وفي خطاب مكتوب صريح إلى ترامب، تحدث ماتيس عن تزايد الشقاق واختلاف الرؤى بينهما، منتقدا ضمنيا عدم اكتراث الرئيس بأقرب حلفاء الولايات المتحدة.
وكتب ماتيس في الخطاب “ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع له رؤى أكثر تقاربا مع رؤاكم في هذه الموضوعات وغيرها، فأعتقد أن من المناسب لي التنحي عن منصبي”.
وبينما جاءت استقالة ماتيس بعد يوم من قرار ترامب سحب قواته بلاده من سوريا، قال مسؤولون أميركيون إنها لم تكن بإملاء من الرئيس ترامب، لكنها فهمت على أنها احتجاج على هذه الخطوة المفاجئة.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي أنه سيسحب قواته من سوريا، وعددها 2000 جندي، في قرار يمثل تحولا في السياسة الأميركية بالمنطقة، ويزيد من احتمالات عودة تنظيم داعش المتشدد.
وقد نصح ماتيس الرئيس ترامب بعدم الانسحاب من سوريا، بحسب أحد المسؤولين الأميركيين، الذي أشار إلى إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالت من منصبه.
وقال مسؤولون أميركيون، الخميس، إن الرئيس ترامب لا يزال يبحث إصدار أمر بسحب أعداد كبيرة من القوات الأميركية من أفغانستان، التي تشهد حربا دائرة منذ 17 عاما، وهو ما يمثل تحديا جديدا لماتيس.
وأشار خطاب ماتيس إلى اختلافه مع سياسات ترامب، معبرا عن قناعته بضرورة أن تحافظ الولايات المتحدة على تحالفاتها القوية وتظهر احترامها للحلفاء.
ومن المرجح أن تحدث استقالة ماتيس صدمة بين حلفاء الولايات المتحدة العسكريين الذين أربكهم نهج ترامب إزاء الأمن العالمي، والذي يصفونه بأنه يصعب التكهن به ويسير في خط منفرد.
وأعلن ترامب في تغريدة على تويتر ترك ماتيس للمنصب، موضحا أنه سيرشح وزيرا جديدا قريبا. وقال: “سيتقاعد الجنرال جيمس ماتيس في نهاية فبراير بعد أن خدم في إدارتي وزيرا للدفاع على مدى العامين الماضيين”.
ومن المرشحين المحتملين لتولي المنصب السناتور الجمهوري توم كوتن، الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع.