كتبت صحيفة “الأخبار”: تتواصل الاشتباكات والمواجهات بين المقاومين وقوات العدو الإسرائيلي في القطاع الغربي، خصوصاً في محور القوزح – رامية – عيتا الشعب، وقد كشفت، حتى مساء أمس، عن مقتل 5 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة باعتراف العدو. وفي تفاصيل المقتلة المذكورة، فقد دخلت قوة من لواء «غولاني» النخبوي، في الخامسة عصر أول من أمس، إلى مبنىً، وبعد نحو نصف ساعة، اقتحم 4 مقاومين المبنى الذي تمركز فيه الجنود واشتبكوا معهم من مسافة قريبة جداً، ما أسفر عن مقتل وجرح القوة الإسرائيلية. وبحسب مراسلة إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كدوش، فإن جيش العدو يحقّق في الحدث، إذ إن «المبنى الذي خرج منه المقاتلون الأربعة، تمّ قصفه مرات عدة من قبل القوات الإسرائيلية، كما هُدم جزء منه بواسطة جرافة D9قبل أن تخضعه القوة لتفتيش دقيق، وكل ذلك قبل أن يخرج المقاتلون الأربعة من المبنى نفسه». واستغرق إخلاء جرحى «غولاني» ووصولهم إلى مستشفى رمبام، نحو ساعة، واحتاج ذلك إلى تغطية نارية كبيرة ومكثّفة. وبذلك، ترتفع الخسائر في جنود وضباط العدو، منذ بداية الأسبوع الجاري فقط، إلى 10 قتلى وأكثر من 150 جريحاً.
وفي موقع قريب، في اللبّونة، استهدفت المقاومة خلال 24 ساعة، 4 دبّابات ميركافا بالصواريخ الموجّهة، وشوهدت تتفجّر وتحترق على شاشات التلفزة من مواقع بعيدة. ومساء أمس، استهدفت المقاومة دبابتي ميركافا في موقع جلّ الدير، قرب مستعمرة أفيفيم، مقابل بلدة مارون الرأس، علماً أن هذه المنطقة ملاصقة للخط الأزرق الحدودي، وبعيدة عن البلدات والمناطق المسكونة وتغلب عليها الغابات والحقول الزراعية، وتُعدّ منطقة سهلة للتقدّم أمام العدو، إلا أن المقاومين كانوا في انتظار دبابات العدو في الأمتار الأولى داخل لبنان، ليرتفع عدد آليات العدو التي دُمّرت واحترقت منذ بداية الأسبوع الحالي فقط، إلى 9 دبابات ميركافا، و4 جرافات عسكرية.
ورغم فشله في التقدّم إلى عمق البلدات الحدودية في القطاع الشرقي، واكتفائه بالتموضع بقوات قليلة في أطرافها، أو التوغّل داخلها ثم الخروج سريعاً، زجّ جيش العدو الإسرائيلي بفرقة خامسة في الحرب، هي الفرقة 210، التي تنتشر في الجولان السوري المحتل وفي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، موسّعاً بذلك محاور التوغّل، فضمّ محور مزارع شبعا، من دون أن يقوم بأعمال كبيرة هناك حتى الآن. كما واصل جنود العدو محاولات التقدم في العديسة ورب ثلاثين وبليدا ومركبا، لكنّ ضراوة الدفاع منعتهم من تحقيق أي تقدّم، وأوقعهم المقاتلون في كمائن متنقّلة، وجعلوهم عرضة للصواريخ والقذائف المدفعية على طول مسارات تقدّمهم، وحتى في مواضع تحشّدهم. وبحسب «غرفة عمليات المقاومة»، فقد «استقدم جيش العدو الإسرائيلي منذ بدء العمليات البرية عند الحافة الأمامية قرب الحدود اللبنانية – الفلسطينية، 5 فرق عسكرية تضم أكثر من 70 ألف ضابط وجندي ومئات الدبابات والآليات العسكرية. في المقابل كان المئات من مجاهدي المقاومة الإسلامية بكامل جهوزيتهم واستعدادهم للتصدّي لأي توغل بري إسرائيلي باتجاه قرى جنوب لبنان».
كذلك، شنّت المقاومة هجمات صاروخية ومدفعية مكثّفة وبصواريخ «نوعية»، استهدفت مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، بما في ذلك كريات شمونة وكفر فراديم ومسكفعام وراموت نفتالي وأفيفيم وكفرجلعادي وشتولا، إضافة الى تجمّعات جنود العدو بين العديسة وكفركلا وبليدا ووادي قطمون في محيط رميش. كذلك استهدفت المقاومة مواقع وتحشّدات العدو في مزارع شبعا المحتلة.
وأشار بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة» أمس، إلى أن «القوة الجوية» في المقاومة، تواصل وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود إلى العمق، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، «ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى، عدا مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات». أما «وحدة الدفاع الجوي»، فيتصدّى مجاهدوها للطائرات العسكرية الإسرائيلية، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكّنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».
وفي حصيلة كلّية، بحسب المقاومة، «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباطه وجنوده، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، وإسقاط مُسيّرتين من نوع هرمز 450». علماً أن «هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة».
وبناءً على توجيهات قيادة المقاومة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة».