الرئيسية / إعلام المواطن / لقاء في جامعة الحكمة عن تطور مفهوم القيادة مع الذكاء الاصطناعي وكلمات أكدت أهمية إشراك الموظفين الشباب في اتخاذ القرارات
مفهوم القيادة مع الذكاء الاصطناعي جامعة الحكمة

لقاء في جامعة الحكمة عن تطور مفهوم القيادة مع الذكاء الاصطناعي وكلمات أكدت أهمية إشراك الموظفين الشباب في اتخاذ القرارات

نظمت كلية الإقتصاد وإدارة الأعمال في جامعة الحكمة، لقاء حواريًا عن تطور مفهوم القيادة Leadership في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي والحاجة للذكاء العاطفي وكيفية إسهام كلّ من الذكاء الاصطناعي والعاطفي في تشكيل قيادة مستدامة، بهدف مواكبة التحديات التي تطرحها التطورات العصرية المتسارعة والإستعداد لمواجهة التحديات التي ستتعاظم في المستقبل القريب، وذلك في اطار الفاعليات التي تنظمها الجامعة في الذكرى الـ150 لتأسيسها ومرور 25 عامًا على إنشاء الكلية.

حضر اللقاء رئيس الجامعة البرفسور جورج نعمة ونوابه وعميدة الكلية الدكتورة ساندرا غصن، والمحاضرون رئيس مجلس ادارة والرئيس التنفيذي لمجموعة ITG Holding كلود بحصلي، النائب العام لـPhoenix Energy من مجموعة Indevco ربيع أسطا، رئيسة مجلس إدارة مجموعة ماليا Malia Group جوان صرّاف الذين شاركوا في جلسة نقاش أدارتها رئيسة قسم المالية في الكلية الدكتورة إيليان نعمة، إضافة إلى المحاضرين الشريك المؤسس لشركة AiGorithm الدكتورة ساندرين حتي، ورئيسة قسم الغذاء والمشروبات في شركة فتّال Fattal سالي الأرملي، والمعالجة النفسية والخبيرة في العمل الإجتماعي والوساطة الدكتورة ماري أنج نهرا الذين شاركوا في جلسة نقاش ثانية أدارتها رئيسة قسم التسويق في الكلية الدكتورة رشا عبد الخالق كما حضر عدد من أعضاء مجلس الجامعة وأساتذة وجمع طالبي.

غصن

وألقت غصن محاضرة تناولت فيها “التأُثيرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي الذي يوفّر لأبناء الجيل الجديد أدوات متطورة توجههم وتلهمهم وتساعدهم على التعلّم والتدرّب بشكل جدّي ومفيد”. وقالت:”لكن على الرغم من إمكاناته المذهلة تبقى تأثيراته تقنية فلا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقرأ مشاعر الآخرين، أو أن يعلّمهم قيم النزاهة والشجاعة والتعاطف، وكيفية التعاون برقيّ والسيطرة على المشاعر الخاصة. كما لا يمكنه أن يقدّم النصائح حول كيفية المثابرة في حال الخسارة، وسبل مواجهة الضغط وخيبات الأمل والإحباط. فهو لا يحلّ محلّ الحدس، أو القدرة الإنسانية على الفهم العميق لبعضنا البعض. فهذه أمور لا تأتي إلا من خلال التفاعل الإنساني ولا يمكن بالتأكيد أن تنبع من شاشة. باختصار لا يمكن للذكاء الإصطناعي أن يبث الروح، وهنا تمامًا يبدأ دور القيادة”.

ولفتت إلى أن” فاعلية اليوم تشكل دعوة لإعادة التفكير في طريقة القيادة والأسلوب المتّبع في التعليم وكيفية تقديم المساهمة الفعّالة في هذا العالم، وهو عالم تتطور فيه التكنولوجيا بوتيرة أسرع من أي وقت مضى ويدخل فيه الذكاء الاصطناعي إلى كل جزء من اليوميات، وفي المقابل يفتقد كثر الرعاية والاهتمام وتبحث المجتمعات عن قادة يستطيعون الموازنة بين الابتكار والتعاطف، وبين التقدم والمسؤولية. فالقيادة في جوهرها تتعلق بالناس، لا بالعمليات، ولا بالخوارزميات، ولا بالمقاييس”.

وأكدت أن “دور المؤسسات الأكاديمية أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى. فالجامعات ليست فقط أماكن للمعرفة، بل هي مهد القيادة، وتُزرع فيها قيم المستقبل”.

ختمت:” بينما نحتفل بمرور 150 عامًا على تأسيس جامعة الحكمة، لنفكر أيضًا في السنوات المقبلة، وما هو نوع القادة الذين نريد أن نرسلهم إلى العالم؟ وما هي القيم التي نريد حمايتها وكيف نستخدم التكنولوجيا دون أن نفقد إنسانيتنا؟ فنتابع التقدم من دون أن نفقد الغاية الأساسية”.

جلستا نقاش

وكان اللقاء قد استهل بكلمة ترحيب لعريفه مدير مركز جامعة الحكمة لريادة الأعمال (PULSE) الدكتور آلن الأوسطه، ثم عقدت جلستا نقاش، تمحورت الأولى حول شروط القيادة الفعّالة ومساهمتها بتحقيق الإستدامة والتطور، وتمحورت الثانية حول تركيز القيادة على الإنسان: الذكاء العاطفي والذكاء الاصطناعي من أجل مستقبل مستدام.

وأكد المحاضرون أن “ثمة تحوّلا كبيرًا في عالم اليوم في مفهوم القيادة مع تطوّر الذكاء الإصطناعي الذي يستطيع أن يحلّ مكان الكثير من الوظائف. لكن ذلك ليس سببًا للتخلي عن الموظفين، إنما هو دافع لإجراء الدورات التدريبية لتعليم الموظفين مهارات جديدة تواكب متطلبات العصر”. وشددوا على أن “القيادة تحتم التركيز على الذكاء العاطفي لدى الموظفين فيتم تعزيز حماسهم والتزامهم الشخصي بتحقيق الأهداف الموضوعة، من خلال استخدام الذكاء الإصطناعي، فيأتي هذا الذكاء بالمرتبة الثانية بعد الذكاء العاطفي”.

والتقت الآراء حول “عدم التوجّس والخوف من الذكاء الإصطناعي، فيمكن للإنسان أن يتأقلم معه، وهذا ما يظهره التاريخ حيث إن مئات آلاف الوظائف لم تعد موجودة في مقابل بروز وظائف أخرى جديدة، وهذا ما هو متوقع مع ثورة الذكاء الإصطناعي حيث سيؤدي إلى تراجع وظائف مقابل إبتكار وظهور وظائف أخرى لم تكن موجودة في السابق. فالتكنولوجيا ليست تهديدًا بل هي فرصة وأداة إنما يجب استخدامها بحذر مع ايلاء الأهمية القصوى لصقل المهارات الشخصية فلا يتم الإعتماد على التكنولوجيا بشكل كلي”.

وشدد المحاضرون على “أهمية إشراك الموظفين الشباب في اتخاذ القرارات، فهم مطلعون على تطورات التكنولوجيا ويعرفون كيف يتعاملون معها، ولا يريدون فقط الحصول على راتب في نهاية الشهر إنما يريدون بشكل أولي أن يتطوروا على الصعيد الشخصي ويتقدموا في عملهم، مما يحتّم مبدأ القيادة المشتركة والمتعاونة Collaborative Leadership التي تعود بالفائدة الكبيرة على تطور الشركات”.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *