كتبت صحيفة “الديار”: بمسعى للضغط على حركة حماس ومجموعات المقاومة الفلسطينية للسير سريعا بمقترح الهدنة الذي خرج به اجتماع باريس قبل نحو اسبوع، كثف العدو الاسرائيلي قصفه لمناطق عديدة في قطاع غزة، فيما احتدمت المعارك في خان يونس جنوبي القطاع، ما ادى الى تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان 27 ألفا و365، والمصابين 66 ألفا و630. من جانبه أقر جيش العدو الإسرائيلي باصابة 5 من عسكرييه خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها أوقعوا «قوة إسرائيلية» في كمين محكم بخان يونس، وقتلوا جنديين وأصابوا آخرين. وأضافت أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بمحاور التقدم غرب وجنوب غرب المدينة.
رد حماس جاهز
سياسيا، يفترض ان يتضح خلال الساعات الـ24 المقبلة رد حماس على مقترح الهدنة، الذي بات محسوما انه سيلحظ ملاحظات عديدة يفترض تضمينها فيه كي توافق الحركة على السير فيه.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان حماس ستسلّم القطريين خلال ساعات ردها الذي بات جاهزا على المقترح، لافتة الى انه «يميل الى الإيجابية مع بعض الاستفسارات وطلبات التوضيح.
وفي حديث لشبكة «سي بي إس» التلفزيونية الأميركية امس الأحد، اعتبر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، أن «الكرة في ملعب حماس» في ما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق للتهدئة في غزة. وقال إن «الولايات المتحدة تعتقد أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس خلال هجومها، ومنهم أميركيون، خلال هدنة إنسانية في قطاع غزة». وأضاف: «هذا يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وسنضغط من أجل ذلك دون كلل، فهذه أولوية قصوى بالنسبة لنا».
هذا، وواصلت واشنطن قصفها اهدافا للحوثيين في اليمن. فأفيد يوم السبت عن تعرض 6 محافظات يمنية لعشرات الغارات التي نفذتها مقاتلات أميركية وبريطانية، وقالت القيادة المركزية الأميركية إنها ركّزت على أهداف يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن التجارية. وذكر بيان مشترك أن «الولايات المتحدة وبريطانيا نفذتا ضربات يوم السبت على 36 هدفا مرتبطا بجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن».
من جهتها، اشارت مصادر مطلعة لـ «الديار» الى ان «واشنطن لن تكتفي بالضربات التي وجهتها في سوريا والعراق ردا على استهداف جنودها في الاردن، انما هي ستجدد هذه الضربات قريبا، ولكنها ستبقى في اطار «رد الاعتبار» من دون تجاوز الخطوط الحمراء».
عقبات تعرقل «اليوم التالي»
لبنانيا، تواصلت غارات العدو الإسرائيلي على اكثر من منطقة. فقد اغار الطيران الحربي المعادي بالصواريخ مستهدفا بلدة ميس الجبل، كما قصف دبابة ميركافا على الاطراف الشرقية لبلدة بليدا مع اطلاق رشقات رشاشة على المنطقة نفسها، واطلقت رشقات رشاشة غزيرة من مواقع العدو المقابلة للضهيرة والبستان، وسقط عدد من القذائف المعادية في أطراف بلدة مركبا وتلة العويضة لجهة بلدة الطيبة. كما قصف العدو على اطراف طيرحرفا والضهيرة ومجدل زون، وانفجرت صواريخ اعتراضية في أجواء القطاع الشرقي.
كذلك، نفذ الطيران الحربي المعادي غارة جوية استهدفت بلدة بليدا الحدودية، وقصف بمدافع الهاون بلدة كفركلا وأطراف العديسة ومطلّ الجبل في مدينة الخيام وتلة الحمامص، وأطراف راشيا الفخار وكفرحمام وكفركلا، وأطراف الجبين، وطيرحرفا.
بالمقابل، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية موقع «المرج» في وادي هونين.
كما استهدفوا مبنيين في مستعمرة «المنارة» وتجمعاً لجنود العدو جنوب موقع «العباد»، وموقع «رويسات العلم» في مرتفعات كفرشوبا اللبنانية، موقع »زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
ولم يتضح حتى الساعة ما صحة المعلومات التي تم تداولها «اسرائيليا» عن ان نفاذ الهدنة في غزة لن يطبق على جنوب لبنان. ورجحت مصادر مطلعة ان تكون هذه المعلومات «تندرج في اطار الضغوط التي تمارسها «تل ابيب» للضغط على حزب الله، سواء بالميدان او بالديبلوماسية للتراجع الى منطقة شمالي الليطاني». واضافت المصادر لـ» الديار»: «يحط وزير خارجية فرنسا يوم غد في بيروت بعد جولة له في المنطقة لحث الحزب على التراجع، بالتزامن مع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ. لكن جواب الحزب سيكون حاسما لجهة انه لن يعطي اي اجوبة او يدخل في اي نقاش، قبل بدء الهدنة والاطلاع على كل تفاصيلها. فهو لن يتراجع قيد أنملة قبل اعلان الوقف النهائي لاطلاق النار، وان كان سيلتزم بالهدنة متى بدأت في غزة، وفي حال لم يواصل العدو اعتداءاته جنوبا».
واشارت المصادر الى ان «وزير خارجية فرنسا كما غيره من الديبلوماسيين يعملون على تصور لليوم الثاني سواء في غزة او لبنان، الا ان هناك عقبتين اساسيتين يواجهونهما:
• الاولى: في «تل ابيب»، حيث يرفض نتنياهو الحديث عن وقف نهائي لاطلاق النار وانتهاء الحرب، قبل القضاء على حماس.