كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي مرحلة جديدة من العدوان على جنوب لبنان، مع إعلاناته المتكرّرة، إما بشكل رسمي أو عبر التسريبات الصحافية، عن استعدادات يجريها على صعيد الخطط أو التدريبات الميدانية، لتنفيذ عملية برّية في لبنان.
في آخر المعطيات أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ تدريبات على الإمداد المتعدّد الأذرع تحت النيران. هذه التدريبات تتماشى مع ما تم تسريبه حول بدء ضباط في جيش العدو بإعداد خطط حول التوغّل البرّي في لبنان، تترافق مع التهديدات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد حول طمأنة سكّان شمال الأراضي المحتلة من خلال إبعاد “حزب الله” عن الحدود، إمّا عبر الدبلوماسية أو الخيارات العسكرية.
هذا الواقع أيضاً يتماشى مع ما تحدّث عنه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، ويتناوله دبلوماسيون، حول استمرار الحرب في الجنوب والهجمات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية وعلى مواقع “حزب الله” بغض النظر عن الواقع في غزّة وما إذا كان ثمّة هدنة أو وقف لإطلاق النار أو غيره، ما يعني في المحصّلة أن العودة إلى ما قبل الثامن من أكتوبر باتت شبه مستحيلة، والمعادلات ستتبدّل بغض النظر عن واقع غزّة.
في الميدان الفلسطيني، فإن لا هدنة حتى الساعة رغم بدء شهر رمضان المبارك، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن تدخل فيه الهدنة حيز التنفيذ، وحسب ما يبدو، فإن الخلافات لا زالت كبيرة، والهوّة واسعة، والسبب هو التحايل الإسرائيلي لجهة مصير القطاع بعد وقف إطلاق النار ومصير النازحين.
غياب الهدنة يرفع من منسوب الواقع المأساوي الذي يختبره القطاع المهدّد بالمجاعة الحقيقية، وقد رُصدت العديد من حالات وفاة الأطفال بسبب انعدام الغذاء، ولا تكفي المساعدات الهزيلة التي يُرسلها الغرب، وبشكل خاص الولايات المتحدة، للحد من هذه المأساة، في حين أن الحل الوحيد يكمن في وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات.
وفي لبنان أيضاً، يحل رمضان في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه اللبنانيون واستمرار الفراغ المستشري في البلاد، إلّا ان المواطنين يستقبلون الشهر الكريم برجاءٍ أن يحمل معه بعض الانفراجات، أكان لجهة جبهة الجنوب، أم إنجاز الاستحقاقات وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية، لأن الإشارات لا تشي بأي خير على مختلف الصُعد.
وبين غزة ولبنان تتراكم على أبواب رمضان مشاهد للدماء والجوع والدمار، ويبقى الأمل علّ بركة هذا الشهر تحمل في الأيام المقبلة بصيص نور وحلحلة على صعيد الحرب من جهة، وإنجاز الاستحقاقات من جهة أخرى.