شدد وزير الإعلام ملحم الرياشي على ان “السلام والمحبة يتطلبان الشجاعة التي من دونها لا يمكن تحقيقهما، ومرحلة العداء بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والخصام والشتائم والصراع الذي كان جزء منه دمويا على مدى 30 عاما، كانت مرحلة صعبة، لو أكملت أستطيع أن أقول انه بالحد الأدنى لا يكون لدينا رئيس جمهورية وبالتالي لا انتظام للمؤسسات الدستورية، وكان البلد ذهب باتجاه التفتت”.
وسئل خلال برنامج صباحي مباشر عبر أثير “إذاعة لبنان” بعنوان “مثل ما انت”، من اعداد شربل زيادة وبرناديت حديب وتقديمهما رد فيه على أسئلتهما: ما هو الأصعب ان يوقع الشخص على اتفاقية سلام أو ان يحافظ عليها؟
أجاب: “الصعوبة في الإثنين معا، ومجرد ان توقع على اتفاقية سلام وتجعلها قناعة راسخة في قلوب الناس، أصبحت تحافظ عليها لأنها لا تعود ملكك بل تصبح كالأغنية ملك الناس ولا أحد ينتزعها منهم”.
سئل: الى أي حد تعتقد ان هذا السلام حقيقي ويترسخ في قلوب الناس أو أنه يذهب مع الرجالات الذين أتوا به، ونعود نعاني مجددا؟
أجاب: “نعم يأتي أناس آخرون وقد لا تعود العلاقات ودية أو بالأحرى لا تعود راسخة إنما تصبح مثل علاقة أي حزبين، ولكن الماضي لا يعود ولا يمكن أن يقبل الناس أو القيادات بأن يعيد ما ذهب”.
سئل عن طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب توطين النازحين في الدول المجاورة؟
أجاب: “هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ لأن وضع النازحين السوريين يختلف عن أوضاع الفلسطينيين. الفلسطينيون شعب أخذت منه أرضه أما في سوريا فالشعب يترك أرضه بسبب الحرب من دون أن يحل أحد مكانه. هذا الأمر غير قابل للمنطق، بل على العكس بعيد عنه، وعندما تستتب الأمور في سوريا يعود الناس الى بيوتهم ولا أحد يوطنهم في مكان آخر ولا هم في الأساس يطرحون هذا الموضوع. تعلمون انني استقبلت 13 سفيرا منذ أربعة أسابيع للتحضير لحملة من أجل تخفيف التشنج بين اللاجىء والمضيف اللبناني، وحملة إعلامية فور إقرار مجلس الوزراء حساب خاص للمانحين سوف تنطلق من وزارة الإعلام والمفوضية الدولية لشؤون اللاجئين في هذا الإتجاه”.
وردا على سؤال عن وضع الإعلام اللبناني وسبل تطويره، أجاب: “على المستوى الإقتصادي والإجتماعي هناك مجموعة مشاريع لتحسين وضع وسائل الإعلام وخصوصا القطاع الخاص قدمتها وهي في مجلس الوزراء وأتحدث مع الرئيس الحريري وقد تكون جزءا من موازنة 2018. بالنسبة إلى “تلفزيون لبنان” و”إذاعة لبنان” نقوم بورشة كبيرة، أولا في التلفزيون ننتظر الإفراج عن مجلس الإدارة في الأمانة العامة لمجلس الوزراء لأن أمامه مشروعا كبيرا للسنوات المقبلة، لن يكون في سوق التنافس مع التلفزيونات الأخرى إنما سيكون بالتأكيد تلفزيونا مميزا ومتميزا. بالنسبة إلى “إذاعة لبنان” هناك شبكة برامج جديدة ايضا تشبه العصر. سوف نعيد الدراما الإذاعية إلى الإذاعة وأنا مصر على هذا الموضوع كثيرا، وتحدثت مع مدير الإذاعة وسيعمل عليها في شبكة برامج الخريف، وبالنسبة إلى المضمون، من الآن أدعوكم إلى المشاركة في مؤتمر تعد له مديرية الدراسات في وزارة الإعلام أوائل شهر تشرين الثاني المقبل بعنوان “الإعلام الإيجابي”، وسندعو الإعلام الخاص إلى المشاركة فيه مع وسائل الإعلام. العملية لا تحتاج إلى تركيز على أسرار المهنة بل إلى توعية بسيطة أو لفت نظر لوسائل باتجاه ان يذهبوا نحو الإعلام الإيجابي، فلا يصبح خبر وقوع شاحنة على الطريق خبرا دوليا. أحداث داخلية مهمة تحصل في اميركا قليلا ما تأتي “نيويورك تايمز” و”الواشنطن بوست” على ذكرها، فالإعصار قليلا ما يتحدثون عنه ونحن لا ندرك محاذير هذا الأمر على الإغتراب. الإغتراب يعتقد ان هناك كارثة في لبنان يعني يكون السير مقفلا على طريق المطار. هذا الإعلام الإيجابي نضع له مجموعة نقاط ومعايير يعمل على أساسها الإعلاميون، ووجودكم في هذاالحقل، وكثر مثلكم، يؤكد ان الأمور ليست سوداء. صحيح هناك أشياء سيئة تطغى كنقطة سوداء على ثوب العروس كل الناس تراها ولا ترى الثوب الكبير الأبيض. الأمور ليست سوداء والدليل ما تتحدثون عنه ان الأمور البيضاء أكثر من السوداء”.
وختم: “الإذاعة تطلق مخيلة الإنسان وهذا قليل ما يتم التنبه إليه. الدراما على الإذاعة تجعلنا نتخيل المسرح بينما التلفزيون يضع لنا المسرح أمامنا ويضع المشهد أمامنا ويحصرنا به. الدراما الإذاعية هي أجمل بكثير وعلينا أن نشجعها”.