انها نهاية العهد. اقل من 24 ساعة تفصل لبنان واللبنانيين عن مغادرة الرئيس الثالث عشر للبنان قصر بعبدا،قبل انتهاء الولاية اليوم الاثنين. من الفراغ اتى والى الفراغ يسلّم لبنان. وما بينهما كوارث وانهيارات وازمات من كل حدب وصوب. بلد يكاد يفرغ من سكانه لاستحالة العيش فيه، حيث لا ماء ولا كهرباء ولا اموال ولا طبابة ولا محروقات ولا دواء الا لمن تبقى من الاغنياء، والانكى ان لا امل بانفراجات. فالترسيم البحري المنجز مع العدو الاسرائيلي، الذي يكاد يكون الانجاز الوحيد للعهد لن ينتج للبنان ما ينتشله من قعر بئر الانهيار، قبل خمس سنوات في الحد الادنى، علما ان عائداته يجب ان تكون لزاما لجيل المستقبل، وليس لتغطية الدين والانهيار، إن هي حفظت في صندوق سيادي لم يبصر النور بعد.
مرسوم الاستقالة
امس غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قصر بعبدا، منتقلاً الى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، القى كلمة في الحشود الشعبية التي توافدت لتحيته ودعمه، فأشار الى أنه ينتقل اليوم الى “مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره”.
وقال: وجّهت اليوم صباحاً (امس) رسالة الى مجلس النواب بحسب صلاحياتي الدستورية ووقّعت مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة.
وأكد ان “لبنان بحاجة الى اصلاح كي يعود الى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا التحقيق بإنفجار المرفأ”، وقال: “إن البلد مسروق بخزينته وبمصرفه المركزي، ومن جيوب المواطنين. واصبح لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطّل لا يحصّل حقوق الناس”.
وتساءل: “ماذا نقول إذا كانت كل الجرائم المالية قد ارتكبها حاكم المصرف المركزي ولم نتمكن من ايصاله الى المحكمة؟ فمن يحميه؟ ومن هو شريكه؟ جميعهم في المنظومة الحاكمة منذ 32 عاما اوصلونا الى هذا الحال”.
وكشف الرئيس عون ان “القضاء لا يحاكم من في حقهم دعاوى جرمية”،
واعلن الرئيس عون عن الانتقال الى “المرحلة الثانية لاخراج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها”. وقائع المغادرة
وكانت الحشود العونية قد بدأت بالوصول من مختلف المناطق اللبنانية الى قصر بعبدا في الصباح الباكر.
وعند الساعة الثانية عشرة والربع، دعا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد الى بدء مراسم الوداع الرسمية، فغادر الرئيس عون مكتبه في القصر الجمهوري يرافقه قائد لواء الحرس الجمهوري العميد بسام الحلو، واتجه بين صفين من الرماحة الذين اصطفوا في داخل بهو القصر الى الساحة الخارجية حيث صافح المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمديرين العامين والمستشارين والضباط المرافقين، ووقف موظفو المديرية العامة لرئاسة الجمهورية لوداع الرئيس الذي قام بتحيتهم وسط تصفيق الحاضرين وهتاف المواطنين. وفيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، استعرض الرئيس عون كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، وصولاً الى المدخل الرئيسي للقصر حيث احتشد المواطنون يتقدمهم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، إضافة الى مسؤولين في “التيار الوطني الحر” وكبار موظفي رئاسة الجمهورية، واعتلى المنصة لالقاء كلمته في الحشود الشعبية. وبعدما حيا حشود المواطنين، غادر الرئيس عون في الموكب الرئاسي قصر بعبدا.
ولدى وصول موكب الرئيس عون الى مفترق منزله في الرابية، توقف لتحية الجماهير التي انتظرته وهتفت بحياته وبالشعارات المؤيدة لمواقفه.
بعدها تابع الموكب سيره ووصل الى منزل الرئيس عون في الرابية، حيث استقبلته زوجته وكريماته، وافراد العائلة.
ميقاتي يرد
وسريعا جاء الرد من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فأكد في رسالة الى رئيس مجلس النواب ان “الحكومة ستتابع القيام بواجباتها الدستورية كافة ومن بينها تصريف الاعمال وفق نصوص الدستور والانظمة التي ترعى عملها وكيفية اتخاذ قراراتها.
بري يتسلم
وتسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري من الرئيس نجيب ميقاتي بعد تبلغه مرسوم الإستقالة من رئيس الجمهورية رسالة يبلغه فيها متابعة الحكومة لتصريف الاعمال.
وبعد ذلك تسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.