منْ يريد الانتخابات النيابية، ومَنْ لا يريدها؟
الثابت حتى تاريخه ان اللاعبين يتصرفون إزاء الاستحقاقات الوطنية والدستورية، بطريقة مكافيللية، بمعنى الغاية تبرر استخدام الواسطة أو الوسيلة، على ان يسبق الأداء العملي سلسلة تبدأ ولا تنتهي من المواعظ، والكلام الودي، والسائر ما يرتبط بهما من طهوريات، والتعفف، والسعي لبناء الدولة الواحدة، القوية، والقادرة، والخالية من الفساد!
هل يريد التيار الوطني الحر اجراء الانتخابات..؟ الـO.T.V تستهل نشرتها المسائية، بالقول: «معظمهم لا يريدون الانتخابات، لكنهم يحولون ويدورون، ويتهمون الطرف الوحيد الذي يريدها، بالسعي إلى عرقلتها»، بمعنى علمي: الطرف الوحيد الذي يريد اجراءها هو التيار العوني، اما الذين يحولون ويدورون فهم الرئيس نبيه برّي وحركة «أمل» وربما جماعة «المنظومة» (والتعبير بلغة عونية)..
اما الـN.B.N الناطقة بلسان الرئيس برّي وحركة «أمل» فقالت: المفاجئ في اجتماع لجنة الميغاسنتر الوزارية ان وزير السياحة (التيار العوني) يطرح تأجيل الانتخابات لشهرين بذريعة تطبيق الميغاسنتر، وهو الأمر الذي رفضه وزير الثقافة بسّام المرتضى، ولو كان التأجيل ليوم واحد، واستدركت المحطة: الأهم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها ورفض محاولات وضع العقبات التي تؤثر على اجرائها».
اذاً، فريق الرئيس برّي مصر على رفض العقبات التي تمنع اجراء الانتخابات، موجهاً سهامه لفريق الرئيس ميشال عون ورئيس التيار النائب جبران باسيل..
وبصرف النظر عن النيّات واكتمال صورة الوقائع فإن ما حصل أمس هو أوّل اشتباك مباشر بين الحلفاء الممسكين بزمام السلطة حول الدعوة إلى تأجيل الانتخابات، بصرف النظر عن المدة والأسباب الموجبة، والتشريع المطلوب، سواء التقت اللجنة الوزارية الرئيس برّي اليوم أو غداً أو في أي وقت قبل جلسة مجلس الوزراء بعد غد..
ومساءً، كشف الوزير المرتضى ان وزراء الداخلية والمالية والخارجية والتربية والثقافة والسياحة والاتصالات سلموا بأن «الميغاسنتر» يتطلب تعديلاً تشريعياً، باستثناء وزير العدل الذي أصرّ على ان لا عوائق قانونية تحول دون إنشائها. غير أنّ مصادر نصار ذكرت أن «ما سرب بشأن الأخير غير صحيح»، وقالت: «حقيقة ما حصل هو ان كلام نصار اتى رداً على مداخلات كل من وزيري الثقافة والمالية والتي تحدثت بصراحة عن معوقات مادية وقانونية لا تزال تمنع اجراء الانتخابات بموعدها».
واضافت المصادر: «عندها اقترح نصار على وزير الداخلية بسام المولوي وامام الجميع أن يستأذن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون للتوجه مباشرة الى رئيس مجلس النواب والطلب منه دعوة الهيئة العامة لمجلس النواب لاجتماع هذا الاسبوع لتمرير كل المواضيع المادية والقانونية الضرورية، وذلك بهدف اجراء الانتخابات بموعدها وكي نكون صادقين مع المواطنين، ولنؤكد لهم ان الانتخابات ستجري فعلا بموعدها، والا اذا كنتم عاجزين فلنصارحهم ونقول فلتتأجل الانتخابات».
واستغربت مصادر نصار «اجتزاء المداولات التي حصلت وتسريب جزء من كلامه الذي أتى رداً على بعض الطروحات، علماً أنه أكد في مستهل الجلسة ضرورة حصول الاستحقاق في موعده».
وفي الخلفية، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الفريق العوني يرغب بتأجيل اجراء الانتخابات ثلاثة أشهر، وليس شهرين، بحيث تجري في أيلول، للحؤول دون حكومة تصريف أعمال لاربعة أشهر، وهي فترة طويلة إذا تعذر تأليف حكومة في الوقت الفاصل بين تأليف المجلس الجديد واجراء انتخابات الرئاسة الأولى، إذ ان ولاية الرئيس عون تنتهي في 31 ت1 المقبل.
وقالت المصادر ان الفريق العوني ليس بإمكانه تحمل أشهر ثلاثة في تصريف العمل، إذ يطمح لإصدار تعيينات وتشكيلات لا يمكنه القيام بها في ظل حكومة تصريف أعمال.
وفي ظل هذا التشنج، علمت «اللواء» أن «اللجنة» التي ستعتمد لدرس تقرير الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين لم تشكل بعد. إلى ذلك افادت مصادر وزارية لصحيفة اللواء أن مجلس الوزراء قد يعقد اما في السراي الحكومي أو في قصر بعبدا وذلك بإنتظار بت النقاش في اللجنة الوزارية الخاصة بملف الميغاسنترز.
ولفتت المصادر الى أن تخريجة ما بتوقع أن يخلص إليها هذا الملف لكن لم يتبلور بعد.
وافادت المصادر أن ملف الأمن الغذائي سيحضر بلا شك كملف دائم انطلاقا من المتابعة الوزارية له في أعقاب تأليف اللجنة الوزارية.
لجنة الميغا سنتر: القرار اليوم
إذاً، وفيما بلغ عدد المرشحين رسميا للإنتخابات حتى يوم امس 117 مرشحاً، استمرت المخاوف من المماطلة الرسمية في تثبيت الاجراءات التي تحول دون اي تأجيل لها نتيجة الطروحات التي تعرقل السير بالعملية الانتخابية بسلاسة وبشكل طبيعي، على امل معالجة هذه الاشكالات سريعاً وبما يُطمئن جميع المعنيين بأن لا عوائق فعلية امام إجرائها، لذلك عُقد عند الرابعة من بعد ظهر امس، في وزارة الداخلية اجتماع للجنة الوزارية المكلّفة ببحث موضوع إنشاء مراكز الاقتراع الكبرى «الميغاسنتر» ضم وزراء: الداخلية بسام مولوي والمالية يوسف خليل والعدل هنري خوري والثقافة وسام مرتضى والتربية عباس الحلبي والاتصالات جوني القرم والسياحة وليد نصار. وتغيب وزير الخارجية لإرتباطه بجلسة مع وزيرخارجية الجزائر وجلستين للجنتي المال والموازنة والدفاع والامن والخارجية النيابيتين للبحث في موضوع انتخابات المغتربين وتمويلها، لكنه اوفد مستشارته باسكال دحروج. كما حضر عدد من مسؤولي وزارة الداخلية. وتم الاتفاق على عقد اجتماع ثانٍ اليوم الساعة الخامسة عصراً لإستكمال البحث وإتخاذ القرار ورفعه الى مجلس الوزراء في جلسة الخميس.
وقالت مصادر اللجنة: ان العقدة ربما تكون قانونية بامتياز وهي حول كيفية إنشاء مراكز «الميغاسنتر» واذا كان قرار وزير الداخلية يكفي أم أن الأمر يحتاج الى تعديل قانوني في مجلس النواب؟
وعلم أن كل الوزراء اكدوا على اهمية إنشاء الميغا سنتر شرط ألّا يؤدي الى تاخير الانتخابات، وان وزيرا العدل والسياحة رأيا ان لا حاجة الى تعديل القانون، وافاد بعض المعلومات ان وزير السياحة وليد نصار طرح تأجيل الانتخابات شهرين او ثلاثة لإنشاء المراكز الكبرى للإقتراع طالما ان إنشاء المراكز يحتاج الى اعتمادات مالية ومزيد من الوقت، وان وزير الثقافة وسام مرتضى رفض أي تأجيل الانتخابات ولو ليوم واحد وايده باقي الوزراء باستثناء وزيرين محسوبين على رئيس الجمهورية، واعتبر مرتضى في مداخلته ان مبدأ النظام الانتخابي الحالي يقوم على تقسيم الدوائر اما الميغا سنتر فيقوم على جمع الدوائر.
لكن مصادر الوزير نصار نفت ما تم تسريبه من دعوة لتأجيل الانتخابات وقالت: ان حقيقة ما حصل ان كلام نصار اتى رداً على مداخلات كل من وزيري الثقافة والمالية والتي تحدثت بصراحة عن معوقات مادية وقانونية لا تزال تمنع اجراء الانتخابات بموعدها. وعندها اقترح نصار على المولوي وامام الجميع ان يستأذن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية للتوجه مباشرة الى رئيس مجلس النواب والطلب منه دعوة الهيئة العامة لمجلس النواب لاجتماع هذا الاسبوع لتمرير كل المواضيع المادية والقانونية الضرورية، وذلك بهدف اجراء الانتخابات بموعدها وكي نكون صادقين مع المواطنين، ولنؤكد لهم ان الانتخابات ستجري فعلا بموعدها والا اذا كنتم عاجزين فلنصارحهم ونقول فلتتأجل الانتخابات.
واستغربت مصادر نصار «اجتزاء المداولات التي حصلت وتسريب جزء من كلامه الذي أتى رداً على بعض الطروحات، علماً أنه أكد في مستهل الجلسة ضرورة حصول الاستحقاق في موعده».
واوضح الوزير مولوي ان إجراء الانتخابات هي مسؤولية وزارتي وانا اعلم ما افعله وإلّا قوموا انتم بإنشاء الميغا سنتر وتحمل المسؤولية.
وكان وزير الداخلية مولوي قد زار الرئيس ميقاتي قبل اجتماع اللجنة وقال بعد اللقاء: أكدنا الرئيس ميقاتي وأنا تأييدنا انشاء «الميغاسنتر» كخطوة اصلاحية ضرورية للمواطنين والانتخابات، إنما هناك ثلاث عقبات قانونية ولوجستية ومالية. وطلب الرئيس ان تتشكل ضمن اللجنة الوزارية ثلاث لجان فرعية هي اللجنة القانونية لدراسة الأمور القانونية وإيجاد الحلول لها، وفي حال إستقر رأي اللجنة على وجوب تعديل قانوني، اعداد مشروع القانون فورا ورفعه الى مجلس الوزراء لأخذ الموقف القانوني والدستوري منه ثم احالته الى مجلس النواب.وبالتوازي تجتمع اللجنة اللوجستية لإيجاد الحلول اللوجستية ولبيان مدى امكان تنفيذ «الميغاسنتر» في الوقت المتبقي. كما ان وزير المال موجود لبيان مدى امكانية تلبية الحاجات المالية لانشاء «الميغاسنتر» في هذا الوقت الضيق.
اضاف: وشدد الرئيس كما شددت أنا على عدم تأجيل الانتخابات ولو دقيقة واحدة. نحن نؤكد ان «الميغاسنتر» خطوة اصلاحية لكن الاهم هو عدم تأجيل الانتخابات.
اجتماع الطاقة
كما ترأس ميقاتي إجتماعاً ضم وزير الطاقة والمياه وليد فياض وأعضاء الهيئة الناظمة لقطاع النفط، رئيس هيئة إدارة قطاع البترول ورئيس وحدة التخطيط الإستراتيجي وليد نصر، رئيس وحدة الجيولوجيا والجيوفيزياء وسام شباط، رئيس وحدة الشؤون الإقتصادية والمالية وسام الذهبي و رئيس وحدة الشؤون القانونية غابي دعبول.
وحسب المعلومات استوضح الرئيس ميقاتي من الهيئة بعض الامور التقنية والتفصيلية المتعلقة بعمل الهيئة وبلوكات النفط والغاز ومسار العمل في البلوك 4 ووضع البلوك 9، وجرى عرض موضوع ترسيم الحدود البحرية.
ويأتي الاجتماع بالتوازي مع العمل الجاري لتشكيل لجنة وزارية – تقنية تتولى درس العرض الذي قدمه الوسيط الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، والذي لم يكتمل بعد مع ان بعض الوزارات سمت مندوبيها الى اللجنة بينما لم تسمِ وزارت اخرى ممثليها بعد.عداعن تسمية ممثلي رئيسي الجمهورية والحكومة.
وزيران جزائري وعراقي ووفد اوروبي
على صعيد الحركة السياسية الرسمية، زار وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية رمطان لعمامرة، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتقاه بحضور وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وسلمه رسالة خطية من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول الاوضاع العربية والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية التي تستضيفها الجزائر.
وعلمت «اللواء» ان الجزائر اقترحت عقد القمة في الثاني من تشرين الثاني المقبل، وسيتم تحديد الموعد النهائي في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب غدا الاربعاء في القاهرة، والذي سيتولى رئاسته هذه الدورة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لمدة ستة اشهر بعدما يتسلم الرئاسة من نظيره الكويتي.
وسئل الوزير لعمامرة عما اذا تم البحث في المبادرة الكويتية المتعلقة بالحوار اللبناني- الخليجي؟ أجاب: لقد زرت لبنان مؤخرا كما أن الرئيس عبد المجيد تبون قام بزيارة رسمية الى الكويت الشقيق، واستمعنا الى ما تفضل به إخواننا في الكويت من شرح حول هذه المبادرة المباركة التي نؤيدها ونتمنى لها النجاح. ونعتقد ان الساحة السياسية اللبنانية تأخذ هذه المبادرة على محمل الجد ونحن متفائلون في هذا الصدد.
وقال عون للوزير لعمامرة: ان الظروف الراهنة في الشرق الاوسط وفي العالم بأسره، تحتم أكثر من اي وقت مضى تضامنا بين الدول العربية وتعزيزا لوحدة الموقف بعد التباعد الذي حصل خلافا لميثاق جامعة الدول العربية، والاعتبارات التي تفرض اجتماع العرب على كلمة واحدة.
وأكد أن «لبنان لطالما عمل من اجل جمع العرب وإزالة الاسباب التي ادت الى تفرقهم وهو بالتالي يرحب بأي لقاء عربي جامع».
وزار وفد من «حزب الشعب الاوروبي»الذي يضم نوابا وبرلمانيين منتخبين في مختلف مجالس نواب وبرلمانات الدول الاوروبية الرئيس نجيب ميقاتي، وهو برئاسة النائب الفرنسي في المجلس الأوروبي فرانك بروست وضم ٣٠ نائباً وشخصية يمثلون ١٦ بلداً أوروبياً.
بعد اللقاء قال النائب بروست: زيارتنا للبنان تتمحور حول درس الإمكانات المتوافرة لدى أوروبا من أجل مساعدة أصدقائنا اللبنانيين بشكل أفضل، في ظل تحديات جيوسياسية راهنة تجعل الوضع في أوروبا أكثر حساسية، خصوصاً في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا وتداعياته على أوروبا، وهي تداعيات بدأت تظهر بشكل مباشر على مسألة الأمن الغذائي في لبنان.
تابع: نحن نعمل على محاور وقضايا أساسية ثلاث، أولها الأجندة السياسية في لبنان والتي تتضمن جملة إستحقاقات مفصلية منها الإنتخابات النيابية في 15 أيار المقبل، والإنتخابات البلدية والإختيارية التي أُرجئت نحو سنة، إضافة الى الوضع الإقتصادي عبر قناة المفاوضات الجارية بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وهي مفاوضات تتسم ببعض التعقيدات تمهيداً لحصول لبنان على قروض إضافية، من دون أن نغفل الإشارة الى تدهور سعر صرف العملة الوطنية، ما يتسبب بصعوبات كبيرة بالنسبة الى الشعب اللبناني، كما أن هناك أيضاً مسألة العلاقات بين لبنان وعدد من دول الخليج العربي.
وختم: على رغم كل التعقيدات التي أشرنا اليها، فنحن على إستعداد للمساهمة في إتخاذ القرارات المناسبة لمساعدة أصدقائنا اللبنانيين بشكل مستدام، لكن من المهم جداً أن تتفهم مجموعة الشركاء السياسيين ما يحدث في بلدكم.
وقال ميقاتي للوفد:»أن لبنان الذي عانى من إجتياحات وحروب على مر تاريخه، متمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ولا يقبل اي اعتداء على سيادة اي دولة وسلامتها، ويعتبر ان المشكلة بين روسيا واوكرانيا تحل بالمفاوضات وليس بالخيارات العسكرية.
وزار وزير الصناعة والمعادن العراقي منهل عزيز الخباز الرئيس ميقاتي، في حضور وزير الصناعة جورج بوشكيان وسفير لبنان في العراق الدكتور علي الحبحاب وسفير العراق في لبنان حيدر شياع البراك.
وقال الوزيرخباز: اعطينا بعض الملاحظات حول الاتفاقية والتعاون المشترك بين العراق ولبنان في المجال الصناعي، وتحدثنا في كيفية فتح آفاق التعاون والتبادل التجاري وإمكان التكامل والتعاون في هذا المجال، وايضا هناك رغبة من قبل الأخوة في لبنان بزيارة العراق كوفد وزاري كبير وتأطير هذا العمل المشترك في كل المجالات، ومنها مجال النقل والامور الداخلية التاشيرات وغيرها، وسيكون المقبل أفضل ان شاء الله. ونؤكد دعم حكومة العراق للحكومة اللبنانية.
وكشف الوزير اللبناني عن زيارة قريبة إلى العراق برئاسة الرئيس ميقاتي.
أرتال.. وأزمات
في المشهد المرتبط بغياب الدولة الفعلي وجشجع الانتهازيين من التجار والاحتكاريين، وإن كان الدافع الأساسي عواقب الحرب الدائرة في القرم، عادت أرتال السيّارات إلى المحطات وسط مطالبة بتأمين الدولارات من أجل فتح الاعتمادات.. ولم تقتصر الأزمة على المحروقات، التي تحدثت التقارير الاحتمالية عن ارتفاع خيالي في أسعارها، بل طالت حبوب القمح والزيوت أيضاً..
فتوالت الازمات المعيشية اليومية امام المواطن الحائر والغارق بالوعود الرسمية التي سرعان ما تتبخر مع طلوع شمس اليوم التالي، بحيث استمرت ازمة شح او اختفاء الطحين والمحروقات والزيوت والحبوب، وارتفعت بلا مبرر اسعار المواد الاخرى كالسكر والارز والعدس.
ومع ذلك، قال وزير الصناعة جورج بوشكيان: بدأنا باتخاذ إجراءات وقائية منذ الأسبوع الماضي لمواجهة أي أزمة مرتبطة بالأمن الغذائي. وقال بوشكيان، وسيتم فتح اعتمادات لبواخر القمح الموجودة في البحر، وهناك بواخر قادمة ولدينا مخزون يكفي لفترة شهر ونصف ونعمل على محاولة تمديد الفترة من خلال التقنين على الطحين.
وأضاف «نتواصل مع كندا وأستراليا لمحاولة تأمين باخرة قمح كبيرة (نحو 50 مليون طن) ولذلك قررنا التقنين إلى حين وصولها لأن المسافة كبيرة».
واثناء جولته ومدير عام وزارة الإقتصاد على الشركات الموزعة للنفط، قال وزير الطاقة وليد فياض: أتينا لطمأنة الناس والكشف على المخزون الذي يكفي 15 يوماً على الأقل». ولا داعي للهلع. ودعا «للتأكد أنّ المواد تُسلَّم للمواطنين».
من جهته، افاد مدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد أبو حيدر، بأننا «ننسق مع وزارة الطاقة في سياسة التتبع وسنكشف على كمية المحروقات الموجودة في المخازن وفي كل ازمة يظهر في لبنان تجار ازمات.
أضاف: فوجئنا ان شركات توزيع المحروقات تقنن في التوزيع انتظارا لصدور الجدول الجديد من اجل الربح الاكبر. وطلبنا منهم مضاعفة الكميات في الاسواق للتخفيف من حدة الطوابير.
لكن ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا اكد « ألّا مخرون من المحروقات في لبنان، معتبراً ان من مسؤولية الدولة تأمين احتياط نفطي بالدرجة الأولى، واشار الى ان عدد البواخر التي تستوردها الشركات اليوم محدود في ظل الأزمة العالمية.
وعلى صعيد الخبز والطحين، أعلن وكيل المطاحن في الجنوب علي رمال، أن المطاحن أوقفت امس، تسليم أفران المناقيش ومخابز المرقوق والباتسيري كمياتهم المقننة أصلاً من الطحين، والتي أقفل البعض منها أبوابه والقسم الأكبر سيقفل خلال الـ 48 ساعة المقبلة. وأشار إلى أن التسليم اقتصر فقط على أفران الخبز العربي، بموجب بونات صادرة من وزارة الاقتصاد، وهذا الأمر خلق بلبلة وهلعاً وإرباكاً في السوق الجنوبي، وخصوصاً أن آلاف العائلات تعتاش من هذا القطاع الحيوي، وقد أصبحوا اليوم مهددين في لقمة عيشهم.
وناشد وزير الاقتصاد، إيجاد آلية معينة ليستفيد هذا القطاع، ولو كان الأمر بالتخفيف من حصص الأفران الكبيرة، وإيجاد حل عادل ما بين قطاعي الخبز والمناقيش، مع العلم بصعوبة الوضع وقلة كميات القمح المتوافرة».
«بيروت حرة»
إلى ذلك، أبعد من صورة في معرض الكتاب العربي، في بيروت، انه الاستفزاز والاحتقان معاً.. انه زمن اللاثقافة واللاوعي، والقفز من فوق حقائق الوعي والمزاج والهوية..
صاح شبان: «ايران طلعي برا» احتجاجاً على صورة لقائد لواء القدس الذي اغتالته طائرة أميركية في مطار بغداد الدولي قبل أكثر من سنتين، كانت مرفوعة في أحد الأجنحة في المعرض.. فحدث الصدام بالايدي، وتحوّل معرض الكتاب إلى ساحة مواجهة.. بدل ان يكون ساحة حوار ولقاء..
وفي التفاصيل، أنّ اعتداءً بالضرب الوحشي المُفرط تعرّض له 3 ناشطين «لبنانيين» نتيجة إعرابهم عن الاستياء من انتشار الأعلام الإيرانيّة وصور سليماني بالحجم الضخم في واجهة عددٍ كبير من الأجنحة، وبدأوا بإطلاق هتاف «بيروت حرّة حرّة، إيران طلعي برّا»، حينها انهال وابل من الضرب الوحشي عليهم من شبّان الجناح، كما جرى سحلهم حتى خارج المعرض، والدوس بالأحذية على الرؤوس، وفق ما سجّلته عدسات الفيديوهات، وجرّدوا من هواتفهم النقالة، عرف منهم الناشطان شفيق بدر ونيللي قنديل.
وحضرت قوّة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي إلى المكان وباشرت تحقيقاتها، في وقتٍ تداعى ناشطون للحضور إلى المكان للتضامن مع المعتدى عليهم.
وبعد الإشكال، أكّد مدير «دار المودة» محمد ناصر أنّ «الحملة ضدنا بدأت منذ يوميْن على مواقع التواصل الاجتماعي»، مشيراً إلى أنّ «منشوراتنا مرخّصة من قبل وزارة الإعلام وحاصلة على أرقام دولية»، ولافتاً إلى أنّ «صورة لقائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني ستبقى معلّقة وأنشطتنا ستستمر بشكل طبيعي».
المعرض باقٍ
من جهتها، أعلنت إدارة النادي الثقافي العربي وإدارة «سي سايد ارينا» في بيان مشترك، عن أنّه «خلافا لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام، فإن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ63 مستمر كالمعتاد يوميا من العاشرة صباحا وحتى الثامنة مساء حتى 13 من الشهر الجاري، وأن الإشكال الذي حصل في المعرض قد انتهى كليا».
1079375 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 1126 إصابة جديدة بفايروس كورونا و9 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 1079375 إصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020