أكد مجلس الوزراء الذي انعقد قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحضور رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، على قراره السابق إطلاق مناقصة تحويل الطاقة الكهربائية حسب دفتر الشروط المعدل الذي أحاله وزير الطاقة إلى إدارة المناقصات والمتضمن التعديلات كافة التي طرحها الوزراء مع إضافة خيار تأمين الأرض من قبل الدولة عند توافر الشروط الفنية. كما قرر مجلس الوزراء تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات النيابية برئاسة القاضي نديم عبد الملك وعضوية 10 أعضاء. وخلال الجلسة أكد الرئيس عون على أن “التحقيق العسكري الذي بدأ في أحداث عرسال وما تلاها لا يستهدف أحدا ولا يتناول مسؤوليات سياسية لأن هذا الأمر من مسؤولية القضاء المدني الذي يتولى متابعة الموضوع إذا ما اقتضت الحاجة في ضوء نتائج التحقيقات”. واستغرب الرئيس عون صدور مواقف “تحاول إغراق التحقيق في مستنقع السياسة”.
من جهته، أكد الرئيس الحريري أن “الحكومة أعطت الضوء الاخضر للجيش لتنفيذ عملية فجر الجرود وهي فخورة بما حققه الجيش في أقل خسائر ممكنة وتمكن من تحرير الأرض ومعرفة أماكن دفن جثامين العسكريين الشهداء”، داعيا إلى “وقف الجدال وردود الفعل”، لافتا إلى ان “التحقيق سوف يضيء على كل النقاط التي رافقت ما حصل في 2 آب 2014”.
وزير الاعلام
وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، ادلى وزير الاعلام ملحم الرياشي بالاتي: “عقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وحضور دولة الرئيس والوزراء الذين غاب منهم الوزيران جان اوغاسبيان ومحمد كبارة”.
أضاف: “في مستهل الجلسة تحدث فخامة الرئيس عن عملية “فجر الجرود” والمواقف التي صدرت عنها، وعن التحقيق العسكري الذي طلب فخامته القيام به لجلاء ما حصل. كما تطرق فخامة الرئيس الى الخروقات الاسرائيلية والشكوى التي قدمها لبنان الى مجلس الامن. كما عرض فخامته لمواضيع عدة وللقاءات التي عقدها خلال الايام الماضية. كذلك تحدث دولة الرئيس الحريري عن نتائج زيارته الى موسكو على رأس وفد وزاري رفيع، وكذلك عن مرحلة ما بعد معركة فجر الجرود”.
وتابع: “ثم عرض وزير الطاقة والمياه للمراحل التي قطعتها عملية تلزيم معامل الكهرباء، وبعد نقاش مستفيض اكد مجلس الوزراء على قراره السابق بإطلاق مناقصة تحويل الطاقة حسب دفتر الشروط المعدل الذي احاله وزير الطاقة الى ادارة المناقصات والمتضمن التعديلات كافة التي طرحها الوزراء مع اضافة خيار تأمين الارض من قبل الدولة عند توافر الشروط الفنية وفقا لتقدير وزير الطاقة”.
وقال: “قرر مجلس الوزراء تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات على الشكل الاتي: نديم عبد الملك رئيسا، نهاد جبر نائبا للرئيس، والأعضاء: عوني رمضان، اندره صابر، جورج موراني، فيليب ابي عقل، موفق اليافي، عطا الله غشام، سيلفانا اللقيس، كارين جعجع، آرادا اكمكجي”.
وأشار الى أنه “تقرر عقد جلسة لمجلس الوزراء مساء الاحد المقبل لاستكمال درس جدول الاعمال”.
حوار
ثم دار الحوار التالي بين الوزير الرياشي والصحافيين.
سئل: لماذا اخذ موضوع الكهرباء هذا النقاش للعودة الى قرار مجلس الوزراء، ما معنى القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء عمليا، وهل كان هناك رأيان ازاء الموضوع؟
اجاب: لا، كان هناك نقاش مستفيض حول القرار وحول تحويله الى ادارة المناقصات لبت الموضوع لانه كان هناك رد من ادارة المناقصات اطلع وزير الطاقة مجلس الوزراء عليه وعلى اثره اتخذ هذا القرار”.
سئل: عينتم هيئة الاشراف على الانتخابات، فيما لا تأتون على ذكر الانتخابات الفرعية، ما سبب ذلك؟
اجاب: “ان وزير الداخلية يتحدث في موضوع الانتخابات الفرعية لمعالجته على ان يعود ويطرحه على جدول اعمال مجلس الوزراء”.
وردا على سؤال عن النقاش حول تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات، اكد انه “كان هناك نقاش لانه كانت هناك من كل نقابة او جهة مجتمعية ثلاثة اسماء وتم اختيار اسم من بين الاسماء الثلاثة”.
سئل: قلتم انكم ستعترضون وستكون لكم ملاحظات على ملف الكهرباء، هل كان لكم اعتراض معين؟
اجاب: “غير صحيح، ان ملف الكهرباء لم يكن مطروحا بل طرح من خارج جدول الاعمال”.
سئل: هل ستكون هناك جلسة الاحد؟
اجاب: “الاحد الساعة السادسة في السراي الحكومي، لاستكمال جدول اعمال مجلس الوزراء لان ضيق الوقت لم يتح لنا المجال لانهائه”.
سئل: قال وزير الداخلية ان اسماء هيئة الاشراف على الانتخابات ستكون من ممثلين عن الاحزاب؟
اجاب: “لا عن المجتمع المدني، وعن النقابات”.
سئل: أليس هناك ممثلون عن الاحزاب؟
اجاب: “ليس هناك ممثلون عن الاحزاب ولم نطرح اسماء حزبية”.
سئل: هل تم التطرق الى الغاء احتفال النصر؟
اجاب: “طبعا، وزير السياحة عرض الموضوع بتفاصيله وكان لديه ستة ايام وفخامة الرئيس سيسافر الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للامم المتحدة، من هنا ولضيق الوقت لم يتمكنوا من تحضير كل الترتيبات في هذا الموضوع، الى جانب الترتيبات الامنية واللوجستية، حيث ستكون كلمات لرؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. ان ضيق الوقت منع من انجاز الامر وهو سيقام بعد عودة فخامة الرئيس”.
سئل: الاسباب ليست لوجستية اذا؟
اجاب: “طبعا، لوجستية، نظرا لضيق الوقت لتحضير قاعة الاحتفال”.
مداخلة رئيس الجمهورية
ووزع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مضمون مداخلة رئيس الجمهورية كالاتي: “في مستهل الجلسة تحدث فخامة الرئيس عن عملية “فجر الجرود” التي نفذها الجيش وحققت اهدافها بحيث تم تحرير الارض والكشف عن مصير العسكريين المخطوفين الذين اضحوا شهداء كرمهم لبنان وفقا للاصول واعلن الحداد عليهم. ولفت الى ان المجلس الاعلى للدفاع انعقد الاسبوع الماضي واجرى تقييما للعملية ودرس الاجراءات الواجب اتخاذها، مشيرا الى ان لبنان تلقى الكثير من ردود الفعل العربية والدولية المهنئة على الانجاز الذي تحقق في اطار مواجهة الارهاب.
ثم تناول فخامة الرئيس مواقف صدرت بعد انتهاء عملية التحرير وبعضها من جهات لا إلمام لها بالشأن العسكري وبعضها استبق طلب التحقيق للدفاع عن شخصيات سياسية او عسكرية لم يتم التطرق الى دورها او مسؤولياتها في سياق الحديث عن التحقيق الذي طلبنا بأن يكون عسكريا لمعرفة ما حصل، اضافة الى ان من حق اهالي الشهداء العسكريين ان يعرفوا الظروف الحقيقية التي استشهد فيها اولادهم.
وأضاف فخامته: “ان التحقيق العسكري لا يستهدف احدا ولا يتناول مسؤوليات سياسية لان هذا الامر من مسؤولية القضاء المدني، الذي يتولى متابعة هذا الموضوع اذا اقتضت الحاجة في ضوء نتائج التحقيقات.
واعتبر فخامة الرئيس ان التحقيق امر طبيعي في الجيوش بعد حصول معارك او مواجهات او حروب لمعرفة الثغرات ونقاط الخلل لتداركها. وعلى رغم الايضاحات المتتالية التي اصدرتها عبر ” تويتر” ظلت ردود الفعل السياسية تتوالى. وما يهمني التأكيد عليه اليوم ان التحقيق في احداث عرسال بديهي وضروري وواجب، واستغرب بعض المواقف التي تحاول اغراقه في مستنقع السياسة. كذلك فإن التحقيق سحب الملف من سوق المزايدات والحديث عن الثأر وغير ذلك من ردود الفعل”.
ثم تطرق فخامة الرئيس الى الخروقات الاسرائيلية التي حصلت خلال الايام الماضية، ومنها انتهاك الاجواء اللبنانية واستعمالها لقصف الاراضي السورية، وخرق جدار الصوت وزرع اجهزة تجسس داخل الاراضي اللبنانية تم اكتشاف احدها في منطقة كفرشوبا، لافتا الى ان وزارة الخارجية قدمت شكوى بهذه الخروقات الى مجلس الامن.
وعرض فخامة الرئيس على مجلس الوزراء نتائج لقائه مع وفد صندوق النقد الدولي الذي ابدى اطمئنانه الى الوضع الاقتصادي في البلاد داعيا الى تدارك ازدياد حجم الدين ووضع خطة متوسطة الامد لخفض عجز الموازنة. كما عبر الوفد عن تقديره لخطة مكافحة الفساد التي اعتمدتها الحكومة اللبنانية، مشددا على الاهتمام باستقطاب رؤوس الاموال، ومعالجة الانعكاسات المتأتية عن تدفق النازحين السوريين. واشار فخامة الرئيس الى ان وفد الصندوق ابلغه عن مواصلة دعم لبنان وعن اهمية اقرار الموازنة ووضع خبراته بتصرف الحكومة.
وتطرق فخامة الرئيس الى اللقاء السياحي الذي عقد برئاسته في قصر بعبدا وضم وزير السياحة واركان هذا القطاع الذين اعتبروا ان الموسم السياحي كان جيدا، وان الارقام التي تحققت فيه كانت مشجعة، والمعطيات تشير الى امكانية ان تكون السنة الحالية من افضل السنوات من ناحية عدد السياح الذين سيعودون الى لبنان. ودعا فخامة الرئيس في هذا السياق الى تنظيم الحركة في مطار رفيق الحريري الدولي في انتظار توسيعه، والبحث في امكانية الاستفادة من مطاري رياق والقليعات لاستقبال الطائرات المدنية. وقال فخامته: “ان الامن والاستقرار يعتبران من ابرز المقومات التي تجلب السياح وعلينا في المقابل زيادة المراقبة على المؤسسات السياحية وضبط الاسعار فيها وتوفير كل ما يريده السائح”.
وعبر فخامة الرئيس عن تقديره للجهد الذي بذل لانجاز موازنة 2017 متمنيا ان يسرع مجلس النواب بإقرارها بحيث تكون المرة الاولى التي تقر فيها موازنة الدولة منذ العام 2005، معربا عن أمله في ان يصل مشروع موازنة 2018 الى مجلس الوزراء وفقا للاصول لرفعه الى مجلس النواب ضمن المهلة الدستورية.
واشار فخامة الرئيس الى ضرورة تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية، شاكرا وزير التربية والتعليم العالي على متابعته ملف الاقساط المدرسية ورواتب المعلمين ومطالب المؤسسات التربوية، متمنيا الاسراع في الوصول الى حلول لهذه المسائل مع بداية العام المدرسي.
وأبلغ فخامة الرئيس مجلس الوزراء عن سفره يوم الاحد المقبل الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة والمواضيع التي سيتناولها في كلمته وفي اللقاءات التي سيعقدها. كما اشار الى زيارة الدولة التي يقوم بها الى فرنسا في 25 ايلول الجاري.
الرئيس الحريري
بعد ذلك، تحدث دولة الرئيس الحريري فأطلع مجلس الوزراء على نتائج زيارته الى روسيا على رأس وفد وزاري، والمواضيع التي تم البحث فيها مع الجانب الروسي والتي تناولت التعاون في المجالات الاقتصادية والزراعية حيث ابدى المسؤولون الروس اهتماما بتفعيل هذا التعاون وابدوا حماسة في الاستثمار في مجالات عدة لا سيما قطاع الغاز. كما اوضح دولة الرئيس ان اجراءات ستتخذ لتسهيل اصدار تأشيرات دخول لرجال الاعمال من ضمن التنسيق في هذا المجال، لافتا الى التعاون في المجال العسكري والذي سيكون موضع بحث بين القيادتين اللبنانية والروسية لوضع تفاصيله وآلية تطبيقه، كذلك فإن الجانب الروسي ابدى استعداده لتقديم المساعدة للاجهزة الامنية الاخرى. واشار دولة الرئيس الى ان اللقاءات التي عقدها مع الرئيس بوتين ورئيس الحكومة ميدفيديف ووزير الخارجية كانت ايجابية وركزت كلها على تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.
ثم تحدث دولة الرئيس عن معركة “فجر الجرود” متوقفا عند اللغط الذي يتم تداوله من حين الى آخر، فأكد على ان الحكومة اعطت الضوء الاخضر للجيش لتنفيذ العملية وهي فخورة بما حققه الجيش في اقل خسائر ممكنة، وتمكن من تحرير الارض ومعرفة اماكن دفن جثامين العسكريين الشهداء، وكل ذلك جرى على نحو حرفي وجيد، داعيا الى وقف الجدال وردود الفعل، لافتا الى ان التحقيق سوف يضيء على كل النقاط التي رافقت ما حصل في 2 آب 2014.
واشار دولة الرئيس الى ان المرحلة السابقة التي سادت فيها خلافات سياسية انتهت ولا حاجة للعودة اليها والحكومة الحالية اثبتت انها موحدة وقادرة من خلال وحدتها على معالجة الكثير من القضايا المطروحة واتخاذ قرارات في شأنها.
وقال ان التوقعات ان تبلغ نسبة النمو هذه السنة 2.5 وهذا مؤشر مهم على ان القرارات الكبرى لم تتخذ، فكيف اذا تم الاتفاق عليها.
وطلب دولة الرئيس درس تشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات النيابية، داعيا الوزراء الى ابراز الجوانب الايجابية من الانجازات التي تحققها الحكومة بصمت وعدم التركيز فقط على السلبيات.
وطلب دولة الرئيس من وزير الطاقة اطلاع مجلس الوزراء على ما آلت اليه مسألة تلزيم معامل انتاج الكهرباء لاتخاذ الموقف المناسب، مؤكدا ان المهم بالنسبة اليه هو تأمين الكهرباء للمواطنين وعدم التوقف على ما يقال هنا وهناك حول هذه المسألة.
كذلك طلب الى وزير التربية الاسراع في معالجة قضية الاقساط المدرسية ورواتب المعلمين ومواقف اصحاب المؤسسات التربوية”.