الفرنسية هدا نصها:
سئل: أشكرك على استضافتي في منزلك في بيروت، أرغب في القول بكل حرية هذه المرة؟
أجاب: أجل، دائما.
سئل: عاش اللبنانيون والعالم بأسره ثلاثة أسابيع من القلق مع غيابك الطويل ومع استقالتك المفاجئة والتي لا سابق لها أيضا، بالنسبة إلى رئيس وزراء في الخارج. كما عشنا عودتك كمنتصر. هذا المساء ألا تزال رئيس وزراء لبنان؟
أجاب: نعم، لا أزال رئيس الوزراء الذي يمارس صلاحيته.
سئل: أي لفترة محددة أم مع الرغبة في البقاء والاستمرار؟
أجاب: إن كان الحوار الذي نجريه مع رئيس الجمهورية مجديا، فأجل، بالطبع.
سئل: لدى عودتك إلى بيروت قلت إنك اقترحت على رئيس الجمهورية ميشال عون استقالتك فطلب أن تعلقها. هل هذه طريقة لتأخيرها؟ أم أن سعد الحريري لن يستقيل؟
أجاب: أود أن يكون استقرار لبنان هو الأولوية بالنسبة إلى الجميع. وبالنسبة إلي، حين طلب مني رئيس الجمهورية أن أعلق استقالتي أجبته بأنه يجب التوصل إلى حل بعض المشاكل، ونحن الآن نقيم حوارا، لكنني أريد البقاء.
سئل: تريد البقاء في منصبك رئيس وزراء لبنان؟
أجاب: أجل.
سئل: بعد كل ما عشته؟ لو سمحت لي أتملك في نفسك الطاقة والقوة الشخصية والعزم لكي تبقى رئيسا للوزراء هنا؟
أجاب: بالنسبة إلى نتائج المشاورات مهمة جدا في نظري. أريد أن يكون لبنان مستقرا وألا يكون ساحة دماء وأود حقا أن يكون لبنان بالصورة التي يطمح إليها اللبنانيون.
سئل: لكن هذه التجربة المؤلمة التي عشتها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية ألم تحبطك بالنسبة إلى شغل منصبك؟
أجاب: كلا، مطلقاً. يعرف الجميع في لبنان أنني متفائل دائما. متفائل ضمن عائلتي وفي السياسة.
سئل: لكن هل هذه رغبتك وطموحك؟ أم أنك تشعر أنه واجب بالنسبة إلى اللبنانيين اليوم إن كنت أنت تجسّد ما هو لبنان؟
أجاب: في نظري، أعتقد أن لبنان يحتاج إلى من يجمع صفوف مواطنيه. وخلال العام الذي شغلت فيه منصب رئيس الوزراء جمعت اللبنانيين. إن كل ما حصل والطريقة التي التف اللبنانيون فيها من حولي يظهر ربما أنني رمز الاستقرار، وأعتقد أن واجبي هو أن أحل ذلك الاستقرار في لبنان.
سئل: هل تفاجأت من قلق وإحاطة اللبنانيين لك؟ لأنه يجب الاعتراف أنهم شعروا بالقلق في الأسابيع الثلاثة الماضية؟
أجاب: تأثرت بعاطفة الناس. لقد تأثرت حقا وأعتقد أن واجبي يقضي بتحقيق ما يريده اللبنانيون.
سئل: لكنهم شعروا بالإذلال حين لم تكن هنا، شعروا بالإذلال وبالغضب لأنهم خافوا أيضا من اندلاع الحرب؟
أجاب: أجل، خافوا من الحرب لأنها كانت استقالة مدوية. ولكن بالطريقة التي أرى بها الأمور، كانت صدمة إيجابية لكي نظهر كذلك للأحزاب السياسية أن لبنان لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة، من دون أن ينظر حوله. فهو لديه حلفاء ودول عليه أن يحترمها.
سئل: منذ عودتك إلى بيروت، أتى اللبنانيون ليعبروا عن دعمهم لك بحشود غفيرة، فأنت تجسد في نظرهم مستقبل لبنان، لكن هل ستستطيع القيام بذلك؟
أجاب: أعتقد أننا كلبنانيين إذا عملنا جديا وقمنا بما علينا القيام به من أجل البلد، فإننا سننجح. لدينا الكثير من الحلفاء والأصدقاء في العالم وأعتقد أنه يمكننا تحقيق الكثير.
سئل: حين كنت غائبا في الرياض، هل كنت أنت من رغب في تقديم استقالتك؟
أجاب: أردت أن أحدث صدمة إيجابية. أردت أن أقوم بشيء من أجل البلد. نحن في فترة عصيبة جدا حيث كل المنطقة تحترق، وما أريده أنا هو العمل على إحلال الاستقرار في لبنان.
سئل: ولكن هل أنت من اتخذ القرار أم أنه طلب منك أن تستقيل.
أجاب: تعلمون أن لدينا الكثير من المصالح مع العديد من الدول والمملكة العربية السعودية هي إحدى هذه الدول، وأعتقد أن المشكلة التي لدينا مع دول الخليج هي مشكلة حقيقية بالفعل، وأرى أن هذه الصدمة الإيجابية التي أحدثتها يمكنها أن تحسن أداءنا مع حلفائنا.
سئل: إذا أنت تقول إنها كانت استقالة حقيقية ومزيفة في آن، للفت انتباه العالم إلى ما يحصل في المنطقة من مخاطر الحرب؟
أجاب: أعتقد أنها كانت طريقة للقول إلى الناس في لبنان أن هناك مشكلة حقيقية وكبيرة لا أحد يعترف بها.
سئل: إذا طلبوا منك أن تستقيل؟
أجاب: تحدثنا كثيرا عن هذا لكنني لا أريد القول أنني أرغمت، كلا. أنا من استقلت.
سئل: هل أنت من كتب خطاب الاستقالة؟
أجاب: نعم نعم. ولكن يجب أن نعرف أن المشكلة التي لدينا في لبنان هي أن هناك نقاشا كبيرا فعلا في الدول العربية لأن لدينا حزبا سياسيا يسمى حزب الله وإيران أيضا يتدخلان في شؤون الدول العربية جميعها. ونحن في لبنان لا يمكننا اعتماد سياسة تعرض هذه الدول للخطر. لذا علينا أن نكون واضحين وإلا سنعرض أنفسنا لقطيعة مع دول الخليج.
سئل: ما الذي لاموك عليه هناك؟
أجاب: لم يلومونني علي شيء.
سئل: ألم يقولوا إن لبنان ضعيف جدا تجاه حزب الله؟ أو أمام إيران؟
أجاب: هذا أمر يقولونه كل يوم. فمنذ أسبوع أصدرت الجامعة العربية قرارا سيرفع إلى الأمم المتحدة مفاده أن حزب الله مسؤول عن الاعتداءات التي تحصل في العالم العربي.
سئل: حين كنت هناك، هل تفاجأت بما حل بك؟ هل شعرت بالقلق لبعض الوقت؟
أجاب: كلا. أنا ذهبت إلى هناك لتحسين العلاقات وحين رأيت أننا نواجه مشكلة كبيرة جدا مع الخليج، كان علي أن أحدث صدمة إيجابية. أما بشأن ما حصل هناك، فإن العديد من القصص خرجت في هذا الشأن، لكنني أحتفظ بذلك لنفسي.
سئل: حين تقول أحتفظ به لنفسي، هل هذا يعني أن هناك معاناة شخصية؟
أجاب: لا أود الخوض في كل هذه التفاصيل، ما يهم هو استقرار لبنان وكيف أتوصل إلى ذلك الاستقرار.
سئل: سنرى ما معنى استقرار لبنان، ولكن حين كنت في الخارج هل كنت على اطلاع على الدعم الذي تحصده في بلدك حول شخصك؟
أجاب: بالطبع، بالطبع، كنت أشاهد ذلك على التلفزيون، كانوا يتصلون بي وكنت أرى الناس.
سئل: في فرنسا أولا؟
أجاب: بالطبع.
سئل: في لبنان وفي فرنسا؟
أجاب: نعم طبعا.
سئل: قبل مغادرتك الرياض، التقيت بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هل تعتبره رجل إصلاح كبيرا في المستقبل بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية؟
أجاب: إنه رجل إصلاح كبير جدا، إنه شخص يعرف ما الذي يريده من بلاده، هو يريد أن يكون الشباب ممثلا في بلاده في كل أنحاء المملكة العربية السعودية، وهو يجعل الإسلام معتدلا كما عرفناه في السابق، لأن الإسلام هو دين اعتدال وليس دين تطرف.
سئل: نعم ولكن يجب إظهار ذلك. الأمير محمد بن سلمان يريد إذا إسلاما معتدلا وهو كرر ذلك، وبالأمس سمعته يقول مع عدد من الدول العربية أنه يجب القضاء على التهديد والتطرف الإرهابي. هل تصدق هذا الأمر شخصيا؟
أجاب: أجل، بالطبع، فحين ترى ما الذي يفعلونه في المملكة العربية السعودية ستفهم ذلك.
سئل: لأنك رأيت ما الذي يفعلونه في المملكة العربية السعودية؟
أجاب: لوقت طويل قيل إن النساء لن يتمكن من قيادة السيارات في المملكة العربية السعودية، وحاليا واعتبارا من شهر حزيران سيتغير ذلك بالكامل. هو يقوم بما بوسعه لكي ينفتح البلد. لم يكن هناك سينما، وستكون هناك دور سينما.
سئل: إذا، هل تصدقه؟
أجاب:أجل، لأنني أرى ما الذي يفعله.
سئل: هل قابلته مرارا أو لمرة واحدة قبل المغادرة؟
أجاب: لمرة واحدة.
سئل: قبل المغادرة؟
أجاب: أجل، أجل. كان اجتماعا جيدا جدا، فقد اتفقنا على عدد من الأمور المفيدة بالنسبة إلى البلد وأعتقد أنه يريد حقا استقرار لبنان.
سئل: يقال إن هناك أشخاصا يحيطون به وهم يريدون الحرب. هل يريد هو الحرب؟
أجاب: لن أدخل في هذا النقاش. لكل منا مستشاروه وأنا لدي مستشارون، وهناك المتشددون جدا بخصوص بعض السياسات.
سئل: ولكنك تؤكد أن البعض من حوله قد يرغبون بالحرب؟
أجاب: لا أؤكد أي شيء.
سئل: لكن هل يمكن للأمير محمد بن سلمان أن يتفق مع لبنان مستقر ومع رئيس وزراء يريد أن يكون حياديا؟ هل بوسعه أن يقبل بسعد الحريري حياديا؟
أجاب: بالطبع. الأمر الوحيد الذي علينا معرفته هو أننا كلبنانيين نريد علاقات جيدة مع محيطنا.
سئل: مع محيطكم بالكامل؟
أجاب: الدول العربية هي جزء من تلك الجامعة العربية، وبما أننا عضو في الجامعة العربية فإن علينا إقامة العلاقات الجيدة جدا مع الدول العربية.
سئل: ولكن بدون الخضوع أمام مجمل الدول العربية ولا أمام هذا أم ذاك؟
أجاب:بالطبع. بالنسبة إلينا مصلحة لبنان هي الأهم ولاحقا يأتي أي شيء آخر.
سئل: هناك اليوم 300 ألف لبناني يعيشون في المملكة العربية السعودية ويحولون أموالهم إلى هنا؟
أجاب: هذا صحيح. ولدينا الكثير من الصادرات إلى المملكة العربية السعودية ولدينا الكثير من العلاقات الاقتصادية معها.
سئل: كنت تطالب ولا تزال بحوار بين القوى السياسية اللبنانية المختلفة. حاليا يجري الرئيس عون الاستشارات وكذلك أنت، وقد استقبلت شخصيا الكثير من الأطراف، ماذا تنتظر أن يتم إبرام اتفاق معك أو أن يكون هنا إعلان مشترك بأن يدعم الجميع سعد الحريري؟
أجاب: كلا، لا يتعلق الأمر بسعد الحريري. بالنسبة إلي إنه حياد لبنان حيال الأزمات كلها التي تجري في المنطقة.
سئل: ما هو الحياد في نظرك؟
أجاب: لا أريد أن يقوم حزب سياسي في حكومتي بالتدخل في شؤون دول عربية ضد الدول العربية الأخرى.
سئل: أي أن حزب الله الموجود في حكومتك يدعم إيران ويتسبب بالفوضى في دول أخرى بما فيها المملكة العربية السعودية؟
أجاب: أجل، إن أردنا الحياد ومصلحة لبنان. الأمر نفسه إن حصل ذلك في فرنسا أو في أي دولة أخرى.
سئل: لكن حزب الله نافذ جدا في لبنان، فهل تطلب منه أن يخفف من طمعه من أجل مصلحة لبنان؟
أجاب: بالطبع.
سئل: ماذا تطلب منه هذا المساء وما الذي تنتظره منه؟
أجاب: أنتظر منه الحياد الذي اتفقنا عليه في الحكومة وأن يطبق البيان الوزاري الذي أقريناه في البرلمان، حيث قلنا إننا نريد مصالح الدول العربية جميعها. لا يمكننا قول شيء وفعل عكسه.
سئل: المعروف أن رئيس الجمهورية ميشال عون مقرب من حزب الله. هل يمكنه أن يوافق على سياستك وأن يطلب إلى الحزب الهدوء؟
أجاب: رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان. لديه علاقة مع حزب الله لكنه يريد مصلحة لبنان. لديه علاقات طيبة معي، ولكني إن قمت بأي أمر ليس في مصلحة لبنان فإن فسوف يقول ذلك لي ببساطة. أنا واثق أن رئيس الجمهورية سيحرص على مصلحة لبنان في هذه القضية.
سئل: ميليشيا حزب الله المسلحة والموجهة من قبل إيران تعود حاليا من سوريا حيث حاربت، ويقال إنها قد تتواجد أو أنها موجودة في اليمن. إن كانت كذلك، هل تطلب منها الخروج؟
أجاب: بالطبع.
سئل: الآن… كيف تقول هذا؟
أجاب: إن أردنا ممارسة سياسة الحياد لا يمكننا القبول بحزب سياسي يتدخل في اليمن ضد المملكة العربية السعودية.
سئل: هذا يعني أنك تقول لهم إن كنتم هناك اخرجوا؟
أجاب: بالطبع.
سئل: وإن كنتم لم تذهبوا إلى هناك بعد فلا تفعلوا؟
أجاب: لا يجب الذهاب إلى هناك، وقد صرح أمين عام حزب الله أنه ليس لديه مقاتلون هناك.
سئل: أتصدقه؟
أجاب: بالنسبة إلى مسألة المقاتلين، نعم أصدقه.
سئل: هل حزب الله الذي تنظر إليه دول عديدة نظرة سيئة ومنها إسرائيل التي خافت منه دائما وشنت حربا ضده في العام 2006، هل هو قوي بما يكفي اليوم لشن حرب أو لمواجهة حرب ما؟
أجاب: الحروب لا تنجح في لبنان. في العام 2006 شنت إسرائيل حربا دمرت البلاد وكلفتنا ما لا يقل عن 10 مليارات دولار والمملكة العربية السعودية ساعدت لبنان وأعادت إعمار جنوب لبنان. لقد شنت إسرائيل حربها في العام 2006 معتقدة أنها ستقضي على حزب الله. بعد 11 عاماً بات حزب الله أقوى بعشرة أضعاف فهل تنجح الحروب؟ على الإسرائيليين أن يعرفوا ذلك.
سئل: ولكن في الوقت نفسه هل يمكن القول لحزب الله أن يتوقف عن استفزاز دولة إسرائيل.
أجاب: أين يستفزها؟ أتعلم أن كل يوم هناك طائرات حربية إسرائيلية تنتهك الأجواء اللبنانية؟
سئل: ولكن هناك قاعدة صواريخ لـحزب الله ضد إسرائيل في بلدك؟
أجاب: أجل لكن لا يمكن للبنان أن يحل مسألة حزب الله، وهي مسألة إقليمية، لأن حزب الله موجود في لبنان وفي سوريا وفي العراق وفي كل مكان وهذا بسبب إيران. إنه حل سياسي إقليمي عليه أن يحصل.
سئل: لكنه حل إقليمي بنتائج عالمية؟
أجاب: بالطبع.
سئل: هل تقول هذا المساء احموا لبنان لأن هذا يعني ردع رغبة إيران بغزو المنطقة وربما إلى أبعد منها؟
أجاب: أجل، هذا قد يردع تدخل إيران في المنطقة بالطبع.
سئل: أتقول إن هذا يعنينا جميعا أم الأطراف الإقليمية؟
أجاب: كلا، هذا يعنينا جميعا. إن أردنا ممارسة سياسة تفيد المنطقة فعلينا ممارسة سياسة لا تقوم على التدخل. انظر إلى عدد الحروب التي نشهدها في المنطقة، في سوريا، في العراق في ليبيا، في اليمن.
سئل: ولا تريد حربا مماثلة هنا؟
أجاب: لا نريد أي حرب هنا. ولهذا السبب نسمي هذا بالنأي بالنفس.
سئل: ألا تستغرب أن المملكة العربية السعودية تتفق بأفضل شكل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومع إسرائيل؟
أجاب: هناك الكثير من الإشاعات بهذا الشأن وأنا لا أعرف شيئا عن ذلك.
سئل: في مجال الخصومة بين المملكة العربية السعودية وإيران لبنان يريد أن يحظى بالسلام وأن يكون في منأى عن ذلك؟
أجاب: يريد أن يكون في منأى عن ذلك كله.
سئل: ما الذي يجري بينك وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؟ لماذا قرر التدخل بحزم وبنشاط لكي يخرجك من الموقف الذي كنت فيه؟
أجاب: أعتقد أن علاقة شخصية جيدة تربطني بالرئيس ماكرون نظرا للعلاقات التاريخية بين لبنان وفرنسا، ولبنان هو دولة فرانكفونية أيضا. لذا يرغب الرئيس ماكرون في الاستقرار في لبنان ولا يريد الحرب ولا زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأعتقد أنه أمر في مصلحة لبنان والعالم بأسره، خاصة وأن لدينا 1,5 مليون لاجئ سوري في لبنان إضافة إلى 300 ألف فلسطيني، أتتصور ماذا قد يحدث لو حصل اضطراب كبير؟
سئل: ألا تريدون ترحيل السوريين إلى أوروبا أو إلى ديارهم حاليا؟
أجاب: لا نقول لأحد ألا يعود إلى بلده، بوسعهم العودة إن أرادوا ذلك. لكننا لن نطردهم أبدا. في الوقت نفسه إنهم هنا ونريد التوصل إلى حل لهم.
سئل: هل كان من المهم أن يقوم إيمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا بدعوتك مع عائلتك إلى باريس حين كنت هناك؟
أجاب: سررت جدا برؤيته.
سئل: أكثر من ذلك، هل كان ذلك مهما.
أجاب: أجل، كان ذلك مهما جدا بالنسبة إلى لبنان كبلد، فالتاريخ بين لبنان وفرنسا تاريخ قديم جدا.
سئل: أجل، لكن أبعد من هذا… هذا كلاسيكي وتقليدي؟ هل هناك بعد شخصي لعلاقتكما؟
أجاب: كلا، هذا سياسي أيضا. فرنسا تعبر عن أهمية مصالحها مع لبنان وتريد أن تكون تلك المصالح مستقرة، وهذه هي السياسة.
سئل: لماذا تقول إن ما قام به هو مدهش؟ أو أنه كان مدهشا؟
أجاب: لأنه عمل ليلا نهارا وحتى حين عدت إلى لبنان وحين كنت في باريس والقاهرة، كنا نقوم بالمتابعة دائما للتوصل إلى استقرار لبنان.
سئل: إذا هو حمى لبنان. ولكن هل يمكن القول أنه أنقذك أيضا؟
أجاب: كلا، لقد حمى لبنان.
سئل: ولكنه أنقذك؟
أجاب: لقد حمى لبنان وحرص على دعمه بشكل متواصل. وهو يريد أن يكون لبنان مستقرا.
سئل: هل تشعر بالحقد تجاه المملكة العربية السعودية؟
أجاب: لا، بالطبع كلا!
سئل: وهل يمكنك الذهاب إلى هناك في أحد الأيام؟ وقريبا؟
أجاب: بالطبع، عائلتي تعيش في المملكة. زوجتي في باريس اليوم ولكنها ستعود بعد أيام قليلة إلى السعودية.
سئل: الرئيس ماكرون وعقيلته استضافا مؤخرا زوجتك وابنيك الآتين من السعودية وهم سيعودون إليها. هل تتصلان ببعضكما البعض كثيرا؟ هل تخبران بعضكما ما تقومان به؟ أهي أحاديث حول الشؤون اللبنانية الداخلية والعالمية؟
أجاب: هذا سر من أسرار الدولة.
سئل: هل أخبرك مثلا ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟ هل لديك دعم دونالد ترامب؟
أجاب: أجل، لدينا دعم دونالد ترامب. لدينا دعم الأميركيين وأوروبا بأسرها، وألمانيا بطريقة كبيرة جدا وروسيا. الجميع يدعمنا ويريد الاستقرار لبلدنا. والمملكة العربية السعودية تريد استقرار لبنان.
سئل: وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي استقبلك بحرارة. ما الذي يقولونه لك؟ ابقَ أم ارحل؟
أجاب: كلا، كلا، ابقَ. لماذا قد يقولون لي أن أرحل؟ هم يريدون أن ينعم لبنان بالاستقرار. أنا أنتهج سياسة لجمع اللبنانيين وهذا ما يهم في لبنان. لبنان هو بلد تناقضات في المجال السياسي، ونحن نحتاج إلى شخص كالرئيس ميشال عون الذي يجمع الجميع ورئيس وزراء يتفق دائما مع رئيس الجمهورية ويكون جامعا أيضا. لهذا السبب علاقتنا ناجحة.
سئل: إذا وافقت إيران وحزب الله على التوازن السياسي الجديد الذي تقترحه، هل ستبقى؟
أجاب: أجل، بالطبع.
سئل: لكن إن رفضتا، هل سترحل؟
أجاب: أجل. لا أريد الرحيل لكن أظن أنه سيكون من أجل مصلحة لبنان. أعتقد أن حزب الله يجري حوارا إيجابيا جدا. لا أريد التطرق إلى الأمور السلبية وإلى ما سأفعله.
سئل: هل تعتقد أن إيران وحزب الله قد فهما؟
أجاب: كلا، هذا ليس ما في الأمر. إنهما يعلمان أنها ليست رسالة من الخليج، إنها مصلحة لبنان الحقيقية. علينا أن نبقى على حيادنا في المنطقة.
سئل: وإن بقيت هل ستواصل كما في السابق مع الحكومة عينها ومع الأشخاص أنفسهم أم أنك ستقوم بتغييرات وبتعديلات؟
أجاب: لعلنا سنجري تعديلات، سأقرر ذلك مع الرئيس عون.
سئل: في الأيام المقبلة؟
أجاب: في الأيام المقبلة.
سئل: وهل ترغب في التعديل؟
أجاب: ربما.
سئل: وإعادة التوازن؟
أجاب: أجل، أجل.
سئل: ولكن ما هي إعادة التوازن الحكومي مع الضغط من الجميع؟
أجاب: لن أتطرق إلى ذلك ولكن هذا لمصلحة إنجاز الأعمال بسرعة أكبر.
سئل: يقال إن هناك الانتخابات في أيار 2018، هل يمكن أن تقرر إجراءها قبل ذلك الموعد؟
أجاب: أجل لم لا؟ ولكن علينا الحصول على موافقة الأحزاب جميعها. لا مشكلة لدي إن جرت الانتخابات قبل موعدها.
سئل: إيمانويل ماكرون يواصل دعمه لك، هل تؤكد أن هناك مجموعة دولية من المستثمرين ستتولى الجانب المالي، وأن مؤتمر باريس 4 سيعقد لجمع الأفراد والأطراف والدول المستعدة لمنح المال للبنان؟
أجاب: سنجري اجتماعا اقتصاديا في باريس من أجل لبنان وسنجري اجتماعا في روما لمساعدة جيشنا اللبناني وكل أجهزة الأمن. ونعتقد أن تعزيز قدرة المؤسسات سيضعف الأحزاب السياسية كلها، وستوفر التنمية الاقتصادية المزيد من الوظائف.
سئل: هل هذه طريقة بالنسبة إليك لكي تخفف من نفوذ حزب الله؟
أجاب: أريد أن يؤيد الناس الحكومة، حكومة لبنان المركزية. المشكلة في الماضي كانت ضعف المؤسسات كلها، ونحن اليوم نعزز هذه المؤسسات.
سئل: هل عززت رحلتك إلى الرياض والبقاء هناك لـ3 أسابيع قدراتك ؟
أجاب: أعطاني ذلك الكثير من الوقت لكي أفكر. في جميع الأحوال أقول إن هناك روما 2 وباريس ومجموعة الدعم الدولية لـلبنان. هناك أيضاً مؤتمر سيعقد بدعم من فرنسا في بروكسل من أجل اللاجئين.
سئل: لكن سعد الحريري، بصفته رئيس الوزراء، هو من سيهتم بذلك دائما؟
أجاب: بالطبع.
سئل: هناك مشكلة دقيقة يجب حلها في فرنسا وهي أن هناك 240 موظفا فرنسيا في سعودي أوجيه يطالبون برواتبهم، وهم لم يتقاضوها منذ عامين على الأقل. هل سيتقاضون رواتبهم؟
أجاب: سيتقاضون رواتبهم حين يدفعوا لنا مستحقاتنا. لدينا الكثير من الديون وأنا واثق أننا سندفع المال للجميع ما إن نقبض المال.
سئل: لكن من الذي سيدفع لهم؟
أجاب: الحكومة إضافة إلى أطراف أخرى.
سئل: هل ستتدخل لكي يتقاضوا المال؟
أجاب: بالطبع، بالطبع. من مصلحتنا أن ندفع للموظفين جميعهم.
سئل: هل سيكون هناك حل مناسب وعادل لجميع الأجراء الفرنسيين؟
أجاب: نعم ولكافة الأجراء.
سئل: ألا تزال تشعر بالتهديد؟ مؤامرة قد تطال حياتك كما صرحت؟
أجاب: هذا وارد دائما. في أجهزة الأمن هناك تهديد دائم. كانت سياستي متشددة جدا في وجه المتطرفين، كما أن موقفي متشدد جدا ضد النظام في سوريا. لا يحبني أولئك الأشخاص، لذا التهديد موجود.
سئل: لأنك لا تزال تريد معرفة الحقيقة حول اغتيال والدك رفيق الحريري؟
أجاب: بالطبع وهو لا يزال قدوة هنا.
سئل: لا تزال تشعر بالتهديد اليوم أكثر مما مضى؟
أجاب: لا أفكر في التهديد.
سئل: لكنه موجود؟
أجاب: لم أعتقد أبدا أن أمرا ما سيحصل إن خرجت، لكن التهديد موجود ولدي جهاز أمني جيد وهو يقوم بعمله. أنا لا أستسلم أبدا، أفعل ما أريده، وجهازي الأمني يقوم بعمله.
سئل: لكن لماذا لا تعكس صورة صلبة؟
أجاب: إن أردت جمع الناس حولك عليك تقبل آراء الآخرين جميعهم وعلينا المساومة لمصلحة البلاد. مواقفي بخصوص حزب الله وإيران واضحة جدا، لكن حين أقرر أنني أريد أن أخدم مصلحة لبنان وأن أضع هذا جانبا وأنا أحرص على مصلحة لبنان في الوقت نفسه. أنا وحزب الله نعلم أنهم، لا هم يوافقون على سياستي الإقليمية ولا أنا أوافق على سياستهم الإقليمية.
سئل: لكنك لن تشن الحرب على إيران؟
أجاب: كلا. بالنسبة إلي، كلا.
سئل: لكن على إيران أن تفهم؟
أجاب:أجل، أجل بالطبع.
سئل: أليس صعبا أو حتى خطيرا أن تجسد لبنان بهذه الصورة وأن تمثل دولة مماثلة؟
أجاب: هذا ضروري إن أردنا الخروج من هذه الأزمة كلها.
سئل: لبنان هو دولة صغيرة جدا هل بوسعه أن يلعب دور المواجهة الإقليمية؟
أجاب: جوابي هو النفي. أنا أعارض بالكامل ما يقوم به حزب الله سياسيا، لكن هناك مصالح اللبنانيين. ليس لدينا كهرباء وكل ما شابه… علي أن أعمل وعلي أن أتفق مع الأحزاب السياسية جميعها لكي أضع لبنان على الطريق السليم وعندها سيضعف نفوذ الجميع، وأنا أيضا سيضعف حزبي السياسي.
سئل: سيضعف الأعداء جميعهم؟
أجاب: أجل. في لبنان حين تكون الحكومة المركزية قوية كل الأحزاب السياسية التي تملك الأسلحة حتى تلك التي تنتهج سياسية عنصرية ربما ستضعف لأن مصلحة الجميع هي في هذه الحكومة المركزية القوية.
سئل: ماذا تقول إلى فرنسا اليوم؟ أتطلب منها أن تواصل دعمها لك؟ ماذا تطلب منها؟
أجاب: أشكر فرنسا أولاً، لأنها تريد الحفاظ دائماً على استقرار لبنان وعلى مساعدتها للبنان بشتى السبل السياسية، الاقتصادية والأمنية.
سئل: وهل ستواصل مقابلة الرئيس الفرنسي والاتصال به؟
أجاب: أجل، ونحن نتحدث معا دائما ونتناقش كيف يمكننا أن نحمي المنطقة وليس لبنان فحسب.
سئل: هل تدعوه لكي يأتي إلى لبنان؟
أجاب: أجل، آمل أن يأتي إلى لبنان. أعتقد أنه سيود الحضور في آذار ولبنان سيرحب به.
سئل: هل سيستقبله سعد الحريري كرئيس للحكومة؟
أجاب: آمل ذلك. لكن في العادة رئيس الجمهورية يفعل ذلك.
سئل: هل غيرتك الأسابيع الثلاثة المؤلمة التي عشتها مؤخرا؟
أجاب: كررت مرارا إنها مؤلمة، لكنها كانت 3 أسابيع لصدمة إيجابية، للقول إلى العالم إن هناك مشكلة.
سئل: أنت متفائل وتقول إنها صدمة إيجابية. لكننا لا ننسى الصدمة؟
أجاب: أجل، الصدمة. أقول إن هناك صدمة وكانت صدمة إيجابية بالنسبة إليّ. في هذه الأسابيع الثلاثة فكرت كثيرا في ما سأفعله لاحقا، وأعتقد أننا في وضع حيث يريد الجميع استقرار لبنان في العالم بأسره. ولديك الأدلة على ذلك ورأيت كم من الدول طالبت باستقرار لبنان. لذا بالنسبة إلي ما يهم هي النتائج ولن أناقش الأسابيع الثلاثة.
سئل: لكن هل طبعتك هذه الفترة وجعلتك أكثر قساوة؟
أجاب: بعد اغتيال والدي…هذا ما جعلني قاسيا. أن أخسر رجلا مثل رفيق الحريري، هذا ما جعلني قاسيا، وأعتقد أن هذا ما يرشدني لأنه كان بالنسبة إلي جبلا، كان الصخرة وهو المثال في نظري.
سئل: يعيش لبنان والمنطقة حاليا ساعات حاسمة هل أنت موافق؟ ما بين الحرب والسلام؟
أجاب: بالطبع، والعالم أيضا، نحن والأوروبيون والفرنسيون أيضا. نحن أقرب إلى الحرب ونحن أقرب إلى السلام، ويجب توخي الحذر. أجل، يجب توخي الحذر الفائق وأيضا يجب التحلي بالحزم في المواقف وقول الأمور كما هي، وهذا ما فعلته وهذا ما سأفعله من أجل لبنان.
سئل: شكرا على استضافتك لي في بيروت في هذه المقابلة مع سي نيوز، في دارتك التي لا تشبه المكان المحصن مطلقا لأنني سمعت أنه كذلك، لكن كلا. أنت تعيش هنا، هل مارست الرياضة هذا الصباح؟
أجاب: أجل، لقد فعلت وأمارس الرياضة كل يوم.
سئل: وحتى في الرياض؟
أجاب: حتى في الرياض، في كل مكان.