هو 1 آب المجيد، ولا ينبغي أن يحتمي اللبنانيون إلا بمجده خلف راية «الشرف والتضحية والوفاء» التي استعادت أمس بريق «السيوف» العسكرية حفلاً وتقليداً سنوياً احتفاءً بتخرّج الضباط بعد طول غياب عن باحة الكلية الحربية، مع مفعول رجعي رمزي تمثل بتسليم طلائع دورات «الشغور» سيوفهم بعدما حرموا منها أعوام 2014 و2015 و2016. وبمشهديته الرئاسية، سجّل حفل الفياضية بالأمس عودة «سيف» الدولة بكل ما يحمله من وعود قاطعة بالعمل على قيامة الوطن ونفض كل معالم الفراغ والتشرذم والانقسام التي أثقلت كاهل مؤسساته وأبنائه.
ففي حضور رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة العماد ميشال عون، متوسطاً رئيسي مجلس النواب نبيه بري ومجلس الوزراء سعد الحريري، كان احتفال المؤسسة العسكرية بعيدها الثاني والسبعين استثنائياً في الشكل والجوهر بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، بحيث سلّم عون السيوف لـ 225 ضابطاً من خرّيجي «دورة المقدم الشهيد صبحي العاقوري» (الذي استشهد خلال تصدّيه لتنظيم «شاكر العبسي» الإرهابي في مخيم نهر البارد عام 2007) قبل أن يتلو كلمته فيهم مشدداً على كونهم «صخرة الأمان» للوطن والشعب، ومؤكداً أنه
«ليس هناك إجماع لبناني أوسع وأكثر صلابة من الإجماع حول المؤسسات العسكرية والأمنية». وعن المعركة مع الإرهاب عند سلسلة الجرود الشرقية، قال عون: «نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد وتحرير ما تبقى من أراضٍ استباحها الإرهاب لسنوات، وكلنا أمل بأن تُسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً»، وأردف: «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته، والجيش على جهوزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية»، محذراً في المقابل من أنّ «شلّ الجيش هو شل للوطن وللأمن والاستقرار وللكرامة الوطنية»، وختم متوجهاً إلى أبناء المؤسسة العسكرية: «الآمال المعقودة عليكم كبيرة، وثقة اللبنانيين بكم لا حدود لها».
وبعد التقاط الصورة التذكارية، وقّع الرؤساء الثلاثة «السجل الذهبي» للكلية الحربية، بحيث أكد رئيس الجمهورية للعسكريين أنه «ما من تضحية أعظم من تلك التي تبذلونها»، ولفت رئيس مجلس النواب إلى أنّ «في الجيش صحة لبنان ومنه أمان اللبنانيين»، وأبدى رئيس مجلس الوزراء العزم الوطني على «إعلاء راية الشرعية فوق كل الرايات». في حين غرّد الحريري عبر صفحته على موقع «تويتر» قائلاً للمناسبة: «الدولة وحدها هي الحل، والجيش اللبناني وحده هو الجهة المؤتمنة على سلامة الأمن الوطني».
قائد الجيش:
الدولة القوية والقادرة
ولاحقاً، زار قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من كبار الضباط قصر بعبدا معرباً عن الفرحة العسكرية بعودة حفل «تقليد السيوف»، وتوجّه إلى رئيس الجمهورية قائلاً: «إننا في المؤسسة العسكرية نضع نصب العيون، مواكبة مسيرة عهدكم بكل ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والأمن، خصوصاً استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن، وبالتالي تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رزح تحته لسنوات طويلة»، مضيفاً: «عهدنا لكم اليوم أن نحمي الاستقرار وأن نضرب بيد من حديد كل متطاول عليه مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات، وأن نساهم إلى جانبكم في بناء الدولة القوية القادرة». فردّ رئيس الجمهورية مؤكداً أنّ «الغطاء السياسي متوافر للجيش من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه»، داعياً القيادة العسكرية إلى اتخاذ المبادرات على الأرض «وخصوصاً في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب».