كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: تخطف زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان الأضواء، وبعد لقائه الرئيس وليد جنبلاط في كليمنصو ورئيس حكومة تصريف الأعمال في السرايا الحكومية، من المفترض أن يستكمل المبعوث الفرنسي جولته للقاء باقي المسؤولين والكتل النيابية.
أولى زيارات لودريان في لبنان كانت إلى كليمنصو، وهو لقاء يأتي في سياق اللقاءات الأساسية التي يعقدها زعماء الدول المعنية بالملف اللبناني مع جنبلاط، انطلاقاً من رؤيته الواقعية لأسباب المشكلات والحلول، وقراءته الواقعية للواقع في لبنان وفي المنطقة.
لم يكن من المفترض أن يزور لودريان لبنان في هذا التوقيت، لأن لا مبادرات جديدة ولا أفق لأي حل بما يتعلق بالوضع في الجنوب أو الاستحقاق الرئاسي، لكن تم تحديد موعد الزيارة قبل القمّة الفرنسية – الأميركية بين الرئيسين الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون وجو بايدن.
وبالتالي، فإن هدف الزيارة هو الاستطلاع وليس فتح أفاق الحلول، ولهذا السبب سيزور لودريان المسؤولين اللبنانيين، دون أن يحمل في جعبته أي مبادرة أو سبل حل.
النائب السابق علي درويش يُشير إلى أن “لقاء لودريان وميقاتي استعرض الواقع اللبناني، وكان ثمّة تركيز على موضوع الجنوب وأزمة النزوح السوري ومؤتمر بروكسل والأزمات الداخلية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى الاستحقاق الرئاسي”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت درويش إلى قمة بايدن – ماكرون، وقال إن “لودريان قد يكون معنياً بتقديم تقرير عن الواقع اللبناني قبل القمة، ومن المرجّح التطرّق خلال القمّة للملف اللبناني بسبب أزمة النزوح التي تُقلق أوروبا من جهة، والحرب في الجنوب، وهذان الملفان هما ضمن أولويات ومن المفترض أن يكونا على جدول أعمال القمّة”.
وبرأي درويش، فإن الهدف من الزيارة هو تقييم عام للوضع اللبناني وتوصيف الواقع، وعلى الأرجح لا يحمل حلولاً للأزمات.
أما وعلى المستوى الدولي، فإن خرقاً “تاريخياً” قامت به دول أوروبية، وهي النروج، إسبانيا وإيرلندا، من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الأمر الذي أثار غضباً إسرائيلياً عارماً، ويشكّل هذا الخرق خطوة في مشوار الألف ميل للاعتراف بفلسطين كدولة مكتملة العوامل تتمتع بكافة الحقوق.
إذاً، وفي المحصلة فإن الحلول لا زالت غائبة عن لبنان والمنطقة، وزيارة لودريان لا تتعدّى ميدان تقييم الواقع، خصوصاً وأن لا مستجدات توحي بأن الانفراجة قريبة، وقد تكون أيام أكثر صعوبة تنتظر لبنان، ما يحتّم أكثر من أي وقت مضى تحصين الداخل اللبناني.