كتبت صحيفة “الأخبار”: انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات. وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر.
وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي.
لودريان اختتم جولته الثالثة بزيارة منزل السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، على هامش لقاء تكريمي لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، دعي إليه النواب السنّة.
وبدا لقاء اليرزة مع «الشرعيتين الدينية والتمثيلية» للسنّة في لبنان خطوة مقصودة للإشارة إلى تفعيل حضور المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني. وبعد خلوة لنصف ساعة، ضمّت البخاري ودريان ولودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو، انتقل الجميع الى قاعة كبيرة حيث كانَ في انتظارهم النواب السنّة (باستثناء: إبراهيم منيمنة، أسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور). وقالت مصادر نيابية إن لودريان والبخاري أوحيا بأن «انتخاب رئيس للجمهورية ليس قريباً»، كما حاول لودريان إفهام النواب بأن «الأمور عادت إلى النقطة الصفر»، لافتاً إلى «ضرورة البحث عن مرشحين توافقيين، حيث لا إمكانية لوصول أيٍّ من الأسماء المطروحة». ودعا النواب للذهاب الى الحوار قائلاً: إذا «كانت كلمة حوار مستفزة للبعض، فاعتبروه لقاء تشاورياً». أما السفير السعودي فأشار إلى أن «وجهة النظر السعودية هي التي أثبتت واقعيتها، لأن المملكة تملك خبرة كبيرة في الملف اللبناني»، لافتاً الى «أننا منذ البداية طالبنا برئيس على مسافة واحدة من الجميع ويرضي الجميع»، مشدّداً على «تطابق وجهتَي النظر السعودية والفرنسية تحت سقف موقف الخماسية».
وقالت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، إن «لودريان أكد أنه سيعود الى بيروت في جولة جديدة، وإن مهمته المقبلة في السعودية لن تشغله عن دوره في إدارة الملف اللبناني، ملمحاً الى «مبادرة جديدة».
في السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة إلى «تناقض في المداولات التي قام بها لودريان»، كاشفة أنه «خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يلمّح أبداً الى انتهاء المبادرة الفرنسية، بل سأل فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل»!
ميقاتي إلى أميركا
من جهة أخرى، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الحصول على مواعيد مع المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال زيارته المرتقبة لنيويورك لترؤس وفد لبنان الى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعدما أشيع أن ميقاتي ممنوع من دخول الولايات المتحدة، ولم يحصل على تأشيرة منذ وقت غير قصير، قالت مصادر مطلعة إنه «بحث مع وفد صندوق النقد الدولي، الذي زار بيروت قبل مدة، في توجيه دعوة إليه لعقد اجتماعات مع إدارة الصندوق في العاصمة الأميركية، وإنه يعتبر إقرار مشروع الموازنة الخاص بالعام المقبل في الموعد الدستوري إشارة إيجابية على طريقة تعامل حكومته مع طلبات الصندوق.