ليس شعاراً انتخابياً منفصماً عن الواقع.. «لبنان ينتخب 2018» لعلّه الإنجاز الأبرز في سجل «استعادة الثقة» إلى ما عداه من الإنجازات الوازنة في رصيد حكومة استثنائية تمكنت في بضعة أشهر من تحقيق ما تعذّر إنجازه على مدى سنين، من الموازنة العامة مروراً بسلسلة الرتب والرواتب والمراسيم النفطية والتعيينات الإدارية والأمنية والديبلوماسية، وصولاً إلى طي صفحة الاقتراع الأكثري وفتح أخرى «نسبية» عصرية تُشرّع الأبواب واسعاً أمام رياح التغيير في بنية النظام الانتخابي، ليكون الاستحقاق هذا العام، شكلاً ومضموناً، ترشّحاً واقتراعاً، في الوطن والمهجر، الأول من نوعه منذ إعلان دولة لبنان الكبير. فبعد اكتمال التحضيرات القانونية واللوجستية والعملانية والتقنية، خطا الاستحقاق الانتخابي بالأمس خطوة مفصلية لا عودة فيها نحو السادس من أيار، تؤكد مع فتح باب الترشيح وبدء الحملات الإعلامية الانتخابية أنّ زمن التمديد القسري ولّى إلى غير رجعة بعد تسع سنوات عجاف جفّت فيها الدماء في عروق اللعبة الديموقراطية، لتكتمل بانتخاب المجلس النيابي الجديد دورة الانتظام العام في الهيكل المؤسساتي بعد أفول الشغور الرئاسي وإنهاء دوامة الشلل الحكومي.
وإذ سجل اليوم الأول من عملية الترشيحات إقبالاً خجولاً لم يتعدّ الترشيحين في بيروت والشمال، تتواصل الاستعدادات في صفوف مختلف القوى السياسية تمهيداً لبلورة خارطة التحالفات التي ستلقي بثقلها في ميزان إعداد اللوائح الانتخابية على مستوى العاصمة والمناطق وصولاً إلى إعلان اللوائح وتقديم الترشيحات تباعاً من الآن وحتى السادس من آذار المقبل. وللمناسبة، وجّه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كلمة للمشاركين في الحملات الانتخابية دعاهم فيها إلى ضرورة «التحلي بروح المسؤولية الوطنية واعتماد لغة تخاطب تستند إلى العقل والاعتدال واحترام الرأي الآخر ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار».
صحيفة المستقبل