اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن تقديره “للدور الانساني الذي تقوم به جمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر، لا سيما في الدول العربية التي تشهد نزاعات دموية”، لافتا الى “ضرورة العمل لوقف هذه النزاعات من خلال الحلول السياسية السلمية”.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر فرانشيسكو روكا، وحضور رئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي، نائبته الدكتورة مريم غندور، الامين العام جورج كتانة، رئيس مكتب الاتحاد الدولي في لبنان كريستيان كورتيز ووفد مرافق.
روكا
وشكر روكا الرئيس عون على “الدعم الذي يلقاه الصليب الاحمر والهلال الاحمر في لبنان”، ولفت الى انه بعد انتخابه “كانت اولى زيارة قام بها الى سوريا، حيث اطلع على الوضع ميدانيا وحجم المعاناة والالم الذي يعيشه السوريون نتيجة الحرب الدائرة في بلدهم”.
واعرب عن تقديره “للرعاية التي يلقاها النازحون السوريون في لبنان، والذي بات مضرب المثل عند الحديث عن المعاملة التي يلقاها النازحون في الدول التي لجأوا اليها”. واعلن عن “وضع امكانات جمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر لمساعدة لبنان في تحمل هذا العبء الناتج عن وجود النازحين”.
رئيس الجمهورية
ورحب الرئيس عون برئيس الاتحاد روكا، متمنيا له “التوفيق في مسؤولياته الجديدة”، مقدرا “دور جمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر في العالم عموما وفي لبنان خصوصا”.
وعرض “النتائج المترتبة عن وجود النازحين السوريين في لبنان وانتشارهم في المناطق اللبنانية كافة”، داعيا الى “العمل على اعادتهم تدريجا الى المناطق السورية الامنة وتوزيع المساعدات الدولية عليهم في مدنهم وقراهم، لا سيما تلك التي تشهد مصالحات برعاية الدولة السورية”. واكد ان “لبنان اصغر دولة فيها اكبر نسبة من النازحين واللاجئين ويجب ان تعطى الافضلية عند بدء عودة السوريين الى بلدهم”.
حاكم مصرف لبنان
الى ذلك، عرض الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الاوضاع النقدية والمالية في البلاد والاجراءات التي يعتمدها المصرف المركزي في هذا المجال.
واوضح الحاكم سلامة ان “الوضع النقدي في البلاد مستقر”، وانه عرض مع الرئيس عون “تطلعات العام 2018 وسبل التمويل لتفعيل الاقتصاد”. ولفت الى ان “الاجراءات التي يتخذها المصرف، تساعد على حفظ الاستقرار المالي في البلاد”.
المطران بسترس
واستقبل الرئيس عون، راعي ابرشية بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران كيرللس سليم بسترس، يرافقه عضو المجلس الاعلى لطائفة الروم الكاثوليك دافيد عيسى واعضاء مجلس الابرشية، الذين وجهوا دعوة لرئيس الجمهورية لرعاية وحضور زيارة بطريرك الطائفة يوسف العبسي الى ابرشية بيروت في 3 شباط المقبل.
ونوه المطران بسترس ب”الجهود التي يقوم بها الرئيس عون لمتابعة مسيرة النهوض بلبنان على كل الاصعدة، الامنية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، مقدرا ما اتخذه من “مبادرة جريئة وحكيمة لحل الازمة التي مر بها لبنان في الآونة الاخيرة”.
واشار الى ان “الابرشية تحتفل بعيدها السنوي في شهر شباط في عيد دخول السيد المسيح الى الهيكل وسيكون عيدنا هذه السنة مميزا، اذ سنستقبل فيه بطريركنا الجديد غبطة البطريرك يوسف العبسي، الذي سيحتفل بالقداس الالهي الساعة الخامسة من مساء السبت في الثالث من شباط المقبل. فنرجو حضوركم شخصيا ان امكن، لنصلي معكم على نيتكم ونية لبنان ليبقى بلد الرسالة والمحبة والعيش المشترك والوحدة الوطنية”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، مهنئا اياه بالاعياد المجيدة، متمنيا “أن ينعم الله على الجميع بالاستقرار والازدهار والوفاق”، لافتا الى أن “اللبنانيين هم بحاجة اليوم الى التضامن في ما بينهم، في ظل توترات المنطقة”، مؤكدا أن “لبنان استطاع ان يتخطى مرحلة تحقيق الوحدة الوطنية والتضامن”.
وقال: “ان تطورات قضية القدس كانت مفاجئة بالنسبة الينا، وهي تخص جميع الاديان السماوية، لذلك ساهمنا عبر مشاركتنا في المؤتمرات التي انعقدت في القاهرة واسطنبول في الدفاع عن هذه المدينة. فلا يمكننا أن نتخيل المسيحية من دون كنيسة القيامة والقبر المقدس وحياة الرسل الاوائل الذين نشروا الدين المسيحي في العالم. فالقدس هي النبع، واذا جف تجف معه الروافد، وهنا اعني المسيحية”. ولفت الى أن “الدول الغربية التي تأسست على المسيحية، هي الآن تنضب من هذه الروحية على رغم أن كل قيمها منبثقة عنها”.
عبود
واستقبل الرئيس عون، الوزير السابق فادي عبود، الذي اوضح ان البحث “تناول آخر التطورات التي نشأت بعد اعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، ثم عودته عنها، والطريقة التي عالج فيها رئيس الجمهورية هذا الحدث”.
وقال: “كلنا نشعر ان هناك رئاسة جمهورية حرة وتتخذ المواقف التي تتخذها لمصلحة لبنان واللبنانيين”. ودعا الى “اتخاذ اجراءات اقتصادية سريعة لتثبيت الجو الاقتصادي الايجابي الموجود في البلاد حاليا وتحفيز النمو الاقتصادي”.
الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة
وعرض الرئيس عون الشأن الرياضي، مع وفد من الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة برئاسة ميشال ابي رميا الذي اطلع رئيس الجمهورية على “نشاطات الاتحاد المنتشر على كامل الاراضي اللبنانية وفي كل المناطق من دون استثناء، كونه ضم 150 ناديا من كل الفئات العمرية والدرجات من الخامسة حتى الاولى الممتازة، وهو ينظم حوالى الف مباراة كل سنة، اهمها بطولة لبنان للدرجة الاولى وبطولة لبنان الشاطئية للفئتين العمرية والشبابية”.
وعرض ابي رميا أسباب تراجع لعبة الكرة الطائرة “التي كانت الاولى التي يمارسها الشباب اللبناني”، وقدم خطة عمل للعبة تقوم على جملة مقترحات ابرزها “اعادة فتح كل الاندية الرياضية المقفلة في القرى اللبنانية وتشجيع الاندية الموجودة، عبر تحديث تجهيزاتها وتزويدها بالخبرة وايجاد تمويل مناسب لدعم الالعاب الرياضية”.
وطالب ب”اصدار قانون في مجلس النواب لدعم ورعاية الشباب كما هو حاصل في بعض الدول الاجنبية والعربية لفرض ضريبة زهيدة على بعض الكماليات و خطوط الخلوي التي يستخدمها الشباب، الامر الذي يؤدي الى تحصيل مبالغ مالية تصل حسب دراستنا المبدئية الى عشرة ملايين دولار اميركي، على ان يتم توزيعها على الاتحادات الجماعية التي تضم اكثر من 120 ناديا، وهي كما يلي: 20% اتحاد كرة الطائرة، 20% اتحاد كرة السلة، 20% اتحاد كرة القدم، 40% علىى الاتحادات الجماعية والفردية الاخرى حسب عدد انديتها”.
ورد الرئيس عون منوها ب”النشاطات التي يقوم بها الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة”، مركزا على “اهمية الرياضة في صقل الجيل الشاب وابعاده عن الافات التي تضر بالصحة والاخلاق والتربية”. واكد ان “مطالب الاتحاد ستكون موضع عناية ومتابعة”.
دياب
وفي قصر بعبدا، السفير اللبناني المعين في نيجيريا حسام دياب لمناسبة تسلمه مهامه، وقد زوده الرئيس عون بالتوجيهات، متمنيا له التوفيق.