اثارت المواقف في جريدة الاخبار امس والمنقولة عن رئيس مجلس النواب نبيه بري عاصفة سياسية وصبت ما تبقى من زيت على نيران الوضع المأزوم، ففتحت موجة سجالات عقيمة عكست الدرك الذي انحدرت اليه لغة التخاطب السياسي .
وبغض النظر عن مدى دقة المواقف المنقولة عن الرئيس بري ، وهو ما المح اليه معاونه النائب علي حسن خليل، فإن التصريحات التي تلته عكست حجم الاحتقان الموجود بين الفرقاء في ظل انسداد كامل في المشهد السياسي.
رد معوض
في اعقاب مواقف بري الصحافية وقد قال فيها «مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية. الورقة البيضاء سمته من دون أن تكتب اسمه… مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً. أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية» ثم « اعتباره بأن المشكلة التي يتخبط فيها الاستحقاق الرئاسي «ليست بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين المسلمين والمسلمين، ولا بين المسيحيين والمسيحيين، بل بين الموارنة والموارنة»، أشار المكتب الإعلامي لرئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض الى أنّ «رئيس «حركة أمل» نبيه بري الذي يصادر رئاسة مجلس النواب منذ أكثر من 30 عاماً أتحفنا بكلام أقل ما فيه أنه لا يليق برأس المؤسسة البرلمانية إنما يليق به كميليشيوي». واضاف في بيان: «إن قول نبيه بري إن «مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية» فيه من محاولة الإساءة إلى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينه معوض». واعتبر أنّ «هذه الإساءة موجهة أيضاً إلى جميع النواب والكتل التي صوّتت للنائب ميشال معوض في جلسات الانتخاب الرئاسية، والإساءة تطاول أيضاً وبالمباشر زغرتا الزاوية والشمال اللذين يمثلهما في المجلس النيابي واللذين لطالما مثلهما رينه معوض ونايلة معوض خير تمثيل، ولربما على «مرشحهم» أن يجيب بنفسه إن كان يقبل بإهانة زغرتا الزاوية والشمال كما فعل «عرّابه» نبيه بري»….
… فخليل
وعلى الاثر، صدر عن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل بيان مما جاء فيه: «أتحفنا رئيس «حركة الإستقلال» ميشال معوض الذي يعيش في فقاعة الترشيح منذ أكثر من خمسة شهور بكلام أقل ما فيه أنه بلا تربية. كان الاجدى به ان يتأكد من مضمون ودقة الكلام الذي نقل عن لسان دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري ولكن عصبيته كشفته امام جميع اللبنانيين وكشفت اي مشروع مرشح للرئاسة هو». أضاف: «و»للمعجزة» نقول نتفهم شعورك بعدما ايقنت أنك تحولت الى أُنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك»…
تشويه مقصود
بدوره، اعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم أن «وضع المعركة الرئاسية في اطار طائفي هو تشويهٌ مقصودٌ للواقع»، مؤكدًا أن «المعركة سياسية – سياسية بين خطين سياسيين متباعدَين تماماً: محور الممانعة الذي يريد أن يضم لبنان الى إيران والمحور السيادي الذي يسعى الى تحرير لبنان مما نعيشه اليوم في ظل سيطرة المحور الايراني الفاشل والمتخلف».
مفاعيل القرار
الى ذلك، وغداة قرار مصرف لبنان رفع سعر صيرفة الى 70 الف ليرة للدولار، انخفض سعر صرف الدولار في السوق السوداء وتراجعت اسعار المحروقات والسلع في السوبرماركت في وقت سترتفع اسعار فواتير الكهرباء والخلوي…
وفي انتظار رصد مدى فاعلية هذا القرار في خفض الدولار، ومدى قدرته على ابقائه متراجعا، ومدى تقيد المصارف به، تتجه الانظار الى االجمعية العمومية لجمعية المصارف اليوم التي سيتحدد فيها مصير اضرابها بعدما تمت معالجة النقاط التي دفعتها الى الاقفال، «قضائيا».
القضاء الاعلى
ليس بعيدا، التأم مجلس القضاء الاعلى امس في قصرالعدل وبحث في قضية القاضية غادة عون وفي المستجدات القضائية المرتبطة، التي طرأت في الايام الماضية. وافيد ان عون حضرت الاجتماع بعد ان كانت التقت قبل الظهر مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، وافيد انها سلمته مذكرة.
وناقش الاجتماع، وفق المعلومات ، كتاب عويدات إلى عون، وطلب خلاله وقف التحقيق موقتاً في ملف المصارف لحين بت دعاوى مخاصمة بحقها أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز.
وانتهى الإجتماع من دون صدور بيان عن المجلس، لكن ما رشح من معلومات أشار إلى أن التركيز كان على تطبيق القانون والتقيد بأحكامه.
القرض الحسن
على الخط المصرفي – المالي دائما، تقدم اعضاء تكتل الجمهورية القوية النواب سعيد الأسمر وأنطوان حبشي وفادي كرم (عبر وكيله المحامي أنطوان شحادة) بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية في لبنان ضد مؤسسة القرض الحسن، مفنّدين الأسباب القانونية الموجبة. وعلى الاثر، غرد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب أنطوان حبشي كاتبا «القضاء اليوم أمام امتحان جديد. من يُطالِب بدولة يُطالَب بقضاء أساسه العدل والاستقلالية».