تشتد الأزمة وتعنف. تتعقد وتتشعب بين الداخل والخارج، في حين أنّ الحلول الداخلية منعدمة في ظل المراوغات المستمرة بين الأفرقاء. أمّا خارجياً فلا يبدو أنّ الأفق مفتوحٌ على خيارات إيجابية غير فتح الباب أمام البحث في إمكانية تقديم مساعدات إنسانية، على غرار الاجتماع الذي عُقد بين السفيرتين الفرنسية والأميركية مع مسؤولين سعوديين، إذ جرى البحث في تحفيز السعودية على تقديم مساعدات إنسانية للجمعيّات الأهلية لمواجهة الأزمة المستفحلة.
أما سياسياً فلا يبدو أنّ توافقاً دولياً أو إقليمياً جاهزٌ أو متوفرٌ، خصوصاً في ظل البحث المتجدّد عن صيغة الحكومة، وآلية تكوينها مع التشديد على ضرورة أن تكون حكومة مصغّرة تضم اختصاصيين فقط، وليست هذه الأجواء السعودية بعيدة عن ما صدر عن الخارجية الروسية التي تشير إلى ضرورة تشكيل حكومة اختصاصيين مع تأكيد الروس على دعمهم لسعد الحريري.
مصادر سياسية مطلعة أشارت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ، “الجميع ينتظر لبضعة أيام، وما يُمكن أن يظهر من نتائج لتلك الاجتماعات. فالرئيس سعد الحريري أجّل خيار الاعتذار مع تأكيده على وصوله إلى حالة القرف، في حين أن مواقف تتسرّب عنه ويقابلها مواقف مضادة لجبران باسيل يشير فيها إلى أنّه حزين بسبب قرار الاعتذار لدى الرئيس المكلّف”، معلّقة بالقول: “إنّها لعبة سياسية بنكهة طفولية لن تؤدي إلى أي نتيجة جدية، إنّما محاولة من باسيل للالتفاف على قرار الحريري وتبرئة نفسه”.
المصادر لفتت إلى أنّ، “كل المؤشّرات تفيد بأن الوضع سيسوء أكثر على الصُعُد المختلفة بما فيها سياسياً، لا سيّما في ظل التصعيد الإقليمي والدولي على إيقاع تعثّر مفاوضات فيينا. ووسط هذه المواقف برز الطرح الفرنسي بإرسال قوات دولية إلى لبنان لمراقبة توزيع المساعدات، ومكافحة المخدرات، وتنظيم داعش، وهذا من شأنه أن يصعّب مهمة المبادرة الفرنسية في ظل استنفار حزب الله بمواجهته”.
وفي هذا السياق، تشير معلومات جريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّ هذا الطرح سينعكس سلباً على وضع فرنسا في لبنان، وعلى علاقتها مع القوى السياسية. خصوصاً وأنّ الحزب يتوجّس من هذه الفكرة لأنها تأتي تزامناً مع مباحثات دولية لتوسيع عمل قوات اليونيفيل في الجنوب. وهنا تفيد المعلومات أنّ مسألة التجديد لقوات اليونيفيل ستحصل كما هي بدون حصول أي تغيير في مهام القوات الدولية، لأن روسيا والصين ترفضان ذلك.
على صعيد آخر، يعود القلق الصحي إلى الواجهة من جديد مع ارتفاع أعداد إصابات كورونا على وقع المتحوّر “دلتا”، ما يثير مخاوف اللبنانيين عمّا إذا كنا فعلاً أمام موجة جديدة من الوباء.
طبيب الامراض الجرثومية، الدكتور بيار أبي حنا، أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى، “أننا لم ندخل بالموجة الثانية من كورونا لغاية الآن، لكن الوضع يدعو للحذر وما زالت الفحوصات الإيجابية ترتفع بشكلٍ بسيط”.
وأضاف، “أمّا بالنسبة إلى المتحوّر “دلتا” فهو ينتشر، ولكن الارقام مقبولة لغاية الآن، وعلى الجميع أن يأخذ الاحتياطات اللازمة بغضّ النظر إن كان قد تلقى اللقاح أم لا، فالذي تلقى اللقاح لديه حماية من “دلتا”، ولكن ليست 100% وإن أصيب تأتي عليه بأعراضٍ خفيفة، مع العلم أنّ هذا الأمر لا ينطبق على كافة الناس، فهناك أيضاً نسبة قليلة قد تعاني من دلتا”.
وأكّد أبي حنا، “أنّ الخوف والقلق يتراجعان كلما ارتفعت نسبة الملقحين”، مشدداً على الناس أن تلتزم الإجراءات الوقائية، وارتداء الكمامة وأخذ اللقاح.
وتابع “دلتا تنتقل أكثر من غيرها، واليوم تحل مكان كورونا الموجود، لذلك علينا الحذر كي لا يدخل البلد في موجة جديدة”.