رأى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أن “الانتخابات النيابية محطة انتهت، وقد اقترع اللبنانيون لمشروع الاستقرار والأمان والنهوض الاقتصادي”، مشددا على أن “مشروع الأمل بالمستقبل انتصر”، وقال: “نحن نمد الأيدي لكل الحريصين على الاستقرار والشروع بتحقيق الإصلاحات المطلوبة، لتقدم البلد وحماية الإنجاز الكبير، الذي تحقق في مؤتمر سيدر وسائر مؤتمرات دعم لبنان”.
أضاف: “معركتنا كانت على جبهات عدة، ونحن انتصرنا على كل هذه الجبهات بإرادة جمهور عريض، يمكنه أن يرفع رأسه بالإنجاز الأساسي والشعبي الكبير، الذي حققه، وإن النتائج تعطي التمثيل الأول في عكار وطرابلس وبيروت والإقليم وصيدا والبقاع الغربي والشمالي والأوسط لتيار المستقبل وكتلة كبيرة من 21 نائبا”.
كلام الرئيس الحريري، جاء خلال مؤتمر صحافي عقده عصر اليوم، في بيت الوسط، في حضور الرئيس تمام سلام وعدد من الفائزين على لائحة “المستقبل لبيروت” وحشد من الشخصيات والفاعليات ومخاتير العاصمة، استهله بالقول: “اللبنانيون قالوا كلمتهم. وعندما يتكلم اللبنانيون على الجميع أن يسمع! بالنسبة لتيار المستقبل، وللوائح المستقبل، ولمرشحي المستقبل، كانت الكلمة واضحة، بكل المقاييس، الشعبية والتمثيلية. معركتنا كانت على جبهات عدة. جبهة الدفاع عن وجودنا السياسي، وجبهة التصدي لتفتيت القرار السياسي في كل مناطقنا، وجبهة اللوائح المفبركة، التي تأكد بالوقائع والأرقام، أنها كانت أداة في يد الأخصام المعروفين لتيار المستقبل”.
أضاف: “نحن انتصرنا على كل هذه الجبهات، بإرادة جمهور عريض، يمكنه أن يرفع رأسه بالإنجاز السياسي والشعبي الكبير الذي حققه. أن النتائج التي رأيتموها لغاية الآن، تعطي التمثيل الأول في عكار وطرابلس وبيروت والإقليم وصيدا، وحتى في البقاع الغربي والأوسط الشمالي لتيار المستقبل، وتعطي التيار كتلة كبيرة من 21 نائبا في البرلمان”.
وتابع: “كنا قد راهنا على نتيجة أفضل، هذا صحيح، وعلى كتلة أوسع، فيها مشاركة مسيحية وشيعية أفضل، هذا أيضا صحيح، لكن الجميع رأى أن تيار المستقبل، كان يواجه باللحم الحي، مشروع إقصائه عن الحياة السياسية، وعن مشروعية تمثيله لمكون أساسي من مكونات المعادلة الوطنية في البلد”، معتبرا أنه “أمامنا اليوم مرحلة جديدة وتحديات كثيرة. وأنا على رأس تيار المستقبل، مستمر بخوض هذا التحدي، على كل المستويات السياسية والوطنية والاقتصادية، ومعنا رصيد شعبي كبير رآه اللبنانيون في جميع المناطق”.
وأردف: “الانتخابات بالنسبة لي محطة انتهت. ولكن قبلها كانت هناك محطات، مع جمهور كبير، صوت لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولمشروع تيار المستقبل ولعروبة لبنان، ولصيغة العيش المشترك واتفاق الطائف. هذا الجمهور، الذي احتضن سعد الحريري وتيار المستقبل في أحياء بيروت وطرابلس، ومدن عكار والمنية والضنية، وصيدا والإقليم والعرقوب وكل البقاع، هذا الجمهور، هو الأساس بوجه كل الاختراقات ومشاريع الهيمنة على قرار بيروت وطرابلس وكل المناطق، وهو الأساس ايضا ليبقى تيار المستقبل، تيار الاعتدال العابر للطوائف، في كل لبنان”.
وقال: “ثقتي بالناس كبيرة، على الرغم من كل الاعتبارات. وثقتكم فينا، وفي أنا شخصيا ميدالية أعلقها على صدري، ومسؤولية أحملها على أكتافي، وخارطة طريق نمشيها معكم جميعا بإذن الله. لقد اقترع اللبنانيون اليوم لمشروع الاستقرار ولمشروع الأمان، ولمشروع النهوض الاقتصادي.اليوم انتصر مشروع الأمل بالمستقبل، وغدا مع بعضنا بعضا، أنا وإياكم، سنتابع العمل لتحقيق هذا المشروع”.
أضاف: “كالعادة، وعند كل استحقاق وكما علمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نمد الأيدي لكل الحريصين على الاستقرار، وعلى الشروع بتحقيق الإصلاحات المطلوبة لتقدم البلد، وحماية الإنجاز الكبير، الذي تحقق في مؤتمر سيدر وسائر مؤتمرات دعم لبنان. وأمد يدي لكل لبناني ولبنانية، شارك في الانتخابات، وفي المجهود الوطني الكبير، الذي نريد أن نتابعه في المرحلة المقبلة، لتثبيت الاستقرار السياسي، وتعزيز الأمان، والنهوض بالاقتصاد وإيجاد فرص العمل للشبان والشابات، وتحسين المعيشة لكل اللبنانيين. هذه الديمقراطية التي مارسناها، وهذه الحرية التي مارسناها، نريد أن نحافظ عليها، مهما كانت النتائج”.
وختم “نريد أن نحافظ على أهلنا، وعلى حقوق المناطق المحرومة خصوصا، وعلى حقوق الناس الطيبين، الذين عشت معاناتهم ورأيتها بعيني، ولم يعد مقبولا بعد اليوم، أن يكون هناك لبناني تحت خط الفقر، لا في عكار ولا في طرابلس ولا في أي مكان من لبنان. عشتم، عاشت الديموقراطية وعاش لبنان”.