كتبت صحيفة “الديار”: المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، تفجير البيجر الثلاثاء واللاسلكي امس، والهدف الأساسي شبكة اتصالات حزب الله، وسها عن بال الاسرائيليين ان حزب الله لديه عشرات الشبكات، وهذه الحرب لن تبدل شيئا في المعادلات، والجبهة لم تتأثر مطلقا عبر استمرار حرب الاسناد بكل كفاءة، وما ساعد حزب الله على تجاوز الضربتين، الالتفاف السياسي والشعبي حول المقاومة من كل اللبنانيين، كما جاءت الادانات الشعبية الواسعة لما ارتكبه العدو عربيا وعالميا لتعطي المقاومة رصيدا اضافيا ساهم في احباط الهدف الاسرائيلي في نشر الفوضى وبث الرعب والهلع والتهويل في بيئة المقاومة وخلق الهوة بينها وبين جمهورها، فالمقاومة استوعبت ما حصل سريعا على الأرض وساعدها في ذلك متانة مؤسساتها وجهوزيتها وتحكمها بالأرض ووعي جمهورها وكل اللبنانيين الذين هبوا لنقل الشهداء والجرحى الى المستشفيات والتبرع بالدم من كل المناطق اللبنانية من الاشرفية والضبية وبكفيا وعالية وبعقلين وصولا الى طرابلس وعكار وشتورا وزحلة والبقاع وجب جنين وضهر الاحمر ما جعل من القيمين على المستشفيات يطلبون من المواطنين التوقف عن التوافد ، كما ادى تعامل المستشفيات مع استقبال الجرحى وتوزيعهم الى ضبط الامور ومنع الفلتان وساعدهم في ذلك وعي أهالي الجرحى مما ادى الى تجاوز الساعات الأولى للمصيبة التي حلت، فيما عززت التصاريح السياسية الشاجبة والرافضة للاجرام الاسرائيلي الاجواء بين اللبنانيين، وساهمت صور الحشود الذين تقاطروا الى دارة النائب علي عمار في الضاحية الجنوبية للتعزية باستشهاد نجله، وفي مقدمهم ممثل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الاب عبدو ابو كسم اكبر صفعة للاسرائيلي، ورغم هذا الاجماع، لم يخلو الامر من بعض اصوات النشاز ومواقع التواصل الاجتماعي الذين سربوا مئات المعلومات الخاطئة وتحولوا الى محللين في التفجيرات النووية والحروب التكنولوجية والعمليات الامنية.
المقاومة استوعبت الضربتين سريعا، عبر تاكيدها ان اسرائيل ستدفع الثمن عاجلا ام اجلا، والرد ات حتما، وحرب الاسناد لغزة مستمرة ولن تتوقف، ،وما حصل لن يعيد الامن الى شمال فلسطين المحتلة والمستوطنين الى بيوتهم، فنتنياهو اسقط بعمليته كل الخطوط الحمراء بهدف اخذ المنطقة الى الجحيم.
وحسب مصادر عليمة، المقاومة تعرف جيدا حجم التفوق التكنولوجي الاميركي الاسرائيلي العالمي والتقنيات المسخرة لخدمة اسرائيل بريا وبحريا وجويا عبر انتشار اكثر من ٩٦ طائرة تراقب الاجواء اللبنانية على مدى ٢٤ ساعة، مع الشبح والاواكس وطائرات الـ» اي ـ سي ١٣٠» التي حلقت خلال اليومين الماضيين فوق الشواطئ اللبنانية بكثافة، وارسلوا «الذبذبات» وقاموا بالتشويش واستخدام بصمات الصوت والعين والذكاء الاصطناعي الذي لعب دورا بارزا في عمليات الاغتيال الاخيرة، فالمقاومة تخوض حربا عالمية في مواجهة كل هؤلاء بكفاءة عالية وعمليات نوعية اذهلت كل المحللين في المجال العسكري.
وتضيف المصادر العليمة، سيحدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم «خريطة الطريق» للمرحلة القادمة، وعلى ضوء ما يقوله ترسم معالم المرحلة الجديدة، فما قام به نتنياهو اعلان حرب عبر استهداف المدنيين في كل لبنان وقتلهم بطريقة بعيدة عن كل القيم، ورغم كل الاجرام الاسرائيلي فان المقاومة لم تستهدف في قصفها الا المنشات العسكرية فقط ولم يتعرض اي موقع مدني اسرائيلي لصاروخ واحد.
وتدعو المصادر أصحاب التحليلات والدراسات والخبرات الى التروي في اصدار الأحكام واطلاق ملايين التحليلات عما حصل، وترك الامور الى الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة لدرس ما حصل والنتائج تتطلب وقتا، والجميع يعلم ان المقاومة تقوم دوريا بفحص أجهزتها وشبكة اتصالاتها وتخضعها لكل التقنيات قبل استخدامها، وهي تعرف جيدا حجم الجهد الاسرائيلي والاميركي لخرق شبكات المقاومة ومن رابع المستحيلات ان يكون خرقا بهذا الحجم من صنع بشري بل تتحكم به التكنولوجيا التي باشرت المقاومة درس امكانية الحد من تاثيراتها والتعامل معها بما يحمي المقاومة وكوادرها من هذا التطور التكنولوجي الرهيب.
التفجيرات اللاسلكية
بينما كان حزب الله يشيع ٤ من شهدائه في الضاحية الجنوبية وسط تأكيد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هشام صفي الدين على استمرار المقاومة في حرب الاسناد واستخدام أساليب جديدة في المواجهة، بدأت تسمع أصوات انفجارات شبيهة بما حصل الثلاثاء، طالت عناصر من حزب الله ومدنيين على الطرقات وفي منازلهم، وتبين أن الانفجارات تستهدف أجهزة اللاسلكي من نوع «توكي ووكي اف ٢» وشملت التفجيرات معظم المناطق اللبنانية مما ادى الى سقوط ٩ شهداء واكثر من ٣٥٠ جريحا إصاباتهم طفيفة، علما ان هذه الأجهزة تستخدم على نطاق ضيق وتحديدا من قبل منظمي الاحتفالات والعاملين الاداريين، ولا يستخدمه المقاومون، كما ساهم انفجار بطاريات الليثيوم التي تستخدم في الطاقة الكهربائية بارتفاع عدد الشهداء والجرحى، خصوصا ان انفجار الأجهزة اللاسلكية يؤدي إلى كم كبير من الشظايا.
وفي المعلومات، ان الأجهزة اللاسلكية تم شراؤها منذ ٥ اشهر عندما استقدمت أجهزة البيجر، وهي أجهزة من صنع ياباني وربما تم تفخيخها في نفس الطريقة التي فخخت بها أجهزة البيجر..
شركة «غولد ابوللو» وعملية التفخيخ
كشفت مصادر امنية، ان أجهزة «البيجر» كانت مفخخة من المصدر عبر قطعة « اي سي» في جهاز البيجر واحتوت المواد المتفجرة، و لا يمكن لأجهزة دول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة بتقنيات مركبة «لخوارزما» خاصة بهذه العملية. وتؤكد المصادر الامنية، ان الموساد الاسرائيلي «وامان» هما المسؤولان عن العملية، وان التفجير تم عبر الرسالة بتكنولوجيا متطورة ايقظت المادة المتفجرة ،ولم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد المادة التفجيرية بل مادة الليثيوم التي تغذي البيجر عند استقبال الرسالة المسببة للتفجير.
وكشفت المصادر، انه بحدود ٤ ثوان، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، انفجرت الأجهزة تلقائيا سواء في الجسم او العيون او الخصر او بمن لم يفتحها، وإسرائيل بهذه العملية تخطت القواعد المحرمة في العمليات الامنية واستخدمت شركة عالمية وجهازا مدنيا مع تحكم بالعالم السيبراني واتخذت قرارا بالقتل الجماعي كون المادة التفجيرية وجهت بهدف القتل.
وتشير المصادر الامنية، ان أجهزة البيجر المطفاة وتلك التي في المناطق الخالية من الإرسال كلها لم تنفجر، كما أجهزة البيجر من الانواع القديمة، وهذا ما يفسر عدم حصول اي انفجارات بين صفوف المقاومين على الجبهات.
نيويورك تايمز
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن العملية التي نفذتها اسرائيل الثلاثاء، في أجهزة الاتصالات (بيجر) جرت عبر تفعيل مواد متفجرة كان قد تم زرعها داخل دفعة جديدة من الأجهزة المصنوعة في تايوان والتي تم استيرادها إلى لبنان.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أميركيين، قالت إنهم مطلعين على العملية، أن زراعة المتفجرات في الأجهزة التي طلبها حزب الله من شركة غولد أبوللو (Gold Apollo) في تايوان جرت قبل وصولها إلى لبنان، وكان معظمها من طراز «AP924» الخاص بالشركة بالإضافة لثلاثة طرازات أخرى في الشحنة.
وقال اثنان من المسؤولين إن المواد المتفجرة، التي يتراوح وزنها بين أونصة واحدة (28.3 غرام) إلى اثنتين، تم زرعها بجوار البطارية في كل جهاز بيجر، كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجيرها.
وفي مقال آخر للصحيفة نفسها، صرّح هسو تشينج كوانج، مؤسس شركة «غولد أبولو» التايوانية، بأن شركته ليست مسؤولة عن هذه الانفجارات، مشيراً إلى أن الأجهزة التي تم تفجيرها لم تصنّع من قبل شركته بشكل مباشر، بل تحمل فقط علامتها التجارية كجزء من صفقة ترخيص، وتم تصنيعها من قبل شركة أوروبية أخرى.
وقالت الشركة «غولد أبولو» إنها لم تصنع الأجهزة، مشيرة إلى شركة أخرى لديها اتفاقية ترخيص لاستخدام علامتها
وقال مسؤولون أميركيون ومسؤولون آخرون مطلعون على الهجوم إن إسرائيل وضعت مواد متفجرة في شحنة من أجهزة الاستدعاء من شركة جولد أبولو، في عملية منسقة على ما يبدو تستهدف حزب الله.
لكن في مكتب شركة جولد أبولو على مشارف تايبيه، قال هسو تشينج كوانج، مؤسس الشركة ورئيسها، إن أجهزة النداء يبدو أنها صنعت بواسطة شركة أخرى، وهي شركة بي أيه سي. وقال إنه وافق قبل حوالي ثلاث سنوات على السماح لشركة بي أيه سي ببيع منتجاتها باستخدام علامة جولد أبولو، والتي قال إنها تتمتع بسمعة طيبة في السوق المتخصصة.
وقال السيد هسو للصحفيين «هذا المنتج ليس ملكنا. إنهم يلصقون فقط العلامة التجارية لشركتنا»، مضيفًا أن شركته تحصل في المقابل على حصة من الأرباح.
وقال إن شركة BAC مقرها في أوروبا ولديها مكتب في تايبيه عاصمة تايوان.
وقالت شركة جولد أبولو في بيان مكتوب «نحن نقدم فقط ترخيص العلامة التجارية وليس لدينا.أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج». ومع ذلك، عرض موقع جولد ابولو على الإنترنت صورة لنموذج جهاز النداء حتى تم إغلاق صفحة الويب يوم الأربعاء.
وتضيف الصحيفة، لم تنجح محاولات الاتصال ببنك BAC والتحقق من حساب السيد هسو على الفور. لم يرد أحد على باب عنوان مكتب لشركة تحمل هذا الاسم في تايبيه.
وتشير تفسيرات السيد هسو، إذا تأكدت، إلى أن تتبع كيفية وتوقيت تعبئة أجهزة النداء المعروفة باسم طراز AR924 بالمواد المتفجرة قد يكون معقداً، إن صناعة الإلكترونيات الاستهلاكية المترامية الأطراف في تايوان عبارة عن سلسلة توريد معقدة من العلامات التجارية والشركات المصنعة والوكلاء.
وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية التايوانية، التي تشرف على التجارة، إن سجلاتها أظهرت “عدم وجود صادرات مباشرة إلى لبنان” من أجهزة النداء من شركة جولد أبولو. وقالت الوزارة إن أجهزة النداء التي تنتجها الشركة تم تصديرها بشكل رئيسي إلى أوروبا وأميركا الشمالية. وأضافت الوزارة أن الشركة راجعت التقارير الإخبارية والصور وقررت أن أجهزة النداء لم يتم تعديلها إلا بعد تصديرها من تايوان.
وقال السيد هسو إنه كانت تربطه علاقة طويلة الأمد مع شركة BAC قبل إبرام اتفاقية ترخيص العلامة التجارية. وقال إنه بالنظر إلى الماضي، كانت هناك حادثة “غريبة” مع شركة BAC، عندما قام بنك تايواني محلي بتأخير تحويل مصرفي من الشركة، والذي قال السيد هسو إنه ربما جاء من الشرق الأوسط ولم يذكر أي دولة.
من جهة ثانية، تؤكد المصادر الامنية، ان العملية تقف وراءها دول وليس اشخاصا، وتكنولوجيا وبصمات صوت وعين وذكاء اصطناعي، وباشرت المقاومة خطواتها في مواجهة التفوق الاسرائيلي في هذا المجال.
ورغم كل هذه المعلومات هناك مئات الاسلئة دون اجوبة حتى الان ؟
اخطر من «tnt»
ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية، ان نوع المادة الحساسة المستخدمة في تفجير أجهزة البيجر هي مادة “ petn”، وهي مادة كيميائية شديدة الانفجار وواحدة من أقوى المتفجرات المعروفة في العالم، وتفوق بقوتها مادة “ تي ان تي” ،وعند تفجيره عمدا بالحرارة أو الصدمة يطلق كمية هائلة من الطاقة مما يسبب بدمار كارثي.
هوكشتاين وزيارته لاسرائيل
وتنبه مصادر سياسية من الدور الذي يقوم به الموفد الاميركي هوكشتاين، فاغتيال القيادي فؤاد شكر جاء قبل زيارة قام بها الى بيروت واعطى التطمينات بعدم قصف الضاحية الجنوبية ثم عاد ونفى هذا الامر، وتسأل المصادر، عن السر بين وصوله الى اسرائيل منذ ايام والعملية الاجرامية الثلاثاء الماضي، وتؤكد المصادر، ان اسرائيل لا يمكن ان تقوم بهكذا عملية لوحدها، وهوكشتاين أعطاها الضوء الاخضر للتنفيذ.
الضاحية الجنوبية
استعادت الضاحية الجنوبية حركتها العادية، وواصل النائب علي عمار وقيادة حزب الله استقبال المعزين في الضاحية الجنوبية من مختلف المناطق اللبنانية، وفي المعلومات ان الحالة الصحية لنجل النائب حسن فضل لله مستقرة وما زال قيد العلاج في الجامعة الاميركية، فيما قال وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، ان عدد الشهداء ١٢ والجرحى ٢٨٠٠، وهناك ٣٠٠ حالة وصفت جروحهم بالحرجة بينهم طفلان، وتم اجراء ٤٦٠ عملية اغلبها في العيون، وهناك ١٨٠٠ جريح احتاجوا الدخول الى المستشفيات فقط والاخرون عادوا الى بيوتهم.
مساعدات للبنان
عمليات الاستنكار للجريمة الاسرائيلية شملت دولا عربية واوروبية، وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات من مسؤولين عرب اكدوا تضامنهم مع لبنان، كما ارسلت بغداد ١٠ اطنان من الأدوية وكذلك ايران، وسيتم إرسال ١٠٠ جريح للعلاج في المستشفيات الإيرانية كما تم نقل عدد لا باس به من المصابين الى سوريا.