الرئيسية / صحف ومقالات / البناء : تصعيد أميركيّ على الحدود السوريّة ‏العراقيّة … والمقاومة تقصف المقرّ ‏الأميركيّ في حقل العمر البطاقة التمويليّة ‏على نار حامية تمهيداً للإقرار… وشركات ‏النفط تحقق أرباحاً خياليّة برفع السعر / ‏الشركات الروسيّة تبدأ مباحثاتها حول ‏المرفأ ومحطات الكهرباء ومصافي ‏النفط… والعين مفتوحة‎ /‎
flag-big

البناء : تصعيد أميركيّ على الحدود السوريّة ‏العراقيّة … والمقاومة تقصف المقرّ ‏الأميركيّ في حقل العمر البطاقة التمويليّة ‏على نار حامية تمهيداً للإقرار… وشركات ‏النفط تحقق أرباحاً خياليّة برفع السعر / ‏الشركات الروسيّة تبدأ مباحثاتها حول ‏المرفأ ومحطات الكهرباء ومصافي ‏النفط… والعين مفتوحة‎ /‎

خضعت إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن لضغوط اللوبيات العسكرية التي كشفت رفضها ‏للانسحاب من أفغانستان بالحفاظ على 650 عنصراً تحت تغطية حماية المقار والعناصر ‏الدبلوماسية، وجاء التصعيد على الحدود السورية العراقية بقصف مواقع سوريّة وعراقيّة ‏من الطيران الأميركي، تكذيباً لكل مزاعم الانسحاب من العراق ودراسة خروج آمن من سورية، ‏تمّ ترويجها مع وصول بايدن الى البيت الأبيض، وفيما أعلنت فصائل الحشد الشعبيّ ترحيبها ‏بالإدانة الحكوميّة العراقيّة للغارات، وعدت بردّ يتناسب مع الدماء التي سقطت خلال ‏القصف، بينما بادرت مجموعات سوريّة مقاومة باستهداف مقرّ القوات الأميركيّة في حقل ‏العمر النفطي الذي تتقاسم القوات الأميركيّة والجماعات الكردية المسلحة عائداته، ووفقاً ‏لمصادر متابعة فإن الأمور تتجه نحو جولات من المواجهة التصاعدية، من الجهتين السورية ‏والعراقيّة من الحدود بوجه القوات الأميركيّة، وسط تمسك سوريّ عراقيّ بالحفاظ على خط ‏الحدود تحت السيطرة ورفض كل الدعوات الأميركية لوضعه تحت الرقابة بهدف قطع طريق ‏إمداد حركات المقاومة‎.‎

في لبنان تقدّم الشأن الاقتصادي والاجتماعي على السكون السياسيّ في الملف الحكومي ‏الذي واصل المراوحة من دون تحقيق أيّ تقدّم، بينما كان لافتاً الكلام الصادر عن رئيس كتلة ‏الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد حول الحديث عن معطّل معلوم من الجميع يتحمّل مسؤولية ‏عدم تشكيل الحكومة، لأنه لا يريد تشكيل حكومة يعرف نفسه، داعياً للتوقف عن الكذب ‏والقول بأن القضية قضية وزيرين مسيحيين، بما بدا أنها أول إشارة من نوعها تصدر عن ‏قياديّ في حزب الله نحو تحميل الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مسؤولية ‏عدم تشكيل الحكومة‎.‎

اقتصادياً، حدثان بارزان، مع استمرار التدهور في الوضع الاجتماعيّ وتصاعد التحركات ‏الاحتجاجيّة وما يرافقها من قلق على الوضع الأمنيّ، الأول هو ترشيد الدعم والبطاقة ‏التمويليّة، حيث سجّلت مصادر ماليّة معنى توقف شركات المحروقات عن تسليم الكميات ‏الموجودة لديها في المستودعات، بانتظار التعرفة الجديدة بهدف تحقيق أرباح خياليّة وفقاً ‏للمصادر، من دون أن يصدر أي موقف عن الجهات الحكوميّة المعنيّة للتدخل وفرض بيع ‏الكميات التي تمّ استيرادها على سعر دولار 1500 ليرة بالسعر المخفض للبنزين قبل التعرفة ‏الجديدة التي سيبلغ فيها السعر ضعف السعر الحالي تقريباً ملامساً الـ 70 ألف ليرة وربما ‏أكثر، وفقاً لتحرك سعر النفط. بالتوازي قام نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بزيارة ‏رئيس حكومة تصريف الأعمال بتكليف من رئيس المجلس نبيه بري، للتفاهم على تفاصيل ‏البطاقة التمويلية الموضوعة على نار حماية، والتي يفترض أن يتم إقرارها في جلسة ‏تشريعية يومَيْ غد وبعد غد‎.‎

الحدث الثاني كان وصول وفد من الشركات الروسية المهتمة بملفات حيوية، مثل إعمار ‏وتطوير مرفأي بيروت وطرابلس، وتركيب محطات كهرباء لإنتاج كميات تلاقي حاجات لبنان ‏وفقاً لخطة الكهرباء التي أقرّها مجلس الوزراء قبل عامين، وإعادة الاعتبار لتكرير النفط الخام ‏في لبنان عبر تركيب مصفاتين للنفط واحدة لتلبية حاجات السوق المحلي من المشتقات ‏النفطية، والثانية لإعادة لبنان الى الخريطة الإقليميّة على البحر المتوسط كواحد من مصدري ‏المشتقات النفطية. وقد قالت مصادر مواكبة للقاءات الشركات وتحرّكها، إنها خلال أسبوع ‏ستحصل على كافة المعطيات اللازمة الخطية والميدانية لوضع دراسات فنية يفترض أن ‏تجهز خلال شهر، للمشاريع المقترحة، وبالتوازي تقوم مجموعات ماليّة متخصصة تابعة ‏للمجموعة الروسية بعرض سيناريوات متعددة لكيفية الاستثمار الذي ستقوم الشركات ‏الروسية بتمويله مقابل كفالة الدولة اللبنانية رغم الوضع المالي السيئ للبنان، على أن ‏تستردّ الشركات قيمة تمويلها وأرباحها من الصيغة الاستثمارية التي يتم التوافق عليها من ‏بين الخيارات المتعددة التي سيتم اقتراحها. وقالت المصادر إن الإدراك المسبق لحجم ‏الضغوط الأميركية من جهة وتدخلات اصحاب المصالح من جهة أخرى، رافقه إصرار روسي ‏على التعامل المهني حتى آخر لحظة مع الجهات اللبنانية الحكومية المعنيّة، وحرص على ‏عدم فتح الباب لأي تأويل أو تذرّع بالسياسة، وتمنى الروس على بعض الجمعيات التي كانت ‏تنوي تنظيم تحرّكات داعمة عدم القيام بأي تحرك يفتح الباب لتسييس الملف، وأنه طالما لم ‏تظهر أي عمليات عرقلة أو تمييع فإن داعمي التوجه شرقاً ومؤيدي تنويع مصادر العلاقات ‏الاقتصادية للبنان، يفضلون الحفاظ على مناخات من الهدوء ترافق البحث المهني، والتعامل ‏مع كل جدية وتشدد وتحفظ لدى الجهات اللبنانية بصفته عملاً تفاوضياً مشروعاً وتعبيراً عن ‏قيامها بواجبها في حماية المصالح اللبنانية العليا، حتى يثبت العكس‎.‎

لا تزال الساحة الداخلية تقبع تحت وطأة مسلسل الأزمات المتفاقمة ومشهد انفجار الشارع ‏وقطع الطرقات، حيث لم تعد تُجدي الحلول الترقيعية، بل يحتاج الوضع إلى معالجة جذرية ‏تتعدى تأليف حكومة بصناعة محليّة قد لا تكون على قدر التحدّي وحجم الكارثة، إلى تسوية ‏إقليمية – دولية على الملف اللبناني برمّته تنتج حكومة جامعة وقوية تفتح باب الدعم المالي ‏والاقتصادي لإنقاذ البلد وإعادة النهوض الاقتصادي، وسوى ذلك لا يعدو كونه تضييعاً ‏للوقت واستغلال قوى وأحزاب السلطة للأزمة السياسيّة لشدّ العصب الطائفي والمذهبي ‏للقواعد الشعبية استعداداً لخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل‎.‎

فالمشاكل تتناسل وتنعكس سلباً على مختلف القطاعات الحيويّة التي تتعلق بالحياة اليومية ‏للمواطنين الذين لم يجدوا وسيلة غير الشارع للتعبير عن سخطهم وغضبهم من المعاناة ‏التي يعيشونها في ظل لامبالاة وتجاهل مريب من الحكومة والوزراء والأجهزة الرقابية ‏والأمنية المعنية، وكذلك من الطبقة السياسية جمعاء التي لا تزال تعلق تأليف الحكومة على ‏وزيرين، فيما البلد دخل مرحلة الانهيار الشامل ويتحضّر للانفجار الشعبي الكبير في الشارع ‏والذي بدت مؤشراته واضحة خلال الأيام القليلة الماضية من خلال الاحتجاجات الشعبية التي ‏عمت مختلف المناطق تخللتها أحداث أمنية واعتداءات على الأملاك العامة والخاصة على ‏غرار ما حصل في فرع البنك اللبناني السويسري في الحمرا، حيث عمد محتجّون الى اقتحامه ‏وتحطيم الواجهة الخارجية والدخول اليه في وضح النهار، ما دفع بالمصرف للإعلان عن إقفال ‏كافة فروعه استنكاراً للاعتداء. وأعلنت جمعية المصارف في بيان “إقفال جميع فروع ‏المصارف العاملة في لبنان اليوم تضامناً مع إدارة البنك اللبناني السويسري‎”.‎

وإزاء هذا الواقع دعا رئيس الجمهوريّة ميشال عون، إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع اليوم ‏في بعبدا، للبحث في الأوضاع الأمنيّة في البلاد والتطوّرات الأخيرة‎.‎
واستمرّت طوابير السيارات أمام محطات الوقود وسط حالة من الإرباك الشديد تسيطر على ‏الأسواق لا سيما سوق المحروقات، حيث أقفل عدد كبير من المحطات بانتظار التسعيرة ‏الجديدة التي ستصدر عن وزارة الطاقة اليوم على أساس سعر صرف 3900 ليرة، وذلك ‏لتحقيق المزيد من الأرباح على حساب المواطن‎.‎

وأكدت المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه في بيانٍ، أنها “بصدد إصدار جدول ‏تركيب الأسعار للمحروقات اليوم على سعر صرف الدولار الواحد 3900 ل. لـ”. وطمأنت الى ‏أن “الشركات المستوردة للنفط ستقوم بتسليم المحروقات لزوم السوق المحلي استناداً الى ‏الجدول الجديد، كما أن مصرف لبنان باشر بفتح اعتمادات البواخر النفطية الراسية قبالة ‏السواحل اللبنانية، وعليه بدأت البواخر النفطية بإفراغ حمولتها وهذا سيوفر بصورة مستدامة ‏تأمين السوق المحلي بالمحروقات‎”.‎
وفي موازاة ذلك، أعلن مصرف لبنان في بيان أنه “ابتداءً من اليوم (أمس) 28 حزيران 2021 ‏سيقوم ببيع الدولار الأميركي للمصارف التي تتقدّم بفتح اعتمادات لاستيراد كافة أنواع ‏المحروقات بعد أن تكون قد استحصلت على موافقة مسبقة لهذه الاعتمادات على سعر ‏‏3900 ليرة للدولار الواحد. على أن تسدّد هذه المصارف قيمة الاعتمادات مئة في المئة ‏بالليرة اللبنانية‎”.‎

وبدأ العديد من أصحاب المولدات في منطقتي البقاع الأوسط والغربي بتنفيذ دوام التقنين ‏على التقنين، بسبب الشح في مادة المازوت وارتفاع سعر الصفيحة الى ما يزيد عن 70 ألف ‏ليرة، كما أن التسعيرة الجديدة التي فرضت نفسها بقوة على المواطنين بسبب الغلاء، أجبر ‏العديد منهم على الاستغناء عن الاشتراك في المولدات الخاصة وهي لم تعد متاحة أمامهم. ‏وباشر أصحاب المولدات بالتقنين فعلياً بمعدل 6 ساعات يومياً كحد أدنى والى رفع تسعيرة ‏المولدات‎.‎

واقتحم عدد من المحتجّين شركة كهرباء قاديشا في محلة البحصاص في طرابلس، احتجاجاً ‏على التقنين القاسي في الكهرباء، وطلبوا من الموظفين إعادة التيار الى كل أحياء المدينة، ‏وعلى الفور تدخلت عناصر الجيش وعملت على إخراج المحتجين من الشركة. كما دخل ‏محتجون إلى محطّة تحويل كهرباء حلبا الرئيسيّة سلميًّا، وقاموا بتشغيل المحوّل الّذي يغذّي ‏مدينة حلبا بالكهرباء وأناروا المدينة‎.‎

وحذّر رئيس النقابة اللبنانيّة للدواجن وليم بطرس السلطات المعنية “من كارثة كبيرة قد تقع ‏بالقطاع جراء هذه الحال التي قد تقضي على الدجاج الحيّ الموجود في المزارع والدجاج ‏الموجود في برادات المسالخ‎”.‎

وانعكست أزمة الكهرباء والمحروقات على المرافق العامة والدوائر والإدارات الرسميّة، حيث ‏توقفت كلّ المعاملات في مركز الأمن العام في السوديكو بسبب انقطاع التيار الكهربائي ‏وحصول عطل في المولدات الكهربائية. كما توقفت أنظمة أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة ‏المالية في قصر عدل بيروت ما تسبّب بوقف كل معاملات استيفاء الرسوم. وفي المطار ‏توقفت صناديق الجمارك عن قبض الرسوم بسبب عدم توافر الأوراق والمحابر، ما سيؤدي ‏الى مشكلة في حركة الشحن‎.‎

ويبدو أن البلاد تتجه إلى عصيان إداري في مؤسسات وإدارات الدولة يواكبه عصيان مدنيّ – ‏شعبيّ في الشارع. فقد طلبت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة من كل العاملين ‏في الإدارات والمؤسسات العامة “الإضراب وعدم الحضور إلى مراكز العمل ابتداء من ‏الأربعاء المقبل ولغاية 9 تموز ضمناً‎”.‎

ورأت مصادر حكوميّة أن هذا الأمر يعد مؤشراً خطيراً إضافياً على الانهيار الأكبر، وقالت ‏لـ”البناء”: “بدأنا مرحلة العصيان الإداري والمؤسسيّ سيجرّ معه عصياناً مدنياً شعبياً، وبالتالي ‏شلل كامل في إدارات ومؤسسات الدولة ما يعني توقف كل معاملات المواطنين في ‏الدوائر الرسمية”. فيما أفادت مصادر “البناء” بأن الوحدات والقطاعات الإقليمية في قوى ‏الأمن الداخلي تتجه للانكفاء التدريجي من الشوارع والعودة الى حماية ثكناتها كأولوية ‏وبالتالي سيتم تكليف الجيش اللبناني الأمن في كافة الأراضي اللبنانية عند انفجار الشارع‎”.‎

وأجرى رئيس الجمهورية سلسلة اتصالات شملت وزير الطاقة والمياه ريمون غجر وطلب ‏اتخاذ إجراءات سريعة وصارمة من أجل المساهمة في التخفيف من حدة الأزمة المفتعلة، ‏ووقف استغلال المواطنين. كذلك اتصل عون بوزير الداخلية والبلديات وعدد من القادة ‏الأمنيين، وطلب اليهم مساعدة الأجهزة الإدارية المعنية في منع تخزين المحروقات ووضعها ‏بتصرف المواطنين، والتشدّد في تطبيق القوانين مع المخالفين، الى حين تراجع الأزمة خلال ‏الـ 48 ساعة المقبلة. كما طلب من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، “حثّ المجلس المركزي ‏على اتخاذ القرار المسؤول والمناسب المتعلق باستمرار دعم الدواء، لأن هذا الأمر يتعلق ‏مباشرة بحياة المواطنين وسلامتهم ولا يمكن التساهل به‎”.‎
كما بحث عون مع وزير الصحة العامة حمد حسن في عدد من المواضيع الاستشفائية ‏والصحية، وعلى رأسها موضوع دعم الدواء، وضرورة اتخاذ مصرف لبنان قراراً سريعاً في هذا ‏الخصوص‎.‎

في موازاة ذلك، شهد القصر الحكومي سلسلة اجتماعات وزارية لمتابعة عدد من الملفات ‏النقديّة والمصرفيّة والاجتماعيّة والصحيّة، فرأس رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ‏اجتماعاً حول منصات تسعير الدولار في السوق السوداء حضره عدد من الوزراء وحاكم ‏مصرف لبنان والنائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات. وتمّ الاتفاق “أن ‏يتولى القضاء ملاحقة المتلاعبين بالدولار والعمل لإقفال جميع منصات تسعيره وتفعيل ‏الإجراءات الهادفة إلى قمع التلاعب بأسعار السلع التي يتمّ استيرادها على منصة صيرفة ‏مصرف لبنان‎”.‎

واستهلّ دياب الاجتماع بكلمة تساءل فيها: “هل يعلق أن الدولة ومؤسساتها، مصرف لبنان ‏و64 مصرفاً، وشركات ومحلات و6 ملايين نسمة، تتحكّم بهم منصة أو منصات تحدد سعر ‏الدولار وترفعه وتخفضه، ولا أحد يعرف المعايير لارتفاع أو انخفاض سعر الدولار في السوق ‏السوداء، وهل باتت اقوى من أجهزة الدولة؟‎”.‎

واستقبل رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر على رأس وفد، وطالب الأسمر في كلمة ‏له “بتصحيح الأجور للعمال عبر زيادة الحد الأدنى وزيادة بدل النقل والتعويضات العائلية ‏والمنح المدرسية وحماية الضمان الاجتماعي وتعاونية الموظفين كي يتمكنوا من أداء ‏واجبهم كاملاً في هذه الظروف الصعبة وزيادة تقديماتهم بالاستشفاء والطبابة‎”.‎

وأكد الأسمر لـ”البناء” أن المؤشرات خطيرة جداً وتمهّد لانفجار شعبي كبير لا سيّما مع تدني ‏القدرة الشرائية للمواطنين وتحديداً الفئات العمالية الدنيا. وعن موقف الاتحاد العمالي العام ‏من الإضراب الذي دعت إليه رابطة موظفي القطاع العام، لفت الأسمر الى أن “الإضراب ‏وقطع الطرقات لن يحلا المشكلة، لكنهما سيفاقمان الأزمات أكثر ويعطلان حياة المواطنين ‏ويشلان عملهم؛ إضافة إلى أنّ قطع الطرقات عليهم يزيد في معاناتهم، لا سيّما في ظل ‏تردي الظروف الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية‎”.‎
وفي زيارة لافتة تحمل أكثر من دلالة، زار نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي السراي ‏الحكومي حيث استقبله الرئيس دياب. وتأتي هذه الزيارة بعد قطيعة دامت لسنة بين الرجلين ‏على خلفيّة خلافهما على تعيين محافظ بيروت‎.‎

وفيما أفيد أن الفرزلي حمل رسالة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى دياب، قال بعد ‏اللقاء: “وجدنا لدى الرئيس دياب التجاوب الكامل والتنسيق لخدمة المواطنين وتسهيلاً ‏للأهداف المرجوة من وراء البطاقة بإقرار مبدأ الـ93 دولاراً كمعدل وسطيّ، كما أقرته اللجان ‏المشتركة التي حددت 137 دولاراً كحد أقصى”. وأكد الفرزلي لـ”البناء” أن “الورشة التشريعيّة ‏ماضية في إقرار القوانين الحياتيّة والماليّة المطلوبة”، مشيراً الى أن “المجلس النيابيّ أنجز ‏القاعدة التشريعيّة لمشاريع الحكومة لا سيما فيما خصّ إقرار البطاقة التمويلية‎”.‎

في غضون ذلك، دعا الرئيس بري الى جلسة عامة، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، لدرس ‏وإقرار مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال، ومنها مشروع القانون ‏المعجل الوارد بالمرسوم رقم 7797 إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي ‏لتمويلها‎.‎

على صعيد آخر، أفادت المعلومات أن “الوفد الروسي الذي التقى وزير الأشغال ميشال نجار ‏طلب إذن الدخول إلى مرفأي بيروت وطرابلس لمدة 3 أيام قبل تقديم عرض نهائيّ لتوسيع ‏المرفأين وبناء إهراءات للقمح يستفيد منها لبنان وكل المنطقة”. كما كشفت أن “الوفد ‏التقى بوزير الطاقة وقدّم عرضاً لبناء معملي كهرباء وتشغيل مصفاتي البداوي والزهراني‎.”‎

في سياق ذلك، استقبل مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي ‏السفير الروسي في ‏لبنان الكسندر روداكوف. وأعلن الحزب في بيان انه “جرى خلال اللقاء ‏مناقشة الأوضاع والتطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، وكذلك ‏تم ‏استعراض ‏المبادرات والخطوات على صعيد العمل لتأليف الحكومة حيث جرى التوافق ‏على ‏أهمية إنجاز ‏هذا الاستحقاق وبالسرعة اللازمة‎”.‎
وأكد الجانبان “‏ضرورة ‏مراعاة كل الأطراف أهمية الحفاظ على الاستقرار وتجنّب ما من شأنه ‏أن يفاقم الأوضاع ويزيد من حجم ومظاهر الفوضى”.‏

من جهته، قدم السفير الروسي عرضاً عن الزيارة التي يقوم بها وفد من ‏مؤسسة ‏hydro ‎engineering and construction ‎الروسية الى لبنان بهدف التعاون ‏مع ‏الجانب اللبناني وتحديداً وزارة الأشغال والنقل في مجال البنى التحتية والمواصلات، ‏وكذلك عرض السفير الروسي روداكوف لمشاريع العمل المشتركة بين روسيا ولبنان في ‏المجالات المختلفة‎”.‎

‏على صعيد ملف تأليف الحكومة، تبددت الأجواء التفاؤلية التي أشيعت أمس الأول عن ‏صيغة حكومية قريبة، وحل مكانها المناخ التشاؤمي، وأكد مرجع سياسي ونيابي بارز لـ”البناء” ‏أن “المشاورات الحكومية لم تتوصل الى حل للأزمة”، نافياً علمه بتسوية حكوميّة يتم ‏الحديث عنها، مؤكداً ان المواقف على حالها وبانتظار تسهيل من رئيس التيار الوطني الحر ‏النائب جبران باسيل”. فيما نفت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ”البناء” المعلومات ‏التي تحدثت عن حل حكومي قريب، واضعة ذلك في اطار الإشاعات والحرب الإعلامية على ‏التيار، مؤكدة أن الكرة في ملعب الحريري وليس عندنا وننتظر عودته الى بيروت‎.‎

وبرز موقف تصعيدي لافت لرئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي انتقد ‏الحريري من دون أن يسمّيه، بقوله: “نطالب البعض بأن يتوقفوا عن الكذب على اللبنانيين ‏حينما يقولون بأن المشكلة التي تؤخر تأليف الحكومة تكمن في تسمية وزيرين، فثمة من لا ‏يريد تشكيل حكومة، وهو يعرف نفسه وأوساط العمل السياسي تعرفه، ويريدون من الآن أن ‏يفتحوا معركة الانتخابات النيابية، علماً أن هناك حوالي الـ10 أشهر لموعد الانتخابات، ‏وبالتالي، لا مشكلة لديهم بأن يجوّعوا الناس ويفلسوا البلد، وأن يستدعوا كل قوى العهر في ‏العالم ليتفرّجوا ويضحكوا علينا ويهزؤوا بنا، بانتظار أن نتنافس انتخابياً لنثبت أننا ‏ديمقراطيون‎”.‎
واضاف: “نناشدكم جميعاً أن تقدموا لبعضكم التنازلات من أجل أن تشكلوا الحكومة التي ‏تعتبر المدخل لإجراء الانتخابات النيابية، وإذا لم تؤلّف الحكومة الآن، فلا أحد يضمن تأليفها ‏لاحقاً‎”.‎

وفي تطوّر أمنيّ بقيت ظروفه غامضة وقع إنفجار عصر أمس، داخل مكتب المحامين صخر ‏الهاشم وبيتر جرمانوس في فرن الشباك وأحدث أضراراً كبيرة. وتمنى محامي صخر الهاشم ‏‏”أن لا يكون الانفجار رسالة بشأن التحقيق حول مرفأ بيروت‎”.‎

على صعيد آخر، جال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” الدكتور ‏إسماعيل هنية، على المقار الرئاسية؛ حيث زار بعبدا والتقى الرئيس عون الذي أكد “ان ‏التضحيات الكبيرة التي قدّمها الشعب الفلسطيني وصموده خلال العدوان الإسرائيلي الأخير ‏على غزة وعدد من المناطق الفلسطينية، لا بد أن تثمر وأن يعود الحق لأصحابه”. وشكر هنية ‏عون على “المواقف التي يتخذها دعماً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”. كما التقى ‏هنية الرئيس بري في عين التينة والرئيس دياب في السراي الكبير‎.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *