كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: عاد الدور الفرنسي مجدداً إلى الواجهة على الساحة اللبنانية، إذ تشكّل زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت حلقةً أساسية في الجهود الدولية لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد. ويأتي توقيت زيارة لودريان قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء المهلة المحددة لحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، فيما تسعى باريس إلى منع الانفجار الميداني نظراً إلى مخاطره على لبنان والمنطقة من جهة، وإظهار الخطوات العملية التي اتخذها الجيش اللبناني والتقدم الذي أحرزه في تنفيذ الخطة التي قدّمها إلى مجلس الوزراء، إلى جانب ما يعيق أي تعطيل أو تأخير من جهة أخرى.
وخلال زيارته إلى لبنان، استقبل الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لودريان في كليمنصو، بحضور النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور، حيث تم التشديد على ضرورة دعم الخطوات اللبنانية الإيجابية، سواء مبادرة رئيس الجمهورية بتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة “الميكانيزم”، أو الإجراءات التي يقوم بها الجيش اللبناني، وفق معلومات “الأنباء الإلكترونية”.
وأشارت المعلومات إلى أنه جرى التأكيد على الالتزام ببنود التفاوض التي كان الرئيس وليد جنبلاط قد تناولها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويأتي في طليعتها تثبيت وقف إطلاق النار، وعودة الجنوبيين، وتحرير الأسرى، وإعادة الإعمار. كما أكد المجتمعون خلال اللقاء أهمية الدور الفرنسي في تعزيز المسار الإيجابي للعلاقات اللبنانية – السورية.
عون في مسقط
إلى ذلك، بدأ رئيس الجمهورية جوزاف عون زيارةً رسميةً إلى سلطنة عُمان تستمر يومين، وتكتسب أهمية كبرى في ما ستحمله من عناوين بحث، ولا سيما أن مسقط لعبت دور الوسيط في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
وأشاد عون فور وصوله إلى المطار السلطاني في عُمان “بالدور الحكيم والمسؤول الذي تضطلع به سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي”، متطلعاً إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والتعليمية.
حماية الجيش
توازياً، يسود في الأروقة الدولية مطلبٌ للجانب اللبناني بتسريع الخطوات، علماً أن الجيش يقوم بما التزم به، وبجهود تفوق ما يملكه من إمكانيات لوجستية وعديد، ولا سيما في منطقة جنوب الليطاني. وفي هذا الصدد، شددت مصادر سياسية عبر “الأنباء الإلكترونية” على أن السلطة السياسية ومختلف القوى السياسية ترفض تصويب السهام على الجيش، وتحثّ على تقديم الدعم له، إذ إنه أحرز تقدّماً ملحوظاً، وما هو مطلوب بالمقابل اتخاذ الخطوات كافة والضغط على العدو الإسرائيلي لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية واحترام السيادة اللبنانية.
كما أكدت المصادر أن توثيق ما يقوم به الجيش من مهام يشكّل خطوة مهمة في هذا الإطار، علماً أنه يقدّم تقريره الدوري إلى مجلس الوزراء، خصوصاً مع وجود تنسيق دائم بين الجيش وقوات “اليونيفيل”. ومن ناحية أخرى، فإن تعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في لجنة “الميكانيزم” يجب أن يُقرأ من الخارج بإمعان، إذ يدحض أي شكوك تُشاع حول تململ من السلطات اللبنانية، والسفير كرم تحديداً يمكن أن يضطلع بهذا الدور في هذه المرحلة التفاوضية الدقيقة، وفق المصادر.
وفي السياق نفسه، أشارت مصادر لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى بذل كل الجهود للتوصل إلى إطار يوفر ضمانات جدية لاستقرار مستدام ضمن الثوابت اللبنانية، محذّرة من أن ما يعيق ذلك هو عدم الثقة بالتزام العدو الإسرائيلي بأي اتفاق.
عضّ أصابع
حتى الآن، تلعب لجنة “الميكانيزم” دور صمّام الأمان لتفادي رفع مستوى التصعيد، ومن هنا تبرز أهمية دعم عملها.
وفي السياق، رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد هشام جابر، في حديث لـ”الأنباء الإلكترونية”، أن هناك جهوداً أميركية أيضاً، وأن المفاوضات جارية، فيما تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل ليكون التصعيد مدروساً وليس واسعاً جداً، على نحو يمكن أن يستدعي رداً عسكرياً من “حزب الله”، إذ قد تستمر إسرائيل في تنفيذ الاغتيالات أو قصف مواقع، والادعاء لاحقاً أنها تعود إلى “حزب الله” في مختلف الأراضي اللبنانية، مستبعداً أي هجوم بري أو عمليات عسكرية واسعة.
وأشار إلى أن عوامل عديدة أثّرت في عدم بدء العدوان الإسرائيلي الواسع مبكراً، منها زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان، والتدخل الأميركي من الرئيس دونالد ترامب شخصياً، معتبراً أنها عملية “عضّ أصابع” وحرب نفسية وتهديد. ولفت إلى أن “الحرب النفسية حاصلة، فعلى الرغم من المفاوضات، فإن النمط الإسرائيلي مستمر”.
ومن ناحية أخرى، لفتت مصادر مراقبة لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى أن أحد أبرز المخاوف يتمثل في تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، والذي قد تُترجم نتائجه في لبنان، ولا سيما في ظل امتلاك إيران ورقة سلاح “حزب الله”، مشيرة إلى أن “المفاوضات حول الملف النووي الإيراني متعثّرة، إذ تشهد المنطقة صراع نفوذ بين طهران من جهة، وواشنطن وإسرائيل من جهة أخرى، فيما يستمر التنسيق الأميركي – الإسرائيلي على المستويات كافة، وأبرز مثال على ذلك المناورات البحرية المشتركة بينهما مؤخراً، والتي جاءت بعد مناورات للقوات البحرية الإيرانية في الخليج”.
وزارة الإعلام اللبنانية