ألقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الاحتفال بالعيد 156 لقوى الأمن الداخلي، جاء فيها:
“أيها الضباط والرتباء والعسكريون، يسرني أن أنقل إليكم تهنئة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي شرفني أن أمثله في هذا الاحتفال بعيدكم السادس والخمسين بعد المئة، وأن أوجه من القلب، تحية لسهركم، وتضحياتكم، التي جعلت من قوى الأمن الداخلي بكافة أجهزتها، جسما أمنيا كفوءا حاضنا لأمان المجتمع، وساهرا على حسن تطبيق القوانين، وترسيخ السلام والطمأنينة في ربوع الوطن، وصون حقوق اللبنانيين”.
أضاف: “أكثر من قرن ونصف مضت، لم يعرف عنكم في خلالها إلا الانضباط، والمناقيبة، والإخلاص للبنان الرسالة والحضارة والانفتاح. سقط من بينكم شهداء وهم يلاحقون الإرهابيين، والمجرمين، والمتطاولين على الحق والقانون، فروت دماؤهم ربيع لبنان، وحمت مؤسسات الدولة ودورها في تسيير أمور الناس، ومواكبة أحلامهم والتطلعات.
وإذا كنا ننعم اليوم بالأمن والاستقرار في محيط مشتعل بالاضطرابات والحروب، وفي ظل التهديدات الدائمة لمكائد الإرهابيين ومخططاتهم الشيطانية، فالفضل الأول والأخير في ذلك يعود إليكم وإلى رفاقكم في باقي القوى العسكرية والأمنية. فباسمي وباسم كل اللبنانيين، أهلكم وأصدقائكم وأبنائكم، أوجه إليكم الشكر والتقدير على ما بذلتموه وما زلتم، من أجل المبادىء والقيم التي أقسمتم الحفاظ عليها”.
وتابع: “أعرف جيدا من موقعي كوزير للداخلية، أنكم تعملون في ظروف صعبة، وأن لكم حقوقا على الدولة من واجبها السهر عليها، وتأمين كافة مستلزماتكم المادية والمعنوية واللوجستية. وقد أخذت على عاتقي منذ اليوم الأول لتسلمي مسؤولياتي في وزارة الداخلية، أن أعمل يدا بيد مع الحكومة، ورئيس الجمهورية، لتطوير عديدكم، وتحسين تجهيزاتكم، وعصرنة آليات عملكم، وتحديث مبانيكم، لتواكبوا الحاجات الأمنية المتزايدة، وما يعاني منه لبنان من تحديات على هذا الصعيد جراء الظروف الداخلية والخارجية التي نعرفها جميعا. وها أنا اليوم، أجدد أمامكم التزامي بمواصلة دعم هذه المؤسسة العريقة التي واكبت ولادة لبنان الحديث، وما زالت تأخذ بيده صوب المستقبل”.
وتوجه الى العسكريين بالقول: “رسالتي لكم اليوم أن تظلوا ضمير الوطن، فتسمعوا صوت الناس وشكاويهم بروح العدل لا التسلط، وأن تكونوا ملاذهم الأمني، وتسهروا على أرزاقهم وتعبهم، وتضربوا المخلين بالأمن بيد من حديد، وتثبتوا هيبة الدولة ومؤسساتها، وتنفذوا باحترافية وتفان المهمات المطلوبة منكم. ان الامن الذي يفترض ان توفره الدولة من خلالكم لمواطنيها، ليس منة، بل هو واجب ولا مجال للتراخي او الانكفاء عن تحقيقه، لا سيما وان السلطة السياسية وفرت لكم الدعم والغطاء الكاملين، فلا تترددوا، لان الحصانة الممنوحة لكم تبقى الحافز للمزيد من التضحية والتفاني والعطاء، وانتم اهل الثقة والعزم”.
اضاف: “أعرف أن هذه المهمات كثيرة، وستزداد مع الوقت، لأن قوى الأمن الداخلي في لبنان وفي أي بلد آخر، لها الدور الأساس في حماية المجتمع، وصون القانون، وتحقيق العدالة. ولكن ثقتي بكم كبيرة، ضباطا ورتباء وأفرادا، بأنكم على قدر المسؤولية، ولن تتخاذلوا يوما في ما هو مطلوب منكم. وأتمنى في المقابل أن تكون ثقتكم كبيرة بأننا كمسؤولين حرصاء على تأمين كافة مسلتزماتكم، ودعمكم بكافة الإمكانات والسبل.
وسيطلب منكم قريبا أن تكونوا حماة العملية الانتخابية التي ينتظرها اللبنانيون، ويتطلعون إلى إجرائها وفق قانون عصري وعادل. ستنجحون في الأمن، كما آمل أن ننجح نحن سياسيا في تحقيق تطلعات أهلكم، ليحملوا صوتهم إلى الندوة البرلمانية، ويجددوا به الحياة السياسية في لبنان”.
وختم: “هنيئا للبنان بما تبذلونه من أجله. هنيئا لمؤسسة قوى الأمن الداخلي بعيدها المتجذر في ذاكرة التاريخ. وهنيئا لكم باسمكم الطيب والمصان بالدماء والتضحيات والمناقبية”.