البلاد يلفها دخان الحرائق من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها الى غربها، فيما إنتظار الدخان الأبيض قد يطول بعدما بات تشكيل الحكومة كحكاية إبريق الزيت. فالخلاف على الصلاحيات ما زال يعطل الحل، وهو ما إنتقده البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقوله “لا يحق لأي مسؤول أن يتذرع بنقص في صلاحياته لتغطية تأخير تأليف الحكومة، أو لأي آخر أن يتحجج بفائض صلاحيات ليفرض حكومة على الشعب”.
موجة التفاؤل التي سادت في اليومين الماضيين بعد حديث الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن أجواء إيجابية، وتقدم ولو بطيئا، يبدو انها ذاهبة الى الإنحسار، في الوقت الذي لم يحدد فيه اللقاء السابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف. وتسود الخشية من أن يكون عدم تحديد موعد حتى الآن مؤشر الى ان الأمور تسير بالاتجاه المعاكس. وقد حذرت مصادر سياسية عبر “الأنباء الالكترونية” من مغبة المماطلة في التأليف ودفع الرئيس ميقاتي الى الإعتذار كما فعل من قبله السفير مصطفى أديب والرئيس سعد الحريري.
المصادر ربطت التأخير في عملية التشكيل بالمستجدات الأمنية والسياسية التي ترافقت مع الذكرى السنوية الأولى لإنفجار المرفأ. وتوقعت في حال إعتذار ميقاتي عن التكليف ان تنتهي المدة المتبقية من عمر العهد من دون حكومة، لتبقى حكومة تصريف الأعمال طوال هذه المدة بحيث يصبح من الصعوبة إيجاد من يخلف ميقاتي في التكليف.
وفي هذا السياق رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزف اسحاق في حديث لـ “الأنباء الالكترونية” ان لا شيء تغير، وان الأسلوب الذي مورس بحق الحريري هو نفسه يمارس اليوم على ميقاتي. وقال الاكثرية ذاتها، والمنظومة الفاسدة ذاتها، معتبرا أنه اذا قبل ميقاتي بشروط عون وجبران باسيل قد يشكل الحكومة وإلا فالاعتذار هو الحل الأنسب. والسبب ان هؤلاء تبوأوا مراكز حصل فيها فساد وإفساد فلن يدعوا احدا يتبوأ تلك المراكز غيرهم.
من جهتها أكدت مصادر تكتل لبنان القوي عبر “الأنباء الالكترونية” عدم تدخل رئيس التكتل النائب جبران باسيل بالتشكيل، لأن مهمة تشكيل الحكومة منوطة برئيس الجمهورية والرئيس المكلف.
بدوره استغرب عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي عبر “الأنباء الالكترونية” التأخير بتشكيل الحكومة. وسأل ماذا يريدون بعد حتى يتراجعوا عن شروطهم ويسهلوا مهمة الرئيس المكلف؟ متوقعا موت المرضى على أبواب المستشفيات بعد ان هجرها اطباؤها وممرضيها وأصبحت تعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية والدواء. ناهيك عن ازمة المازوت التي تعاني منها جميع المستشفيات أيضا. عراجي وبصفته رئيس لجنة الصحة النيابية لفت الى التحور الخطير المشتق من كورونا والذي هو أخطر بكثير حيث بالامكان إنتقال العدوى من شخص لآخر في غضون 3 ثواني. وناشد اللبنانيين توخي الحذر وعدم الإختلاط والمحافظة على التباعد والالتزام بالكمامة وعدم الاعتماد على المستشفيات. وقال لا حل من دون حكومة وبأقصى سرعة ممكنة.