اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان لبنان يتحمل نتائج الحروب الدائرة في الشرق الاوسط، وتأثيراتها الاقتصادية، اضافة الى نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية، وعبء النزوح السوري اليه بعدما بلغ عدد النازحين نحو مليون و850 الف نازح، معرباً عن تقديره لإمارة موناكو على الدعم الذي تقدمه للبنان في المجالات الصحية، والتربوية، والانسانية.
كلام رئيس الجمهورية جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير العلاقات الخارجية والتعاون في إمارة موناكو جيل تونيللي Gilles Tonelli، ومديرة التعاون الدولي في الإمارة بنيديكت شوتز Bénédicte Schutz، ومنسقة برامج ادارة التعاون الدولي ايميلي لاريز-سيلفستر Emilie Larese-Silvestre، ومسؤولة برامج لبنان في الادارة ايلودي مارتين Elodie Martin ، وقنصل موناكو في لبنان بشارة الخوري.
وعرض الوفد خلال اللقاء لمشاريع التعاون القائمة بين لبنان وامارة موناكو، والقطاعات التي تحظى بدعم مالي من ادارة التعاون الدولي. فأكد الوزير تونيللي في هذا المجال، رغبة بلاده بترسيخ الشراكة مع لبنان في مجالات يمكن لموناكو أن تقدم فيها خبرتها ومساهمتها، وخصوصاً في القطاعات الانسانية، والتربوية، والصحية، لافتاً الى ان هذا التعاون ليس له اي بعد ربحي، وان بلاده تسعى الى تعزيز دعمها للشباب اللبناني لايجاد فرص عمل لهم، واطلاق بعض المشاريع الصغيرة في لبنان.
ورحب الرئيس عون بالوفد، وشكر امارة موناكو على كل ما تقوم به للبنان، لافتاً الى القيم المشتركة التي تجمع البلدين، وعلى رأسها حبهما للسلام، مشيراً في هذا السياق الى تقدمه باقتراح الى الامم المتحدة، بانشاء مركز لحوار الحضارات والثقافات والاعراق والاديان في لبنان، لنشر ثقافة السلام والاحترام المتبادل بين الدول، مما يساعد على الحد من انتشار الحروب، والآفات كالمخدرات التي تخلف عدداً كبيراً من الضحايا حول العالم يفوق ضحايا الحروب، وخصوصاً من فئة الشباب.
وفي ختام اللقاء، نقل الوفد دعوة شفهية من أمير موناكو البير الثاني الى الرئيس عون لزيارة بلاده، فوعد بتلبيتها، محملاً الوزير تونيللي تحياته الى الامير. ثم قدم الوفد هدية تذكارية الى رئيس الجمهورية تحمل شعار الامارة.
رئيس المجلس الدستوري
واستقبل الرئيس عون رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، الذي قدم له الكتاب السنوي للمجلس المتضمن نشاطاته وقراراته خلال العام 2017، والدراسات التي أجراها في مجال القضاء الدستوري.
اهالي المفقودين والمخطوفين
كما استقبل رئيس الجمهورية وفداً من لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان، ضم رئيسة اللجنة السيدة وداد حلواني، والسيدتين مريم سعيدي وسهاد كرم، والسيد محمد قاسم، والأب البير ابي عازار من مجموعة “حقنا نعرف”.
وشدد الرئيس عون امام الوفد، على أحقية قضيتهم التي تطال الشعب اللبناني بأسره، من كافة الطوائف والانتماءات السياسية، لافتاً الى متابعته لها حتى قبل أن يتسلم مسؤولياته كرئيس للجمهورية، وطرحه سابقاً فكرة انشاء “داتا وطنية” تضم اسماء المفقودين ومعلومات عنهم، وهو يواصل الاهتمام بهذا الملف الوطني.
واطلع الوفد الرئيس عون على حصيلة حملة العريضة الوطنية للمفقودين التي اطلقتها اللجنة في شهر نيسان من العام الماضي، والموقعة من اكثر من خمسة آلاف شخص بينهم مسؤولون سياسيون، واعلاميون، وفنانون، ورؤساء بلديات، وغيرهم من الفعاليات، والتي سيتم الاعلان عنها خلال مؤتمر صحافي يعقد في الثالث عشر من نيسان الجاري. كما سيتم الاعلان عن اطلاق حملة جديدة تحت عنوان ” لائحة المفقودين في كل لبنان”، لدعم اقرار مشروع القانون الموجود حالياً في مجلس النواب والذي يحمل اسم “حقوق ذوي المفقودين بالمعرفة”، والهادف الى انشاء هيئة وطنية مستقلة للكشف عن مصير المفقودين.
البروفسور هاغوب كانترجيان
من جهة أخرى، قلَّد الرئيس عون البرفسور هاغوب كانترجيان، رئيس مركز امراض الدم واللوكيميا في معهد MD Anderson في تكساس، في خلال استقباله له في القصر الجمهوري، وسام الارز الوطني من رتبة ضابط تقديراً لعطاءاته المميزة، واكتشافاته في مجال علوم اللوكيميا وعلاجاته.
ونوَّه رئيس الجمهورية بانجازات البروفسور كانترجيان، ومساهمته في شفاء العديد من المرضى من خلال اكتشافاته وابحاثه، مؤكداً أن من واجب المسؤولين الدائم دعم الطاقات اللبنانية، والمتفوقين، واصحاب الانجازات العالمية في الخارج، لأنهم في النهاية وجه لبنان المشرق، وسفراؤه الى العالم، متمنياً لكانترجيان كل التوفيق واستمرار النجاح في مسيرته العلمية المشرِّفة.
ورافق المحتفى به في زيارته، عقليته السيدة الما، ورئيس جمعية امراض الدم ونقل الدم البروفسور احمد ابراهيم، وعدد من الاطباء والاخصائيين.
الوزير السابق زياد بارود
ومن زوار قصر بعبدا ايضاً، الوزير السابق زياد بارود الذي اوضح بعد اللقاء أنه عرض مع رئيس الجمهورية لأهمية مواكبة مشروع قانون اللامركزية الادارية الموجود في مجلس النواب، وضرورة استكمال مناقشته من قبل المجلس النيابي الجديد. مشيراً الى اعتبار الرئيس عون هذا المشروع واحداً من البنود الاصلاحية الاساسية، وحرصه على انجازه في عهده.