أنشئت الإذاعة اللبنانية عام 1938 في عهد رئيس الجمهورية اللبنانية المرحوم إميل إده وكان إسمها راديو الشرق وكانت تبث على الموجة المتوسطة طولها 288,50م بقوة نصف كيلواط وكان مركزها في مبنى السراي مركز رئاسة الحكومة سابقاً ووزارة الداخلية حالياً. تم تعيين الأستاذ ألبير أديب أول مدير إذاعي للقسم العربي ومعه عين الشاعر الكبير سعيد عقل مذيعاً باللغة العربية.
وفي نيسان 1946 تسلمت الحكومة اللبنانية الإذاعة من الفرنسيين بموجب بروتوكولات رسمية في عهد الرئيس الشيخ بشارة الخوري وألحقت بوزارة الأنباء والسياحة تحت اسم “محطة الإذاعة اللبنانية” وعين الأستاذ محمد صبرا مديراً للدعاية والنشر والإذاعة.
وضع الحجر الأساس لدار الإذاعة اللبنانية الكبرى في محلة الصنائع في كانون الثاني 1958 في عهد الرئيس كميل شمعون، حيث تولت شركة Simens الألمانية تنفيذ مشروع الإذاعة الذي يضم 7 إستديوهات ومكتبة تسجيلات ومحطة للإرسال في عمشيت بقوة 100 كيلواط موزعة على جهازي إرسال للموجتين المتوسطة 837,9 KHz لبرامج اللغة العربية والموجة القصيرة للبرامج الغربية على مساحة من الأرض تبلغ 1700متر مربع.
مرت الإذاعة بظروف صعبة جداً عام 1975 أثناء الحرب اللبنانية وتضررت محطات إرسالها مما أدى الى إنقطاع الإتصال بينها وبين المركز الرئيسي في بيروت.
بعد إتفاق الطائف عام 1989 إستعادت الإذاعة محطات إرسالها في إيطو والباروك ومن بعدها مركز عمشيت، وعملت على وضع خطة لتطوير هذه المحطات والإستديوهات.
وبناء عليه تم إنشاء محطة إرسال كبرى في منطقة حامات وجه الحجر في قضاء البترون بقوة ألف كيلواط على الموجة المتوسطة. كما ان وزارة الإعلام عملت على تجهيز محطات إرسال على موجة الـ F.M. في منطقة بعلبك وفي جبل صافي بالجنوب يبث منها البرنامج الغربي على موجة 96,2 F.M. بعد تجهيز إستديوهين بأحدث الأجهزة لهذه الغاية عام 2003.
أما في موضوع الإستديوهات للبرنامج العربي فقد جهزت الإذاعة سبع إستديوهات وهي الأساسية بتجهيزات جديدة قامت بتوريدها وتركيبها شركة شتودر السويسرية والمشهود لها في هذا المجال، وقد تم حفل تدشين هذه الإستديوهات وبوشر العمل فيها في عهد الرئيس إميل لحود عام 2007. وهي تعمل على الموجتين 98,5 و 98,1 F.M. .
وبالنسبة لمكتبة التسجيلات الإذاعية فهي تعتبر من اهم المكتبات الإذاعية في الشرق الاوسط حيث تحتوي على آلاف البرامج والتسجيلات الموسيقية والغنائية لكبار الفنانين والمطربين اللبنانيين والعرب والأجانب الذين مروا في تاريخها الذهبي وسجلوا في إستديوهاتها وتركوا بصماتهم عبر أثيرها. فإن الإذاعة تعمل ضمن خطة التطوير الموضوعة على نقل المادة الإذاعية وحفظها على شرائط مدمجة وأرشفتها بأحدث الطرق المعلوماتية والتقنية.
تعمل الإذاعة اللبنانية بإشراف وزارة الإعلام وتتخذ نطاقاً لعملها الخطة الإعلامية التي تضعها الحكومة اللبنانية ويشرف على تنفيذها وزير الإعلام. وهي تعمل أيضاً ضمن منظومة الإعلام العربي على مختلف مستوياته الإعلامية والبرامجية لما فيه خدمة القضايا العربية المشتركة من خلال إتحاد إذاعات الدول العربية والمؤسسات التابعة له.