كتبت صحيفة “الديار”: على ما يبدو انها محاولة واضحة للاطاحة بمسار التفاوض، الذي نشط مؤخرا في الدوحة للتوصل الى هدنة في غزة قبل عيد الفطر، حيث خرج رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد ان اجتياح رفح سيحدث وسيستغرق عدة أسابيع. وبالرغم من تجديد واشنطن انها لن تدعم أي عملية عسكرية كبيرة في رفح، من دون خطة قابلة للتنفيذ تضمن رعاية 1.5 مليون لاجئ هناك، فان مصادر معنية بالملف تعتبر انه «رغم ما يتم تظهيره من خلاف بين نتنياهو والرئيس الاميركي جو بايدن، فان هناك تفاهما ضمنيا بينهما على اجتياح رفح».
وتقول المصادر ان بايدن يصر على تظهير نفسه حريصا على ارواح مئات آلاف النازحين هناك، ربطا بحظوظه المتداعية بالانتخابات الرئاسية الاميركية، ويفضل ان يحصل الاجتياح بعد هدنة تعيد عددا من الاسرى، فيما يبدو نتنياهو مستشرسا لانهاء المعركة بأسرع وقت، وغير متحمس لهدن تؤخر ذلك، بعدما بات واضحا انه لا يعير اهتماما لمصير الاسرى، ويعتبرهم خسائر جانبية للحرب».
خلاف بين نتنياهو وبايدن؟!!!
ويوم أمس الأحد، اعتبر نتنياهو ان حلفاء «إسرائيل» ذاكرتهم ضعيفة في ما يتعلق بهجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر، مضيفا أن «إسرائيل» ستواصل هجومها على قطاع غزة، رغم الضغوط الدولية المتزايدة.
وتوجه نتنياهو في مستهل اجتماع لحكومته «إلى أصدقائنا في المجتمع الدولي قائلا: «هل ذاكرتكم ضعيفة إلى هذا الحد؟ بهذه السرعة نسيتم يوم السابع من أكتوبر، أسوأ مذبحة ارتكبت ضد اليهود منذ المحرقة»؟ وأضاف «بهذه السرعة أنتم مستعدون لحرمان «إسرائيل» من حق الدفاع عن نفسها ضد وحوش حماس»؟ وأكد مجددا أن «إسرائيل» ستواصل هجومها على قطاع غزة، بما في ذلك مدينة رفح، بينما ستقوم بإجلاء المدنيين من مناطق القتال.
بالمقابل، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن واشنطن لن تدعم أي عملية عسكرية كبيرة في رفح بقطاع غزة، من دون خطة قابلة للتنفيذ تضمن رعاية 1.5 مليون لاجئ هناك.
وأوضح كيربي أن أميركا لديها مخاوف بشأن بعض العمليات العسكرية «الإسرائيلية» وكيفية شنها، قائلا إن بلاده بحاجة الى التأكد من حماية المدنيين. وأشار الى ان واشنطن لم تر أي دليل على أن حماس سرقت المساعدات الإنسانية في القطاع.
يذكر انه تم يوم امس، رصد وصول أولى شاحنات مساعداتٍ إلى شمالي القطاع منذ نحو 4 أشهر، غير أن الهلال الأحمر الفلسطيني أكد أن المساعدات التي وصلت قليلة.
9 مجازر خلال 24 ساعة
ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ان جيش العدو الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر جديدة خلال 24 ساعة الأخيرة، راح ضحيتها 92 شهيداً واصيب 130 آخرين.
وأشارت الوزارة الى أن حصيلة الشهداء جراء الحرب «الإسرائيلية» على القطاع ارتفعت إلى 31 ألفاً و645 شهيداً و73 ألفاً و676 إصابة منذ 7 تشرين الأول 2023، مؤكدة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مفاوضات الهدنة
وعلى وقع المجازر، تتقدم مفاوضات الهدنة وان كانت تهديدات نتنياهو باجتياح رفح تهدد بالاطاحة بها، خاصة ان تصور حماس يلحظ وقفا دائما لاطلاق النار في مرحلة ثانية. ومن المفترض أن يكون مجلس الحرب «الإسرائيلي» اجتمع ليل الاحد – الاثنين لبحث صلاحيات وفد التفاوض، المقرر أن يتوجه إلى الدوحة اليوم الاثنين لاستكمال مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار.
وقالت مصادر مواكبة للملف ان «الامور ورغم محاولات نتنياهو لا تزال تتقدم»، لافتة لـ «الديار» الى ان «الضغوط الاميركية كبيرة لبدء هدنة لاسابيع مع عيد الفطر، كذلك فان نتنياهو يتعرض لضغوط داخلية كبيرة، سواء من عائلات الاسرى او من جيشه المنهك، ما يجعل احتمالات سيره بهدنة على مضض امرا واردا».
ورجحت المصادر ان «تنسحب هذه الهدنة على الجبهة اللبنانية رغم كل التهديدات «الإسرائيلية» السابقة»، لافتة الى ان «حسم كيفية التعاطي مع هذه الجبهة لن يحصل قبل اجتياح رفح… وفي حال لم يحصل هذا الاجتياح، لن يكون هناك اي عملية موسعة باتجاه لبنان».
«الخماسية» تتحرّك مجدداً
داخليا، تبدأ «اللجنة الخماسية» الدولية المعنية بالشأن اللبناني هذا الاسبوع جولة على عدد من المسؤولين اللبنانيين، وهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» سابقا وليد جنبلاط والبطريرك الماروني بشارة الراعي. واللجنة التي تلتقي اليوم الاثنين بري والراعي، لا تحمل بحسب المعلومات اي تصور او مبادرة لحل الأزمة الرئاسية، الا انها ستدفع باتجاه نوع من الحوار الداخلي من دون ان تحدد شكله، كما باتجاه خيار المرشح الثالث.
ويُرجح ان ينحصر حراك اللجنة بالشكليات، من دون ان تتمكن من تحقيق اي خرق يُذكر. الا ان مصادر ديبلوماسية اعتبرت لـ «الديار» ان «مجرد تحرك سفراء دول كبرى لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، خرق يفترض البناء عليه، لانه يعني ان المجتمع الدولي يرفض الاستسلام لشغور رئاسي طويل الامد».
فرنجية: يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي
وفي هذا المجال، شدد المرشح الرئاسي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية على «ضرورة أن يكون للمرشّح الرئاسي تاريخ في العمل السياسي والوطني ومواقفه معروفة، وألا تهبط الأسماء فقط بهدف العرقلة»، لافتا الى انه «منذ 2005 واسمي مطروح للرئاسة، وبالتالي فإنّ الثنائي الشيعي لم يرشّحني بل هو داعم لترشيحي، وليس من الجائز عدم الأخذ بعين الاعتبار الواحد والخمسين صوتاً، ما يعني أنّ هناك ١٥ نائباً مسيحياً اقترعوا لي وهم داعمون. أمّا موقفي مع المقاومة فليس مستجدّاً ولا يتبدّل وفق الظروف أو الاستحقاقات، والكلّ يعلم أنه في 2016 كان بإمكاني أن أصل الى سدّة الرئاسة، لكنني لم أقبل ولستُ نادماً على ذلك، وكنت قد أبلغت الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حينذاك، بأنني لن أنزل الى المجلس إلّا يداً بيد مع الرئيس السابق ميشال عون».
وردّاً على رفض تيّارين مسيحيين لانتخابه، قال: «المشكلة في أنني موجود. يختلفون على كلّ الامور ويتّفقون ضدّي، والسؤال الأساس: هل يخافون من رئيس ينجح»؟ ولفت فرنجية خلال لقائه وفدا من نقابة المحررين إلى أن «الرئيس عون وصل بأكثرية نيابيّة، إلا أنه مارس الحكم ست سنوات من غير توافق».
باسيل: لا يوجد اي سبب كيلا تلتقي القيادات المسيحية
من جهته، واصل رئيس التيار «الوطني الحر» النائب جبران باسيل الدفع باتجاه دور تؤديه بكركي، للتصدي لما يقول انها «عملية اقصاء للمسيحيين « من خلال ممارسات الحكومة، معتقدا انه بذلك يستطيع ان يُلزم القيادات المسيحية، وبشكل خاص فرنجية، بالسير بطرح المرشح الثالث. وخلال مؤتمر حزبي يوم امس، جدد طلبه للبطريرك الراعي «المؤتمن على مجد لبنان، ان يجمع القيادات السياسية المسيحية»، معتبرا انه «لا يوجد اي سبب كيلا نلتقي». وتوجه الى هذه القيادات قائلا: «الوقت ليس للمزايدات، ولا للعدائية التي يظهرها البعض، ما في انتخابات بكرا، وأصلاً ما حدا بيقدر يلغي حدا– هيدا وهم! ويلّي مفكّر حالو من السبعينات للثمانينات وصولاً للتسعينات، ربح بحذف غيره داخل طائفته، ليتذكّر ويتعلّم ان النتيجة كانت خسارة للمسيحيين واضعافهم من دون ربح له».
الميدان مشتعل…
اما جنوبا، فلم تهدأ الجبهة على الاطلاق. واعلن حزب الله عن استهداف تجمع لجنود العدو قبالة بلدة الوزاني، وتجمع آخر في محيط ثكنة ميتات، كما استهدفت المقاومة موقع المرج، وكذلك التجهيزات التجسسية في موقع العاصي.
بالمقابل، نفذت مسيرة «اسرائيلية» عدوانا جويا، حيث شنت غارة بصاروخ موجه مستهدفة بلدة عيتا الشعب. تزامن ذلك مع قصف مدفعي معاد بلغ منطقة الغابة والسهل بين بلدتي عيترون ومارون الراس. كذلك شن الطيران الحربي المعادي غارة مستهدفا منزلا في بلدة عيترون، مطلقا في اتجاهه صاروخين جو – ارض، مما ادى الى تدميره. وكان المنزل المدمر تعرض امس لغارة معادية تسببت باحتراقه. واستهدفت غارات ايضا بلدتي مروحين وعيتا الشعب، وكذلك منزلا في بلدة الناقورة. وبلغ القصف سهل مرجعيون وأطراف الخيام وبلدة كفركلا.