمادي في السياسات التي تلغي التنوع اللبناني وتلك التي ترتد سلباً على الوجود المسيحي الذي يشكل حاجة في لبنان، كما دعا حزب الله الى التلاقي على بقاء لبنان بصرف النظر عن الإختلاف السياسي وربما الثقافي، مشدداً على ضرورة الخروج من الشرنقة الطائفية إلى رحاب الوطن الجامع الديمقراطي المدني.
وفي هذا الوقت لا تزال مؤشرات الموضوع الحكومي ضبابية تتجاذبه الأجواء الإيجابية والسلبية، وهو ما بدا أيضا من أجواء بيت الوسط التي قالت أوساطه لـ “الأنباء الإلكترونية” إن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يحسم نهائيا بعد حمل تشكيلته لعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون، وربما يبقى الامر الى منتصف الأسبوع المقبل إذا ما سارت الأمور في الإتجاه السليم. وقالت الأوساط إنه في حال لم يلمس الحريري أي تطور إيجابي، فإن تشكيل الحكومة سيبقى مجمداً الى ما بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المقررة في العشرين من هذا الشهر.
عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم استبعد زيارة قريبة للرئيس الحريري الى قصر بعبدا “لأن لا مؤشرات إيجابية لتشكيل الحكومة، فتشكيلها على ما يبدو أصبح أمرا خارجيا مرتبطا بالتطورات الإقليمية، وبالملف النووي الإيراني”. وأضاف: “إذا كان ثمة حلحلة في هذا الملف ستؤدي حتما الى حلحلة في الملف الحكومي، وإذا بقيت الأمور على حالها سيبقى موضوع الحكومة معلقا حتى نضوج التسوية”.
وإذ أمل ان تساعد زيارة ماكرون على حل الموضوع الحكومي، رأى نجم أن “الدخول الأميركي على خط التطورات الإقليمية قد لا يسهل مهمة الرئيس الفرنسي، لأن أهل الحل والربط يفضلون إهداء موقفهم الى الجانب الأميركي وليس الى ماكرون، لأن أميركا برأيهم هي من تحدد سياسة المنطقة”.
واعتبر نجم ان “فريق الحكم لا يريد تشكيل الحكومة لأنها قد تستمر حتى نهاية العهد، إذ يفضل الفراغ على وجود حكومة برئاسة الحريري، وأن إجتماعات المجلس الأعلى للدفاع وإصدار الأوامر الى الحكومة المستقيلة يؤشر الى ذلك”.
وفي المقابل عبّرت مصادر عين التينة عن أملها في أن يحمل هذا الأسبوع أجواء حلحلة في الملف الحكومي، لكنها أكدت أن لا معطيات لديها حول هذا الموضوع لأن التباينات في وجهات النظر كبيرة ومتباعدة. وأشارت مصادر عين التينة الى أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى إتصالات وأخذ وعوداً بتجاوز العقد، لكن يبدو أنها لم تحل وهو الذي أخر التشكيل”.