عنوان الحدث اليوم اقليمي ، ولو ان اوضاع الداخل اللبناني كلها تصلح عناوين للصفحات الاولى. مفاعيل الاتفاق الايراني- السعودي بدأت تتظهر في سوريا وعودتها الى الحضن العربي باتت من دون شك قاب قوسين، على ان تترجم عمليا في قمة الرياض مطلع ايار المقبل باستعادة مقعدها في الجامعة العربية. رياح التغيير لفحت دمشق سريعا فاثمرت اتفاقا سعوديا- سوريا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطيعة دامت أكثر من عقد من الزمن…وعقبالنا!
لكنّ انهيارات لبنان المتتالية فصولا لم يفرملها اي اتفاق حتى اللحظة، على رغم عجقة الزوار الغربيين من ايرانيين واميركيين . جديدها تحذير من صندوق النقد الدولي من ان لبنان في وضع خطير للغاية. بيد ان التحذيرات مهما بلغت درجة خطورتها، لا تلقى اذانا صاغية لدى المنظومة السياسية المنهمكة في ملاحقة نائب هنا وتغيير توقيت هناك، والبحث عن كيفية كمّ افواه موظفين يعجزون برواتبهم البالية عن سداد فواتير مسعّرة على “صيرفة التسعين الفا”، تصلهم من ادارات دولتهم الموقّرة لانها تفوق بأضعاف مضاعفة قيمة معاشاتهم، في مشهد سوريالي يعجز اللبنانيون امامه عن تحديد وجهة مشاعرهم، هل يضحكون ام يبكون…فلا يجدون سوى الاضرابات المفتوحة ملجأ، على قاعدة ان آخر الدواء الكيّ؟
لكنّ دولة تنهش من جسدها لتغذّيه لن تدوم ولن ينقذها اجتماع حكومي دعت اليه رئاسة مجلس الوزراء الاثنين المقبل. فهي ما ان ترضخ وترفع بعض الرواتب حتى تسحبها من الجيب الاخر، ما دامت “صيرفتها” تحلّق” خلف دولار أسود لا يستكين ويتحرك “غبّ الطلب”.
حركة ميقاتي
الحركة السياسية دخلت اليوم تحت تأثير شهر رمضان الذي من أجله، طلب رئيسُ مجلس النواب نبيه بري من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ارجاءَ موعد اعتماد التوقيت الصيفي، شهرا، حتى ليل 20 – 21 نيسان المقبل استثنائيا، فكان له ما اراد.
وكان ميقاتي زار قبل الظهر دار الفتوى حيث يقدم التهنئة لمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بحلول شهر رمضان المبارك.
جلسة وزارية الاثنين
بعدها، توجه ميقاتي الى عين التينة حيث التقى بري، وقال بعد الاجتماع: انتخاب رئيس جمهورية هو الحل ومن ينتقدنا عليه ان يذهب وينتخب رئيسا. اضاف: كنت صريحاً مع الرئيس بري بأن الاوضاع تقتضي عملية طوارئ سريعة لانقاذ البلد فالحكومة لا تستطيع ان تقوم بدورها مع مجلس نيابي معطل ومع غياب انتخاب رئيس للجمهورية. ويتم الاعداد لجلسة وزارية مطلع الاسبوع المقبل.ولاحقا، وزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء نص دعوة لجلسة حكومية تعقد الاثنين المقبل ببند وحيد يتعلّق بعرض وزير المالية الوضعَين المالي والنقدي وانعكاساتهما على القطاعات المختلفة.
وضع خطير
اقتصاديا، وبينما سجل سعر صرف الدولار استقرارا امس، أعلن رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى بيروت أرنستو راميريز ان “لبنان في وضع خطير للغاية”. ولفت بعد جولة استمرت اياما قام بها الوفد على المسؤولين اللبنانين الى ان “تقدم الإصلاحات في لبنان “بطيء للغاية بالنظر إلى درجة تعقيد الموقف”. اضاف “كنا نتوقع المزيد من حيث إقرار وتنفيذ التشريعات الخاصة بالإصلاحات المالية في لبنان”. واشار الى ان المسودة النهائية لقانون الكابيتول كونترول لا يلبي الاهداف ويحتاج لتعديلات.
تقرير تقييم
وكان ميقاتي اسقبل في حضور نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وفد الصندوق في السراي. وشارك في الاجتماع مستشار الرئيس ميقاتي النائب السابق نقولا نحاس. وتم خلال اللقاء عرض نتيجة المشاورات التي قامت بها بعثة الصندوق في لبنان بعد جولة قامت على المسؤولين المعنيين تمهيدا لوضعها التقرير التقييمي الذي سيصدر عنها.
اضراب اوجيرو
حياتيا وفي خطوة كانت متوقّعة بعد التلويح بها في الساعات الـ24 الأخيرة، أعلن المجلس التنفيذي لنقابة موظفي هيئة “أوجيرو” الإضراب المفتوح اعتباراً من صباح اليوم الجمعة “لتجاهل مطالبنا بتعديل رواتب أصبحت تعادل 1 في المئة من قيمتها”، في خطوة قد تهدّد بعزل لبنان عن العالم، علماً أن خدمة الإنترت في لبنان سجّلت تراجعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع كلفة تشغيل الشبكة وإصلاح الأعطال وتحديث الآلات.. ليس بعيدا طمأن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم عبر “المركزية” إلى أن “موظفي “أوجيرو” يعلمون جيداً المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولا يقبلون بعزل لبنان عن العالم… لكن في الوقت ذاته لديهم مطالب محقّة التي أسعى بشكل حثيث منذ فترة، إلى تحقيقها. ودعا القرم وزارة المال إلى “تنفيذ قرارات مجلس الوزراء المتّخذة في هذا الشأن، لا أن تكون مجرّد حبر على ورق”. وقال : أطالب وزارة المال منذ نحو أسبوعين بتطبيق تلك القرارات، ولا أزال أنتظر تجاوبها الذي لم نتلمّسه حتى الآن. وإذا ما تم تنفيذ القرارات المُشار إليها نكون قد خَطَونا الخطوة الأولى في اتجاه معالجة الأزمة.
مكتب المجلس
سياسيا، وفي ظل الشلل الرئاسي، افيد ان اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب الذي كان حُدّد يوم الإثنين المقبل، جرى تأجيله إلى موعدٍ يُحدد لاحقاً إفساحاً للمجال أمام دراسة المزيد من القوانين الجديدة في اللجان النيابية المُشتركة.
ليس بعيدا، غرّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني عبر “تويتر”: “من يعطل انتخاب الرئيس لا يمكنه اتهام غيره بتعطيل الانتخابات البلدية. صرفت الحكومة مئات الملايين من حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي، من دون قانون في مجلس النواب. يمكنها إضافة 9 ملايين دولار لتمويل الانتخابات البلدية والاختيارية بالطريقة عينها”.