رأى وزير الاعلام ملحم الرياشي أن “الظرف الانتقالي في لبنان قد طال كثيرا، وحان الوقت للانتقال الى الانتظام المنطقي للنظام العام في البلد، وعلى الشعب أن يتفرغ اكثر لحاجاته الخاصة والاساسية لرفع مستوى التعليم ومكافحة الفقر بدل أن نتلهى بالقشور”.
وقال في حديث الى برنامج “بيروت اليوم”، عبر محطة MTV: “خلال الازمة الاخيرة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل اتخذنا موقفا حياديا، والدكتور سمير جعجع أعلن عدم موافقته على كلام الوزير جبران باسيل كما على ردة الفعل المقابلة في الشارع. وهذا موقف رجل دولة بامتياز، ويمثل موقف اكثرية الشعب اللبناني”.
أضاف: “الموضوع اليوم أصبح في مكان آخر بحيث بات علينا التعاطي مع بعضنا البعض وفق منطق جديد لوقف النفاق الوطني السائد، فتحرك الشارع هو دليل احتقان كبير لا دليل عافية، مما يستوجب من رئيس الجمهورية وضع سلم اولويات جديد بعد ما حدث خلال الايام الماضية من اجل حماية الاستقرار في لبنان وفق معايير السيادة والاستقلال”.
وتابع: “الاحداث الاخيرة زرعت الخوف بين الطوائف، قد يكون خوفا شيعيا من الثنائية المارونية السنية، او خوفا مارونيا درزيا سنيا من الثنائية الشيعية. ولكن هذا الخوف لا يواجه الا بالحوار والتفاهم وقبول الاخر المختلف، وكيفية التطبيق النهائي لاتفاق الطائف وفق المعايير التي وضع على اساسها”.
ونفى الرياشي أن يكون هناك “تخوف قواتي من ثنائية عون الحريري”، وقال: “هذا الامر يدخل ضمن الصراع السياسي، ونحن ندعو الى القيام بمسعى مختلف بين كل المجموعات المكونة للبنان للوصول الى انتظام جديد في العلاقة بين الجميع ومنع الاختلافات من تفجير البلد”. وشدد على دور الجيش اللبناني والقوى الامنية في هذا المجال.
وعن مرسوم الاقدمية، قال: “لقد عبر جعجع عن موقف القوات اللبنانية وكان الامر كافيا. ليس ضروريا عندما يختلف طرفان تكون القوات الطرف الثالث، فهي تحاول لعب دور في المصالحة ان استطاعت ذلك ضمن منطق الدولة والمؤسسات. ففي خضم الخلاف بين القوات وحزب الله كان الدكتور جعجع يتوجه الى نصر الله بكلمة السيد حسن نصر الله. كذلك في خضم الاختلافات في وجهات النظر مع الرئيس نبيه بري كان يتوجه اليه بطريقة مماثلة. هذا الامر ليس من باب تدوير الزوايا بل هو اسلوب ونمط يؤمن به شخصيا”.
وتطرق الرياشي الى العلاقة بين “القوات” وتيار “المستقبل”، فقال: “العلاقة بينهما تتقدم، وهناك بعض النقاط التي ندرسها للوصول الى اتفاق، والامور ستكون واضحة قبيل عيد مار مارون. لقد مرت غيمة الصيف بين الطرفين وطويت الصفحة نهائيا الى غير رجعة، ونحن اليوم بصدد تعزيز العلاقة”.
وشدد على ان “شعار س.س (سعد سمير) هو العمود الفقري لسيادة لبنان”، مؤكدا ان “اللقاء بين الشخصين سيتم، فباب التفاوض على كافة الامور الخلافية فتح على مصراعيه لحلها دفعة واحدة، واللقاء بينهما سيكون تتويجا لهذا الامر”. وقال “كل الخلافات اصبحت خلفنا، والليلة سأجتمع مع الوزير غطاس الخوري”.
وعن العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، أكد ان “منطق الرئيس ميشال عون عن المصالحة هو نفسه منطق الدكتور جعجع، أي أن هذه المصالحة فوق كل الاختلافات والتنافس السياسي، وفوق أي انتخابات نيابية”، مشيرا الى ان “جوهر اعلان النيات تضمن ان الاختلاف يجب ألا يؤدي الى خلاف، وان الطرفين ملتزمان ببنود هذا الاعلان”، مشددا على أنه “سواء حصل تحالف انتخابي مع التيار الوطني او لم يحصل فذلك لن يؤثر على المصالحة بأي شكل من الاشكال”.
وفي ملف النفط، قال: “ان وزراء القوات اللبنانية هم أول من أيد الوزير سيزار ابي خليل في هذا الملف، فالقضية ليس الوزير ابي خليل وحده معنيا بها بل هي أيضا وجهة نظر القوات، فلو كان الوزير هو ملحم الرياشي فوجهة نظرنا ستبقى كما هي في ملف الكهرباء. إذا، الامر لا علاقة له بالوزير المختص ولا بالخلفية السياسية بل المسألة إدارية إجرائية بحت”.
وردا على سؤال، أوضح الوزير الرياشي أن “وزراء القوات يتفقون بمواقف معينة مع وزراء حزب الله لها علاقة بإدارة الدولة، وليس في التعيينات”.
وشدد وزير الاعلام على ان موضوع “أوعى خيك” مع “التيار الوطني الحر” هو “قضية شعب كامل متكامل يحرص الطرفان عليها”، لافتا الى ان “هذه العبارة هي جزء من منطق الحياة”.
وأشار الى أن “هناك امكانية للتحالف بين القوات والتيار الوطني الحر أو عدم التحالف”. وقال: “في حال التحالف الامر سيكون وفق معايير معينة، اما في حال عدم التحالف فسيكون هناك اتفاق لحصر الاختلاف ضمن الانتخابات. والبحث جار حول مدى استفادة الطرفين من التحالف وفق القانون الجديد”.
أضاف: “إذا حصل تحالف مع التيار الوطني الحر فلن أكون مرشحا، لان مرشح القوات في المتن هو إدي ابي اللمع الذي تجمعني به علاقة أخوة وصداقة منذ فترة طويلة. وهو رمز من رموز العصامية في القوات، ولا يمكن المقارنة بين عمله وعملي على الارض في المتن”.
وردا على سؤال عما اذا كان مستشارا لباسيل هل كان نصحه بالاعتذار، قال الرياشي: “بالتأكيد”.
وتطرق الى علاقة “القوات” بالكتائب، فقال: “حصل تواصل بين النائب سامي الجميل والنائب فادي كرم واستكمل الامر بحضور النائب سامر سعادة، وهناك مناقشات جدية كما يحصل تماما مع الاطراف الاخرى. القوات خطوطها دائما مفتوحة مع حزب الكتائب الذي تجمعنا به الكثير من الامور”.
وعن حرص “القوات” على علاقتها بالرئيس بري، قال: “الدكتور جعجع حريص منذ فترة طويلة على علاقته بالرئيس بري، واذا اردنا فتح علاقة مع حزب الله فليس ضروريا ان تمر عبر الرئيس بري. هذه العلاقة تجمع الطرفين وتفرقهما منذ الحرب في ظل وجود قواسم مشتركة بالمعنيين الايجابي والسلبي”.
أما في موضوع “تلفزيون لبنان”، فقال الرياشي: “اعتمدنا له خيار الامتحان، وبعض الاصدقاء لم يوفقوا بسبب معاييره والالية التي مرت في وزارة التنمية الادارية ثم مجلس الخدمة المدنية. ليس صحيحا ان تلفزيون لبنان لا يخصع لآلية، فهو مملوك كليا من الدولة ممثلة بوزير الاعلام، ورئيس الجمهورية لا يعرقل هذه الالية بل أنه لا يضع موضوع تلفزيون لبنان على جدول اعمال مجلس الوزراء. الرئيس عون يؤيد تعيين احد الاسماء الثلاثة المطروحة لرئاسة مجلس الادارة، وقد أبلغته عن لسان الدكتور جعجع بالتصويت لصالح توفيق طرابلسي في مجلس الوزراء”.
أضاف: “ملف تلفزيون لبنان موجود منذ عدة اشهر في الامانة العامة لمجلس الوزراء بانتظار أن يضعه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على جدول الاعمال، فيصبح خلال 16 شهرا، بحسب خطتي، اهم تلفزيون في المنطقة العربية”.
وتابع: “ان هذا الملف بات يشكل نقطة سوداء على جدول اعمال مجلس الوزراء، وعلى المجلس ان يتحمل مسؤوليته في هذا الخصوص. كما أن هيكلية وزارة الاعلام وكل مشاريع القوانين المرتبطة اصبحت في مجلس الوزراء”.
وأوضح أن “القوات سمت فؤاد خوري عن المقعد الارثوذكسي ممثلا عنها في مجلس ادارة التلفزيون”.
وأكد أن ما يؤخر هذا الموضوع هو “الخلاف على مدير الوكالة الوطنية للاعلام”، وقال: “أنا لن أتراجع عن فصل الوكالة عن التلفزيون لانهما اصلا منفصلان، والوضع مختلف فيهما”.