أوصت دراسة حديثة بإخضاع الأمهات حديثات الولادة، اللاتي تعرضن لحالات شديدة من تسمم الحمل، لمتابعة مستمرة لمستوى ضغط الدم لديهن لمدة عام بعد الولادة، وذلك لأن ارتفاع ضغط الدم قد يظل كامنا لفترة طويلة.
هو اضطراب يظهر في المراحل المتأخرة من الحمل، ويتميز بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول.
تصاب 6 في المئة من الحوامل بحالة معتدلة من تسمم الحمل، بينما تصاب نسبة تتراوح بين 1 و2 في المئة من الحوامل بحالة شديدة.
بالرغم من أن كثيرا من الحالات تكون معتدلة، قد يؤدي تسمم الحمل إلى مضاعفات خطيرة على الأم والطفل إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه.
يعد تسمم الحمل السبب الرئيسي لموت الأمهات والأطفال على مستوى العالم، وبالتالي يكون من الضروري المتابعة والعلاج لتفادي أي مضاعفات خطيرة.
العلاج الوحيد لتسمم الحمل هو الولادة، لذا ينبغي متابعة الحامل باستمرار حتى الوضع.
وخلصت الدراسة إلى أن ارتفاع ضغط الدم “غالبا لا يُلحظ لأن نتيجة قياس ضغط الدم قد تكون طبيعية” في عيادة الطبيب.
وتوصلت الدراسة الهولندية إلى أن 17.5 في المئة من 200 امرأة أخضعن للبحث كن يعانين من ارتفاع في ضغط الدم لم يُرصد.
وبحسب الدراسة، إذا اعتمد الأطباء فقط على قياس ضغط الدم داخل العيادات، فإنهم كانوا سيخفقون في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم لدى 56 في المئة من النساء.
كما توصلت الدراسة إلى أن نحو 46 في المئة من النساء تمر بانخفاض غير كاف في ضغط الدم من النهار إلى المساء، وهو أمر غير صحي.
وعانت نسبة 42.5 في المئة من المشاركات في الدراسة من ارتفاع ضغط الدم أثناء الليل، وهو الأمر الذي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والموت.
وقالت لورا بينشوب، رئيسة فريق البحث والباحثة في طب التوليد وأمراض النساء بمركز إراسومس الطبي “ترجح النتائج التي توصلنا إليها أن النساء اللاتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل ينبغي أن يتابعن باستمرار مستويات ضغط الدم بعد الولادة. ولا ينبغي فقط متابعة مستويات ضغط الدم لدى الطبيب، بل عليهن أيضا قياسه عدة مرات يوميا في المنزل”.
وأضافت “أوضحنا أيضا أن ضغط الدم المرتفع يأتي في صور مختلفة بعد الولادة. لذا فالنساء اللاتي يعرفن مستويات الضغط لديهن يكن أكثر قدرة على اتخاذ الخطوات اللازمة لخفضه وتجنب التبعات الخطيرة التي قد يحدثها في مراحل لاحقة من العمر”.
قالت كاثرين جينر، من جمعية ضغط الدم الخيرية في بريطانيا، إن الدراسة كانت “صادمة” لأن من المعروف أن النساء اللاتي يعانين من تسمم الحمل غالبا ما يكن أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة.
وأضافت “الحقيقة المتمثلة في أن أكثر من نصف الحالات لا يتم رصدها بعد عام فقط من الولادة يعد صادما، خاصة مع متابعة الأطباء للأمر”.
وتابعت “نتائج هذه الدراسة الصغيرة يجب أن تشجع جميع النساء اللاتي تعرضن لتسمم الحمل على مساعدة الأطباء من خلال استخدام أجهزة قياس منزلية ومحاولة توفير قياس يعكس حقيقة مستوى ضغط الدم”.
من جهته، يرى باسكي تيلاغانثان، الاستشاري بالكلية الملكية للنساء والوليد في بريطانيا، أنه لابد من التوسع في المزيد من عينات الدراسة، وأن يكون من بينهن نساء لم يعانين من ارتفاع ضغط الدم الحاد قبل الحمل، حتى يتسنى التأكد من نتائج الدراسة.