اطلقت، قبل ظهر اليوم من السراي، منصة الكترونية لربط المغتربين ببلدهم وتعزيز العمل التعاوني دعما للانماء المستدام في لبنان بعنوان
“DiasporaID”، بتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية VSAID، ضمن اطار مبادرة اشراك الانتشار اللبناني في الانماء، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وحضوره ووزراء: الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الثقافة غطاس الخوري، الاعلام ملحم الرياشي، والاقتصاد والتجارة رائد خوري، السفيرة الاميركية اليزابيث ريتشارد، المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، مستشار الرئيس الحريري الدكتور داود الصايغ، رئيس جامعة LAU الدكتور جوزف جبرا، وحشد من السفراء ورؤساء البلديات واعضاء المجالس البلدية والمخاتير ومغتربين، وشخصيات سياسية وديبلوماسية واقتصادية واعلامية وفكرية.
موسى
بعد كلمة ترحيب من عريف الاحتفال الاعلامي ريكاردو كرم، عرضت خبيرة “التمكين الاقتصادي وتقنيات الانترنت والابتكار” رلى موسى “مميزات المنصة وطريقثة نشأة الفكرة”، مشيرة الى ان DiasporaID “هي اكثر من شبكة اجتماعية، انها شبكة رقمية تهدف، قبل كل شيء، الى ربط اللبنانيين المغتربين بمجتمعهم المحلي وبمسقط رأسهم، فتقوي الروابط بينهم وبين لبنان عبر بلدتهم، وتنمي لديهم حس الانتماء اليها والرغبة في المساهمة في ازدهارها وتتيح امامهم سبلا عملية وموثوقة لتحقيق ذلك”.
وقالت: “ان اردنا تفعيل دور الاغتراب، علينا مخاطبته بلغة القلب، وبصدق وامانة، وبعد جولات عديدة في الخارج والنواصل مع فئة واسعة من المغتربين، بدا جليا شعورهم بالانتماء الى بلدتهم الام ورغبتهم في المساهمة، على طريقتهم، بانماء لبنان بدءا ببلدتهم، وان يتم تقويمهم ليس فقط تبعا لحجم مساهمتهم المادية، بل ايضا بما يمكن ان يوظفوه في خدمة مجتمعهم من خبرات علاقات ومواهب قد يكون وقعها اكبر من مجرد مساهمة مادية، وعليه صممنا “DiasporaID” منذ البداية بناء على هذه المعطيات، ولتحقيق هذه التمنيات”.
وأضافت: “لذلك ل “DiasporaID” محوران: المحور الاول وجداني، عماده الرابط مع الجذور والاسلاف عبر البلدة مسقط الرأس، فاولى خطوات التسجيل على المنصة هي تحديد البلدة مما يمكن اللبناني من التعرف اليها، اضافة الى مجلسها البلدي ومخاتيرها وسفراء البلدة المعنيين وباقي المتحدرين منها في العالم والاتصال بهم”.
وتابعت: “اما المحور الثاني، فهو اقتصادي بحيث يستطيع المقيم والمغترب ادراج شركته الناشئة او النامية وتحديد خدماته ومساهماته، بالاضافة الى حاجاته لكي تقوم المنصة وذكاؤها الاصطناعي بربط كل ذي حاجة مع الشركات او الافراد مقدمي الخدمات. بذلك نكون قد أوجدنا محركا اقتصاديا رقميا فائق الفاعلية ينمي التبادل التجاري الخدماتي والوظيفي ويوفر للاقتصاد المحلي نفاذا الى الاسواق العالمية والتصدير.
بهذا تكون المنصة وسيلة افادة للبنانيين من موارد بعضهم البعض، ويكون لبنان، في نهاية المطاف، المستفيد الاكبر من كل هذه التبادلات البناءة”.
وقالت: “من اهم الفوائد التي نراها متاحة عبر DiasporaID هي دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تشكل 93 في المئة من حجم الاعمال في لبنان، وتوظف 50 في المئة من القوة العاملة فيه، وان هذه الشركات ستكون المستفيد الاكبر من فرص النمو الهائلة التي تتيحها المنصة عبر الانفتاح على الاسواق العالمية ومصادر التمويل المتنوعة وخبرات لبنانية عالمية. هذه المقاربة تتوافق كليا مع الخطة الاستراتيجية التي وضعتها وزارة الاقتصاد للشركات الصغيرة والمتوسطة”.
ريتشارد
وبعد عرض فيلم وثائقي عن المنصة، تحدثت السفيرة ريتشارد فتوجهت بالشكر الى الرئيس
سعد الحريري “لرعايته هذ الحدث للترويج للدور المهم للمغترب اللبناني في الارتقاء بالاقتصاد اللبناني”.
وقالت: “بفضل دعمه، نحن واثقون بان المنصة التي نطلقها اليوم ستعزز الروابط بين الولايات المتحدة ولبنان من خلال تفعيل دور الاغتراب بهدف دعم تنمية لبنان”.
واشارت الى ان “قرابة 14 مليون اميركي هم من الجيل الاول او الثاني من الاصول اللبنانية، وهذا عدد كبير من المتحدرين اللبنانيين وهم من بين الاكثر نجاحا في اوساط المغتربين، فهم من القادة واعضاء الكونغرس والاوساط العلمية الرائدة”.
واضافت: “الكثير من اللبنانيين الاميركيين هم اطباء وكتاب مؤثرون ويعملون في مختلف المجالات، وهم يحتفظونه بعلاقة عميقة مع لبنان لانهم يرتبطون به بهذا الارث العمقيق”.
وتابعت: “نحن في الحكومة الاميركية نؤمن بلبنان، وقد استثمرنا اكثر من 5 ملايين دولار على مر السنوات الماضية في التنمية الاقتصادية واطلاق المشاريع الناشئة والتدريب والتوجيه للشباب. وأشدد عن تجربة احد الشباب اللبنانيين الذين حصلوا على محنة من USAID لاطلاق شركة تكنولوجيا بقيمة 200 الف دولار، وشركته تعمل على جهاز دقيق يتوقع اكثر انه سيقوم بتطوير كل عمليات جراحة القلب”.
وختمت: “من المهم ان نساعد المغتربين لكي يردوا الجميل الى بلدهم، ولذلك يسعدنا ان نطلق هذه الشبكة المبتكرة من خلال منح تساعد في اطلاق منصة تساعد اللبنانيين الاميركيين واللبنانيين المغتربين في العالم في تعزيز علاقاتهم بمجتمعهم الأم”.
الحريري
والقى الرئيس الحريري كلمة قال: “لقد كان رفيق الحريري مغتربا سافر لايجاد فرصة عمل في الخليج لأنه اراد ان يطور نفسه، وكان قلبه يعتصر ككل المغتربين لرؤية بلده يدمر، ولكنه لم يبق في الاغتراب وعاد الى لبنان على الرغم من انه كان مدمرا لأنه اراد ان يعطي املا وقد عمره الرئيس الشهيد مما شجع الكثير من المغتربين على العودة الى البلد”.
وأضاف: “لقد كان للرئيس الشهيد حلم، وما يحدث اليوم في هذا الملتقى هو حلم يتجسد في رؤية المغترب اللبناني يعود الى بلده ويراه بكل مشاكله وانقساماته وجماله وسحره وتنوعه المميز في العالم. ليست المواقع الطبيعية وقرب المسافات الجغرافية هي التي تميزه، ولكن هذه الحياة السياسية والثقافية التي نعيشها. واذا نظرنا من حولنا نرى ان مزيجا من عرق الجبين والدماء هو الذي اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم.
لبنان سيكمل في مسيرته، ونحن كما رفيق الحريري يحلم، وحلمه مستمر بكم وبنا وبكل اللبنانيين، سنتابع المشوار لأننا كالرئيس الشهيد والسيدة رلى موسى وكثير من اللبنانيين سنستمر في الحلم الى حين رؤية لبنان كما نريده”.
وتابع بالانكليزية: “صباح الخير وشكرا لكم جميعا على حضوركم، ويسعدني أن أرحب بكم في السراي.
أود أن أهنئ “Netways” والوكالة الأميركية للتنمية الدولية على الاطلاق الناجح لـ” DiasporaID” وهي منصة الكترونية تربط المغتربين ببلداتهم وتعزز العمل التعاوني لدعم التنمية المستدامة في لبنان.
إن “DiasporaID” هي أكثر من فكرة أو حل لتكنولوجيا المعلومات، إنه رؤية تفيد بنجاح من الإمكانات العديدة التي يحتويها لبنان.
فما هو لبنان إن لم يكن هوية؟
هوية لزهاء 14 مليون مغترب حول العالم. وهو وطن يتعدى حدوده الجغرافية بحيث يبقي في قلوب المغتربين جيلا بعد جيل”.
وقال: “تعمل “DiasporaID” على التطرق إلى هذه الهوية وتعزيز الروابط القوية التي يكنها المغتربون اللبنانيون لمجتمعاتهم المحلية ورغبتهم في المساهمة في وطنهم وبلداتهم.
وما هو لبنان إن لم يكن ابتكارا؟
لبنان بوتقة للأفكار والإبداع وريادة الأعمال والتطور العلمي والتكنولوجي والفنون”.
وأضاف: “لقد ظهرت الأبجدية الحديثة هنا وظهرت الابتكارات في صناعة المنسوجات وفي الشحن والسياسة والتمويل، وتم تسويقها حول العالم لاحقا.
وفي وقت لاحق، ظهرت الطباعة وانتقلت إلى الشرق الأوسط.
لطالما كان لبنان مختبرا للأفكار الجديدة.
واليوم، كل المكونات الصحيحة موجودة في تصرفنا. فلدينا رأس مال بشري متعلم واقتصاد منفتح وخبرة مالية لا مثيل لها، إضافة إلى اغتراب ناجح ووفي. فاللبنانيون حول العالم رائدون في صناعاتهم.
وقد تم ابتكار “DiasporaID” بأفضل ما في الكلمة من معنى.
لقد أنشأت حلا جديدا لتكنولوجيا المعلومات واستعملت الذكاء الاصطناعي المتطور للافادة من الإمكانات الهائلة للمغتربين اللبنانيين للمساهمة في نمو فرص العمل والنمو الاقتصادي في لبنان”.
وتابع: “أخيرا ما هو لبنان إذا لم يكن فرصة؟
فالفرص غير محدودة في هذا العصر من الثورة التكنولوجية.
إن وجودكم هنا اليوم يعزز هدفنا بجعل لبنان مركزا عالميا للابتكار، يعمل محفزا لتوفير فرص عمل ذات قيمة مضافة ونمو شامل. ويعزز، في الوقت نفسه، اقتصادنا من خلال تنويع القطاعات الاقتصادية الانتاجية.
وهذا بدوره سيجذب أفضل مواهبنا للبقاء والبناء والتصدير بدلا من الهجرة”.
وقال: “يشهد العالم تغييرا في النموذج الاقتصادي التقليدي مدفوعا بالتكنولوجيا.
إن الطريق نحو النمو والازدهار قد قصر نتيجة توافر الأدوات التكنولوجية والمنصات من شركات مثل “Netways”.
لقد وفرت “DiasporaID” فرصا غير مسبوقة للبنانيين المقيمين والمغتربين وإمكانات لامتناهية”.
وتابع: ” في الختام، اسمحوا لي أن أشير إلى أن إطلاق “DiasporaID” اليوم يتلاءم تماما مع “صيف الابتكارات”، وهو صيف نحتفل به في مكتب رئيس الوزراء بأنشطة في مجالات الابتكار والريادة والابتكار.
وأعتقد أن الطريقة الوحيدة لإمكان إزدهار لبنان في المستقبل تكون من خلال:
1 – تثقيف شبابنا بالأدوات اللازمة لتمكينهم من المنافسة والتفوق في اقتصاد المعرفة الجديد.
2 – تمكين القطاع الخاص والتعاون معه.
3 – إشراك المغتربين وتوفير بيئة أفضل من أجل عودتهم ومشاركتهم”.
وقال: “إنني هنا اليوم لأنني أؤمن بقدرتكم وبقدرة المبتكرين اليوم وبقدرة الاغتراب اللبناني.
كما أنني أؤمن بالتكنولوجيا وبقوة الثورة التكنولوجية.
وأريد أن أتأكد من أننا نقدم اليكم كل ما تحتاجون اليه لجعل مستقبلكم ومستقبل لبنان ناجحا”.
ثم عاد وتحدث بالعربية، فقال: “يوجد لبنانيون في كل ارجاء العالم في الصين واليابان وأوستراليا وخصوصا ان هناك مغتربين من عكار ومن كل المناطق اللبنانية وفي اميركا واوروبا، وفكرة السيدة موسى هي فكرة مهمة جدا لأنها تشكل جزءا من التركيبة التي ستوفر التواصل بيننا وبين المغتربين اللبنانيين في كل انحاء العالم”.
وأضاف: “نحن في الحكومة نعمل دائما لربط الانتشار بالوطن عبر السفارات والقنصليات وخطوط طيران الشرق الاوسط وغيرها. والمهم في ما نطلقه اليوم هو انه يمكننا من القيام بذلك، لا بل اكثر من ذلك، بمجرد كبسة زر يمكن التواصل مع أي مختار في أي منطقة لانهاء اعمال ما او للاستثمار او للاستفسار عن الروابط العائلية. ويساعد هذا المشروع على معرفة تاريخ العائلات وربط الانتشار بالوطن وببعضه البعض.
كل جهدنا يهدف الى ربط اللبنانيين ببعضهم البعض، والتكنولوجيا اليوم تشكل فرصة للبنان واللبنانيين وللاقتصاد اللبناني.
واخيرا، اود ان ارحب برؤساء البلديات والمخاتير وجميع الحضور واقول لهم: ان هذا السراي هو بيتهم، وهذا المشروع الجديد يشكل فرصة لكم وللبنان”.