الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ساعات حاسمة في مأرب… واستهداف ‏ناقلة نفط إيرانية في بانياس… وتضامن ‏خليجيّ على لبنان القدس تضبط إيقاع ‏المنطقة على توقيتها المستمرّ حتى ‏العيد… وبرّي: صرخة لوقف العبث / ‏هجوم كنسيّ على القاضية عون… ‏وباسيل يلوّح بالانتخابات المبكرة… ‏والجراد يتمدّد جنوباً‎ /‎
flag-big

البناء : ساعات حاسمة في مأرب… واستهداف ‏ناقلة نفط إيرانية في بانياس… وتضامن ‏خليجيّ على لبنان القدس تضبط إيقاع ‏المنطقة على توقيتها المستمرّ حتى ‏العيد… وبرّي: صرخة لوقف العبث / ‏هجوم كنسيّ على القاضية عون… ‏وباسيل يلوّح بالانتخابات المبكرة… ‏والجراد يتمدّد جنوباً‎ /‎

المناخ المتصاعد في المنطقة في عطلة مفاوضات فيينا، ليس منفصلاً عنها، كما يقول ‏مرجع دبلوماسي عربي مخضرم، فالوقت الفاصل بين جولة تفاوض وأخرى هو كما بين جولات ‏الحروب، وقت للتزوّد بالذخائر وإعادة تنظيم القوات. وفي التفاوض هو إعادة ترتيب للأوراق ‏بين المفاوضين من جهة، وداخل كل محور يقف على ضفة من ضفاف التفاوض من جهة ‏أخرى. ويقول المرجع الدبلوماسي إن ما يرد من معلومات عن الوضع على جبهة مأرب وتقدّم ‏نوعيّ حققه أنصار الله سينعكس حكماً على مواقف الجبهة التي تقودها واشنطن والتي ‏تصطف الرياض ضمنها، بموقف أكثر تشدداً من الموقف الأميركي، ما يفسّر محاولة ‏السعودية تصعيد الضغط على جبهة موازية هي جبهة لبنان، عبر مفاجأة منع دخول وعبور ‏الصادرات الزراعية اللبنانية، والضغط على الدول الخليجيّة التي لا تصدر عنها عادة مواقف ‏بهذه الدرجة من السلبيّة تجاه لبنان إلا إذا كان الضغط السعودي شديد الإلحاح، وهو ما لا ‏يتناسب مع طبيعة الموضوع وفرص حلحلته بطرق معلومة لو كان مجرد قضيّة تقنية، ولا ‏يمكن تخيل هذه السرعة والشدة في نصوص المواقف الخليجيّة تجاه لبنان إلا كرسالة ‏سعوديّة تستدرج تفاوضاً غير مباشر مع حزب الله، كمعنيّ مباشر بمصالح المزارعين الذين ‏يشكلون قوة تأثير في بيئته، فيما الحملة الإعلامية المرافقة للقرار السعوديّ تصوّره مسؤولاً ‏عن التهريب، والمعادلة كما يقرأها المرجع الدبلوماسي، مترابطة بمأرب، وما يطلب من حزب ‏الله من ضغط على حلفائه لتخفيف الضغط العسكري كي يتوقف المزيد من الضغط ‏الاقتصادي على لبنان. وعلى جبهة أخرى يقول المرجع، يحضر التباين الذي يعبر عنه قادة كيان ‏الاحتلال عن المقاربة الأميركية للمفاوضات، في الحركة العسكرية والأمنية التي يحاول الكيان ‏فرضها على جبهات المواجهة في المنطقة، فالتفاوت بين أولويتي منع حصول إيران على ‏سلاح نووي من زاوية النظر الأميركية، ووقف البرنامج الصاروخي الإيراني ووقف نمو حركات ‏المقاومة، بالنسبة لثنائي الكيان والسعودية يفسر التصعيد الأمني في الهجمات التي ‏تستهدف سورية وآخرها ناقلة النفط الإيرانية في بانياس، من جهة، والردود التي شكلها ‏نموذجها صاروخ ديمونا، وما يمكن أن يليه، من جهة مقابلة. ويخلص المرجع الدبلوماسي ‏للقول، إن الجولة المقبلة من المفاوضات ستكون حاسمة لجهة تظهير موازين القوى بين ‏واشنطن وحلفائها، وبين إيران وخصومها، وهو ما يرجّح أن تربح إيران هذه الجولة لحساب ‏معادلة العودة الأميركية عن العقوبات لإعادة العمل بالاتفاق النووي كما تم توقيعه عام ‏‏2015‏‎.‎
اللاعب الجديد الذي دخل على الخط هو المشهد الذي ترسمه مواجهات القدس، التي يقول ‏متابعون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنها مرشحة للتصاعد وصولاً ليوم القدس ‏العالمي الذي سيحل في السابع من أيار المقبل، وصولاً إلى عيد الفطر وصلاة العيد في ‏المسجد الأقصى، وما سيرافق المناسبتين والإعداد لهما، من تصعيد في المواجهات في ‏الضفة واحتمالات تصاعد الموقف العسكري بين غزة وجيش الاحتلال، والتوقيت الفلسطيني ‏للأحداث قد يفرض نفسه على المنطقة، اذا تصاعدت الأمور نحو مواجهات شاملة تداخلت ‏فيها المواجهة العسكرية مع انتفاضة فلسطينية ثالثة، يتحدّث عنها قادة كيان الاحتلال ‏كمصدر قلق بالتوازي مع حديثهم عن حرب جديدة على غزة؛ وتعقيباً على مشهد القدس قال ‏رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن ما يجري في القدس دعوة لتمييز الصديق من العدو ‏وصرخة لوقف العبث السياسي‎.‎
لبنانياً، توزّع المشهد خلال يومي السبت والأحد، بين ثلاث صور، الأولى هي الهجوم الكنسي ‏على القاضية غادة عون يستبق ما يفترض أنه بحوزتها من معلومات مثيرة حول التحويلات، ‏ينتظر الرأي العام الكشف عنها بعد تسريبات تراجع وهجها خلال اليومين الأخيرين، والثانية ‏هي الكلام الذي قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن المسار الحكوميّ ‏وصولاً للحديث عن استعصاء لا يحله الا حل البرلمان لجهة سحب التكليف من الرئيس سعد ‏الحريري، عبر الذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، أما الصورة الثالثة فهي مشهد الجراد الزاحف ‏على لبنان، ليزيد خسائر المزارعين خسائر جديدة، وقد تمدّد مشهد الجراد من الحدود ‏الشمالية الى الحدود الجنوبيّة فظهرت أعداد منه في منطقة الوزاني‎.‎
وجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة إلى الشعب الفلسطيني الذي يقود انتفاضة مدوّية ‏في القدس والمسجد الأقصى، جاء فيها: “الانتفاضة الرمضانية للشعب الفلسطيني في ‏باحات المسجد الأقصى وفي أحياء مدينة القدس وعلى تخوم أبواب المدينة المقدّسة الإحدى ‏عشرة لا سيما “أبواب العامود” “الأسباط” و”المغاربة” بقدر ما يمثل وعياً فلسطينياً لدى ‏أبناء القدس شيباً وشباباً أطفالاً ونساءً حول هويّة مدينتهم ومستقبلها كعاصمة أبديّة لدولة ‏فلسطين، وحول ثقافتها وتراثها العربي الإنساني الذي يأبى التهويد، هي أيضاً تمثل دعوة ‏مقدسية لنا في لبنان وعلى مساحة الأمة وشعوبها لإيقاظ الوعي حول أهمية تصليب ‏الوحدة الوطنية والإقلاع عن العبث السياسي والتضحية بالأوطان والثوابت الوطنية والقومية ‏مقابل المصالح الشخصية والفئوية الضيقة، هي أيضاً صرخة فلسطينية “بلغة الضاد” ‏لإيقاظ الوعي في الأمة وتصويب بوصلتها نحو معرفة مَن هو العدو ومَن هو الصديق‎”.‎
من جهته، أكد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، أن جذوة ‏المقاومة ستظل متقدة وأن الصراع ضد عدونا الوجوديّ لن يتوقف حتى تحرير كل أرضنا ‏القوميّة السليبة، وأننا على نهج المقاومة لَمستمرون‎.‎
وفي بيان أصدره لمناسبة الذكرى الـ 36 لتحرير البقاع الغربي وراشيا من الاحتلال اليهوديّ، ‏قال حمية: إن تحرير البقاع الغربي وراشيا في 24/ نيسان/ 1985، لم يكن ليتحقق لولا إيمان ‏القوميين بقضية تساوي وجودهم، وتصميمهم على أداء واجبهم القومي في مقاومة ‏الاحتلال دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، وتشكيلهم رأس حربة جبهة المقاومة الوطنية التي نفذت ‏بجميع قواها سلسلة عمليات نوعية وخاضت مواجهة ظافرة أجبرت الاحتلال على الاندحار. ‏وأشار إلى أن المعركة التي نخوضها ضد العدو الصهيوني بكل غطرسته وإرهابه، هي معركة ‏مصيرية، وأن الحسم في هذه المعركة هو عن طريق لقاء الحديد بالحديد والنار بالنار، وليس ‏بنظريات الحياد والضعف وغير ذلك من المفردات التي تجلب الويل على أمتنا‎.‎
وحفلت عطلة نهاية الأسبوع بجملة أحداث ومواقف سياسية رفعت من منسوب التصعيد ‏السياسي لا سيما على جبهة تيار المستقبل – التيار الوطني الحر الذي أطلق رئيسه النائب ‏جبران باسيل سلسلة مواقف من الملفات المطروحة اتسمت بالتصعيد والمواجهة مع خصوم ‏العهد. كما أشّرت مواقف باسيل إلى أن لا حكومة في المدى المنظور وأن جميع المبادرات ‏السياسية الداخلية والخارجية والضغوط الدوليّة وصلت إلى طريق مسدود. كما أن الحلول ‏الدستوريّة أيضاً مقفلة، ولوّح رئيس التيار الوطني الحر بسحب التكليف من الرئيس المكلف ‏سعد الحريري رغم رفض المجلس النيابي هذا الخيار في الوقت الحاضر، واضعاً استقالة ‏المجلس النيابي كأحد الخيارات أيضاً رغم أنها لن تغير في المعادلة الداخلية كما قال لكنها ‏تسحب التكليف من يد الحريري. كما حمل باسيل بعنف على رئيس القوات اللبنانية سمير ‏جعجع، مشيراً إلى أن مَن يتّهمنا بالنازية شَطَب الصليب وقتل الناس به‎.‎
ورأى باسيل في مؤتمر صحافي مطوّل أنّ “لا خلاص إذا لم ينتصر قاضي الإصلاح على قاضي ‏الفساد”، مضيفاً “عم يحاولوا منع القاضية من استكمال تحقيقاتها! شو مخبّا بهالملف؟ من ‏شو الخوف؟ خلّوها تكمل شغلها وثبّتوا انّو ما معها حقّ! مش كل مرّة تضبضبوا الملفات”. ‏وتابع: “إذا الرئيس المكلّف سعد الحريري لا يريد أن يعتذر ورئيس الجمهورية لن يستقيل ‏طبعاً وإذا مجلس النواب لا يريد سحب التكليف، فيبقى هناك حالة واحدة للتفكير فيها وهي ‏استقالة مجلس النواب فيصير تكليفه بلا وجود وهذا يعني انتخابات مبكرة لكن هل الانتخابات ‏المبكرة تغيّر بالمعادلة؟”. وأردف “عم يخبّوا النصف زائداً واحداً تبعهم، باتّهامنا بالثلث زائد ‏واحداً. ولا مرّة نحنا طرحنا بهالحكومة موضوع التلت زائد واحد، كنّا بس عم نسأل مين ‏بيسمّي الوزراء المسيحيين، وهنّي بدّن يسمّوا المسيحيين العدد يلّي بيوصلّهم للنصف زائد ‏واحد‎”.‎
وعن ملف ترسيم الحدود قال “رئيس الجمهورية هو أفضل من يُؤتمن على هذه المصلحة ‏الاستراتيجية للبنان وكل من يكتّر من الكلام “بدّو ميّة سنة” ليصل إلى مستوى حفاظه على ‏الحقوق ولرؤيته الاستراتيجيّة البعيدة”. وفي إشارة الى جعجع قال باسيل: “تخيّلوا انّو بيتّهمنا ‏بالنازيّة يلّي شطب الصليب وقتل فيه الناس، وطمرلنا جرودنا بالنفايات السامة! تخيّلوا شو ‏هالعذاب وشو هالظلم يحكي عنا أننا نازيين يلّي منطقو وفكرو وتصرّفه الميليشياوي بيدلّوا ‏على النازيّة، عنده أحسن‎ CV ‎يقدّموا للنازيّة‎”.‎
أما ردّ تيار المستقبل فجاء عنيفاً. وقال في بيان: “رهانك يا جبران على سحب الرئيس المكلف ‏من معادلة تأليف الحكومة، وقولك إن الأمر يتطلب استقالة المجلس النيابي والذهاب الى ‏انتخابات مبكرة، فهو رهان إبليس على دخول الجنة يا جبران، وربما كانت الطريق الأقصر الى ‏ذلك استقالة رئيس الجمهورية بحيث تستوي القواعد الدستورية حيث يجب أن تستقيم. كلمة ‏أخيرة لجبران باسيل، تعقيباً على قوله بان الرئيس المكلف يسعى للحصول على النصف زائد ‏واحداً، ان الرئيس سعد الحريري سيكون رئيساً لمجلس الوزراء بكامل أعضائه وحقائبه ‏وسياساته، ولن يرضى تحت أي ظرف من الظروف ان يكون رئيساً لنصف مجلس وزراء‎”.‎
وفيما حمل نواب القوات بعنف على باسيل، رفضت مصادر عين التينة التعليق على مواقف ‏رئيس التيار الوطني الحر. ولاحظت أوساط مطلعة تقارب كلام باسيل حيال الحكومة مع ‏مبادرة الرئيس بري لجهة آلية التوزيع 8-8-8 من دون الثلث المعطل لأحد ومن وزراء ‏اختصاصيين غير حزبيين يمثلون الكتل النيابية والطوائف، لكن العقدة المتبقية هي على ‏الجهة التي تسمي الوزيرين المسيحيين الأخيرين في ظل رفض رئيس الجمهورية المطلق أن ‏يسمّيهما الحريري لكي لا ينال أكثرية وزارية في الحكومة أي النصف زائداً واحداً، فيما الرئيس ‏المكلف يرفض بدوره أن يسمّيهما عون لأن ذلك سيمنحه الثلث المعطل، كما رفض ‏البطريرك الماروني بشارة الراعي تسميتهما في ظل رفض حزبي القوات والكتائب اللبنانية ‏المشاركة في الحكومة، ما يعني أن حل العقدة المسيحية متعذر حتى الساعة. فيما أشارت ‏أجواء بعبدا إلى أن “الحريري لم يعطِ موافقته على تشكيل حكومة من 24 وزيراً وعليه أن ‏يقدّم تشكيلةً جديدة ليبنى على الشيء مقتضاه‎”.‎
ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم أن “المناخ السياسي السائد ‏المحيط بملف تشكيل الحكومة لا يؤشر الى إمكانية ولادة حكومة في وقت قريب في ظل ‏التراشق الإعلامي وتقاذف المسؤوليات بين القوى السياسية وخاصة المعنية بمسألة ‏الحكومة من دون الالتفات الى معاناة الناس والازمات اليومية”. ولفت هاشم لـ”البناء” إلى ‏أن “المطلوب اليوم الترفع عن المصالح والأنانيات والابتعاد عن الأحقاد والكيديات والتفتيش ‏عن كل ما يجمع ويوحد والتعاطي بحكمة ودراية والإسراع باتخاذ مواقف تاريخيّة لإنقاذ ‏الوطن من خلال حكومة إنقاذية من الممكن الوصول إليها بأقصر الطرق عبر المبادرة التي ‏بادر للعمل لها دولة الرئيس نبيه بري والتي لاقت تجاوباً من القوى السياسيّة‎”.‎
وجدّد البطريرك الراعي المطالبة بحكومة وطنية من اختصاصيين مستقلين، وأكد أن “لبنان ‏بحاجة لينجو من حالة بؤسه وتفكّك مؤسساته‎”.‎
في غضون ذلك، بقي القرار السعودي التصعيدي ضد لبنان بوقف تصدير المنتجات الزراعية ‏اللبنانية الى السعودية في واجهة الاهتمام الرسمي‎.‎
وفيما نفت مصادر رسميّة أن تكون السعودية وجهت رسالة اعتراض إلى السلطات اللبنانية ‏بضرورة ضبط حدودها منعاً لتهريب المخدرات اليها، تولى السفير السعودي في لبنان وليد ‏البخاري في سلسلة تصريحات وتغريدات تبرير قرار بلاده التعسفي بحق لبنان. ولفت الى أن ‏‏”دوافع القرار السعودي أمنية في المقام الأول وتهدف للحفاظ على سلامة وأمن المملكة ‏العربية السعودية ومواطنيها والمقيمين فيها”. وكتب البخاري لاحقاً على “تويتر”: “الكميات ‏التي يتم إحباط تهريبها كافية لإغراق الوطن العربي بأكمله بالمخدرات والمؤثرات العقلية ‏وليس السعودية وحدها‎”.‎
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “القرار السعودي سياسي بامتياز ولا علاقة له ‏بالأمن التجاري والاجتماعي السعودي”، متسائلة: “لماذا لم تتواصل السلطات السعودية مع ‏الجهات المعنيّة في الدولة اللبنانية من حكومة ووزارة خارجية أو مع الأجهزة الأمنية المعنية ‏وأبلغتهم بحادثة التهريب والتعاون لمعالجتها؟”، خصوصاً أن جهات زراعية تؤكد بأن لبنان ‏ليس لديه رمان ما يدلّ على وجود شبهة ما في المعلومات أو قطبة مخفية ما يدعو ‏للتشكيك بأن تكون الشحنة المهربة أمراً ملفقاً أو مدبّراً بين جهة سعودية ولبنانية لصناعة ‏ملف لمزيد من الضغط على لبنان واستخدام هذه الورقة في عملية التفاوض مع إيران في ‏ظل المأزق السعودي في الحرب على اليمن بعد وصول القوات اليمنية الى المرحلة الفاصلة ‏عن حدود مأرب”. وربطت المصادر “بين التصعيد السعودي المستجدّ ضد لبنان بالمفاوضات ‏الشاقة الجارية في اليمن”، لافتة الى أن “السعودية تريد أن تأخذ ثمناً من إيران على الجبهة ‏اليمنية مقابل تسهيلها للحكومة في لبنان كما تريد ضمانات أميركية تتعلق بالمستقبل ‏السياسي للأمير محمد بن سلمان وسياسة الرئيس الأميركي الجديد تجاه المملكة‎”.‎
ودعت المصادر وزارة الخارجية اللبنانية للطلب من السلطات السعودية التعاون الأمني ‏وإجراء التحقيقات المطلوبة لكشف هوية المهربين، “وإذا رفضت السعودية ذلك فيظهر جلياً ‏البعد السياسي للقرار”. كما لم تستبعد المصادر أن تكون رسالة سلبية للحريري مضمونها بأن ‏‏”المملكة ليست مستعدة للتعامل والانفتاح على حكومة يترأسها الحريري، علماً أن الأخير ‏بحسب الوقائع ليس بوارد التأليف في ظل الموقف السعودي منه”. كما يمكن أن تكون ‏رسالة استباقية لكافة الاطراف اللبنانية بأن “أي حكومة تؤلف بلا رضى السعودية ستكون ‏المقاطعة هي سياسة السعودية المقبلة، وأرادت المملكة التذكير بأن لا يمكن لأحد تجاهل ‏الدور السعودي‎”.‎
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية في بيان عن تأييد الكويت التام لقرار السعودية ‏‏”بسبب استغلالها من قبل البعض لتهريب المخدرات”. وكشفت مصادر مطلعة أن ‏‏”الاتصالات والاجتماعات المتواصلة منذ يوم الجمعة الماضي توصّلت إلى اتفاق كي يسمح ‏للشحنات اللبنانية التي دخلت حدود السعودية في طريقها إلى الكويت قبل نفاذ قرار المنع ‏بدخول البلاد‎”.‎
وكشف البطريرك الراعي في عظة الاحد أنه اتصل بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري ‏‏”وأبلغناه استنكارنا جراء تهريب مخدرات داخل أحد المنتوجات الزراعية وهي ليست لبنانية ولا ‏على اسم اي مزارع أو مصدر لبناني، وطلبنا إليه نقل الاستنكار إلى المملكة مع الأخذ بعين ‏الاعتبار أوضاع لبنان والمزارعين‎”.‎
ولم يرشح أي جديد على صعيد ملف القاضية غادة عون وفضيحة التحويلات التي أجرتها ‏شركة مكتّف للصيرفة، ومن المتوقع أن يتفاعل الملف الأسبوع الجاري على المستويات ‏القضائية والسياسية والشعبية. وبرز موقف لافت لمتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس ‏المطران الياس عوده عارض أداء القاضية عون وعبر عن دعمه لقطاع المصارف ولشركة ‏مكتف. متسائلاً “هل يجوز أن يتمرد قاض على القانون وهو مؤتمن على تحقيقه، وهل يجوز ‏اقتحام الأملاك الخاصة؟ وهل يجوز الاعتداء على الإعلاميين؟ وهل يجوز أن يخرج القاضي ‏على القانون؟‎”.‎
وبرزت مواقف لافتة للقاضية غادة عون عبر تويتر: موضحة أن “قانون أصول المحاكمات ‏الجزائية، المادة 24 تعطي الحق للنائب العام في الاستقصاء وجمع الأدلة والتحقيق ‏والمداهمة عند الاقتضاء لضبط الأدلة التي يحاول المشتبه بهم إخفاءها. هذا من صلب مهام ‏النيابة العامة وإلا لا يمكن كشف أي جريمة”. وتابعت: “انا لم أخالف القانون، هذا من صلب ‏مهامي‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *