أطلق وزير الاعلام ملحم الرياشي خلال مؤتمر صحافي عقده في القاعة العامة في وزارة الاعلام، في حضور وزيري الثقافة الدكتور غطاس الخوري والسياحة اواديس كيدانيان، مشروع الفيلم السينمائي “ELISSA – Europa’s daughter -Queen of Tyre and Carthage “، “إليسا ابنة أوروبا ملكة صور وقرطاج”، من تنظيم LAM productions Lebanese arts and media.
وحضر سفير تونس كريم بودالي، محافظ الجنوب منصور ضو، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، الأمين العام للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، محمد دنش، المؤرخ التونسي الفينيقي الدكتور محمد حسين فنتر، نعمت بدوي ممثلا السيدة رندة بري، المؤرخ وعالم الاثار الدكتور أنطوان خوري حرب، الدكتور علي بدوي، المؤرخ الدكتور يوسف حوراني، والمنتج العالمي جورج إدة، ورئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة.
الرياشي
بداية رحب الرياشي بالوزراء وبالحضور، وقال: “أبارك مشاريع كهذه تتعلق الحضارة العالمية والانسانية، وبشكل اساسي بلبنان الرسالة والحضارة وجسر الوصل، وليس الفصل بين كل الشعوب وكل الحضارات”.
اضاف: “اشكر لميس شقير على مجهودها واشكر فريق العمل، وأنا فخور جدا بأن نطلق مشروع فيلم اسمه اليسا ملكة قرطاج، هي التي انطلقت من بحر لبنان وصور في زمن الكنعانيين، وحملت معها حضارة آبائها واجدادها وحملت الحرف والصباغ الارجواني وحضارة الحرف، لان الكلمة هي التي تبني وهي التي تدمر، ونحن حرصاء على انجاح هذا الفيلم. ونشكر تونس التي هي شريكة لبنان، واذا اردنا إلصاق جغرافية تونس بجغرافية لبنان نلاحظ انهما يلتحمان مع بعضهما البعض”.
وختم: “لميس شقير اليوم امام تحد كبير، وهي قررت ان تخوض هذا التحدي مع زملائها، ولكن ربح التحدي او خسارته مسؤوليتنا نحن، مسؤوليتنا ان نخوض، ونحن حتى نخوض هذه الانتخابات كلبنانيين في الانتشار وفي الداخل، علينا ان نتخذ قرارا أساسيا واستراتيجيا، ان نحارب لأجل بناء مشرق عمودي يعبر حقيقة وفي العمق عن بناء مستقبلنا”.
شقير
من جهتها، قالت المنتجة شقير: “بعد قرون طوال من سياسات التهميش وسياسات نكران الذات، واحتراما لإرث أجدادنا العظماء، ولد مشروع اليسار، هذه الحضارة الفينيقية التي تغنت بجمال “عشتارت” وحكمة “أدون” وشهامة “بعل”، لم تأخذ حقها في السينما العالمية على عكس بقية الحضارات، كالفرعونية والاغريقية واليونانية كما الرومانية، وهذا تقصير منا تجاه حضارتنا”.
أضافت: “مشروعنا اليوم يحاول الإضاءة على هذه الامور من خلال هذا المشروع، والفيلم جزء أساسي منه، فالفيلم يروي قصة أليسار ابنة الملك متان ملك صور المدينة الفينيقية اللبنانية ومؤسسة مدينة قرطاج وملكتها الأولى، ابنة العاصمة التجارية للعامل القديم، ملكة سيدة البحار حاضرة فينيقيا – مدينة صور. ومن خلال السيرة الذاتية لحياة هذه الملكة المحبوبة، يستعرض النص والسيناريو صورة كبيرة وشاملة عن المجتمع الفينيقي وعن عاداتهم وتقاليدهم، وحتى الديانات والطقوس الممزوجة بأساطير تحاكي الخيال بروعتها”.
وختمت: “إليسار جمعت بين عظمة الملوك وقوة المرأة السياسية ورقة المرأة الجميلة، فكانت رمزا للذكاء والشجاعة والاخلاص وقدوة للحاكم المتفاني في سبيل أرضه وبلاده”.
خوري
من جهته، اعتبر الخوري “أننا تابعنا عبر وزارة الثقافة احد الملصقات الموجودة في ايطاليا، والذي يبرز كيفية العلاقة بين المدن الفينيقية خارج لبنان والمركزية التي كانت موجودة عند ملك صور، وفي هذه الرسالة يطلب حاكم المدينة تبرعا ماليا ضخما ويقول للحاكم في صور ان يعرضه على مجلس الاعيان والشيوخ لإقراره ولمساعدة هذه المدينة، اي انه مع نشوء الفينيقيين والملك الفينيقي هناك مملكة دستورية ديموقراطية، وكانت هناك مشاركة للمراة اوسع من الان بكثير، ونحن نريد ان نعود الى الزمن الجميل لا اكثر ولا اقل، وان شاء الله نحن نضيء عليه بمبادرة مشكورة من شقير، وسنساعد بكل خطوة”.
الخوري حرب
وتلاه الدكتور انطوان الخوري حرب، فقال: “منذ نحو الفين وثمانمئة سنة، وتحديدا منذ سنة 814 قبل الميلاد، ومن مرفأ مدينة صور التي كانت تعتبر أم المدن الفينيقية، والتي نعتت بالمحرمة، والمقدسة، ووصفها انبياء العهد القديم بالساكنة عند مداخل البحر تاجرة الشعوب، والتي عند خروج بضائعها من البحار اشبعت شعوبا كثيرة، وكومت الفضة كالتراب والذهب. من مرفأ هذه المدينة انطلقت “عليسا” او اليسار كما سماها الغربيون لاحقا، في اتجاه الغرب المتوسطي على رأس اسطول كبير برفقة انصار ومحازبين، بشبه هجرة جماعية، تضم بنائين وصناعيين وتجارا وفنانين وزراعيين وخبراء في كل المجالات، لينشئوا على الشاطىء الافريقي التونسي محطة ثابتة تشكل صلة وصل بين صور ومستعمراتها في الغرب المتوسطي وترشيش في اسبانيا”.
أضاف: “رست اليسا في موقع خليج قرطاجة الاستراتيجي، واستقبلها السكان وعلى رأسهم يابون ملك تلك الديار، اضافة الى الصوريين الميمين في مدينة اوتيكا”.
وقال: “ان مشروع انتاج فيلم كبير عن اليسا، الذي تقوم باعداده الصديقة السيدة لميس شقير، بمبادرة فردية وقد تقمصت بطلتها، يملأ فراغا كبيرا في تراثنا، تراثنا اللبناني الذي يجمع كل اللبنانيين كمواطنين حقيقيين انطلاقا من المعادلة التالية:
لا وطنية صحيحة بدون تربية وطنية صحيحة، ولا تربية وطنية صحيحة بدون ثقافة وطنية صحيحة، ولا ثقافة وطنية صحيحة بدون تراث وطني صحيح. فلنتحد من خلال تراثنا المشترك كما نحن اليوم موحدون مع تونس الحبيبة الممثلة بسعادة السفير كريم بودالي والصديق العلامة الدكتور محمد فنتر”.
كيدانيان
من جهته قال كيدانيان: “في ذروة زحمة الانتخابات النيابية، نجحت السيدة لميس شقير في جمع ثلاثة وزراء، وكنت على ثقة بعدم حضورنا، الا انك غلبتني واستطعت إحضار ثلاثة وزراء ومحافظين وسفير ورئيس بلدية، فهذا عمل جبار وتستحقين لقب اليسار الجديدة، واشكرك على هذا المجهود”.
وختم: “نحن الى جانبك معنويا وماديا قدر المستطاع”.
فنتر
من جهته اعتبر المؤرخ محمد حسين فنتر ان “لبنان له دور كبير من قديم العصور، فهو أول من شيد جسرا عملاقا بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب، واول من ساهم في بناء المتوسط، ونحن يمكن ان نطرح اسئلة بالنسبة الى العالم العربي. اولا من نحن؟ هل نعرف من نحن؟ وإذا تمكنا من الاجابة عن هذا السؤال يبقى سؤال آخر هو ماذا نريد أن نكون؟ وإذا اتفقنا على ماذا نريد أن نكون يبقى سؤال ثالث: كيف ندرك ما نريد؟ فهذا هو الموضوع الذي فتحه هذا الفيلم، وضع نقاط استفهام وحيرة”.
أضاف: “نحن في حاجة الى الرجوع للتعبير الذي عبر عنه شعراء المهجر قديما، فنتمعن في أقوالهم وكلماتهم، وفي ما ارادوا ان يشيدوه في هذه الامة”.
وتابع: “أعتقد أن لبنان وتونس دولتان صغيرتان، لكنهما قادرتان على ان يلعبا دورا كبيرا في بناء المتوسط من جديد وفي ايجاد بناء الجسر الذي حطم مع العرب المسلمين عندما أشاحوا بوجوههم عن التراث القديم، وأصبح كل ما هو قديم غير معروف، وهو الجاهلية التي يجب ان نستعملها لنبني حاضرا جديدا ومستقبلا جديدا لابنائنا، وأنا اثني على كلمة الدكتور حرب عندما اشار الى ضرورة ان نسترجع تراثنا”.
وختم: “أحيي الفيلم لأنه إبداع ومحاولة لبناء مستقبل افضل، وهو يطرح اسئلة كبيرة”.