بمعزل عن كل حملات التشويق الإعلامي والسياسي التي لطالما اعتادت عشية انعقاد مجلس الوزراء على تسويق أجواء سوداوية «تبشّر» اللبنانيين بانفجار «لغم» من هنا وآخر من هناك على أرضية التوافق الحكومي، وكما في كل مجريات الجلسات السابقة التي خيّبت آمال «المصطادين في الماء العكر»، سيكون المجلس اليوم على موعد جديد مع تبديد الرهانات المعقودة على أوهام و«ألغام» خلّبية آخرها ما روّج له البعض عن خلاف وزاري مرتقب حول بند «إعادة النظر في آلية التعيينات». إذ كشفت مصادر وزارية لـ«المستقبل» أنّ الاتجاه الحكومي هو نحو ترك حرية الاختيار للوزير في اعتماد الآلية المتبعة في التعيينات من عدمه، تماشياً مع دستور الطائف الذي لا ينصّ على إلزام الوزراء بأي آلية مفروضة عليهم في التعيينات التي تخص وزاراتهم والإدارات التابعة لها.
وأوضحت المصادر الوزارية المنتمية إلى «التيار الوطني الحر» أنّ هذا الطرح الذي يدعمه التيار حظي بتفهّم رئيس الحكومة سعد الحريري، لافتةً الانتباه إلى أنّ ترك اعتماد آلية التعيينات اختيارياً للوزراء مردّه إلى أنّ تكبيلهم بإلزامية اعتمادها كان السبب الرئيس سابقاً في تأخير إقرار التعيينات، ما أدى تالياً إلى تفريغ وشلّ المؤسسات، بينما الدولة اليوم باتت بأمس الحاجة إلى معالجات نهضوية سريعة
على كافة الصعد وهذا ما لا يمكن تحقيقه من دون الإسراع في ملء الشواغر الإدارية.
وفي حال بتّ جلسة اليوم مسألة «الآلية الاختيارية»، أكدت المصادر أنّ جلسة الأسبوع المقبل ستشهد إقرار سلة تعيينات وازنة قبيل مغادرة رئيس مجلس الوزراء في زيارة رسمية نهاية الشهر إلى الولايات المتحدة الأميركية.
الأمن الاستباقي.. تابع
أمنياً، برزت أمس العملية الاستباقية الجديدة التي نفذها الجيش وأضيفت إلى سجل عملياته الناجحة ضد الخلايا الإرهابية المتربصة بالأمن الوطني. وفي هذا الإطار تمكنت قوة من مديرية المخابرات من دهم مجموعة إرهابية متوارية في عرسال حيث أعلن بيان قيادة الجيش أنّه ولدى محاولة أفراد المجموعة مقاومة القوّة المداهمة، تصدّى لهم عناصر الدورية، ما أدّى إلى مقتل الإرهابيَين السوريَين ياسر الغاوي وعاطف الجارودي وتوقيف ثلاثة آخرين، كما تمّ ضبط 7 عبوات معدّة للتفجير وحزاماً ناسفاً و50 كلغ من المواد المُستخدمة في تصنيع المتفجرات، بالإضافة إلى كميّة من الرمانات اليدوية والصواعق. مع الإشارة إلى أنّ الغاوي كان الرأس المدبّر لعملية التفجير التي حصلت في رأس بعلبك بتاريخ 24 أيار الفائت.