بيروتي : اعتماد اسعار تشجيعية لاسترداد السياح العرب

تحت عنوان أمل سياحي يُعوِّل على “عودة” الخليجي، كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”: عوامل عدة تعد بانتعاش المواسم السياحية في لبنان وعلى رأسها الزيارة الاخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون الى كل من قطر والسعودية واعلان الاخيرة رفع الحظر عن مجيء رعاياها الى لبنان وترقب ان تحذو دول مجلس التعاون الخليجي حذوها. يضاف الى هذه العوامل، التراجع اللافت في حجوزات السياح العرب واحجامهم عن الذهاب الى تركيا كمقصد سياحي أصبح المقصد الاول لهم بعد توقفهم عن زيارة لبنان، وذلك بعد الهجوم الارهابي الذي حصل في اسطنبول ليلة رأس السنة وما تبعها من احداث في الايام التي تلت ذلك على عدد من المطاعم والاماكن السياحية هناك .

في هذا السياق، أشار الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي لـ”الجمهورية” الى اننا كقطاع سياحي نترقب ان نلمس خلال شهر شباط المقبل نتائج زيارة الرئيس ميشال عون الى السعودية وقطر، معللاً ذلك بأن اجازات المدارس في الدول العربية تكون عادة خلال شهر شباط .

أضاف: “نحن نأمل في ان تتحسّن الحركة بدءاً من شباط بعد تطعيمها بالمغتربين والسياح خصوصاً السياح الخليجيين والعرب الا اننا لسنا موعودين بتغيير كبير علماً ان نتائج الزيارة كانت واضحة والتصاريح من كل الاطراف كانت ايجابية “.

وأكد اننا اليوم وبعد غياب 5 سنوات بدأنا نسلك الطريق الصحيح في اتجاه تفعيل العلاقات بين البلدين على أمل ان يبادلوننا بالاعلان عن رفع الحظر على مجيء رعاياهم الى لبنان. ولفت الى ان السعوديين كانوا يأتون افرادياً الى لبنان، لكن كان هناك تشدد أكثر في مجيئهم، اما اليوم تراجع هذا التشدد ولا شك اننا نحتاج الى بعض الوقت كي تعود الامور الى عهدها السابق .

ولفت رداً على سؤال، ان موسم التزلج بدأ باكراً هذا العام بعد غياب لأربع سنوات ما ترك ارتياحاً خصوصاً في المناطق الجبلية التي تشهد حركة سياحية داخلية ناشطة، على ان تزداد في الشهر المقبل .

وكشف بيروتي ان الهيئات السياحية تعدّ مع وزير السياحة لخطط من أجل انعاش القطاع في المرحلة المقبلة ومنها العمل مع “الميدل ايست” على اعتماد اسعار تشجيعية لاسترداد السياح العرب وخصوصاً من الاردن الذين تراجعت اعدادهم بعد اقفال المعابر البرية .

من جهة اخرى، وعن تقييمه لمرحلة الاعياد، كشف بيروتي ان الارقام التي طرحت عن نسبة السياح الذين قصدوا لبنان في فرصة الاعياد هي ارقام خيالية خصوصاً وأنه لا يمكن للبنان ان يستوعب أكثر من 150 الف سائح .

وأكد ان انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أدّى الى حال من الاسترخاء في البلد. على المستوى السياحي، يمكن القول ان الموسم كان جيداً خصوصاً بسبب مجيء المغتربين الى لبنان ما انعكس تحسناً لافتاً وملموساً خصوصاً في قطاع المطاعم والسهر، وكان الموسم ناجحاً .

اما على مستوى الحجوزات الفندقية فيمكن القول انها كانت جيدة نسبياً، وقد حافظت الحجوزات على نسب الاشغال المحققة عام 2015، ويمكن القول ان نسبة الحجوزات في آخر اسبوع من العام وليلة رأس السنة سجلت اشغالاً يتراوح ما بين 80 الى 90 في المئة في بيروت، وتراوحت ما بين 60 الى 70 في المئة خارج بيروت .

الاشقر

في السياق نفسه، اعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر في تصريح ان عودة السياح الخليجيين وعلى رأسهم السعوديين الى ربوع لبنان “سينعكس ايجابا على الاقتصاد الوطني وعلى القطاع السياحي، وهي خطوة هامة وأساسية في استعادة القطاع السياحي لدوره بآعتباره العمود الفقري للاقتصاد اللبناني، وهي من اوائل الانجازات للعهد الجديد “.

واعتبر ان “عودة السائح السعودي والخليجي هي عودة للمستثمرين الى لبنان لا سيما وان غالبيتهم من السعوديين والخليجيين مما يساهم في خلق فرص عمل واستثمارات كبيرة واعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية، وكذلك ستفتح المجال امام اللبنانيين وخصوصا اهل الاختصاص ومنهم القطاع السياحي للاستثمار والعمل في الخليج العربي والسعودية “.

مؤشرات

الى ذلك، أظهرت دراسة لشركة الاستشارات والتدقيق “إرنست آند يونغ ” Ernst & Young عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط أن نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 58% في الأشهر الـ 11 الأولى من العام 2016، ولم تسجّل بذلك أي تغيير عن النسبة التي بلغتها في الفترة ذاتها من العام 2015 .

حلّت بيروت في ذلك في المرتبة السادسة الادنى من حيث نسبة الإشغال في المنطقة في الأشهر الـ11 الأولى من العام 2016، وهي النسبة عينها التي سجّلتها في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي. وبلغت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 53% في كانون الثاني، و57% في شباط، و51% في آذار، و55% في نيسان، و66% في أيار، و44% في حزيران، و63% في تموز، و63% في آب، و70% في أيلول، و54% في تشرين الأول و65% في تشرين الثاني 2016، فيما كانت نسبة إشغال الفنادق في بيروت في العام 2015 كالتالي: 50% في كانون الثاني، 56% في شباط، 56% في آذار، و58% في نيسان، و64% في أيار، و58% في حزيران، و58% في تموز، و64% في آب، و55% في أيلول، و55% في تشرين الأول و57% في تشرين الثاني .

وأشار المسح إلى أن ارتفاع نسبة إشغال الفنادق في بيروت بنسبة 8% سنويا في تشرين الثاني من العام 2016 يعود إلى استقرار البيئة السياسية نتيجة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.