الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : ارتباك في الكيان بعد إلغاء الشرطة مسيرة ‏الأعلام في القدس… ومنظمة الهيكل تهدّد ‏باقتحام الأقصى انفراج أزمة الفيول ‏وإعداد الكابيتال كونترول… مرحلة ‏انتقاليّة في الوقت الضائع / التصعيد ‏السياسيّ يحجب مساعي الحلحلة… ‏وإصرار أصحاب المبادرات على الصبر‎ /‎
flag-big

البناء : ارتباك في الكيان بعد إلغاء الشرطة مسيرة ‏الأعلام في القدس… ومنظمة الهيكل تهدّد ‏باقتحام الأقصى انفراج أزمة الفيول ‏وإعداد الكابيتال كونترول… مرحلة ‏انتقاليّة في الوقت الضائع / التصعيد ‏السياسيّ يحجب مساعي الحلحلة… ‏وإصرار أصحاب المبادرات على الصبر‎ /‎

المشهد الدولي والإقليمي موزّع بين رصد مسار التقدم المتسارع نحو توقيع محاضر العودة ‏الأميركية الى الاتفاق النووي مع إيران، وما يشهده كيان الاحتلال من ارتباك وخلط أوراق، في ‏ظل السباق بين مساعي الفك والتركيب الأميركية منعاً للتصعيد، وذهاب تحالف رئيس ‏حكومة الاحتلال المهدّد بالرحيل بنيامين نتنياهو وجبهة المستوطنين والمتطرفين الى رفع ‏سقوف التهديد بالمزيد من هذا التصعيد، بعدما تداخلت المعركة خلال اليومين المقبلين بين ‏مستقبل الحكومة ومصير عرضها لنيل الثقة أمام الكنيست، وبين مستقبل مسيرة الأعلام ‏الصهيونية في القدس‎.‎
على جبهة الملف النووي تصريحات جديدة من واشنطن للبيت الأبيض ووزير الخارجية ‏للتمهيد للعودة إلى الاتفاق، فالبيت الأبيض يؤكد أن الأولوية هي عدم امتلاك إيران سلاح ‏نووي، ووزير الخارجية توني بلينكن يشرح، أن مهلة امتلاك إيران للسلاح النووي تقلصت الى ‏أسابيع ما لم تتمّ عودتها الى الاتفاق والضوابط التي يضمنها‎.‎
على جبهة الكيان ثلاثة إعلانات تختصر المشهد، الأول عن شرطة الاحتلال بلسان المفوض ‏العام يقول بإلغاء المسيرة المخصصة لرفع الأعلام فيما يسمّى بيوم توحيد القدس، ويعيد ‏السبب للاعتبارات الأمنية، والثاني لقوى المقاومة في غزة يحذّر تحت شعار إن عدتم عدنا من ‏انفجار الوضع مجدداً إن اقتربت المسيرة التي ينظمها المستوطنون والمتطرفون من القدس ‏والأقصى، أما الثالث فمن منظمة حراس الهيكل التي دعت لمواصلة العمل لتنظيم المسيرة ‏يوم الخميس مهدّدة باقتحام المسجد الأقصى، فيما قال نتنياهو إن ما يفعله مشروع الحكومة ‏الجديدة هو استبدال المواجهة مع الخارج بنقل سفك الدماء إلى الداخل‎.‎
في الشأن اللبناني، حيث التصعيد السياسي عاد الى الواجهة بين فريقي رئيس الجمهورية ‏والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وعاد التراشق بحرب البيانات والاتهامات، أكدت مصادر ‏تواكب المسار الحكومي المتعثر أن ثنائي حزب الله وحركة أمل الوااقف وراء مبادرة رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري، لم يصل إلى اليأس من إمكانية إحداث اختراق في جدار الأزمة، وهو ‏لا يزال يملك الصبر اللازم لمواصلة مساعيه للتهدئة أولاً ولعودة البحث بالمخارج ثانياً‎.‎
إلى الواجهة تحركت القضايا المعيشية، مع اقتراب دخول لبنان في العتمة، بسبب نفاد ‏مخزون الفيول لدى مؤسسة كهرباء لبنان، وتعثر فتح الاعتمادات اللازمة لسداد قيمة الفيول ‏المستورد والذي تحمله السفن قبالة الشاطئ اللبناني بانتظار توافر الأموال اللازمة للبدء ‏بعملية التفريغ، وكان البارز توقيع رئيسي الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال لموافقة ‏استثنائية على طلب فتح الاعتماد اللازم، بعد إقرار السير بالسلفة التي كانت موضوع نزاع ‏أمام المجلس الدستوري بسبب طعن من حزب القوات اللبنانية أدى الى تجميدها، بينما ‏أنجزت بالتوازي لجنة المال النيابية قانون الكابيتال كونترول تمهيداً لعرضه على الهيئة العامة ‏لمجلس النواب في موعد يتوقع أن يكون مطلع الأسبوع المقبل، وقالت مصادر نيابية إن كل ‏ما تمّ هو عمليات ملء للوقت الضائع قبل تبلور المشهد الحكومي الذي يشكل وحده الجواب ‏على التحديات، ومن زاوية ثانية ليس بعيداً أن تجاوب مصرف لبنان يعبر عن مناخ خارجي ‏لتوفير التسهيلات اللازمة ليقوم مصرف لبنان بتأمين الأموال، للغرض نفسه، وهو ملء الوقت ‏الضائع قبل أن يصبح الملف اللبناني موضوع اهتمام، في ظل الانشغال الدولي بملفات أكثر ‏أهميّة وخطورة وحساسية، تتركز على منع التصعيد، سواء عبر ما سينجم من مناخات تهدئة ‏مع توقيع العودة للاتفاق النووي أو مع سحب فتائل التصعيد من تطورات الأحداث في ‏فلسطين المحتلة‎.‎
وبقيت الملفات الحياتية والمالية والنقدية في واجهة الاهتمام الرسمي في موازاة استمرار ‏الجمود على صعيد تأليف الحكومة. فقد سلكت أزمة الكهرباء طريقها إلى الحل المؤقت ‏بالتوازي مع إقرار لجنة المال مشروع قانون الكابيتال كونترول تمهيداً لعرضه على الهيئة ‏العامة في المجلس النيابي لإقراره‎.‎

وقد أرسل وزير المال في حكومة تصريف الأعمال كتاباً إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ‏‏”حول تبلغه الموافقة الاستثنائيّة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس ‏الوزراء حسان دياب لتغطية سلفة الخزينة للكهرباء بالعملة الأجنبيّة لزوم مؤسسة كهرباء ‏لبنان لشراء المحروقات والعمل على تنفيذ ما ورد في الموافقة الاستثنائيّة المذكورة والتي ‏سبق لوزارة المال أن وافقت عليها وأرسلتها‎”.‎
وكان وزني أرسل كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء لطلب استصدار الموافقة الاستثنائية بعدما ‏وافق رئيس الجمهورية على استصدارها فوقعها دياب‎.‎
إلا أن الموافقة الرئاسية على طلب سلفة الكهرباء ليست سوى حبة “بنادول” وتأجيل للأزمة ‏لمدة شهرين، بحسب ما أكد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر ‎لـ”البناء”. إذ كشف غجر أن أزمة الكهرباء ستتجدد بحلول فصل الصيف مع ارتفاع درجات ‏الحرارة في أغلب المناطق اللبنانية، موضحاً أن سبب أزمة الكهرباء مالية بحتة ويتعلّق بصرف ‏الاعتمادات في مصرف لبنان، وبالتالي وزارة الطاقة لا تتحمّل مسؤوليّة التقنين القاسي في ‏التيار الكهربائي. مضيفاً في حديث لـ”البناء” أن “الموافقة الاستثنائية على طلب السلفة ‏سيرفع ساعات التغذية تدريجياً، لكنه ليس الحل النهائي للأزمة التي ستتكرّر مع نفاد الفيول، ‏لذلك سنحافظ على حدٍ معين من التقنين لكي تُستخدم هذه الكمية لأكثر وقتٍ ممكن‎”.‎

وعن أزمة المازوت، أوضح وزير الطاقة أن “زيادة التقنين في كهرباء الدولة دفع بأصحاب ‏المولدات الكهربائية إلى زيادة تشغيل المولدات، وبالتالي ارتفاع الطلب على المازوت من ‏السوق السوداء، ما أدى إلى أزمة مازوت أيضاً وزيادة في تقنين ساعات التغطية بكهرباء ‏المولدات الخاصة‎”.‎
وتساءل مراقبون عن إسراع مصرف لبنان لتأمين الدولارات لشراء المازوت لتشغيل المولدات ‏الخاصة وفي المقابل تأخره بتأمين الدولارات لشراء الفيول رغم أن سعر الفيول أقل بـ 30 في ‏المئة من سعر المازوت كما يؤكد وزير الطاقة، وبالتالي الأجدى بحاكم مصرف لبنان التركيز ‏على شراء الفيول ورفع التغذية الكهربائية ما يقلل من الاعتماد على المولدات الخاصة ‏وبالتالي يقلل من استيراد المازوت وكذلك يوفر على المواطن في فاتورة المولدات الخاصة‎.‎

ولفتت مصادر وزارية لـ”البناء” الى أن “الكرة باتت في ملعب مصرف لبنان لفتح الاعتمادات ‏وتحرير بواخر الفيول التي تنتظر في البحر”، إلا أن مصرف لبنان لم يصدر أي بيان حول هذا ‏الامر حتى الآن علماً أن المصرف المركزي سبق واشترط فتح الاعتماد موافقة من الحكومة ‏وليس من وزارة المال فحسب‎.‎
على صعيد موازٍ وبعد التحذيرات التي أطلقتها مؤسسة “اوجيرو” عن تأثير انقطاع التيار ‏الكهربائي على تزويد المواطنين بخدمات الإنترنت، طمأن وزير الاتصالات في حكومة ‏تصريف الأعمال طلال حواط إلى أن لا أزمة في قطاع الاتصالات، وقال: “قطاع الاتصالات لن ‏ينقطع طالما ان مصرف لبنان يؤمن الاعتمادات اللازمة لشراء الفيول”. ولفت حواط الى ان ‏‏”وزارة الاتصالات تؤمن مولدات للشبكة من أجل حالات الطوارئ وليس للاستخدام ‏المتواصل، وتغطي حوالي 8 ساعات، الا انها تعمل حالياً بين 20 و21 ساعة يومياً، اضافة الى ‏الأعطال الطارئة التي يتم تصليحها‎”.‎
ورأس الرئيس دياب في السراي الحكومي اجتماعًا وزاريًا لبحث أزمة الكهرباء ضمّ الوزراء وزني ‏وحواط وغجر الذي أكد بعد الاجتماع أن “صرف الاعتمادات يتطلب يومين أو ثلاثة لكي تدخل ‏بواخر الفيول وعودة التغذية الى طبيعتها تدريجياً‎.‎
وفي رده على سؤال “البناء” حول نتيجة المفاوضات مع العراق لاستيراد الفيول كشف غجر ‏عن زيارة قام بها الى العراق الاثنين الماضي لاستكمال المفاوضات مع الوزارات المعنية في ‏العراق لاستيراد خمسمئة ألف طن من الفيول بدفع مؤجل، لكن هناك بعض الإجراءات التقنية ‏والمالية يجري العمل على حلها بين الحكومتين وعند إنجازها يمكننا استيراد الفيول العراقي ‏في وقت قريب‎.‎

في المقابل لفت وزني لـ”البناء” الى أن “هذه السلفة تستطيع تأمين الفيول لمدة شهرين أو ‏ثلاثة كحد أقصى ريثما يتم إيجاد حلول أو مصادر تمويل أخرى أو تأليف حكومة جديدة‎”.‎
وحذرت مصادر حكومية من أن حجم الأزمات المعيشية التي تتفاقم بشكل يومي باتت تفوق ‏قدرة حكومة تصريف الأعمال على معالجتها في ظل هامش الصلاحيات الضيق التي تعمل ‏خلاله، ما يتطلب حكومة جديدة اصيلة مدعومة من الجميع تستطيع الاجتماع واتخاذ ‏القرارات، وإلا فإن الأزمات مرشحة للمزيد من التفاقم لا سيما على مستوى الكهرباء ‏والمحروقات لا سيما في حال توجه حاكم مصرف لبنان الى وقف دعم المحروقات وتحديداً ‏البنزين‎.‎
واستبعدت مصادر وزارية لـ”البناء” أن يعود مصرف لبنان الى سياسة الدعم للمواد الغذائية ‏كاللحوم والدواجن في ظل شح الدولار لديه كما استبعدت أن يتم التوصل الى صيغة ‏للبطاقة التمويلية، مضيفة أن رفع الدعم اصبح أمراً واقعاً من دون أن يقابله اقرار البطاقة ‏التمويلية كتعويض مالي للمواطنين. وعلمت “البناء” أن يجري البحث عن تحويل وجهة عدد ‏من القروض المقدمة من البنك الدولي الى البطاقة التمويلية‎.‎
وفي سياق ذلك، ناقش رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع نائب رئيس البنك الدولي ‏لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا فريد بلحاج خلال استقباله له في بعبدا ‏التعاون القائم بين لبنان والبنك الدولي والمشاريع التي يتم تمويلها، حيث أكد بلحاج ان البنك ‏الدولي كان دائماً الى جانب لبنان وسيبقى الى جانبه ولن يتركه، مشيراً الى الالتزام بدفع ‏القرض المخصص لشبكة الأمان الاجتماعي وقيمته 265 مليون دولار، مع إمكانية إضافة 300 ‏مليون دولار لدعم الفئات المهمشة. وأثار الرئيس عون إمكانية إعادة هيكلة القروض ‏المعطاة من البنك الدولي للبنان والتي لم تستعمل بعد وذلك حسب الأولويات الطارئة، ‏فأبدى بلحاج تجاوباً مع الرغبة الرئاسية‎.‎

وعلى صعيد أزمة الدواء، أشار نقيب الصيادلة في لبنان، غسان الأمين خلال حديث تلفزيوني، ‏الى ان “القطاع الصيدلي يتجه الى الإقفال القسري والإضراب، كورقة ضغط على ‏المسؤولين”، معتبرًا انه “من الضروري وضع خطة لمواجهة المرحلة الحالية‎”.‎
وفيما يكتنف الغموض تعميم مصرف لبنان المتعلق بإلزام المصارف دفع جزء من الودائع ‏‏(800 دولار) نصف بالدولار ونصف آخر بالليرة اللبنانية وفق سعر المنصة أي 12000 ليرة، ‏يلاحظ الارتفاع التدريجي اليومي بسعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي اقترب أمس ‏من عتبة الـ 14 ألف ليرة للدولار الواحد ما، ما يشير بحسب خبراء الى قيام المصارف بشراء ‏الدولار من السوق السوداء بناء على توقعاتها بأنه سيرتفع مع بداية تنفيذ التعميم وارتفاع ‏بحجم الكتلة النقدية بالليرة باعتبار أن مبلغ 400 دولار بالليرة سيصار الى شراء الدولار من ‏السوق السوداء وبالتالي ارتفاع الطلب عليه‎.‎
وعادت التحركات الشعبية ومسلسل قطع الطرق الى الواجهة بعد غياب طويل، حيث أقدم ‏محتجون أمس على قطع الطرقات في ساحة الشهداء عند مسجد الأمين وجسر الفيات ‏وطريق قصقص وكورنيش المزرعة وفردان وبعض المناطق الأخرى وذلك احتجاجاً على تردي ‏الأوضاع المعيشية‎.‎
وبعد مدة طويلة من عرقلة إقراره لأسباب سياسية، تمكنت لجنة المال من التوصل الى ‏اتفاق على إقرار مشروع قانون الكابيتال كونترول. وبعد اجتماعها برئاسة النائب إبراهيم كنعان، ‏لمتابعة درس اقتراح القانون الرامي إلى وضع ضوابط استثنائية ومؤقتة على التحاويل ‏المصرفية، قال كنعان في مؤتمر صحافي في مجلس النواب: “الكابيتال كونترول دستوري ‏وحاجة وضرورة رغم انقضاء أكثر من 19 شهراً على بدء الأزمة لأن أي تشريع مهما تأخر يبقى ‏أفضل من الفوضى والاستنساب السائدين حالياً”. واضاف كنعان “الكابيتال كونترول كما ‏اقرته لجنة المال يمنع التحاويل إلى الخارج باستثناء ما له صفة الديمومة والصفة العاجلة ‏كنفقات التعليم والسقف الأعلى لهذه النفقات 50 الف دولار”. وكشف كنعان أن مجلس ‏النواب لم يستطع الحصول على أرقام دقيقة من مصرف لبنان في كل التعاميم التي أصدرها ‏المصرف‎.‎
وأكد النائب علي حسن خليل في تصريح من مجلس النواب أن “المشروع الذي تم إنجازه ‏اليوم ستتم إحالته إلى الهيئة العامة وهو ايجابي لحماية المودعين من خلال الكابيتال ‏كونترول”. داعياً المصارف للالتزام به، معتبراً أن “اقرار الكابيتال كوتنرول عمل جزئي أمام ‏ضرورة تشكيل الحكومة التي من مهمّتها إجراء إصلاحات اقتصادية ونقدية‎”.‎
في غضون ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم عبر كلمة ‏بمناسبة تأسيس قناة المنار، وأشارت مصادر “البناء” الى أن “السيد نصرالله سيتحدث في ‏بداية الكلمة حول المناسبة ويشدد على دور قناة المنار في العمل المقاوم وتحقيق الانتصار ‏في مختلف المحطات والمراحل”، كما سيتطرق الى الملفات السياسية الداخلية وعلى رأسها ‏ملف الحكومة حيث سيجدد دعمه لمبادرة الرئيس نبيه بري ويدعو كافة الاطراف الى تقديم ‏التنازلات لمصلحة تأليف الحكومة. كما سيعرّج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وسيذكر ‏بالحلول التي طرحها حزب الله والسيد نصرالله شخصياً في أكثر من خطاب للحد من الأزمات ‏وقد يفصح عن طروحات ومخارج جديدة‎”.‎
ولفتت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “عقد تأليف الحكومة داخلية أكثر مما هي خارجية ‏وترتبط بالحسابات السياسية والانتخابية لكل من الرئيس المكلف سعد الحريري والنائب جبران ‏باسيل ومستقبلهما السياسي”. وشككت المصادر بقدرة مبادرة الرئيس بري على تحقيق ‏اختراق نوعي وتقدم كبير في تأليف الحكومة. مشيرة الى أن “المبادرة الفرنسية سقطت ولا ‏توجّه فرنسي لطرح مبادرة او حلول جديدة، بل جلّ ما يقوم به الفرنسيون هو الاستفسار من ‏أطراف داخلية عما توصلت اليه الاتصالات الحكومية الاخيرة‎”.‎
وفيما أكدت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ”البناء” أن “مبادرة بري مستمرة وتشكل الفرصة ‏الاخيرة وعلى الأطراف كافة تلقفها قبل الانتقال الى المرحلة الاصعب على كافة ‏المستويات”، وأكدت بأن في جعبة بري المزيد من الطروحات والمخارج لعقدة الوزيرين ‏المسيحيين، الا ان اوساط التيار الوطني الحر تجزم بأن عون وباسيل لن يسمحا للحريري بمد ‏اليد على الحصة المسيحية. ولفتت مصادر تيار المستقبل وبيت الوسط الى أن “حتى الآن لا ‏مؤشرات من بعبدا على تجاوب عون وباسيل مع مبادرة بري”، مشيرة الى أن الحريري يزور ‏بعبدا بحالتين الاولى ان يحمل تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية ليوقع عليها والثانية ‏للاعتذار. الا ان المصادر استبعدت لجوء الحريري الى هذا الخيار في الوقت الراهن لا سيما ‏وان مبادرة بري لا زالت قائمة. كما يرفض الثنائي أمل وحزب الله دعوة التيار الوطني الحر ‏لإجراء انتخابات نيابية مبكرة بل في موعدها وبالتالي رفض المس بآخر المعاقل الدستورية ‏الاساسية لإعادة إنتاج السلطة لا سيما في ظل الظروف الصعبة الراهنة على كافة الصعد‎”.‎
وشنّ باسيل هجوماً عنيفاً على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وأشار في تصريح ‏صحافي إلى أن”اتّفاق مار مخايل نجح في منع الفتنة وفشل في بناء الدولة وليس طبيعياً ‏وجود سلاح غير سلاح الجيش اللبناني، باعتبار أنّ هذا الوضع استثنائي، لا يجب أن يستمرّ”. ‏وأضاف: “لا يمكن لجعجع أن يتحدّث عن الفساد بينما يمارس أكبر أنواعه من خلال تلقّي مال ‏سياسي من الخارج‎”.‎
في المقابل رأى المكتب السياسي لحركة أمل أن “المسؤولين عن تشكيل الحكومة العتيدة ‏يتبارون في خطابات وبيانات (عنترية) وشعبوية لا تحقق حتى مصالحهم ولا اهدافهم، ‏وبالتأكيد تغيب عنها مصلحة الوطن الذي وصل حد الانهيار وآخر الدرك‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *