أولم سفير لبنان في المملكة العربية السعودية الدكتور فوزي كبارة مساء أمس، على شرف وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي والوفد الاعلامي اللبناني المرافق، في حضور عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في المملكة.
كبارة
بداية، ألقى السفير كبارة كلمة رحب فيها بالوزير الرياشي والوفد، مشيدا “بالمهمة التي قام بها لتوحيد المسيحيين، بعد نزاعات طويلة بين بعضهم”، مؤكدا أن “ابناء الجالية في المملكة مسالمون ولا يخالفون القوانين”.
الرياشي
ثم تحدث الوزير الرياشي، فشكر للسفير كبارة “حسن الاستقبال”، وقال: “أنا مسرور أن ألتقي بكم لمناسبة الاحتفال بإعلان الرياض عاصمة للاعلام العربي الذي أقر في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الاعلام العرب في القاهرة. أكرر اليوم السؤال نفسه الذي سألناه في القاهرة، وسنسأله في الرياض وبيروت وفي العواصم العربية: اي اعلام عربي نريد نحن اليوم؟ واي قضية نريد وعما نبحث؟ إنه سؤال استراتيجي كبير، وأعتقد أن وزراء الاعلام العرب مسؤولون عن الاجابة عنه بل هم مسؤولون عن العمل على إلغاء وزارات الاعلام في بلدانهم، وان يسعوا مثلما سعيت أنا لإلغاء وزارة الاعلام في لبنان. لقد نجحت في الوزارة ولكن، للاسف، فشلت في مجلس النواب ومجلس الوزراء في إلغاء وزارة الاعلام وبالتالي تحويلها الى وزارة حوار وتواصل”.
أضاف: “إن أكثر ما نحتاجه هو مكافحة الحض على الكراهية، ومكافحة الارهاب بكل أنواعه ومسبباته، علما أن مسبباته الفكرية وخلفياته لا يمكن مكافحتها الا عن طريق التواصل والحوار، والاعلام العربي الذكي والواعي والواعد”.
وتابع: “في هذه المناسبة، اسمحوا لي أن أقول كلمة صغيرة عن بلدي: إن لبنان يصل في كل مرة الى مراحل من النزاع. صحيح انه ينازع ويدخل العناية الفائقة، لكنه يعود وينتزع حياته وحريته بالقوة، وكأنه مقدر له من الله ألا يموت وأن يحصل على دعم إخوته العرب وأصدقائه العالميين والدوليين من أجل بناء مستقبل أفضل”.
وقال: “صحيح أن هناك معاناة كبيرة وحكومة ولادتها متعثرة جدا، وصحيح أن هناك توازنات غير ثابتة ومختلة بعض الشيء، لكن الخلل لا يدوم، كون الدائم هو لبنان ووجودنا فيه من أجل الذين ذهبوا منه ومن أجل العائدين إليه، ومن أجل الآباء والاجداد والاولاد والاحفاد، لأجل هؤلاء، نريد أن نبقى في لبنان. كذلك، لأجل الجالية الكريمة التي نفتخر بها، في المملكة العربية السعودية، ولأصدقائنا السعوديين الذين فتحوا ابوابهم وخيراتهم لأبنائنا اللبنانيين والناشطين جدا، والذين يرفعون الرأس ولا نسمع أي شكوى ضدهم، بل على العكس نرى كل الخير منهم إذ انهم يبدعون في رفع اسم لبنان عاليا، وهم مثال لأي عامل او ناشط في العالم. فالتحية لأبناء الجالية اللبنانية في المملكة وفي دول الخليج العربي”.
وقال: “نحن بحاجة الى تحديد المقاييس، وليس الى تحديد المعايير، لنتمكن من تدفئة لبنان والمشرق ونبني مشرقا جديدا وننتهي من الكابوس الذي نعيش فيه اليوم”.
وختم لافتا الى مشاركة سفير المملكة في لبنان وليد بخاري في الريستال الميلادي في كنيسة مار الياس انطلياس والذي أحييته الفنانة ماجدة الرومي، وقال: “لقد كانت مبادرة رفيعة، لأن السفير يمثل المملكة في لبنان، وهذه مبادرة مميزة وخاصة، تؤكد ان الانسان إن كان مسيحيا أو مسلما او الى اي دين انتمى، هو انسان، ويحاسب او يعاقب ولا يزايد عليه إلا بالايمان والتقوى والمحبة وبشجاعة بناء السلام، لأن بناء السلام يحتاج الى شجاعة كبيرة”.