قبل ان تتوافر الإعتمادات المالية لها، رمى وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي كرة اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في ملعب الحكومة ومكوناتها والمجلس النيابي وكتله، رافعاً عنه المسؤولية، بتحديد مواعيد هذه الانتخابات بدءاً من 7 أيار الى 28 ضمناً منه.
واملت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا أن يقوم جميع المعنيين باتخاذ الخطوات اللازمة لضمان عملية انتخابية سلسة، شاملة وشفافة وتمكين اللبنانيين من ممارسة حقوقهم السياسية في بيئة سلمية ومنظمة. منذ تأجيل الانتخابات العام الماضي، قدمت الأمم المتحدة مساعدة كبيرة لدعم هذه الانتخابات.
وقبل ان يذهب المتقاعدون والموظفون الى قبض رواتبهم، طلع عليهم وزير المال في الحكومة نفسها يوسف خليل بالطلب إليهم بالذهاب الى قبض رواتبهم على سعر صيرفة الـ60,000 ليرة لكل دولار، في وقت كانت فيه الانظار تتجه الى مداولات اللجنة الوزارية لتسيير المرفق العام التي اجتمعت ظهراً في السراي الكبير برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي العائد لتوه من زيارة العمرة الى المملكة العربية السعودية، ويعلن في ما بعد وزير الصناعة عن جلسة مرتقبة لمجلس الوزراء غداً الاربعاء او بعد غد الخميس.
واذا كان المجلس التنسيقي وحراك العسكريين المتقاعدين في صلبه وقف مشدوهاً إزاء ما حصل بين مطالب الامتناع عن قبض الراتب او المعاش، وترك الحرية للموظفين والمتقاعدين، الذين لن يقووا على البقاء بعيداً عن التزود بحفنة من الدولارات لتسديد ديونهم وتلبية بعض من حاجاتهم، في هذا الشهر الفضيل، خفض مصرف لبنان سعر صيرفة الى 88000 ليرة اي بما يتناسب مع تخفيض سعر صرف الدولار في السوق السوداء، والذي هبط الى ما دون المائة الف ليرة (الخبر في مكان آخر).
وما إن يتقرر موعد جلسة مجلس الوزراء اذا تقرر، كشفت مصادر نقابية لـ”اللواء” ان اجتماعات واتصالات عدة ناقشت بين مكونات المتقاعدين الموقف الذي يترتب اللجوء اليه.
ويستعد، حسب المعلومات، العسكريون المتقاعدون لتحرك واسع، بالتزامن مع الجلسة، وربما يوم غد على أبعد تقدير، يشارك فيه المتقاعدون من مختلف الفئات والوحدات العسكرية والأمنية.
ولئن كان الترقب سيد الموقف، في ما خص العملية السياسية التي تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ثم تأليف حكومة اصلاحية، نذهب الى تطبيق الاصلاحات البنيوية والمالية، وتجري التعيينات المطلوبة في الفئة الاولى، فضلاً عن استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وتوقيع اتفاقية قرض معه، لوضع الاقتصاد على سكة التعافي، التقى المرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية حزب الله مساء امس، ويتحدث الرئيس ميقاتي غداً، عن رؤيته للخروج من النفق، فضلاً عن القرارات التي يمكن ان يخرج بها مجلس الوزراء المفترض انعقاده خلال 48 ساعة.
الموفد القطري
وفيما اتسعت رقعة المطالب النقابية لموظفي الدولي بإنضمام موظفي الضمان الاجتماعي الى رافعي المطالب وهددوا بالاضراب المفتوح، وبإنتظارالاجتماع الخماسي في باريس لمتابعة البحث في مخارج للأزمة اللبنانية، انشغل لبنان بزيارة الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي، وبتحديد وزير الداخلية والبلديات محمد المولوي تواريخ الانتخابات البلدية اعتباراً من 7 الى 28 ايار المقبل في المحافظات الست.
وجال الخليفي على القيادات السياسية والروحية، ناقلاً حسب معلومات “اللواء” تضامن ودعم قطر للبنان واستمرار وقوفها الى جانبه، وحث المسؤولين والقيادات السياسية على سرعة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وإجراء الاصلاحات اللازمة، لفتح الباب امام دعم لبنان من الدول الشقيقة والصديقة.
وافادت المعلومات ممن التقاهم، ان الخليفي لم يطرح اي مبادرة او مقترحات او اسماء معينة للرئاسة برغم التسريبات عن دعم قطر لقائد الجيش، بل كان مستمعاً اغلب الوقت، وجرى تبادل الاراء في البرنامج الذي يفترض ان يحمله رئيس الجمهورية لا سيما لجهة تحقيق الاصلاحات والعودة الى الحضن العربي. فيما كان هناك لدى الكتائب شرط ان يكون “رئيساً سيادياً”.
ورأت المصادر ان جولة الخليفي قد تفتح الباب لاحقاً لمبادرة قطرية وربما بالتنسيق مع السعودية والادارة الاميركية، في محاولة لتحقيق توافق لبناني حول مرشح رئاسي او اكثرمن واحد.
ومساء قال الخليفي أنّ الزيارة الى لبنان تأتي في إطار تعزيز العلاقة الثنائية بين قطر ولبنان وتطويرها على كل الصعد، وحريصون على مدّ يد العون والمساعدة للأشقاء في لبنان.
واضاف الخليفي في حديث للـ”mtv”: نحثّ الأشقاء في لبنان على تغليب لغة الحوار والمصلحة الوطنية، مشيراً الى أنّ قطر تحرص على توحيد الجهود الاقليمية والدولية لمساعدة لبنان.
واشار الخليفي الى أنّ العمل ضمن المنظومة الدولية هو ركيزة أساسية ضمن استراتيجية قطر وسياستها الخارجية، والمشاركة في اجتماع باريس مهمة جداً وأهم النتائج التي خرجت عن لقاء باريس هي حثّ المسؤولين على ملء الفراغ الرئاسي.
وزار الخليفي الرئيس ميقاتي، وعقد معه خلوة تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في لبنان والمنطقة. وشارك في جانب من الاجتماع سفير دولة قطر في لبنان ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن والمستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر.
ثم زار الخليفي الرئيس نبيه بري، في حضور السفير القطري في لبنان. وتم البحث في خلال اللقاء في الاوضاع العامة وآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها.
وانتقل الموفد القطري الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وجرى خلال الاجتماع استعراض الأوضاع العامة وتأكيد أهمية استقرار ووحدة لبنان.
والتقى الموفد ايضا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب في قصر بسترس. ووصف الوزير بو حبيب زيارة الوزير القطري بـ”الاخوية”، بخاصة وان قطر قريبة جدا من لبنان ولم تتركه.
كما التقى الخليفي رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي قال: ان الوفد القطري يستمزج الآراء ومحاولة فهم للواقع اللبناني، وهم يضعون انفسهم بتصرف لبنان لمساعدته وبتنسيق تام مع السعودية ودول الخليج، وأبدينا انفتاحنا ومستعدون لأي تفصيل لموقفنا.
واضاف: حددنا الثوابت فلا نقبل برئيس خاضع لإرادة السلاح ولا نقبل برئيس يبقي لبنان معزولا عن محيطه العربي، او رئيس لا يفهم بالاقتصاد والإصلاح وإنقاذ لبنان من الكارثة.
وتساءل: من قال إن هناك مبادرة فرنسية في موضوع سليمان فرنجية؟ فالفرنسيون على تواصل مع الجميع واليوم لم ندخل في طرح الاسماء للرئاسة.
الموفد القطري التقى ايضاً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في مقر الكتلة في حارة حريك بعيداً عن الاعلام.
وبعد الظهر، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، الوزير القطري والوفد المرافق. ثم زار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان قبيل منتصف الليل.
ويلتقي الموفد القطري رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عند الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر الثلاثاء. واخيراً قائد الجيش العماد جوزاف عون.
لجنة المرفق العام
وفي شان المطالب المعيشية، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي اجتماعا لـ”اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام”، وشارك فيه كلّ من: وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، وزير العدل هنري الخوري، وزير المال يوسف خليل، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية نجلا رياشي، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، وزير الصناعة جورج بوشكيان، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وزير الصحة فراس الأبيض، وزير العمل مصطفى بيرم وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية، الوزير السابق نقولا نحاس، الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، رئيسة مجلس الخدمة المدنية نسرين مشموشي والمدير العام لوزارة المال جورج معراوي.
وقد أقر المجتمعون جملة اقتراحات لعرضها على الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، لكن لم يتم التوافق عليها نهائيا، لذلك ستعقد جلسة اخرى للجنة يوم الخميس المقبل، لاستكمال البحث في ارقام وزارة المال.
وأشارت المعلومات إلى أن موعد إنعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء يحدد لاحقاً.
وعلمت “اللواء” من مصادر حكومية مسؤولة ان كلفة دعم وزارة المال لزيادات رواتب الموظفين تبلغ على سعر صيرفة 60 لف ليرة، نحو20 مليون دولار ستصرف من حساب الخزينة.
الضمان الى الاضراب
وفي المجال المعيشي المطلبي ايضا، عُقد امس، اجتماع مطوّل بين مدير عام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي د. محمد كركي ووفد من نقابة مستخدمي الصندوق برئاسة نقيب المستخدمين حسن حوماني، وحضور أمين عام اتحاد النقابات العمالية للمصالح المستقلة والمؤسسات العامة ومدراء ورؤساء مصالح الصندوق، حيث تم التداول في الأوضاع المعيشية التي تواجه المستخدمين ومنها مؤخراً صرف الرواتب على منصّة صيرفة على سعر 90 الف ليرة لبنانية لمستخدمي الصندوق.
وقد أبلغ النقيب الإدارة بموقف النقابة القاضي بالتوجه الى إلإعلان عن الإضراب المفتوح في حال عدم تجاوب الحكومة مع مطالب المستخدمين.
وقال كركي: أنه من غير المفهوم طريقة تعاطي الدولة اللبنانية مع مؤسسة الضمان الاجتماعي التي تعتبر صمّام الأمان الإجتماعي في لبنان، إذ يتبين على أرض الواقع أن هناك تمييزا كبيرا بين الإدارات والمؤسسات والأسلاك، فمنهم من يقبض الرواتب على صيرفة 90 الف ليرة لبنانية للدولار، ومنهم على 60 ألف ليرة لبنانية و منهم على 45 ألف ليرة لبنانية، ومنهم من يقبضها على اقل من ذلك.
تحرك الثانويين
في التحركات، نفذت “لجنة التنسيق لانتفاضة الكرامة في التعليم الرسمي الثانوي” اعتصاما امام وزارة التربية بمشاركة كل القطاعات التربوية وعدد من الطلاب والاهالي ووفود من مختلف المناطق.
وألقيت كلمات باسم المعلمين، كما تلا فراس حريري رسائل عن اوضاع المعلمين وقال:” هناك مسؤولون ملأوا جيوبهم بالمال واساتذة وشعب اصبحوا فقراء، بتنا امام حقائق لا يغيرها كذب ولا خداع ولا تلطفها مماطلة ولا يخفيها ذر للرماد في العيون. نحن التربويين ما تعودنا الا ان نفقأ عين الظالم بكلمة الحق ولو كره الكارهون”.
وكانت كلمات لبعض الاهالي والطلاب اعلنت التضامن مع الاستاذ وحقه في الحياة الحرة الكريمة.
الرئيسية / صحف ومقالات / اللواء: استطلاع قطري لآلية تسريع الانتخاب.. وفرنجية في “الحارة” بعد باريس المتقاعدون إلى الشارع مجدداً.. ومواعيد الانتخابات البلدية تُحرج المنظومة