بدأ الجيش التركي عملياته العسكرية ضد مدينة عفرين السورية عقر دار الاكراد، وحيث تنتشر وحدات حماية الشعب الكردي، ومعلوم ان تركيا تعتبر ان قوة الاكراد في سوريا وحتى في كردستان تشكل خطرا على امنها القومي باعتبار انه في تركيا 11 مليون كردي في منطقة ديار بكر وغيرها، يطالبون بحكم ذاتي كردي داخل الدولة التركية.
وتركيا تعتبر اي حكم ذاتي كردي خطراً على امنها القومي التركي.
بدأت العمليات العسكرية بقيام الطيران التركي بشن 150 غارة جوية على المراكز العسكرية وتحصينات قوات حماية الشعب الكردي، وذلك في مدينة عفرين السورية التي تبعد 60 كلم عن مدينة حلب. وقد تقدمت القوات التركية مباشرة من داخل تركيا باتجاه سوريا بينما كانت خدعت القوات الكردية لانها حشدت شمال وجنوب بلدة عفرين قوات عسكرية من الجيش السوري المنشق الذي قال الناطق باسمه ان عددهم 25 الف ضابط وجندي من الجيش السوري المنشق، والذي ترعاه تركيا.
وبعد الهجوم التركي مباشرة من تركيا في اتجاه سوريا، بدأ الجيش السوري الحر المنشق يهاجم عفرين من الشرق والغرب. ويوجد في عفرين مركز للجيش الروسي على اساس انه مركز مراقبة، لكن الجيش الروسي قال انه اذا حصلت مواجهة عسكرية بين الجيش التركي والجيش السوري فروسيا ستقف على الحياد.
لكن الجيش الروسي في مدينة عفرين حيث الاكراد سيقوم في حال اشتعال الحرب بقوة بالمساعدة لنقل المدنيين النازحين من عفرين الى خارجها.
قوات حماية الشعب الكردي قالت انها ستقاتل حتى النهاية، ولن تنسحب مهما حصل من عفرين. فيما كانت المدفعية التركية وراجمات الصواريخ في الجيش التركي تقصف كل مراكز القوات الكردية وكامل مدينة عفرين، في ظل عدم توازن قوى بين قوة الجيش التركي الكبيرة، اضـافة الى قوات المعارضة السورية وبين قوات حماية الشعب الكردي. لكن مع ذلك، فان الاكراد لن ينسحبوا الى الوراء ويقاتلون على الجبهات بشجاعة نادرة، انما لا يمكن ان يستمر الوضع هكذا نتيجة قيام الطائرات الحربية التركية بالقصف المستمر على مدينة عفرين، اضافة الى اطلاق حوالى 300 مدفع تركي نيرانه على كامل مدينة عفرين.
ووفق المراقبين العسكريين، فان الجيش التركي قد يسيطر في نهاية الامر على بلدة عفرين مقر قيادة الاكراد في ريف حلب. انما سيقاتل الاكراد حتى النهاية ضد الجيش التركي.
وبعد مدينة عفرين التي تضم اكثر من 50 الف نسمة، وحولها يوجد 42 قرية فان المعارضة السورية والجيش التركي اللذين سيستطيعان احتلال مدينة عفرين والقرى حولها، سيقومان بالتوجه الى مدينة منبج في ريف حلب، والقريبة من جدا من حلب، حيث كانت المدينة عربية بنسبة 90 في المئة و10 في المئة كانوا اكراداً. لكن قوات حماية الشعب الكردي قامت بطرد السكان العرب. والجيش السوري الحر المنشق سيضرب الاكراد ويعيد سكان العرب الى مدينة منبج.
هذه العملية الحربية التركية مع المعارضة السورية ادت الى تقسيم قوة الاكراد الى نصفين، نصف موجود في منطقة الحسكة والرقة ونصف آخر موجود في ريف حلب. اما القوة الموجودة في ريف حلب فسيسيطر عليها الجيش التركي اذا استمر في هجومه وحشد قواته لان الجيش التركي هو الجيش الثاني في الحلف الاطلسي بعد الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة تملك 3 ملايين جندي وضابط وهي الدولة الاولى في الحلف الاطلسي. فيما تأتي تركيا في المرتبة الثانية حيث يصل عدد جيشها الى مليون جندي.
وبذلك تكون تركيا عبر العملية العسكرية التي قامت بها في ريف حلب، قد انهت حلم الاكراد بالاتجاه من محافظة الحسكة نحو البحر الابيض المتوسط مرورا بريف اللاذقية ووصولا الى الساحل السوري.
ردود الفعل العربية والدولية
مصر استنكرت الهجوم التركي على الاكراد في سوريا، اما دول الخليج وعلى رأسها السعودية فقد أيدت الهجوم التركي على الاكراد، اما بريطانيا فأيدت الهجوم التركي، كذلك قامت الولايات المتحدة بتأييد الهجوم التركي ضد حماية الشعب الكردي، ولكنها طالبت الجيش التركي بتجنب ضرب المدنيين وعدم تكبير حجم المعركة، وان اميركا تتفهم مخاوف تركيا من ناحية امنها القومي بسبب تحرك الاكراد، وبخاصة منظمة الـ ب. ك. ك. التي يعتبرونها ارهابية.
اما روسيا فبقيت على الحياد ولم تصرّح انها تؤيد او ترفض التحرك التركي على الاراضي السورية.
لكن ما لم تقله روسيا قاله الناطق باسم الرئاسة التركية وباسم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حيث قال ان تركيا قامت بتنسيق عملياتها العسكرية مع روسيا ومع ايران. ورغم ان ايران حذرت من انه بعد ضرب الاكراد من قبل الجيش التركي فقد يستفيد داعش للانتشار في المناطق الفارغة التي سيخليها الاكراد، لكن لم تعلن ايران وقوفها ضد العمليات الحربية التركية.
اما على صعيد الاتحاد الاوروبي، فقد اعلن انه ضد ضرب الاقلية الكردية التي هي اقلية كردية مضطهدة في ايران ومضطهدة في تركيا ومضطهدة في العراق، والان يجري اضطهادها في سوريا. وان الشعب الكردي الذي هو شعب غير عربي وغير ايراني يحق له ممارسة لغته وثقافته وحماية شعبه وان يكون له حكم استقلال ذاتي اذا لم نقل انه يحق له قيام دولة كردية مستقلة تضم 35 مليون كردي موجودين في تركيا وايران والعراق وسوريا.
——
هل دفع الاكراد في سوريا والعراق ثمن السياسات الخاطئة للقيادات الكردية ورهاناتهم على الخارج وتحديداً الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية؟ ولماذاً لم يتعظ القادة الاكراد في سوريا مما حصل في اقليم كردستان وكيف انهارت «احلام الانفصال» بغطاء أميركي ورعاية دولية؟ وهل دفع الاكراد ثمن سياسات مصالح الدول الكبري دماً ودموعاً؟ واين الوعود الأميركية بتسليح قوات درع الفرات ودعمها ومنع تركيا من الاقتراب اليها؟ ولماذا لم يفهم الاكراد الرسالة الاميركية منذ اسبوع بعد اعلان خبراء اميركيين «عفرين لا تدخل في نطاق عملياتنا» وعادت الولايات المتحدة عبر وزارة الدفاع الاميركية وأكدت مع بدء القوات التركية عملية «غصن الزيتون» في عفرين تفهمها للمخاوف التركية الامنية في المنطقة، والقلق التركي بخصوص حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه اميركا على قائمة الارهاب، كما اكد متحدث اخر باسم وزارة الدفاع الأميركية وهو اريك ياهون ان «تركيا دولة حليفة لبلاده، وعملية عفرين لن تتسبب بالفوضى او انهيار علاقات واشنطن وانقرة، كما انها لن تؤدي الى صراع اقليمي.
اما روسيا فأعلنت أن سياسات واشنطن الاستفزازية حيال الاكراد وتركيا كانت وراء اندلاع النزاع حول عفرين، وحاولت روسيا سحب فتيل التوتر وقدمت للاكراد عرضا نهار الخميس الماضي يقضي بتسليم المناطق الكردية للنظام السوري لتجنب العملية التركية فرفض الاكراد وحظيت العملية التركية بغطاء روسي، حتى ان مسؤولاً روسياً قال بوضوح «لن نتدخل اذا حصلت اي مواجهة بين الجيشين السوري والتركي، ربما رداً على بيان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي اعتبر ان الدخول التركي الى عفرين هو احتلال، وان المضادات الجوية السورية ستتصدى للطيران التركي في حال قصف مدينة عفرين، ثم عاد الرئيس الاسد واكد امام وفد ايراني ان الدخول التركي الى عفرين هو عدوان غاشم واحتلال.
لكن البارز ان وحدات حماية الشعب الكردي قالت في بيان «ان هذا الهجوم ما كان ليحصل دون موافقة القوى الدولية وعلى رأسها روسيا التي تنشر قواتها في عفرين، وحمل البيان «روسيا مسؤولية هذه العملية ووزر اي مجزرة قد يتعرض لها المدنيون الاكراد».
وبالنسبة لايران، فقد اتصل رئيس اركان الجيش التركي خلوص أكار بنظيره الايراني محمد باقري لمناقشة الاوضاع في عفرين وشمال سوريا.
واعربت طهران عن قلقها ازاء العملية التركية ودعت الى انهائها بشكل عاجل، ودعت طهران انقرة الى الوفاء بالتزاماتها في مباحثات استانا وتأدية دور بناء في حل الازمة السورية، لكن المتابعين للازمة السورية يعرفون جيداً الموقف التركي – الايراني تجاه اي نزعة استقلالية للاكراد في سوريا والعراق ومنعها بكل الوسائل.
ولتأمين غطاء الدول المجاورة للعملية زار وزير خارجية تركيا مولود جاويش اغلو بغداد والتقى وزير الحكومة العراقية وانتقد كل من عارض العملية العسكرية في عفرين غامزاً من الموقف الفرنسي بعد ان طالبت باريس بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي لمناقشة الاوضاع في شمال سوريا، كما ان باريس طالبت تركيا بضبط النفس، اما مصر فدانت العملية واعتبرتها انتهاكاً جديداً للسيادة السورية ولذلك يبدو ان العملية العسكرية التركية في عفرين حظيت بغطاء أميركي – روسي والعديد من الدول، كما ان روسيا وتركيا وايران شركاء في مؤتمر استانا لايجاد حلول للازمة السورية.
ماذا تعني سيطرة الاتراك على عفرين؟
سيطرة القوات التركية على عفرين ستحدث تبدلاً في مسار العملية السياسية في سوريا، خصوصاً ان تركيا تخوض المعركة بشعار دعم الجيش السوري المنشق، واذا تمكن الجيش السوري المنشق التابع للمعارضة السورية والمدعوم من تركيا ودول عديدة من الدخول الى عفرين، فان الجيش السوري المنشق سيستفيد ويحسن شروطه خلال مفاوضات استانا، ومن الممكن ان يكون هذا السيناريو في عفرين من ضمن سيناريو الحل الروسي – الايراني – التركي، خصوصاً ان لروسيا اتصالات مع الجيش المنشق وقياداته زارت روسيا في اكثر من محطة، لكن رفض سوريا للعملية سيخربط الاوراق التركية كلياً، في ظل رفض شامل من الاكراد والقبائل العربية في المنطقة للوجود التركي الذي لم يحدد اي مهلة للانسحاب من عفرين رغم ان عمليته لن تكون سهلة في ظل صلابة المقاتلين الاكراد السوريين الذين سيستخدمون حرب العصابات ضد القوات التركية.
عفرين موقع استراتيجي
تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غرب سوريا، وهي محاذية لمدينة اعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب ، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.
وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 2 بالمئة من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.
يبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523,258 نسمة حسب احصائيات الحكومة السورية في عام 2012.
لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون نسمة حسب ما تقول سلطات الإدارة الكردية القائمة هناك منذ فقدان الحكومة سيطرتها على المنطقة.
وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.
واقيم سد 17 نيسان على نهر عفرين منذ سنوات في منطقة ميدانكي وتشكلت بحيرة خلف السد مما جعل المنطقة المحيطة بالبحيرة مركز اصطياف.
وعفرين مشهورة بانتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم، إضافة الى وجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر هره دره الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.
كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين وتصل إلى مدينة حلب وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الاولى.
المقاطعة الثالثة
تفصل منقطة عفرين بين مناطق سيطرة فصائل «درع الفرات» التي تدعمها تركيا في جرابلس، الباب، واعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب. وبالتالي فإن السيطرة التركية على عفرين تحقق تواصلا جغرافيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات و البحر المتوسط، وهذا ما يعني القضاء على أي امكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصل مناطقهم ببعضها.
بالنسبة للأكراد، عفرين هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها تعتبر مسألة وجودية بالنسبة لهم ولن يتخلوا عنها بسهولة. كما يطمحون الى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.
واذا سقطت عفرين ومنبج بأيدي القوات التركية فان الحلم الكردي قد سقط نهائيا بإقامة منطقة كردية مستقلة.
يذكر أن عددا كبيرا من قادة وحدات حماية الشعب هم من أبناء منطقة عفرين ويمثل أبناء المنطقة نحو ثلث القوات التي شاركت في تحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم «الدولة الاسلامية». وعندما تصاعدت تهديدات تركيا ضد عفرين قبل مدة أعلن الآلاف من هؤلاء المقاتلين استعدادهم للتوجه إلى عفرين للدفاع عنها.
عفرين
مدينة عفرين إحدى مدن محافظة حلب في الجمهورية العربية السورية، تقع ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا.
الموقع الجغرافي
مدينة عفرين إحدى مدن محافظة حلب وهي مركز منطقة عفرين، تشكل أقصى الزاوية الشمالية الغربية من الحدود السورية – التركية، يحدها من الغرب سهل العمق في لواء اسكندرون والنهر الأسود الذي يرسم في تلك المنطقة خط الحدود، من الشمال خط سكة القطار المار من ميدان إكبس حتى كلس، من الشرق سهل اعزاز ومن الجنوب منطقة جبل سمعان.
منطقة عفرين منطقة جبلية معدل الارتفاع 700 – 1269 م، أعلى قمة فيها الجبل الكبير (كريه مازن Girê Mazin ) الذي يعد جزءاً من سلسة جبال طوروس في سوريا، يبلغ عرضها من الشرق إلى الغرب 55 كم وطولها من الشمال إلى الجنوب 75 كم، وهكذا تساوي مساحتها حوالى 3850 كم2 أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا تقريبآ، وتبعد عن حلب 63 كلم.
إن منطقة عفرين متنوعة في جغرافيتها بين السهول والجبال ويمر بها نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويعتبر هذا النهر وروافده من أهم المصادر المائية لهذه المنطقة الزراعية.
الوضع الميداني
اما على صعيد التطورات الميدانية، فقد ذكرت وسائل الاعلام التركية نقلا عن رئيس الوزراء التركي ان قوات الجيش التركي دخلت منطقة عفرين السورية وهو ما نفته الوحدات الكردية مشيرة الى انها تمكنت من صد الهجوم التركي. وقال رئيس الوزراء التركي «ان تركيا تسعى لانشاء منطقة آمنة عرضها 30 كيلومترا في عفرين وان روسيا لم تعترض على العملية التركية، وان انقرة على اتصال بدمشق عبر موسكو بشأن الاحداث الجارية. وهذا ما نفته دمشق.
ووفقا للاعلام التركي، فإن الدبابات التركية تقدمت داخل الأراضي السورية بعمق 3,5 كيلومتر، فيما قالت الأناضول إنه تم نقل وحدات الكوماندوس وقوات المدفعية إلى منطقة الحدود مع سوريا.
بهذا الصدد، أفادت وكالة «رويترز» نقلا عن متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، بأن الجيش التركي لم يدخل عفرين، وأن القوات التركية وحلفاءها من الفصائل السورية حاولت التوغل، لكنها فشلت في ذلك إثر المقاومة العنيفة التي تلقتها.
جاء ذلك بعد ساعات من الإعلان عن توغل «الجيش السوري المنشق» في عفرين، وبعد يوم من بدء الغارات الجوية التركية على المنطقة.
وان المدفعية التركية المتمركزة في بلدات ريحانلي وقريق هان وهصا في ولاية هطاي جنوب البلاد، تواصل قصفها مواقع القوات الكردية في عفرين.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية ان الجيش التركي يسعى من خلال القصف الجوي إلى إخلاء عفرين وإجبار المدنيين على النزوح، وبعد ذلك حشد مرتزقته في المنطقة. «لن نستكين لألاعيب ومخططات الفاشية التركية»، ونناشد أبناء شعبنا والإنسانية التقدمية، الاستنفار والتوجه نحو مواقع وخنادق الدفاع عن عفرين.
وليلاً، أفادت وكالة الأناضول بأن فصائل «الجيش السوري المنشق» دخلت عفرين وبدأت عملية عسكرية واسعة النطاق فيها، وذلك بعد يوم على انطلاق عملية «غصن الزيتون» التركية ضد الوحدات الكردية هناك.
وراجت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام صور وتقارير تسجل إرسال «الجيش السوري المنشق» تعزيزات إلى محيط عفرين من مناطق بعيدة عن ساحات الاشتباك مع القوات الحكومية السورية.
وزعمت الأناضول أن «القوات الكردية بعد الاتفاق مع دمشق، أغلقت الطرق لمنع خروج المدنيين من عفرين، بهدف استخدامهم دروعا بشرية».
بدورها، قالت وحدات حماية الشعب إن تركيا تسعى لتخويف وترهيب الأهالي عبر الغارات الجوية، وإجبارهم على النزوح وتمهيد الطريق لاحتلال عفرين، مضيفة أن هجمات الجيش التركي استهدفت المدنيين بشكل مباشر في جميع نواحي المنطقة.
وأكدت أن «أهالي عفرين لم يتخلوا عن ديارهم، ولم يخرجوا من عفرين كما كان يتمنى الاعداء».
ونقلت وسائل إعلام عن رئيس بلدة حدودية في تركيا مقتل وإصابة عدد من المواطنين بسقوط قذيفة على البلدة أطلقت من جهة سوريا.
وأفادت الأنباء بسقوط قذائف على بلدة ريحانلي (الريحانية) على الجانب التركي من الحدود مع سوريا.
من جهته، أكد بكير بوزداغ نائب رئيس الوزراء أن مصدر القذائف على البلدة كان من الأراضي السورية.
ووصل 11 جريحا من مسلحي «الجيش السوري المنشق» إلى مستشفى على الحدود التركي
أكراد سوريا
الأكراد هم أكبر أقلية عرقية في سوريا حيث يشكلون أقل من 10% من سكان البلاد ومعظمهم من المسلمين السنة، وبعضهم من اليزيديين إضافة إلى عدد قليل من المسيحيين والعلويين الأكراد.
هاجر قسم كبير من الأكراد إلى سوريا من تركيا في 1925 عقب ثورة الشيخ سعيد بيران التي قمعتها حكومة أتاتورك بقسوة، وفي السنوات التي تلت ذلك نتيجة القمع التركي والاشتباكات بين الجماعات الكردية والجيش التركي. والمجتمع الكردي في سورية صغير جدا بالمقارنة مع نسبة الأكراد في إيران والعراق وتركيا، غير الأكراد في سوريا تكتيكاتهم بعد نشوء أول حزب لهم عام 1958 فقد بدأوا يطالبون بالجنسية السورية والموطنة وحقوقهم رسميا. يعيش معظمهم في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا في القامشلي وراس العرب، وفي بلدتين صغيرتين في محافظة حلب شمال سوريا هما عين العرب (كوباني) وعفرين (جبل الأكراد) والمناطق المحيطة بهما، وهم يشكلون اليوم الغالبية في هاتين المنطقتين.
الدبار