تمنى وزير الاعلام ملحم الرياشي “الوصول في السنة المقبلة الى “مؤتمر لوزراء الاعلام العرب من نوع آخر، اي إلغاء وزارات الاعلام في العالم العربي”، معتبرا “ان اجتماع وزراء الاعلام يجب ان يقدم صورة جديدة للمنطقة غير الصورة التي قدمها الارهاب ويكون عنوانه التواصل والحوار”. وكشف انه سيطرح في كلمته يوم الاربعاء المقبل “مشروعا إعلاميا مشتركا تقوم به الجامعة العربية وترعاه ويلغي شيطنة هذه الصورة في العالم”.
ووصف الرياشي العلاقات اللبنانية المصرية بـ”الممتازة”، معتبرا ان “الرابط بين مصر ولبنان صلب وقوي”.
ولفت في حديث الى محطة “اكسترا نيوز” المصرية الى ان “الاعلام اللبناني يجهد لكشف الارهاب”، مشيرا الى “ان الاجهزة الامنية اللبنانية ساهرة بقوة وبدقة على متابعة أي خلية ارهابية ممكن ان تنشأ على الارض اللبنانية وهي متعاونة مع الاجهزة الامنية المصرية والعربية لمتابعة اي عمل ممكن ان يخل بالامن”.
ورأى “ان هناك بعدا ثالثا للعمل الارهابي الذي هو استغلال الشبان الفقراء وجذبهم نحو الارهاب”، معتبرا “ان هذا العمل يحتاج الى جهود تربوية واعلامية تنسيقية بين الدول العربية لتوعية هذه الاجيال ومنعها من السقوط في يد الارهابيين”.
وعبر الرياشي “عن طموحه لأن تصبح بيروت عبر وزارة الحوار والتواصل منطقة للحوار بين المتخاصمين”، كاشفا انه سيطلب عقد الدورة ال49 لوزراء الاعلام العرب في بيروت.
وقال الرياشي ردا على سؤال عن رؤيته للدورة ال48 لوزراء الاعلام العرب: “نحن في أمس الحاجة إلى إعلام عربي مشترك يبرز القضايا التي تمر بها المنطقة، وأهمية هذه المنطقة تجاه العالم، وما أدى الى شيطنة صورتها وأبلستها لإعادة تقديم صورة المنطقة على حقيقتها الى العالم. أنا أنظر الى مؤتمر وزراء الاعلام العرب من هذه الزاوية، وأتمنى أن نصل في السنة المقبلة إلى مؤتمر من نوع آخر أي إلغاء وزارات الاعلام في العالم العربي. كما أسعى في لبنان الى إلغاء وزارة الاعلام وتحويلها الى وزارة للتواصل والحوار”.
وعن اختلاف هذه الدورة عن سابقاتها من الدورات بسبب تصاعد الازمات العربية، قال: “لا أعتقد أنه ليس هناك من شيء مختلف، الا موضوع مكافحة الارهاب الذي يجمع عليه كل العالم العربي، وسيكون مدار بحث بين جميع وزراء الاعلام العرب والمعنيين بهذا الشأن، وأهمية تقديم صورة جديدة للمنطقة غير الصورة التي قدمها الارهاب عن هذه المنطقة، وتقديم هذه الصورة يتطلب عملا مكثفا للجامعة العربية، وقد أطرح في كلمتي يوم الاربعاء المقبل مشروعا إعلاميا مشتركا تقوم به الجامعة العربية وترعاه، يقدم هذه الصورة ويلغي شيطنتها في العالم”.
أما عن تفاصيل المشروع الذي سيقدمه لاجتماع وزراء الاعلام، فقال: “سأقترح إنشاء تلفزيون مشترك عربي برعاية الجامعة العربية، ووسائل إعلام رقمية ووسائل إعلام ناشطة ترعاها الجامعة العربية وتكون ضمن المعايير الموحدة التي تجمع أبناء هذا العالم”.
وردا على سؤال، وصف الرياشي العلاقات اللبنانية المصرية بـ”الممتازة”، مشيرا الى ان “هذه العلاقات ليست جديدة وهي قائمة منذ ايام الفراعنة والفنيقيين وهي مستمرة الى يومنا هذا”.
ولفت الى ان “الرابط بين مصر ولبنان هو صلب وقوي”، وقال: “انا فخور ان أزور هذا البلد الكريم وسألتقي بكبار المسؤولين فيه في الساعات المقبلة، على أمل أن تقدم مصر دعمها الكامل للبنان الذي يتواصل مع مصر في هذا الاطار. وقد زرت مدينة الانتاج الاعلامي وأسعى للتوصل الى بروتوكول إعلامي مشترك بين وزارة الاعلام وهذه المدينة، لتسهيل عملية الانتاج التلفزيوني والسينمائي على المنتجين، وسأطالب كذلك باعتماد أسعار مخفضة للمنتجين والمخرجين اللبنانيين”.
وعن المواضيع التي سيبحثها مع المسؤولين المصريين، قال الرياشي: “سنطرح موضوع العلاقة بين لبنان ومصر، وأهمية التشارك في الهموم المشتركة وتبادل الآراء، وكذلك محاولة انتاج شيء جديد على صعيد مكافحة الارهاب، بما يعني ضرب مدرسة الارهاب من جذورها عبر تقديم تربية حديثة، تربية الاعتدال في المنطقة، وتشارك الاعلام اللبناني والمصري في هذه المهمة، لأن ذلك أكثر من مهمة هو رسالة وعلينا ان نقوم بها. ولمصر دور طليعي في هذا المجال لتقوم به وتساعد لبنان، وللبنان دور كبير من الممكن ان يتعاون مع مصر لتنفيذ هذه المهمة. وسألتقي رئيس مجلس النواب لبحث هذا الموضوع”.
وأكد “وجود تعاون بين برلماني البلدين”، قائلا: “دولة الرئيس نبيه بري زار جمهورية مصر العربية منذ فترة، وهناك تعاون بين البرلمانين اللبناني والمصري بهدف تعزيز مسألة الديموقراطية وتبادل الآراء، ولاسيما ان الديموقراطية في لبنان ومصر والعالم العربي عموما لا تزال تحتاج الى جهد لتتحقق بشكل أفضل، ولكن الظروف التي تحيط بهذا الاقليم هي ظروف خطيرة، لذلك علينا ان نسير سلحفاتيا لنصل الى هدفنا”.
وردا على سؤال، قال: “إن الاعلام اللبناني ينظر الى أزمات المنطقة نظرة موضوعية، ويتابعها بدقة وينقلها الى الرأي العام كما يجب، وهو ملتزم مكافحة الارهاب على مختلف أشكاله وأنواعه”.
أضاف: “الاعلام اللبناني يجهد لكشف الارهاب ولبنان عانى ولا يزال منه، لذلك الاجهزة الامنية اللبنانية ساهرة بقوة وبدقة على متابعة اي خلية ارهابية ممكن ان تنشأ على الارض اللبنانية، وهي متعاونة مع الاجهزة الامنية المصرية والعربية لمتابعة اي عمل ممكن ان يخل بالامن”.
وتابع: “لكن اود ان أقول ان هناك بعدا ثالثا للعمل الارهابي الذي هو استغلال الشبان الفقراء من ابنائنا وجذبهم نحو الارهاب، هذا العمل يحتاج الى جهود تربوية واعلامية تنسيقية بين هذه الدول لتوعية هذه الاجيال ومنعها من السقوط في يد الارهابيين”.
واشار الى انه “سيقترح على الامين العام لجامعة الدول العربية تشكيل لجنة من وزراء الاعلام العرب لوضع خطة عملانية سريعة لمكافحة الفكر التكفيري والارهابي”، كاشفا انه “سيقدم خارطة طريق في هذا الاطار”.
وفي ما يتعلق بتطور الامور في الوطن العربي ومقاطعة بعض الدول العربية لقطر، ودور قناة “الجزيرة”، قال الرياشي: “انا أرجو ان تصل التحقيقات التي تجري في هذا المجال الى خواتيمها الموضوعية والحقيقية، وانتظر صدورها لنبني على الشيء مقتضاه”.
وعن رأي الاعلام اللبناني بالازمة في سوريا والعراق، قال: “بالفعل الوطن العربي يعيش ازمات حقيقية، وما يحصل في ليبيا مؤسف جدا، ولكن قد نستطيع القول ان هناك بعدا ايجابيا لكل ما يحدث، رغم اسفنا على ما يحدث، هناك شعب يعبر عن وجوده بطريقة او بأخرى سوف يصل في يوم ما الى الاستقرار، وطبعا ذلك سيحصل بمساعدة اخوانه العرب وبمساعدة العالم، فهو لن يستطيع ان يقوم بذلك بمفرده. وما يحدث في العراق هو مؤسف، وبخاصة ان ما فعلته “داعش” من تدمير للآثارات العريقة التي تعبر عن حضارات هذه المنطقة هو أمر مؤسف، ولا يمكن الا استنكاره اشد الاستنكار. وما يقوم به اليوم الجيش العراقي بمساعدة دول العالم للقضاء على داعش، هو عمل مشكور لكي تتمكن المنطقة من العودة الى وضعها الطبيعي، ويعود مسيحيو نينوى واليزيديون وكل هذه الاتنيات الى بلدهم ويعاد احياء العراق كما يجب ان يكون”.
وتابع: “اما في سوريا فالوضع مختلف تماما، هناك نظرتان للوضع في سوريا، او حتى أكثر، لأن هناك حكما ديكتاتوريا وهناك ايضا ارهابا ناشطا وهناك مجموعات معارضة تحاول ان تبحث لنفسها عن مكان. وامام كل هذه المعطيات فإن الوضع السوري معقد وأعتقد انه لن يحل بسهولة”.
وعن موقف لبنان ودوره في مواجهة الارهاب في المنطقة ولاسيما في ما حصل في مصر، قال: “بالفعل هناك تنسيق قائم بين لبنان ومصر لمواجهة هذا الارهاب، واي معلومة تأتي الى أجهزة الامن اللبنانية تبلغ بها والعكس صحيح، فالتعاون قائم بين الدولتين والاجهزة الامنية، واي حادث يحصل على ارض مصر نشعر انه يحصل على أرض لبنان. مصر غالية على قلوب اللبنانيين ونحن نتعاطى معها وكأننا شقيقان كاملان”.
وردا على سؤال قال: “انا اليوم أعمل لإلغاء وزارة الاعلام اللبنانية لأنها أصبحت لزوم ما لا يلزم، وأعمل لتحويلها الى وزارة للتواصل والحوار، لأن ما ينقصنا في لبنان او في المنطقة اليوم هو الحوار والتواصل بين أبناء المنطقة للوصول الى قواسم مشتركة وتفعيل هذه القواسم وتثميرها”.
أضاف: “أعمل لتحويل هذه الوزارة الى بنية تحتية كاملة مع موظفيها ونخبها الى بلاتفوروم جاهزة لأي حوار. الى جانب ذلك هناك البعد الآخر او التواصل وتحويل الوزارة الى وسيط الجمهورية، اي بمعنى آخر ان تمر مشاكل اللبنانيين عبر دائرة التواصل وتنقل طلباتهم ومشاكلهم الى الوزارات كافة، وهذا ما اسعى الى تحقيقه قبل ان تنتهي ولايتي في وزارة الاعلام”.
وتعليقا على دور الاعلام اللبناني في توعية الشعب اللبناني من مخاطر الارهاب وتصحيح الفكر المتطرف ومن يقع عليه عاتق التصحيح في الكنيسة او الازهر الشريف، قال: “انا أعتقد انه أكثر مما يقع على الازهر الشريف او على الكنيسة القبطية او كنائس لبنان ومساجده، هذا الامر يقع على كل الشعب بكامله، اكانوا علمانيين او مؤمنين او اي شيء آخر لأن هذا العمل يحتاج الى جهد كامل وهو عدو طبيعي قد ينشأ في كل بيت وفي كل دسكرة وفي كل شارع. هذا العمل يحتاج الى جهود كبيرة، اكانت اقتصادية او تربوية او اعلامية بالمعنى التراكمي، لبناء ثقافة جديدة هي ثقافة الحياة وحضارتها نضعها بين ايدي ابنائنا في مواجهة حضارة الموت”.
وعن موقف لبنان من القضية الفلسطينية، قال الوزير الرياشي: “إن القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اللبناني، والعلاقة مع الشعب الفلسطيني شهدت صعودا ونزولا، ولاسيما في زمن الحرب. ونحن نعتبر الشعب الفلسطيني شعبا شقيقا، ونحن حريصون جدا على قضيته والدولة اللبنانية تتعاون مع الرئيس محمود عباس. ونحن كحزب “قوات لبنانية” نتعاون ونتواصل مع الرئيس الفلسطيني وندعم قضيته ووجوده على أرضه، ونعتبر ما تحقق الى الآن انجازا، ونتمنى ان تصل هذه القضية الى خواتمها السعيدة”.
وردا على سؤال حول امكان تدخل لبنان لحل الازمة السورية، قال: “لا أعتقد ذلك. إن لبنان ليس قوة كبرى جاهزة لهذا الموضوع. وإذا قلت ان لبنان ممكن ان يتدخل، فأنا أغالي، ولكن من الممكن ان تكون بيروت مستقبلا عاصمة للحوار السوري- السوري كما هي الاستانة اليوم او كازاخستان او غيرهما. وهذا ما أطمح له شخصيا عبر وزارة الحوار والتواصل، وان تكون بيروت منطقة للحوار بين المتخاصمين ضمن البلد الواحد او بين بلدين او أكثر”.
وكشف انه سيطلب من “الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط عقد الدورة الـ49 لوزراء الاعلام العرب في بيروت”.