المحاولات لتوظيف المسعى البطريركي في إيجاد ثغرة في جدار التصعيد والتعقيدات علما ان الأيام الأخيرة أظهرت ان مداولات جديدة طرأت على موضوع توزيع الحقائب الوزارية في التشكيلة الحكومية الجديدة. وذكر ان من العقد الجديدة التي برزت ان الفريق الرئاسي وافق فعلا على التخلي عن الثلث المعطل ولكن في مقابل حصوله على حقيبتي الداخلية والعدل بالإضافة الى حقيبة الدفاع وان الرئيس الحريري رفض هذا الطرح لانه يحصر أولا الحقائب الأمنية كلها مع فريق واحد ومن ثم لان ذلك يعني تسييس التركيبة الحكومية وإسقاط طابع الاختصاصيين غير المنتمين الى أي فريق سياسي او حزبي.
ومع ذلك بدت زيارة النائب ابرهيم كنعان امس لبكركي بناء على دعوة البطريرك الراعي انعكاسا لمضي البطريرك في مسعاه وسط الاتجاه الى عقد اجتماع جديد بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري قبل عيد الميلاد غدا الثلثاء للبحث مجددا في المخارج الممكنة من المأزق .
كنعان وقزي
وقال النائب ابرهيم كنعان لـ”النهار” ان البطريرك الراعي حرك الركود الذي ساد ملف التاليف وسعى الى وقف السجالات منطلقاً لاعادة البحث الجدي في الملف الحكومي. واعتبر ان ما نقله البطريرك عن الرئيس عون انه لا يطلب الثلث المعطل دقيق تماما، اما مطالبة “التيار الوطني الحر” بحصص وحقائب تبقى مداولات اعلامية غير رسمية لان احداً لم يبحث في الملف مع قيادة التيار. واذ اكد ان الرئيس عون لم يوفد رئيس “التيار” الى بكركي، بل ان باسيل وكنعان لبيا دعوة البطريرك لتوسعة مروحة المشاورات، ودفع عملية التاليف قدما. واكد كنعان لـ”النهار” ان الرئيس عون مستعجل الحكومة اكثر من غيره “لكن ضمن الثوابت التي حددها الدستور انطلاقا من كونه شريكا اساسيا وليس ساعي بريد”. وتابع ان المبادرة الفرنسية هي “كل متكامل ولا تؤخذ بالقطعة”. وابدى تفاؤله باللقاء الذي سيجمع الرئيس عون بالرئيس سعد الحريري، بمبادرة من الاول، اليوم او غدا، للخروج باتفاق واخراج للحكومة، وختم “ان المسار الذي خلقه البطريرك مهم”.
كذلك اكد الوزير السابق سجعان قزي، مستشار البطريرك الماروني، لـ”النهار” ان البطريرك الراعي ماض في مسعاه لخير البلد، وهو لن يتراجع، لانه كما قال في عظته، لم يجد اسبابا جوهرية تمنع الاتفاق على التشكيلة، الا اللهم اذا كانت لدى البعض حسابات خارجية واقليمية تفرض نفسها. واعتبر ان اللقاء المتوقع غدا الثلثاء جاء بناء لتمن مباشر من الراعي للفريقين، لانه يرى في اللقاء فرصة اخيرة لاعلان الحكومة قبل اخر السنة الجارية. واعتبر ان الخلافات القائمة لا تقارب واقع السعي الى حكومة اختصاصيين مستقلين، بل يبدو الصراع سياسيا بامتياز. وختم ان البطريرك متخوف من مشهد الانحلال، والانهيار الذي يصيب الدولة تدريجا، وهو يقوم بواجبه الضميري والاخلاقي والوطني.