أكد الرئيس نبيه برّي أمام زواره أمس، أنه في موضوع الحكومة «لا تزال الأمور تراوح مكانها. بل على العكس. فهي بدلاً من أن تتقّدم تتراجع إلى الوراء». وقال: «الحكومة en arrière. ولا نعرف السبب». وأضاف: «كنّا قد طالبنا بالاستعجال، وأكدنا استعدادنا تسهيل تشكيلها إلى أبعد الحدود، لكن لم يتّم التجاوب مع مطلب البلد بضرورة تشكيل حكومة بالسرعة المطلوبة تتصّدى للأزمات التي يعانيها». وأسف برّي للوضع الاقتصادي وقال: «ليس هناك من يتحسّس حجم الخطر المحدق بالبلد»، وتابع: «لا يكفينا الوضع الاقتصادي، حتى أصبحنا اليوم أمام واقع أمني خطير جداً، وأقصد ما يجري في منطقة البقاع الشمالي». واعتبر أن ما يحصل هناك «لا يؤذي المنطقة أو لبنان، بل هو يشكل إساءة كبيرة للعهد الذي نحرص عليه أكثر من كل الآخرين».
من وجهة نظر بري: «لا يجوز التأخير أكثر في التأليف. في فترة العيد (الفطر) كانت هناك مشكلات كبيرة من دون أن يحرّك أحد ساكناً». والغريب أنهم «في الدولة يتحدثون عن خطط أمنية، لكن هذا الأمر في ظل الواقع الذي نعيشه ونراه ليس سوى مجرد كلام وهمي». وأضاف: «نحن في أمل وحزب الله قدّمنا كل التسهيلات، ونقوم بما هو مطلوب منا لإنقاذ هذه المنطقة. المطلوب قرار جدّي يقترن بفعل جدّي، فقد حان الوقت لإنقاذ منطقة البقاع وإدخالها في الدولة، في حين يجري التعامل معها وكأنها خارج نطاق الدولة، بقرار من الدولة»!
حتى مساء الأمس، لم يحصل أي اتصال بين برّي والحريري. تواصل الإثنان بعد مغادرة الحريري الرياض متوجهاً إلى باريس من دون الدخول في التفاصيل (ينتظر أن يعود رئيس الحكومة غداً، على أن يعقد جولة من المحادثات، بعد غد الخميس مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل). عملياً، «المرحلة صعبة»، يقول برّي إن «تعقيداتها لها أسباب داخلية وخارجية تؤخّر الحكومة». لا مؤشرات إيجابية تُنبئ بجدية في التأليف. «قلنا لهم أن يستعجلوا»، يقول برّي: «لكن لا يبدو أنهم على عجلة»، ويختم: «سبق أن قلت لهم أيضاً إنني موجود في البلاد حالياً إن أردتم التشكيل، ومن الممكن أن لا تجدوني في الأسابيع المقبلة».