لم تبدد الجهود التي تبذل لإزالة آثار الاشتباكات التي وقعت في بيروت أول من أمس، القلق في نفوس السكان الذين يحارون في وصف ما يشعرون به، وترافق قلقهم مع انتشار للجيش اللبناني على طول الشارعين المتقابلين بين عين الرمانة، التي تسكنها أغلبية مسيحية، والشياح الذي تسكنه أغلبية شيعية، لمنع وقوع جولات جديدة من المواجهات.
وينأى السكان بنفسهم عن تصوير وقائع ما جرى. «نحن ندفع الثمن»، كما تقول سهام لـ«الشرق الأوسط»، لافتة إلى أنها نقلت أطفالها منذ يوم أمس، إلى بيت شقيقها في بيروت، وتتردد في العودة إلى المنزل، خوفاً من تكرار ما حدث.
وتتكرر انتقادات للسياسيين على ألسنة الناس. أحمد الموسوي الذي احترق متجره الكائن على مدخل عين الرمانة، يرثي حال البلاد، ويرثي حال اللبنانيين. ومثله، تقول مهى التي غادرت منزلها لحظة إطلاق النار وانتظرت بجانب مدرسة أطفالها في منطقة الغبيري، لتحملهم إلى دار أقاربها في عمق الضاحية الجنوبية.
وأمس، مع تشييع أحد قتلى الاشتباكات، انطلقت رشقات غزيرة من الرصاص، دفعت السكان للسؤال عن مصدرها، وما إذا كانت الاشتباكات تجددت، فالكل خائف من جولة أخرى.
من جانب آخر، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، دعم واشنطن لاستقلال القضاء في لبنان، وقال إن «القضاة يجب أن يكونوا في منأى عن العنف، وفي مأمن من التهديدات، ومن الترهيب الذي يمارسه حزب الله». وحذر الناطق باسم الخارجية الأميركي من أن «نشاطات حزب الله الإرهابية وغير المشروعة تقوض أمن لبنان، وتقوض استقرار لبنان وسيادته».