الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء: «جلسة الرسالة»: الثنائي لتبريد التحدّي وبري لإبعاد المجلس عن التجاذب الحكومي الحريري على تباعده .. وتطيير النصاب أحد الخيارات.. وجبهة معارضة لباسيل في تياره إلى الواجهة
اللواء

اللواء: «جلسة الرسالة»: الثنائي لتبريد التحدّي وبري لإبعاد المجلس عن التجاذب الحكومي الحريري على تباعده .. وتطيير النصاب أحد الخيارات.. وجبهة معارضة لباسيل في تياره إلى الواجهة

«جلسة الرسالة» أو الرّد على التحدي!
أقل ما يمكن أن توصف به الجلسة النيابية التي تعقد عند الثانية بعد ظهر اليوم (بدلاً من الاثنين) للنظر في رسالة الرئيس ميشال عون إلى مجلس النواب، عبر رئيسه نبيه برّي، والتي هي في مضمونها الحقيقي، شكوى على الرئيس المكلف سعد الحريري، من تأخير تأليف الحكومة، أو تأليفها وفقاً لإرادة الفريق الرئاسي، وفي مقدمه رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل.
وبدا المشهد معبراً عن نفسه، الرئيس الحريري من جهة، وكذلك الحال بالنسبة لباسيل، فلا كلام ولا سلام، والتباعد سيّد الموقف، ليس بسبب كورونا هذه المرة، بل لحسابات سياسية بالدرجة الأولى.
في المشهد: الرئيس برّي، الذي يجهد لاحتواء «التوتر المعلن»، وإبعاد المجلس النيابي عن كأس «التجاذب الحكومي»، إن لم يكن بالإمكان امتصاص الرسالة، وتحويل المناسبة إلى فرصة لإعادة وصل ما انقطع على جبهة بعبدا- بيت الوسط.
وفي المشهد الرئيس الحريري، ليس بصفته رئيس كتلة «المستقبل»، وحسب، بل بصفته الرئيس المكلف، بتأليف الحكومة بناء على استشارات نيابية ملزمة، وهو بهذه الصفة، سيعلن انه قام بما عليه، ملتزماً أصول التأليف والتعاون مع رئيس الجمهورية، وهي ليست المرة الأولى التي يؤلف فيها حكومة.
وتتجه الأنظار إلى مضامين كلمة الرئيس المكلف، والتي ساهم اللقاء بين الرئيس برّي وبينه في تلطيف أجوائها.
وعلى الضفة الأخرى من المشهد، النائب باسيل الذي أعدّ كلمة وصفت بأنها «مدوية» حسب أوساطه، من زاوية الردّ على كل «كذبة بواقعة» بتعبير الأوساط نفسها.
وواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاته خلال الساعات الماضية عبر حركة قام بها النائب علي حسن خليل مع بيت الوسط وحزب الله في اطار السعي لتبريد حدة جلسة مناقشة الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال عون الى المجلس النيابي اليوم وتحضير الأجواء لنقاش هادىء وصريح يمهد الطريق إلى معاودة التواصل لاخراج عمليةتشكيل الحكومة من جمودها المطبق،وليس لزيادة تاجيج حدة الخلاف السياسي في البلاد. ولكن برغم حركة الاتصالات والوساطات هذه، لم يحصل التجاوب المطلوب وبقي كل طرف على موقفه، لاسيما وان الرئيس المكلف سعد الحريري الذي يبدي حرصه الشديد على الرد بالتفاصيل على ماتضمنته الرسالة من مغالطات ووقائع غير صحيحة وجملة من التجاوزات الدستورية التي لا يمكن السكوت عنها اوتجاوزها هكذا وكأنها لم تكن وخصوصا لجهة صلاحيات الرئيس المكلف الدستورية، كما صلاحيات رئيس الجمهورية المنصوص عنها حرفيا ودوره في تشكيل الحكومة.
ومن جهة ثانية ردت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة على ما سربته مصادر مقربة من العهد، بأن الهدف من رسالة رئيس الجمهورية للمجلس النيابي هو لفتح ابواب التأليف، انما يمثل ذروة التكاذب والهروب الى الامام والاستمرار بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة، ويشكل محاولة مرفوضة لرمي مشكلة التعطيل على المجلس النيابي خلافا للدستور، لان الجميع يعرف الآلية الدستورية التي ترعى عملية التشكيل. وقالت المصادر ان كل ماورد من تبريرات وذرائع لارسال الرسالة ليست مقنعة اطلاقا، لاسيما منها بالتحجج بأن الرئيس المكلف لم يتجاوب مع الدعوات المتكررة التي وجهها اليه رئيس الجمهورية إلى بعبدا للبحث في تشكيلة حكومية تحقق المشاركة وما إلى هنالك من توصيفات ومفردات معدة سلفا للتعطيل والعرقلة التي وعد بها اللبنانيون على لسان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مسبقا. واشارت المصادر الى ان من يوزع هذه المعلومات يتناسى ان الرئيس المكلف زار الرئيس عون مرارا وتكرارا كماهو ملحوظ بالبيانات الرسمية الصادرة عن الرئاسة وقدم له تشكيلة وزارية استنادا الى صلاحياته الدستورية وناقشها معه مفصلا وادخل عليها التعديلات الملحوظة ولكنه وبعد مرور الوقت الطويل مازالت محتجزه بادراج القصر،في حين يوجب الدستور على رئيس الجمهورية ان يمارس دوره، اما بالموافقة او رفض التشكيلة المقدمة،ولكن لم يلتزم عون بذلك حتى اليوم.
والرهان هو تبريد الأجواء، ومعاودة الاتصال بين فريقي التأليف، من زاوية ان المخارج الصدامية أثبتت عقمها، وعدم جدواها.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية مفتوحة على عدة احتمالات خصوصا أن الأجواء لم تكن تشي بالتهدئة لأن الكتل كانت جاهزة للمساجلة مؤكدة أن الرئيس بري سحب فتيل التفجير وهو قادر على ضبط الوضع اليوم في حال كان المجال متاحا لأي تشنج.
ولاحظت المصادر إن المسار الذي تسلكه الجلسة ترسم صورة عن تطور الملف الحكومي لكنها اشارت في الوقت نفسه إلى أنه ليس مستبعدا قيام أي تأجيل للمناقشة إذا برز ما يستدعي ذلك.
إلى ذلك رأت أوساط مراقبة عبر «اللواء» أن التحرك المطلوب للملف الحكومي لن يختلف عن مسعى البطريرك الراعي والنائب السابق وليد جنبلاط وذلك في حال استؤنفت الاتصالات المتصلة بهذا الملف والتي لم يعرف توقيتها ومدى فاعليتها مع ازدياد ضبابية المشهد
وحسب رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، فإن هدف الرسالة الرئاسية، تحريك الوضع الحكومي المأزوم، وإخراج البلد من حال انعدام الوزن.
وهكذا، يعود مجلس النواب الذي استمع إلى رسالة الرئيس عون، إلى جلسة المناقشة، عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، على ان تكون هناك مداخلة لكل كتلة.
ولاحظت مصادر نيابية، ان الرئيس برّي استوعب التوتر السياسي الذي خلفته رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس لإتخاذ الاجراء اللازم بخصوص عدم تشكيل الحكومة، فقَصَرَ جلسة المجلس امس على تلاوة الرسالة ثم رفع الجلسة الى الثانية من بعد ظهر اليوم لمناقشتها واتخاذ الموقف اللازم، إفساحاً في المجال امام اتصالات لتبريد الجو والتوافق على الصيغة التي ستخرج بها جلسة المناقشة. وكان البارز حضور الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر الاونيسكو حيث التقاه بري قبل بدء الجلسة. كما حضر رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل.
واشارت المعلومات الى ان نوابَ التيار الوطني الحر كانوا يفضلون مناقشة الرسالة فور تلاوتها، وحَضّرَ رئيس تكتلهم باسيل كلمة وصفت بالنارية، فيما كان الحريري سيلقي كلمة ايضا يُفنّد فيها كل مزاعم تحميله مسؤولية عدم التشكيل. فيما قال مستشاره الاعلامي حسين الوجه: ان ما ‏يتم تداوله من أخبار تتعلّق بالرئيس المكلف شائعات كاذبة ولا ‏تمت للحقيقة بأي ‏صلة.
ورجحت مصادر نيابية مطلعة لـ«اللواء» ان تخرج جلسة اليوم بأحد الخيارات الثلاثة: «قرار او موقف او إجراء» وهي المتاحة في مثل هذه الحالات، من اجل حث المعنيين على سرعة تشكيل الحكومة. واوضحت المصادر ان الرئيس بري واصل اتصالاته طوال بعد ظهر امس من اجل ان تكون الجلسة اقل توتراً وان تخرج بحل مرضٍ، خاصة ان الجو بين الرئيس الحريري والنائب باسيل «مش راكب بعد» ويُخشى ان تطيح مواقفهما بالجلسة ويطير نصابها اذا حصل التوتر. لكن السؤال هل يُحدد بري موعداً لجلسة اخرى بعدما تهدأ النفوس؟

وبعد رفع الجلسة، اكد المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل ان «اتصالات التهدئة لم تفشل»، متوقّعا «صدور موقف من مجلس النواب وليس قرار او توصية». فيما قال عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار «ستكون هناك كلمة للحريري (اليوم) ورئيسُ مجلس النواب يلعب دور الاطفائي ودوراً مهماً في احتواء التشنّج والتعنت من قبل فريق رئيس الجمهورية. وما حصل اليوم هو في صلب النظام الداخلي للمجلس».
بدوره، قال عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون: «رئيس مجلس النواب أجّل جلسة المناقشة لاحتواء التشنّج ولدراسة مضمون الرسالة بهدوء أكثر ومن الممكن أن تكون الكلمات في جلسة المناقشة أقلّ حدّةً من اليوم (امس)». أما امين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان فأوضح ان «هدف رسالة الرئيس عون هو تحريك الوضع الحكومي المأزوم لإخراج البلاد من حالة انعدام الوزن، وهذا أهم ما يجب ان تخلص اليه المناقشات النيابية.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ياسين جابر، أشار الى انه «عملا بالنظام الداخلي، تم تأجيل هذه الجلسة وتمت تلاوة الرسالة، والبلد في حاجة لتهدئة النفوس والتوافق على الخروج من الأزمة».
من جهته، أكد النائب قاسم هاشم «ان مجلس النواب غير مسؤول عن تشكيل الحكومة، إذ بحسب الدستور هناك فصل للسلطات والمجلس سيقوم بدوره في مناقشة الرسالة التي قد تكون عامل حضّ للمعنيين للإسراع في تشكيل الحكومة».
مصر ومبادرة بري
وقبل الجلسة، نقل سفيرَ مصر ياسر علوي الى الرئيس بري تاييد مصر لمبادرته لتشكيل الحكومة، وقال بعد اللقاء: الرئيس بري هو العنوان الضروري والممر الإلزامي للخروج من أي مأزق كبر أو صغر في لبنان، وهو الممر الاساسي للحلول ولديه القدرة على احتواء الازمات وايجاد المخارج منها، وصيانة الدستور الذي هو الشرط الضروري للخروج من هذه الازمة».
أضاف «بالدستور ومراعاة التقاليد الدستورية لهذا البلد العريق وبحكمة الرئيس بري وسائر القادة الملتزمين الدستور والاصول الدستورية، كلنا ثقة بأن لبنان سيخرج من هذه الازمة وستتألف الحكومة وفقا للاصول الدستورية، بطريقة تسمح ان يكون هناك طرف محاور للمجتمع العربي والدولي، كي يستأنف الدعم لهذا البلد فهو لا يستحق ان يترك انما يستحق الوقوف الى جانبه.
وتابع: نجدد تأييدنا للمبادرة التي تقدم بها الرئيس بري والتي أيدها وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري في زيارته الاخيرة الى لبنان لحل الازمة الحكومية، ونتمنى أن تتألف وفقها الحكومة في أقرب وقت ممكن، لكي يتسنى العمل الفوري للمهمة الانقاذية بكل الدعم العربي.
أزمة داخل التيار
في هذه الأجواء، فجر البيان العنيف الذي اصدره النائب الياس ابو صعب ضد وزير الخارجية المبعد عن مهامه شربل وهبي مخزونا وافراً من الشتائم والانتقادات العنيفة من كوادر التيار الوطني الحر المحسوبين على رئيسه جبران باسيل علنا على مواقع التواصل الاجتماعي وصولا إلى نعته باوصاف والقاب مبتذلة وبانه ناكر للجميل ويسدد فواتير خارجية، ما احدث ردود فعل رافضة لهذه الحملة وصولا إلى اعتبار ما يحصل بانه بايحاء من باسيل شخصيا، في إطار تصفية الحسابات مع كل من ينتقد ممارساته او يطالب بتصحيح سياسة التيار التي تسببت بفشل العهد الحالي وانحسار التأييد الشعبي الى ادنى مستوى بلغه وانهيار الدولة. ولوحظ ان ما حصل جراء حملة الموالين لباسيل على أبو صعب اعادة تحريك قيادات ونواب فاعلين بالتيار لتشكيل نواة جبهة معارضة لنهج باسيل لم تهضم هذه الحملة وترفضها وقد بدأ التنسيق بين مكوناتها في اعلى مستوياته بخصوص النهج الذي ستسير عليه لاعادة تصحيح مسار التيار وضم الاعضاء المنسحبين استعدادا للمرحلة المقبلة. وعلم ان نواة الجبهة تتكون من النواب ابراهيم كنعان، شامل روكز، الآن عون، سيمون ابي رميا وكادرات بارزة، في حين ان الإعلان عن انطلاقتها ينتظر الظرف المناسب.
دبلوماسياً، وغداة تعيينها في منصبها الجديد عرضت نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع الوطني والخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر، الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة مع السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا التي زارت اليرزة يرافقها نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية الجديد ريتشارد مايكلز، وذلك في زيارة تعارف لمناسبة توليه مهامه الجديدة في لبنان.
عودة التدقيق
وفيما عادت شركة الفاريز أند مارسال إلى التدقيق، علم ان وزارة المال، ستعمل على تحديث البيانات، بما في ذلك إدخال تعديلات على العقد الموقع مع الشركة، بعد نفاذ قانون رفع السرية المصرفية.
المنصة
تنفيذياً، بدأ أمس عدد من المستوردين من تجار وصناعيين بالتوجه إلى المصارف لتقديم اوراقهم للحصول على دولار بسعر المنصة.
واعتبرت مصادر مصرفية ان «إعلان سلامة عن تسعير صرف الدولار بـ١٢ألف ليرة بمثابة خطوة أولى لاستيعاب التغيّرات الطارئة»، لافتة إلى أن «سعره لا بد أن يتراجع بعدما تم وضع الآلية اللازمة لهذه المنصّة شاركت فيه المصارف والصيارفة، حيث سجّلت تعاملات خفيفة في انتظار تلبية ما طلبه مصرف لبنان من المصارف والصيارفة الذين تقدموا بطلبات للحصول على العملات إن كانت بالليرة اللبنانية أو بالدولار الأميركي أو العملات الأجنبية الأخرى على أن تتم تسوية هذه الطلبات الخميس المقبل. في المقابل أبدت مصادر مصرفية تمثّل المصارف الكبيرة «استعدادها للتعاون مع هذه المنصّة وإنجاحها»، لكنها أرادت «الاستيضاح من مصرف لبنان عن بعض الأمور التي بقيت مبهمة إلى أن صدر البيان ليردّ على هذه الاستفسارات».
537887 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 450 إصابة جديدة بفايروس كورونا و6 حالات وفاة، في الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 537887 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *