الرئيسية / صحف ومقالات / الأخبار : الحريري إلى بعبدا بتشكيلة مرفوضة سلفاً… ولا اتفاق على البديل | مسرحية الاعتذار: الفصل الأخير
الاخبار

الأخبار : الحريري إلى بعبدا بتشكيلة مرفوضة سلفاً… ولا اتفاق على البديل | مسرحية الاعتذار: الفصل الأخير

مع اتخاذ الرئيس سعد الحريري قراراً بالإعتذار عن تأليف الحكومة، لا ‏يزال البحث عن بديل له جاريا في الكواليس السياسية. ورغمَ أن إسم الرئيس ‏نجيب ميقاتي يتقدم، إلا أن الأخير لم يحسم قراره بعد

عملياً، يبدأ اليوم الفصل الأخير من مسرحية اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري. قبل الزيارة التي يُفترض أن يحمل ‏فيها الى رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة حكومية، أُعلن عن إطلالة تلفزيونية له عبر تلفزيون “الجديد”، مساء ‏الخميس، بعنوان “سعد الحريري من دون تكليف”! هي تشكيلة يعرف الحريري أنها مرفوضة سلفاً من رئيس ‏الجمهورية، ليس فقط لأنها تتضمن أسماء وزراء مسيحيين وضعها هو، وليس لأنها تفتقد إلى وحدة المعايير، وإنما ‏أيضاً لأن الحريري، بحسب مصادر بعبدا، سيتراجع فيها عما تم تذليله من عقبات في الشهور الخمسة الماضية. هي، ‏إذاً “تشكيلة للقول إننا شكّلنا” على طريقة “الفنّ للفن”. وحتى مع الافتراض جدلاً بأنها ستلقى قبولاً من رئيس ‏الجمهورية، إلا أن الرفض سيأتي من الأطراف الأخرى التي تبرّع الحريري بوضع أسماء وزرائها أيضاً. ناهيك عن ‏أن الأجواء التي أشاعها الرئيس لدى الأميركيين والفرنسيين وغيرهم بأنه سيقدم “تشكيلة مقبولة… ولنر ماذا يقرر ‏الرئيس”، لم تنطل على هؤلاء. إذا أن الموفد الفرنسي باتريك دوريل كان أمس يسأل الذين التقاهم عن “بديل ‏الحريري‎”.‎

ولكن هل يفتح الاعتذار باب الحلول؟ بحسب المصادر، “لا يبدو الأمر كذلك، إذ ان الرجل ذاهب بنفس غير ‏تصالحي. وهو رفض طلب الرئيس نبيه بري، منذ أسبوعين، الاتفاق على خلف له بالتكليف”، مشيرة الى أنه ‏‏”على الأرجح يريد تكرار تجربة والده عندما رفض تكليفه تأليف الحكومة عام 1998، وذهب لتحضير ‏الانتخابات النيابية تحت شعار صلاحيات رئاسة الحكومة السنية‎”.‎

في المحصلة، يبدو أن الحريري حسمَ خياره… إلى الإعتذار در. ووسطَ تضارب في المواعيد التي تحدَّد للقائه مع ‏رئيس الجمهورية، علمت “الأخبار” أنها تقررت بعدَ ظهر اليوم فورَ عودته من القاهرة حيث يلتقي الرئيس ‏المصري عبد الفتاح السيسي، وهو كان قد طلب من المصريين تقديم موعدها إلى اليوم. وفي هذا السياق، أشارت ‏مصادر على تواصل مع الحريري، كما مع القاهرة، إلى أن “الجو المصري يوحي بأن السيسي لن يثني الرئيس ‏المكلف عن الإستقالة بعدَ أن فشلِت الجهود في تسويقه بالشراكة مع الفرنسيين، وأن الحريري يعلَم ذلِك، وحتى لو ‏كانت هناك طلب من الجانب المصري بتأجيل الإعتذار فإن الحريري لن يتراجع عن قراره، بعدَ أن اقتنع باستحالة ‏وجود فرصة للتأليف”. حتى محاولات رئيس مجلس النواب نبيه بري إرجاء الإعتذار، ربطاً بخريطة طريق ‏تحدد البديل وشكل الحكومة وبرنامجها لم تعُد تجدي نفعاً، فالبديل “لم يُتفق عليه، لأن الحريري حصره بأسماء ‏من نادي رؤساء الحكومات، فرفض تمام سلام بينما لم يتخذ نجيب ميقاتي قراره، بحجة أنه لا يستطيع أن يحقق ‏شيئاً ما دامَ الخارج لن يساعد لبنان، والداخل – تحديداً الطائفة السنية – لن يغطّيه”. وبحسب مصادر مطلعة “لا ‏يزال يجري البحث عن شخصيّة بديلة عن الحريري لتأليف الحكومة في الكواليس، تحديداً بينَ بري والحريري، ‏وأن اسم ميقاتي يتقدّم من دون أن يكون محسوماً، مع التمسك بشرط أن يحظى هو أو أي إسم آخر بغطاء الرئيس ‏المكلف، كي لا تُفسّر هذه الخطوة استفزازاً للشارع السني”، فتتكرر تجربة الرئيس حسان دياب. وبحسب ‏مصادر مطلعة على مفاوضات التأليف، فإن أسهم ميقاتي ترتفع، خصوصاً أنه يتحدّث عن احتمال عدم خوض ‏الانتخابات النيابية المقبلة في مطلق الاحوال، ما يعني أنه مرشّح لترؤس حكومة تكون مهتمها إجراء الانتخابات. ‏ومما قد يشجّعه على قبول “المجازفة”، وعود فرنسية وأوروبية وقطرية ومن دول اخرى، بتقديم مساعدات للبنان ‏في حال تأليف حكومة “توحي بالثقة وتلتزم تطبيق برنامج إصلاحي”. لكن تحقيق هذه الوعود غير مضمون، ‏ربطاً بغياب الضمانات الداخلية التي تسمح لميقاتي، أو غيره، بتأليف حكومة سريعاً‎.

ويرفض بري مسبقاً “تسمية أي شخصية من الذين سعى عون وجبران باسيل لتسويقهم سابقاً”. كما يجري البحث ‏في شكل الإعتذار وتوقيته. هل يفعلها الحريري من “بيت الوسط” أو “بعبدا”؟ هل يُقدِم عليها من دون أن يرفَع ‏تشكيلته النهائية إلى الرئيس عون أم يذهب بها ومن ثم يعتذر عن التكليف؟ علماً أنه “ليسَ ميّالاً الى ذلك، إلا أن ‏بري يفضّل تقديم صيغة نهائية‎”.‎

وأمس، كانَ لبنان يُعايِن حركة الموفدين الفرنسيين الذين لم يتوقفوا منذ فترة عن التهديد بفرض عقوبات على ‏المسؤولين الذي “يُعطّلون تشكيل الحكومة”، بعدَ استحصال موافقة الإتحاد الأوروبي على القرار بالإجماع. وهي ‏حركة بدأت صباحاً مع وزير التجارة الفرنسي فرانك ريستر الذي استهل جولته من مرفأ بيروت، والتقى عون ‏كما “اجتمع بطلاب ورجال أعمال لبنانيين للاستماع إلى تطلعاتهم، ومناقشة مستقبل النموذج الاقتصادي للبلاد” ‏بحسب بيان السفارة الفرنسية في بيروت. وقد بدأ الموفد الفرنسي، المستشار في قصر الإليزيه، باتريك دوريل ‏زيارته أمس والتقى الرئيس الحريري، وكان له لقاء آخر مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ‏وبحث معهما في الأوضاع السياسية وتطورات الشأن الحكومي. وكانَ لافتاً، أمس الإتصال الذي تلقاه باسيل من ‏نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، شدد فيه على “الضرورة القصوى للإسراع في تشكيل ‏حكومة قادرة على الإصلاح وعلى وقف الانهيار”، تبعه بيان من وزارة الخارجية الروسية شددت فيه على أن ‏‏”التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية غير مقبول ويأتي بنتائج عكسية”. وردّت في بيانها على الإتحاد الأوروبي ‏مؤكدة أن “التهديد باستخدام العقوبات يقوّض مبادئ وحدة لبنان‎”.

من جهة أخرى، تتفاعل قضية التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت. ففيما لا تزال السلطة السياسية تُصر على ‏تعزيز الحصانات التي تحمي الذين يريد المحقق العدلي الادعاء عليهم، تتصاعد تحركات أهالي الشهداء الذين نفذوا ‏أمس مسيرة سيارة انطلقت من ساحة الشهداء وجابت شوارع العاصمة، للمطالبة بكشف حقيقة من قتل أبناءهم. ‏وحمل الأهالي في مسيرتهم عدداً من النعوش وساروا بها باتجاه منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ‏محمد فهمي. ولدى وصولهم إلى هناك، تمكّنوا من اجتياز الحاجز الفاصل الذي تقيمه عناصر قوى الأمن الداخلي في ‏المنطقة، واستطاعوا الوصول إلى محيط منزل وزير الداخلية، متهمين فهمي بـ “الكذب”. كما اشترطوا على ‏الأخير رفع الحصانة عن المدعى عليهم في قضية انفجار المرفأ مقابل إيقاف تعرضهم للمبنى. وأعلنت المديرية ‏العامة لقوى الأمن الداخلي عبر “تويتر” أنه “أثناء قيام عدد من اهالي شهداء المرفأ بالاعتصام أمام المبنى الذي ‏يقطن فيه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي، حضرت مجموعات اخرى الى المكان وقاموا بتكسير مداخل ‏المبنى والاعتداء المفرط على عناصر قوى الامن الداخلي، وبعد وقوع اصابات وجروح مختلفة عديدة في صفوف ‏العناصر، أعطيت الاوامر باخراجهم من المكان”. وأضافت: “إن ما نقوم به هو واجبنا القانوني في حماية ‏الممتلكات العامة والخاصة‎”.‎

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *