نظمت الدائرة الاعلامية والعلاقات العامة في الجامعة الاميركية للعلوم والتكنولوجيا AUST طاولة نقاش بعنوان “الصحافة اللبنانية وصراع البقاء: حارسة الحريات في خطر، خطة طوارىء وحلول” برعاية وحضور وزير الاعلام ملحم الرياشي ومشاركة صاحبة جريدة “النهار” النائبة السابقة نايلة تويني، رئيسة الجامعة الدكتورة هيام صقر، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان صعب، عميد كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية البروفسور جورج صدقه، مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، الاستاذ طلال سلمان، الدكتور عامر مشموشي واصحاب ورؤساء تحرير صحف ومطبوعات لبنانية وعربية وصحافيون للبحث في أزمة الصحافة في لبنان وتقديم اقتراحات وحلول. وادارت الندوة وقدمت المشاركين مديرة الدائرة الاعلامية والعلاقات العامة في الجامعة ماجدة داغر.
داغر
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لداغر شددت فيها على “أهمية المناسبة في تناولها واقع الصحافة المطبوعة والصعوبات التي تمر بها. القت صقر كلمة “أهل القلم الحر والفكر الحر والصحافة الحرة”، وقالت: “أهلا بكم اليوم في قلب جامعتنا، تتناولون موضوعا هو قلب رسالة لبنان الصحافية، وتسعون إلى إيجاد علاج له، هو الأساس في حياة كل حياة، هو القلب، وإذا توقف القلب ماذا يبقى لباقي الجسم أن يعيش؟ أعرف أننا نمر اليوم في إحدى أقسى أزمات لبنان الحديث، إن لم تكن أقساها إطلاقا. ومن أصعب ما فيها أن رياحها ضربت أشرعة عالية لسفن صحافية كبرى، فغلب النو ضخامة السفينة، وعلت الأمواج حتى أغرقت في عبابها أطواد البحر.
ويكون أن اجتماعكم اليوم في رحاب AUST كي تناقشوا أزمة الصحافة اللبنانية راهنا، وتتبينوا معاناتها في صراع البقاء، فيما الخطر يحاصرها وهي حارسة الحريات. المأمول منكم، وأنتم كلكم خبير ومتمرس وعريق في حقل الصحافة المكتوبة، أن ترسموا لنا خطة للطوارئ وطريقا للحلول”.
اضافت: “إننا على ثقة عالية بأنكم على ذلك قادرون، بأن تسيروا وسط هذا الكم الهائل من الوسائل الإعلامية الحديثة، وليدات الثورة التكنولوجية والإلكترونية، ووسائط التواصل الاجتماعي التي تسرق الخبر وتبثه بثوان أسرع من ومضة البرق. فما الذي يبقى إذا للجريدة تقوله صباح اليوم التالي؟ المشكلة أمامكم، حولكم، في مكاتبكم، في صحفكم، في قلب أقلامكم، تلاحقكم كل يوم، تطاردكم كل يوم، ومع كل يوم يمر، تقترب المأساة من ضحاياها. الكلمة اليوم لكم. القول الفصل اليوم لكم.
الداء بين مباضعكم. الحل في ضمائركم وخبرتكم. قلب الصحافة المكتوبة في خطر.
أنتم أهلها وأسيادها. فافتحوا صدرها اليوم في عيادة، لكم التشخيص ولنا النتائج”.
الرياشي
ثم تحدث الوزير الرياشي فقال: “نحن في مقاربة جديدة للاعلام في لبنان، وعلينا أن نحافظ على الأصول والجذور الوطنية. لقد تقدمت بمشاريع قوانين عدة الى مجلس الوزراء من اجل التغيير ، لكنها بقيت في أدراج المجلس، لأن الدولة العميقة في لبنان تكره الاعلام، وتريده مستسلما لها، يبخر للسلطان ويعكس الصراعات والمكونات السياسية التي تتشكل منها الدولة، لا أن تعكس الرأي العام والحرية عموما. ولأجل ذلك، فإن دعم هذه الصحافة ليس سهلا، بل يحتاج الى لوبي كبير من اصحاب العلاقة، الذين لم يكن لديهم الاهتمام الكافي”.
اضاف: “ان الاعلامي بطبيعته يتبع الخبر لا يتبع مصالحه، هناك تجارب عدة مررت بها منذ توليت وزارة الاعلام، حيث كانت المعاناة حقيقية امام الثورة التشريعية، فوزارة الاعلام المتهالكة يجب تحويلها الى وزارة جديدة في الشكل والمضمون. وفي هذا السياق، لم يكن هناك أي تجاوب في شأنها وكل المشاريع عالقة في ادراج مجلس الوزراء. لقد استقدمنا خلال ورشة عمل اقيمت في وزارة الاعلام خبيرا يعمل في جريدة la presse الكندية، الذي حول خلال ثلاث سنوات الجريدة الى جريدة رقمية رابحة، وتصدر كل يوم أحد ورقية يتصفحها القارىء”.
وأشار إلى أن “في فرنسا، يتم طبع اكثر من 500 الف كتاب ونشرة ورقية يتم توزيعها وقراءتها ايضا”، وقال: “ما اريد قوله ان لا صراع بين الصحافتين الالكترونية والورقية بقدر ما هو صراع اقتصادي اكبر، فنحن نتقدم تقنيا كثيرا، ولكننا نتراجع كثيرا على المستويين القيمي والاخلاقي”.
وتابع: “في المجلس الوطني للاعلام هناك 413 موقعا الكترونيا مسجلا، اكثر من 85 في المئة منها مواقع سياسية.أما البقية ففنية، وهناك موقع ثقافي واحد”.
وأردف: “إن التلفزيون والاذاعة والموقع الالكتروني لا تستطيع الاستمرار والعيش من دون الجريدة، فالمنتوج التحليلي والفكري نابع ومبني على انتاج الجريدة. اذا، الجميع لديه مصلحة في المحافظة على هذه المؤسسات”.
وختم: “استطيع القول ان تجربة جريدة “النهار” جيدة، لكنها غير كافية، فلو صدرت بقرار نقابي لكانت حلت مشاكل كثيرة للصحف”.
سلمان
ثم كانت مداخلة لسلمان الذي اشار الى أن “الصحافة في لبنان كانت صحافة العرب حيث كانت كل الحيوية في بيروت المركز الذي يظهر كل صراعات وسياسات العرب، اما اليوم فلا يوجد تنظيم سياسي عروبي أو أي رابط وحدوي حقيقي بين الدول العربية، ولا توجد حياة سياسية في لبنان بل احزاب طائفية وبالتالي الصحافة والرأي العام متعلقان بهذه الاشكالية”.
تويني
ثم كانت مداخلة تويني التي شددت على “اننا اليوم بحاجة اكثر من اي يوم لصحافة وصحافيين، فنحن في “النهار” تعودنا الرأي والرأي الاخر”، وتحدثت عن تجربة “النهار” التي انطلقت منذ 7 سنوات، فالصحافة رسالة وطنية واخلاقية وانسانية هي حارسة الحرية والتحدي امامنا كبير، ونحن اليوم رسالتنا رسالة حرية ومسؤولية وطنية طالما نحن نؤمن بلبنان يجب أن نحافظ على رسالته وحريته والصحافة هي من اعمدة الحرية”.
صدقة
ثم القى صدقة كلمة لفت فيها الى أن “انقاذ الصحافة الورقية هو قضية وطنية، لأنه بدون الصحافة الورقية لا نظام ديموقراطي. والسؤال لماذا وصلنا الى ما نحن عليه اليوم في هذه المهنة؟ حيث كان لبنان منبر الصحافة في العالم العربي”.
واشار الى “وجود نماذج ناجحة في العالم على صعيد التكامل بين الصحافة الورقية والاكترونية يجب أن نحذو حذوها، ويجب أن تمثل الصحافة اللبنانية حاجة كي تستمر، وقيام شراكات اقتصادية ضمن اليات معينة مع المصارف وغيرها. كما يمكننا استيراد بعض الافكار من الخارج مع تمسكنا بتراثنا”.
سليمان
بدورها شكرت سليمان الجامعة على هذه الدعوة “لمعالجة مشكلة الصحافة”، سائلة:
“هل المشكلة هي صراع بقاء الصحف واصحاب الصحف ام صراع العاملين فيها والذين يعانون كثيرا حيث تقطع ارزاق ولقمة عيش عائلات يعمل اربابها في هذه المهنة، فبعض الاعلاميين لا يحصلون على رواتبهم، كما انها مشكلة امام خريجي الاعلام حيث يكونون عاطلين عن العمل، مما ينذر بتراجع عدد طلاب كليات الاعلام”. آملة من نقابة المحررين “العمل للحفاظ على حقوق الاعلاميين”. كما شرحت الخطوات التي قامت بها “الوكالة الوطنية للاعلام” على صعيد الصحافة المطبوعة منذ 2010.
توما
ثم كانت مداخلة مدير “الأوريان لو جور” ميشال توما الذي اشار الى “تجربة الجريدة الفرنكوفونية ودور المساهمين الكبار في الحفاظ عليها”، مشيرا الى ان “دورها الاساسي هو الحفاظ على القيم الوطنية اللبنانية ومستقبل الاعلام يجب ان يكون بالتكامل بين الالكتروني والمطبوع”.
مشموشي
وشدد مشموشي على ان “الصحافة اللبنانية هي في معاناة دائمة منذ سنوات طويلة وهي تناضل بشكل دائم ومساعدة الدولة هي امر ضروري من اجل استمراريتها في هذه الظروف الصعبة وهناك طرائق عديدة للمساعدة”.
الريس
ولفت الريس الى ان “الاعلام الالكتروني هو المستقبل وبالتالي علينا مواكبته فالعصر تغير وتغيرت ادواته وبالتالي اليات ومعايير تشكيل الرأي العام في لبنان تغيرت، وبقدر ما نستطيع التغيير والمواكبة نصل الى مبتغانا”.
وشدد على “ضرورة أن نتعايش مع هذا الواقع”، لافتا الى ان “دعم الدولة للصحافة مسألة شديدة الحساسية ويجب ان يكون دون أن يؤدي الى تدجين الرأي الحر”.
بزي
وشدد يوسف بزي على “ضرورة الحفاظ على تقاليد الكتابة والمهنة وانه لا يوجد تعارض بين ما هو مكتوب وما هو الكتروني”، منتقدا “الفساد في الصحافة”.
طاهر
واشار شفيق طاهر مدير “العربي الجديد” في لبنان الى ان “كلفة الجريدة هي قسمين تحريرية وورقية”، مشددا على “ايلاء مسألة التسويق الاهتمام الكافي”.
التقي
وشدد يقظان التقي على “التركيز والحفاظ على المستوى الثقافي والقيمي في الصحافة التي هي عماد اساسي في الوطنية. والحفاظ على القيم مع هذه الثورة الرقمية السريعة”.
الحاج
بدوره شدد الصحافي ايلي الحاج على “اهمية الحفاظ على الصحافة لانها مؤتمنة على الحرية وتنوعها هو صورة لغنى تنوع لبنان”.
جرجس
واكد جهاد جرجس من جريدة “الجمهورية” “ضرورة التكامل والتوجيه في العمل الصحافي، مع مواكبة الثورة التقنية”.